عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 05-04-2005, 08:10 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

التخاطب المبكر مع الطفل

\" الأهمية والأسلوب \"
يعتمد الطفل كثيرا في السنوات الأولى من حياته على الكبار ، في طعامه ، وشرابه ، ونظافته ، وتلقينه ماذا يفعل ومتى يفعل ، وهو بذلك طوع ما يختاره الكبار ، ثم يتعلم تدريجيا التحرك بمفرده يستكشف ، ويستطلع بيئته دون معونة، ويتقدم بذلك سريعاً في كل الاتجاهات حتى يحصل على الاستقلال والاعتماد على الذات في معظم شؤونه الحياتية اليومية .
إن مرحلة ما قبل الاستقلال هي المرحلة الأكثر طوعاً في حياة الطفل ، والراشد الذكي يدرك أن الإدارة الحكيمة لحياة الطفل تتطلب منه الاهتمام المبكر بغرس ما يراه ضرورياً لتْنْشئَة سليمة ، فَالطفل لن يكون طوع إرشاداته لأكثر من أعوامه التي يقضيها كاملة بالمنزل ، لذلك على الراشد أن يستغل انفراده بالطفل في هذه السنوات الأولى فيغذي شخصيته النامية بالقواعد والأصول الاجتماعية والدينية والأخلاقية باستفاضة وتوضيح ، فوقت التخاطب والاتصال بينهما عند بدء المدرسة سيكون شديد الاختصار ، لأن حياتهما ستكون أكثر شحناً بالمطالب والصعوبات . ( 1 ،225 )* .
والتخاطب في تقديري نوعان ، مباشر وغير مباشر ، ويتمثل المباشر في اللغة التي نتحدث بها مع وأمام الطفل ، وما نوجهه له من أوامر ونواهي وتعليمات مباشرة ، أما غير المباشرة فيتمثل فيما يشاهده الطفل من نماذج سلوكية يومية أمامه داخل المحيط الذي يتواجد به ، كذلك أساليب المعاملة الوالدية والتي يدركها الطفل كرسائل موجهة إليه تحمل الكثير من المعاني سواء كانت إيجابية أم سلبية ، و إدراكنا لأهمية التخاطب المبكر مع الطفل وأسلوب هذا التخاطب هو أولى الخطوات نحو العمل على توجيه نموه توجيهاً سليماً ، ووقايته من المشكلات ، والاضطرابات التي يمكن أن تحدث إذا ما أهملنا هذه الجوانب .
واللغة اللفظية هي الوسيلة الأساسية للاتصال ، إلا أنها ليست الوحيدة ، ذلك أن أسلوب نطقنا وطريقة كلامنا ، والنغمة المصاحبة لكل ما نقول ، كلها متغيرات تؤثر في اتصالنا وعلاقتنا مع الآخرين ، وإذ لم يراعى المحيطون بالطفل مضمونه ، وأسلوب اللغة المستخدمة في الاتصال معه ، فإنها يمكن أن تعرقل نمو الطفل السوي ، فالطفل إذا لم يكن متخلفاً عقلياً ، أو أصماً فإن تأخره في الكلام مؤشر على تخلفه الاجتماعي ، وتسبق قدرته على الكلام قدرة أخرى هي إصدار أصوات غير مفهومة ، إلا أن كثرة هذه الأصوات وشدتها مؤشرات على يقظة الطفل لما حوله من منبهات، أو إلى جدب انتباه الآخرين ، أو التعبير عن حاجته إلى خدماتهم ، وعلى الراشد أن يحاول فهم هذه النداءات وتلبية رغبات الصغير ، مما يدفع إلى إدراك أو إحساس الطفل بأهميته وحب عائلته له .
أما إهمال الطفل وتركه لساعات طويلة دون تلبية لنداءاته بداعي عدم تعوده على استخدام هذا الأسلوب لجدب الانتباه ، أو الإهمال وعدم الإكثرات ، فانه سريعاً ما يدرك انه وحيد غير ذي أهمية ، فيسكت عن المطالبة ، ويدعنُ للواقع ، ويفقد شهيته للاستكشاف ، وهذا يعني أن الطفل الذي يبكي مثلاً لمدة طويلة دون ما أحد يلبي نداءه ، فإن سكوت الطفل عن البكاء لا يعني أن الأسرة قد نجحت في تعليمه عدم استخدام البكاء كوسيلة لجدب الانتباه ، ، بل هذا يمكن أن يكون إدراكا من الطفل بعدم أهميته واستسلاما منه بقلب ومشاعر حزينة تترك آثارها في سلوك وشخصية الطفل النامية المستقبلية .
