عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 04-04-2005, 03:07 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

طقوس الإبداع

يحتاج المبدع في سيّاق صناعته للفكرة المتألقة والقصيدة المتألقة والرواية اللامعة والقصة البناءة إلى حافز روحاني يدفعه باتجاه صقل إبداعه بكثير من السمو والرفعة الأدبيّة، وربّما المنفى هو ذروة هذا الحافز وقمتّه، فالمنفى يجعل النفس مهيأة للحديث ويجعل الروح مستعدة للبوح على الدوام ويجعل القلب قادرا على تحويل المخزون الداخلي إلى كمّ رائع من الكلمات العذبة الجميلة.
ومثلما يحتاج العارف بالله إلى ما يفعّل العشق الإلهي داخله، كذلك يحتاج المبدع إلى ومضات المنفى، قسوة المنفى، حنين المنفى، عزلة المنفى، الابتعاد عن المكان المغروس في الشعور و اللاشعور، عن الأشياء التي نشأت معنا وترعرعت في ذاكرتنا، كل ذلك يفعّل الإبداع ويهيئ المناخ المناسب له، فيأتي هذا الإبداع صادقا، صافيّا ورومانسيا أو دراميّا لا فرق، وقد يكون هذا الإبداع مصبوغا بدموع المآقي لا فرق أيضا.
وخلال تجوالي في الأرصفة وفي القارات الخمس من وطن إلى وطن بحثا عن وطن، اكتشفت أنّ لكل محطة ميزة ولكل رصيف رونق خاص، حتى أنني كتبت مجموعة من الخواطر من وحي الأرصفة ومن وحي المطارات التي كانت تشددّ الرقابة علينا بشكل يدعو إلى ازدياد مضطرد في نبضات القلب.
والمنفى السويدي حيث أقيم فيه خصوصيّة تختلف عن خصوصيات المنافي التي ولجت بحارها، فهذا المنفى مفتوح للغاية لا قيود فيه،و لا حدود، بإمكانك أن تذهب بعيدا مع الكلمة التي تطلق لها العنان. والمفارقة التي يكتشفها المرء وهو في خضمّ المنفي السويدي أنّه يمارس لعبة الإبداع وهو يعيش في ذروة جمال المنفى لكن بنفس حزينة، وفي أوج الحرية والانطلاق يعيش المبدع بنفس مقيدة و مصفدّة.
يحاول المبدع في المنفى السويدي أن يستكشف نكهة الوطن ولذة الوطن، خصوصا من عاش ردحا من العمر بلا وطن، بلا أمان وبلا سلام داخلي أو خارجي.
عشنا سنوات نبحث عن المرفأ، عن الشاطئ، غرقنا مرّات ومرّات وفي كل مرة بعد الغرق كنّا نحاول السباحة عسانا ندرك الشاطئ أو هو يدركنا.
سنوات انقرضت ولم يتحقق الحلم، وكلما كنّا نكبر كان حلمنا يصغر، وكلما كنّا نقطع مسافة كانت طموحاتنا تتراجع، وبدون ميعاد أبصرنا شاطئا مخضوضرا رائع الحسن والجمال، ظاهره كباطنه، وقد أدهشنا جماله. وفي غمرة السباحة، تسألنا أهذا هو الوطن الذي نبحث عنه منذ زمن ولم نعثر عليه! وصلنا مشدوهين إلى هذا المنفى الوطن.
ومن علامات الوطن أنّه يحتضن ولا يرمي بنيه في الأرصفة، لقد احتضننا هذا الوطن السويدي من أول لحظة، وهبنا أوراقا وهويات وراية دولة تحمينا بل لقد وضعت قوانين لحمايتنا. وقد تنفسنّا نحن السابحون الصعداء، وربمّا حتى هذا الوطن تنفسّ الصعداء باعتبار أنّه مدّ يد العون لملهوف قضى نصف عمره مطاردا من قبل بعض الأنظمة العربية، لقد أرخى هذا المنفي السويدي العنان لأفكاري وجعلها تحلّق في فضاءات جديدة ومناخات جديدة، جعلني أجمع بين سحر الشرق وروحانيته وحضارية الغرب وتقنيته في محاولة لرسم رؤية جديدة، أطروحة جديدة، منهج جديد !!

يحي أبوزكريا


------------
عن موقع إيلاف .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس