عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-11-2008, 10:53 AM
عديل الروح1 عديل الروح1 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 561
معدل تقييم المستوى: 17
عديل الروح1 is on a distinguished road
1bh1 ما الفائدة أن تكون مشهوراً بين الناس، لكنك مغموراً عن الله- سبحانه وتعالى-؟

الشيخ: خالد الخليوي.

و هنا لنا أن نسأل كذلك، من هو أسعد الناس؟
كلنا يجمع على أن أسعد لناس، هو النبي- صلى الله عليه وسلم-، و مع ذلك لم يكن النبي- صلى الله عليه وسلم- هو أغنى الناس على الإطلاق!، كان أغنى الناس على الإطلاق بربه- سبحانه وتعالى-.
مات النبي- صلى الله عليه وسلم- و هو في معيار الاقتصاد، يعتبر فقيراً، لأنه صلى الله عليه وسلم، لم يترُك إلا ناقته و سلاحه، ناقته البيضاء و سلاحه، و أرضٌا صغيرة جعلت في المساكين.
لكن يقيناً هو أسعد الناس، أسعد الناس في الدنيا، وأسعد الناس في القبر، و أسعد لناس يوم القيامة.
إذن علينا أن ننكب على قراءة سيرة هذا الإنسان الذي هو أسعد الناس يقيناً، لنتعرف على معالم هذه السعادة، من خلال ما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- و ما كان عليه صحابته- رضي الله عنهم و أرضاهم-.
كم من الصحابة الذين بَشّرهم النبي- صلى الله عليه وسلم- بالجنة، لا يملكون إلا كسرة خبز!، أو لا يملكون إلا غطاءً يسيراً، إذا غُطي به الرأس، بدت الرجلان، و إذا غطي به الرجلان، بدا الرأس.




إذا أردت أصول السعادة، و الخطوط العريضة فيها التي لا يمكن أن تسعد إلا بها، وهذا أمر يقرره الله- سبحانه وتعالى- لم يقرره البشر و لا الحكومات و لا العلماء و لا المفكرون.
فالله- عز وجل- قال في سورة العصر، و تأمل فيها و كررها على مسامعك و تدبر هذه الآيات: (وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} )العصر ، الله- عز وجل- حكم بالخسارة على جنس الإنسان، ثم استثنى سبحانه و تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3})العصر ، فهذا الذي اتصف بالصفات الأربع، الذي حصلت له المقومات الأربع هو الذي سيسعد، لأن الله- عز وجل- حكم على البقية بأنهم في خسارة: (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} )العصر ،إذن فيه إيمان لله- عز وجل-، إيمان بهذا الدين، إيمان بالنبي- صلى الله عليه وسلم-،( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) عمل صالح، يصدق هذا الزعم الذي تزعمه في قلبك، {وتواصوا بالحق} أنت بإخوانك وهم بك، وكلكم بالله- سبحانه وتعالى- (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) لأن هذه الحياة تحتاج إلى صبر، وأنت تعبد الله- سبحانه وتعالى- من جراء ما يجده الإنسان في هذه الحياة، التي جُبلت على كدر، هذه الخصال الأربع، و الصفات الأربع، التي يقوم عليها سعادة أي مجتمع يَنشُدُ السعادة بكل صدقٍ و إخلاص.


تلك العقيدة التي تعتقد من خلالها، أن ربك- سبحانه وتعالى- هو الخالق الرازق، هو المحي المميت، أن الله- سبحانه وتعالى-، هو الذي ستحق العبادة، أن الله- سبحانه وتعالى- هو القادر على كل شيء، أن الله- عز وجل- هو المقّدر لكل شيء.
فهذا يبعث طمأنينة في نفسك.




و لذلك كان أسعد الناس، هو النبي- صلى الله عليه وسلم-، وإخوانه من الأنبياء، لأنهم كانوا أعظم الناس توحيداً لله- عز وجل-، و استحضاراً لهذه المعاني، و ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- في أحنك الظروف، يكون أكثر الناس اطمئناناً.
لما أخرجه الذين كفروا،{ ثاني اثنين إذا هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن}، لماذا لا أحزن؟
هم يريدون قتلنا، و إنهاء حياتنا!، فيعطيه السبب (...لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا..) التوبة40، نعم كانت سبب سعادة، و طمأنينة، هم قريبون، أبو بكر الصديق يقول: يا رسول الله، والله لو نظر أحدهم أسفل قدميه، لرآنا!.
يريدون قتلهم، و مع ذلك يقول (...لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا..) التوبة40، فالله هو أقرب إليهم، بإعانته وتيسيره، و نظره ، و اطلاعه، وحمايته من هؤلاء حتى و لو رأونه!!.


