عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2007, 02:21 AM
فنيس سعد بن دربي فنيس سعد بن دربي غير متصل
مستشار الموقع
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 192
معدل تقييم المستوى: 18
فنيس سعد بن دربي is on a distinguished road
مقالات فالح محمد العمره

صرخات وطن



ما الذي يبكيك يا وطن في هذا الليل المظلم؟ وقد شحب وجهك، وكثر نحيبك، ونحل جسمك، وذهبت عافيتك، مالي اراك تندب حظك وتبكي على الماضي؟ هوّن عليك ياوطن، لا تقتل نفسك بالهموم والغموم.

فانفجر الوطن وخرج من صمته، والعبرات تسبق العبارات، يحكي واقعه الأليم قائلا: أبكي ظلم ابنائي لي، لا تلمني على حالي بل عليك توجيه اللوم على من اوصلني الى هذا الحال، نعم انهم ابنائي الذين يتصارعون فيما بينهم! آثروا مصالحهم الشخصية على مصلحتي، وأخذ يطعن بعضهم البعض، وعاثوا الفساد في جسدي، وحطموا كل ما أحمل من معان طيبة، لم يفكروا في بنائي وتطويري وتنميتي وتحسين صورتي امام باقي الاوطان، بل سجلوني في تاريخ البؤساء من البلدان، لم اعد افهم تصرفات ابنائي ولا طريقة تفكيرهم، لقد حملوني ما لا احتمل، ومزقوني بالنزاعات الشخصية، وبدت حالتي يرثى لها، وكان لهذه النزاعات الاثر البالغ في تحطيمي في كل المجالات.

فإن نظرت الى حالتي الصحية فإنها تنهار وتتدهور يوما بعد يوم ومن سيء الى أسوأ واستشرى سرطان الفساد في جسديa، وشلت اركاني وما عدت استطيع الحراك.

وان نظرت الى وضعي التربوي فإني اغرق في ظلمات الجهل من اثر التطاحن بين القيادات، والتصفيات الشخصية، ولا احد يهمه مستقبلي التعليمي ولم يسهم احد في عجلة التطوير، فتصدر الجهلاء وغُيب العقلاء والعلماء، وقُتل الابداع في معهده، ووسد الامر الى غير اهله، واني انتظر الساعة.

وان نظرت الى وضعي الاجتماعي فلقد ارتفعت مؤشرات الانهيار، فالأسرة تشتكي صراع القيم بداخلها، وتصارع من اجل البقاء وتشكي الامرين من الحملات الشرسة غير الأخلاقية لتفكيكها من قبل القنوات الفضائية والاعلامية والمؤامرات التي تحاك ضدها.وانظر الى البيئة والمصائب المقبلة وكذلك الاقتصاد العجوز الذي يمشي على ثلاث، وانظر الى الأمن الداخلي والخارجي وخطورة الاوضاع التي ستتفجر في أي لحظة، والكثير الكثير مما لا أستطيع البوح به.

والآن هل علمت لماذا أبكي؟ وما كنت اظن في يوم من الأيام بأني سأصل الى هذا الوضع والى هذا الحد من الظلم الذي وقع علي!!

ولكنني ومع هذا مازلت أظن ان هناك من أبنائي من لا يرضيه هذا الوضع، وسيبذل أبنائي المخلصين كل جهدهم لخلاصي من هذه الاوضاع المتردية التي تقودني الى الهاوية. ومع هذا الليل المظلم فإنني أستبشر بالفجر الصادق والصباح المشرق.

قلت ياوطن: هل باستطاعتي مساعدتك.

الوطن: أو لست من أبنائي؟

قلت: بلى.

الوطن: أو ليس لك قلم تكتب به؟

قلت: بلى

الوطن: فعليك ان تحميني أنت وكل قلم يحبني ويحمل لواء الأمانة لوطنه ولا تترك هذا اللواء وهذا الطريق ولو كنت وحدك.

قلت: أعاهدك ياوطن على حمل الأمانة ما بقيت حياً.





http://alamalyawm.com/articledetail.aspx?artid=17381

رد مع اقتباس