كذلك لأسلوب ومضمون اللغة التي يتم بها التخاطب بين الطفل والآخرين أهمية كبيرة ، فالطفل الصغير وأن كانت لغته المستخدمة غير كاملة ظاهرياً ، أو بمعنى آخر ليس وفق قواعد اللغة ، إلا أنه عندما ينطق بكلمة واحدة فانه يوجه بها رسالة كاملة خاضعة لجميع قواعد اللغة ، فالطفل كما نعلم يستطيع الفهم قبل الكلام ، من هنا وجب على الأهل عدم التقليل من قدرة الطفل على الفهم والاستيعاب ، وأن يبتعدوا عن استخدام ما يسمى بلغة الطفل والتي هي تحريف مستهجن للكلمات بداعي تبسيطها ليفهمها الطفل ، وهذا لا يعني المطالبة باستخدام اللغة الأصلية بجميع قواعدها أثناء الحديث مع الطفل ، بل المقصود هو استخدام اللغة العادية التي نتحدث بها نحن الكبار .
كذلك على الأسرة الاهتمام بمضمون اللغة التي يوجهونها للطفل أو يتحدثون بها أمامه ، والابتعاد عن اللغة التي تهينه وتقلل من شأنه ، حتى لا تكون نماذج لفظيه يتعلمها الطفل ويقوم بأدائها فيما بعد (6 ، 106 ) .
والتخاطب المبكر يشير إلى أن الطفل يتمتع بمحيط يساعده على الاتصال بالآخرين ، ولغته التي يتم بها هذا التخاطب هي مؤشر واضح على مستوى عائلته الثقافي أولاً ، ومستوى ذكائه ثانيا ، فإذا انتقى الطفل كلامات جيدة ومؤدبة فإنه يختلف عن آخر غير جاد في التعبير السليم أو بدئ الألفاظ .
ووقاية الطفل من أخطاء التخاطب مسؤولية المحيطين به ، فالطفل الذي يبدل أثناء كلامه حرف مكان آخر ويجد استحساناً من أهله لهذه الأخطاء ، سوف يبالغ في اعوجاج لغته ، ويطيل فيها ، وكثيراً ما تؤدي يقظة الأهل واهتمامهم بالطفل إلى تدارك المواقف التي تُوثّرُ الطفل وتصيبه بالخوف والرهبة ، فيتهته ، ويتلجلج في كلامه ، وهنا تكون وقايته نفسياً بتعديل الظروف أو المثيرات المثيرة للخوف والقلق أو بتعديل أسلوب الوالدين في التعامل معه . (1 ، 232 ) .
في هذا المجال يشير حامد زهران إلى أن تعدد اللهجات أو اللغات المستخدمة في التخاطب مع الطفل في وقت واحد تسبب اضطرابات في الكلام لدى الأطفال .
(2 ،517 ) .
وتتميز مرحلة الطفولة بغزارة الأسئلة التي يوجهها الطفل للمحيطين به ، والتي يكون للاجا به عليها – بطريقة صحيحة – الأثر الكبير في تكيف الطفل الاجتماعي ، ونموّه النفسي نمواً سليماً .
إن نسبة من هذه الأسئلة سببها المخاوف من أشياء ليس للطفل معرفة أو خبرة سابقة بها ، وبهدف الشعور بالأمان والطمأنينة ، وكثيراً ما يكون الدافع لأسئلة الطفل حب الاستطلاع والاستكشاف ، ورغبته الطبيعية في الحصول على انتباه الآخرين إليه والاهتمام به ، كما يلجا الطفل إلى كثرة الأسئلة لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم ومن تم يلجا إلى استخدام اللغة في السؤال تلو السؤال ليس حباً في طلب الإجابة على قدر رغبته في ممارسة اللغة والتباهي بقدراته في استخدامها.
وينزعج كثير من الأباء والأمهات بأسئلة أبنائهم ذلك لأن الكثير من أسئلة الأطفال محيرة للأباء والأمهات ويعجزن عن إعطاء الإجابة المناسبة ، بل أحياناً ينهرونهم والبعض قد يعاقبهم ، والقاعدة الأساسية في الإجابة على أسئلة الأطفال أن تأتى الإجابة محدودة وبسيطة وقصيرة ، كما يجب أن يدرك الأباء أن الأخذ والعطاء مع الطفل في الإجابة على أسئلته له فوائد كثيرة أهمها تنمية شخصية الطفل ، وتنمية قدرته اللغوية ، وتمرينه على استعمال الكلمات والتعابير الجديدة ، كما يتعلم الطفل عن طريق الأخذ والعطاء في الإجابة على أسئلته القدرة على الإصغاء والاستماع إلى الإجابة ، ( 9 ، 152 : 153 ) .