من أوسع أبواب السعادة، هو العمل الصالح، لكن العمل الصالح بمفهومه الشامل.
ابتسامتك في وجه أخيك، في وجه زوجتك، في وجه أطفالك، هذا كله عمل صالح، يكسبك السعادة، يصب في الأخير في قلبك طمأنينة، و سعادة، و سرورا.


عن جابر ابن عبدالله- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه".




السعادة مصدرها و أس مكانها في القلب، فعلى قدر ما يطهر هذا القلب، و يصفو هذا القلب، على قدر ما يسعد.
و لذلك على الإنسان، أن يطهر هذا القلب من المعاصي و الذنوب، لأن المعاصي و الذنوب إذا جاءت إلى القلب، كنكتة سوداء ثم نكتة سوداء ثانية وثالثة، حتى أصبح هناك ران!, هذا يمنع من السعادة الحقيقية، و من الشعور بالسعادة و من الاستمتاع بما أباحه الله- سبحانه وتعالى-، فيجب أن أبعد هذه المعاصي، و إن حصلت هذه المعاصي، فأنا أغسلها بالاستغفار والتوبة، و الحسنات الماحيات.
الأمر الثاني؛ أن أطهر هذا القلب، من الحقد و الحسد على الإخوان.



إذن الحسود لن يسعد، هذه بكل اختصار نقولها، الحقود لن يسعد، حتى و لو توفرت له، و تيسرت له جميع أسباب السعادة، لن يسعد، لن أس السعادة في القلب، و هذا في قلبه غبش، في قلبه دغل، في قلبه سواد، يمنع من التلذذ بهذه السعادة و الاستئناس بها.



و من أيسر الطرق لكسب السعادة، هو أن تكثر من ذكر الله- عز وجل-، الله- عز وجل- نص على هذه المسألة، في سورة الرعد، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28.



من أحب شيئاً أكثر من ذكره، و بنفس الطريقة نقول: و من أحب الله- سبحانه وتعالى- بصدق و إخلاص و عرف و تذكر نعم الله- عز وجل- عليه، و تقصيره أمام هذه النعم، ذكر الله كثيراً، و أحبه بصدق و عمق.

فعلاً هذا القلب لا يطمئن و لا يسعد إلا بما قرره الله- سبحانه وتعالى-، فالذي خلق هذا القلب هو الله، و لن يطمئن هذا القلب إلا بالله- سبحانه وتعالى-، فاذكر الله- عز وجل-، الذكر العام، و الذكر الخاص، سَبّح و هَلّل و احمد الله- عز وجل-، الله- عز وجل- يحب من عبده أن يكون فطناً لنعمه، و أكثر من تعظيمك لربك- سبحانه و تعالى-، فـ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ ..... }الرعد28، عز وجل.

لأن المال كما يقولون يشتري لك الدواء، لكم ما يشتري لك العافية، يشتري لك الطعام، لكن ما يشتري لك البركة، يشتري لك السرير، لكن ما يشتري لك النوم و الهناءة في هذا النوم.




ما الفائدة أن تكون مشهوراً بين الناس، لكنك مغموراً عن الله- سبحانه وتعالى-؟
ما الفائدة أن تكون محبوباً عن مجموعة من كبيرة الناس، لكنك مبغوض عليك عند الله- سبحانه وتعالى-؟.
إذن المهم أن تصلح علاقتك مع الله- عز وجل-، و إذا أصلحت علاقتك مع الله أصلح الله علاقتك مع الناس، و أرغم الناس على محبتك و قبولك و احترامك.




عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" إن الله تبارك وتعالى، إذا أحب عبدا نادى جبريل، إن الله قد أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء، إن الله قد أحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض".




{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (طه,126,125,124)



أخوكم/ العجمان


التعديل الأخير تم بواسطة : عديل الروح1 بتاريخ 03-11-2008 الساعة 11:04 AM.
رد مع اقتباس