من جهة أخرى تؤكد نظرية التحليل النفسي على أهمية الخطاب المباشر المتمثل في ما يقدمه الأهل من أوامر ونواهي وتوجيهات متضمنة كم من المعايير عن طرق الصواب والخطاء في التفكير والمشاعر والسلوك ، في تكوين الأنا الأعلى (الضمير) ( Superego ) ، والذي يشكل مع الأنا الأعلى والهو ( ego and ID ) النموذج التكويني للشخصية المنفردة ، حيث يؤكد فرويد على أن الأنا الأعلى ينمو نتيجة لجهود الوالدين المستمرة في تأكيد الاتجاهات الصحيحة والمقبولة لأبنائهم ، بواسطة وسائل مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق التواب والعقاب ، والأنا الأعلى ( الضمير ) يعتبر نوعاً من النظام الداخل للشرعي والمباح أو الممنوع وغير المتاح . ( 4 ، 48 ) .
وبعبارة أخرى يعد الأنا الأعلى بمثابة الضابط الداخل للسلوك الفرد ، والذي يتشكل في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ، مما يؤكد أهمية التخاطب المبكر مع الطفل .
كما أن للتخاطب المبكر تأثير على تقدير الطفل لذاته ، فالطفل في سنواته الأولى معرض لعدم الفهم ولسوء التقدير لذاته بسبب عدم اكتمال نضجه ، ومن مظاهر عدم فهمه اعتقاده بأنه قادر على القيام بأي شئ ، وهو ما يسمى بالتلقائية Spontaneity ، وهو ليس اضطرابا ، لان الطفل في سنواته الأولى لا يعرف أسلوباً غيره ، وهنا تأتى حاجته إلى راشد يتفهم طبيعة الطفل وحاجاته ، لا إلى راشد لا يؤمن إلا بالملاحظة الدائمة للصغير ، وبالتربية الصارمة ، فالإكثار من الأوامر والنواهي ، والحد من الحركة والكلام ، وفرض اختيارات الراشد ودوقه على الصغير ، تؤكد للطفل قصوره وعدم قدرته على الاعتماد على النفس ، واعتماده على الآخرين ، وتأجيل نضجه ، وبصورة عامة تقدير سلبي نحو الذات ، أما إذا فهم المربي أن للطفل ذات يحبها ، فإنه لن يخطي تقدير حقوق الطفل النفسية ، فالطفل في حاجة إلى الآخرين ، والتشجيع على القيام بأشياء تسعده ، وهو بحاجة إلى الإحساس بأنه قادر على إنجاز شئ بمفرده ، وهنا ينبغي عدم الحكم على إنجاز الصغار بمعايير الكبار ، بل ينبغي أن يكون أسلوب خطاب الراشد في هذه الحالة هو التشجيع والحث على الاستمرار ، حتى وإن أخفق في إنجاز هدفه ، لأنه بذلك يكون قد أرسى واحدة من القواعد الأولى للصحة النفسية السليمة ، وإحدى طرق التعليم وهي أن يتعلم من أخطائه ، وأن يكافح لتَخطّيَ العقبات . (1 ، 217 : 218 ) .
ويرتبط التخاطب المبكر مع الطفل بتكوين الاتجاهات المختلفة للطفل ، فأغلب الناس يكتسبون الكثير من الاتجاهات في بيوتهم التي ينشؤون فيها ، من خلال ما يستخدمه الوالدان من توجيهات وتعليقات على الموضوعات والقضايا المختلفة ، وما يلاحظه الطفل من نماذج في سلوك الوالدين يقتبسها الطفل وتصبح جزءاً منه ، وهذا بفعل الاتصال القوي بين الأهل والأطفال ، وقد لاحظ ،( نيو كامب ) وجود علاقات أقوى بين الأهل والأبناء ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض ، وأرجع ذلك إلى أن الحياة الأسرية غالباً ما تكون أكثر تماسكاً في المستوى الاقتصادي المنخفض عنة في المستوى المرتفع ، بسبب انشغال الوالد بأعماله الخاصة ، ونقص الاتصال والحوار بين الطفل ووالديه ، خاصة إذا أوكلت مهام تربية الطفل إلى مربيات وخدم . ( 7 ، 23 ) .
ويعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة ، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب ، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به ، لذا فإن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل ، وإدراكهما لأهمية الدور الذي يلعبانه في حياته ، وأهمية أسلوبهما في التعامل أو التحدث معه ، يعتبر الدعامة الأولى لتشجيعه على التخاطب ، وتأثيره على شخصيته بصورة عامة .
في هذا المجال ، يعتبر سكنر أن لأسلوب الأهل في التعامل مع طفلهما ، وما يقدمانه من تعزيزات لأنماط من السلوك ، الدور الأول في تشكيل سلوك الفرد الراشد ، فالرجل المشهور بالعنف أو العدواني في نظر سكنر شخص ربما يكون قد تم تشجيعه والتفاخر به – التفاخر بعنفه وقوته وهو تعزيز إيجابي – من والديه أو رفاقه عند ممارسه سلوكاً عدوانياً ، على عكس الرجل الذي لا يحب العنف ( 4 ، 119 ) .
والوالد العدواني ، القاسي في تعامله مع الأطفال ، قليلاً ما يتخاطب أو يتحاور مع أطفاله ، إضافة إلى انه كثيراً ما لا يتسق في التعامل معهم ، ويعد عدم الاتساق في المعاملة مع الطفل من أهم أسباب ممارسة هذا الطفل للسلوك الجانح ، بالإضافة إلى ما تسببه من مشكلات أو اضطرابات نفسيه للطفل . (5 ، 225 ) .
كما أن لتجاهل سلوك الطفل أثرُ على نشوء سلوكيات مثل الصياح ، والشكوى ، الضرب ، البطء ، الكسل ، التخريب المتعمد ، فعندما لا يتلقى الطفل الانتباه والاستحسان و التشجيع على سلوكه الجيد ، فإن سلوكيات من النوع السابق يمكن أن تظهر ، بل إن سكنر يؤكد على أهمية الانتباه لسلوك الطفل حتى لو كان هذا الانتباه يتضمن تأنيباً قاسياً وتهديداً ، فأي نوع من الانتباه يكون أحيانا افضل من عدم الانتباه ( 4 ، 79 ) .
كما يؤدي عدم الانتباه والاهتمام بسلوك الطفل إلى عدم تشجيعه على الاتصال والتخاطب ، على العكس عندما يحس الطفل بأن هناك من ينتبه له ، ويحاول فهم وتفسير محاولاته للتواصل ويستجيب لها ، إن هذا الإحساس سوف يشعر الطفل بالسعادة والرضا ، ويصبحان الدافع الرئيس في زيادة حماسه ورغبته في التواصل والحوار .
كما أن هناك أنماط من السلوك يتبعها بعض أولياء الأمور تترك آثارها السلبية على محاولات الطفل الاتصال بالآخرين ، مثل ولي الأمر المبالغ في المساعدة ، وهو الذي من كثرة حبه لا يدع لطفله الفرصة لأن يقوم بعمل شئ أو حتى ليعبر عن نفسه بطريقته الخاصة ، وولي الأمر المعلم ، وهو الذي يتحدث في معظم الأوقات ناسيا أن أفضل طريقة لتعليم الطفل هي أن يشارك بنفسه في الحديث بدلاً من مجرد المشاهدة أو اتباع التعليمات ، إن النمط الجيد من أولياء الأمور هو ولي الأمر المستجيب ، الذي يشجع الطفل على التخاطب ، ويكون مستجيباً لمحاولات الطفل للتحدث ، ويساعد عليه ، ويشاركه في أعماله وألعابه (8 ، 5 : 8 ) .
وفي حديثنا السابق عن دور الوالدين ، لم نفرق بين الأب والأم، وهذا لا يعني عدم التمييز بينهما ، فتأثير الأم أسبق وأشمل ، حيث إن علاقة الطفل بأمه تبدأ من اللحظات الأولى من حياته ، وهي في اتصال مستمر معه، لهذا يشكل أسلوب ومضمون خطابها معه الأساس الأول في أسلوب ومضمون خطاب الطفل.
أما الوالد فعلاقته مع الطفل تبدأ متأخرة قليلاً عن الأم ، حيث تبدأ تقريباً في الظهور في السنة الثانية من عمر الطفل ، مع نمو خبرته بوسط الأسرة الاجتماعي ، فيزداد انتباهه وحبه لأبيه كلما اجتمع به ، وتتوقف هذه العلاقة على مدى عطف ومحبة الأب لطفله، غير أن هناك حقيقة هامة وهي أن درجة معرفة الطفل لأبيه وتعلقه به لا تتوقف على عدد الساعات التي يقضيها الأب مع ابنه ، بل تتوقف بدرجة كبيرة على طريقة معاملته للطفل، ومدى تشجيعه للحوار والاتصال معه، فاشتراك الأب مع أولاده في بعض الأعمال والحوار وتشجيعه لهم على القيام بالأعمال المختلفة حتى في حال إخفاقهم ، وإتاحة الفرصة أمامهم لقيادة الحديث والسؤال ، كل هذه الأشياء تقضي على أية فكرة سيئة عن الأب باعتباره أباً مخيفاً عديم النفع ، هذه المعاملة من جانب الوالد تساعد بدرجة كبيرة على نمو الطفل واتصاله بأبيه ، مما يشعر الطفل باهتمام الأب له ، ورعايته والعناية به ، ولا تستطيع الأم وحدها أن تعوض الطفل النقص الذي ينشأ عن غياب الأب ، أو عدم عنايته والأشراف على أبنائه (3 ، 10: 117) .
ومن خلال كل ما ذكر سابقاً يمكن أن نلخص النقاط التالية عن أسلوب التخاطب أو الاتصال مع الطفل :-
1) الاهتمام بنداءات الطفل وعدم إهمالها .
2) تركيز الانتباه على السلوك الجيد للطفل وتعزيزه .
3) استخدام اللغة المحلية الخالية من التحريف عند الحديث مع الطفل .
4) عدم استخدام الكلمات البذيئة ، أو الكلمات المهينة أو المقللة بشان الطفل .
5) الاهتمام بالقصص والحكايات والابتعاد عن القصص الخرافية .
6) التحدث المستمر مع الطفل بجمل قصيرة وبسيطة .
7) توجيه أسئلة عن الأشياء التي توجد حوله بشرط عدم الإكثار منها .
8) تشجيع الطفل على التخاطب والحوار .
9) السماح للطفل بقيادة الحديث والاستجابة لاهتماماته وحاجاته .
10) الحرص على أن تكون وضعيه الحوار مع الطفل وجهاً لوجه .
11) التركيز عند الحديث مع الطفل على الأشياء المحسوسة .
12) يفضل استخدام الإشارات والإيماءات عند الكلام مع الطفل .
13) إثارة حاسة الفضول لدى الطفل وذلك بتوفير فرص وأنشطة يهتم بها كثيراً ، بحيث يقوم باستكشاف هذه الأنشطة .
14) محاول مشاركة الطفل في أي نشاط أو عمل يحبه ويستمتع به .
15) الإنصات الجيد للطفل .
16) عدم تعليم الطفل في الست سنوات الأولى من حياته لغة أخرى إلى جانب لغته الأم .
17) عدم استخدام العنف في تعليم الطفل والنطق السليم للحروف والكلمات .

أخيراً :-
إن فهم أهمية التخاطب المبكر مع الطفل ، وأسلوب هذا التخاطب ، هو الأساس الأول في إعداد الطفل وتنشئته التنشئة الصالحة بما يضمن حقوقه ، ويأهله للقيام بواجباته ، كما ينبغي التأكيد على أنه ليس المهم دائماً معرفة ماذا نقول للطفل ، فكما قيل الفن الحقيقي ليس أن تقول الشيء الصحيح في الموضع الصحيح وحسب ، بل وأن تمتنع عن قول الشيء الخطأ في اللحظة الحرجة .

خالد محمد المدني


االمراجع :-
1) ألفت حقي ( 1995 ) ، الاضطراب النفسي ، الجزء الأول ، الإسكندرية : مركز الإسكندرية للكتابة .
2) حامد عبد السلام زهران ( 1977 ) ، الصحة النفسية والعلاج النفسي ، القاهرة : عالم الكتب .
3) رشيدة رمضان ( 1998 ) الصحة النفسية للأبناء ، الجزء الأول ، القاهرة : دار الكتب العلمية .
4) روبرت ناي ( 2001 ) السلوك الإنساني ثلاث نظريات في فهمه ، ترجمة احمد إسماعيل ، منير فوزي ، الجيزه : هلا للنشر والتوزيع .
5) زكريا الشربيني ، ويسرية صادق ( 1996 ) تنشأة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهه مشكلاته ، القاهرة : دار الفكر العربي .
6) عبد الستار إبراهيم ، عبد العزيز الدخيل ، رضوان إبراهيم ، ديسمبر ( 1993 ) ، العلاج السلوكي للطفل ، الكويت : عالم المعرفة .
7) ك.م ايفانز ( ب ت ) الاتجاهات والميول في التربية ، ترجمة صبحي معروف ، أنور رضاء ، منير عطالله ، عالم المعرفة .
8) مانولسون أيالا ، العلاقات الحنونة التي تساعد الأطفال على التواصل ، ترجمة صالح سالم الغيلان ، شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) .
9) ملاك جرجس ( 1985 ) مشاكل الصحة النفسية للأطفال ، الدار العربية للكتاب .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس