عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-06-2007, 07:00 PM
الصورة الرمزية زبيدة احمد
زبيدة احمد زبيدة احمد غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: حمى ربي ونصيري
العمر: 43
المشاركات: 3,612
معدل تقييم المستوى: 20
زبيدة احمد is on a distinguished road
حقيقة انتماء الشمال الافريقي العربي بدراسات تاريخية علمية بحتة

احببت ان انقل لكم هده الموسوعة التاريخية العلمية عن حقيقة انتماء الشمال الافريقي لاصول عربية لا غبار عليها ردا على من ينشرون أكاديب وهلوسات غربية ادعاءا قصد التفرقة بين افراد الامة العربية
اترككم مع الموضوع:

المكان جامعة محمد الخامس / المغرب
التاريخ 2004-11-23
محاور الندوة
المحور الأول : العرب / اليمانيون .. 1. وحدة المنشأ والأصل 2. اللهجات . 3. النظم الاجتماعية . 4. العمارة . المحور الثاني : الهجرات العربية اليمانية قبل ظهور الإسلام .. 1- إلى بلاد الرافدين . 2- إلى بلاد الشام . 3- إلى وادي النيل والمغرب . 4- إلى شرق أفريقيا . المحور الثالث : الهجرات العربية اليمانية بعد ظهور الإسلام .. 1- حركة فتوحات أم هجرات منظمة . 2- مسار الهجرات وعلاقته بالطرق التجارية . 3- علاقة الحواضر الإسلامية العربية . المحور الرابع : التمازج البشري وأهميته في تكوين المدينة العربية الإسلامية ، وفي تكوين المدينة الإمارة .. أولاً : المدينة العربية الإسلامية : 1- الكـوفـة . 2- البصـرة . 3- الفسطـاط . ثانياً : المدينة الإمارة : 1- مدينة / أمارة القيروان . 2- مدينة / إمارة تاهرت . 3- مدينة / إمارة فاس . المحور الخامس : علاقة الهجرات بالمشروع الوحدوي على الصعيدين السياسي والثقافي أولاً : المشروع السياسي : 1- في العهد الأموي . 2- في العهد العباسي . ثانياً : المشروع الثقافي 4- في العهد الأموي . 5- علاقة الهجرات بالفرق والمذاهب .
ملخص الندوة
الهجرات العربية إلى شرق أفريقيا ودورها في نشر الإسلام والعروبة د. علي حسين الشطشاط – الجماهيرية ترجع صلة الجزيرة العربية بشرق أفريقيا إلى فترة ما قبل الإسلام ، فقد حدثت اتصالات كان هدفها التبادل التجاري الذي نتج عنه استقرار مؤقت في مراكز ساحلية أسسها العرب لأغراض تجارية. لقد لعبت الهجرة العربية إلى شرق أفريقيا دوراً مهماً وبارزاً في نشر الإسلام في تلك المناطق ، فقد جاء المسلمون إلى شرق أفريقيا بعد إيذاء قبيلة قريش للنبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه في قله ، فاضطر جماعة من المسلمين إلى الهجرة إلى بلاد الحبشة والاستقرار فيها بعد ما لقوه من حسن استقبال النجاشي لهم ، ثم توالت الهجرات العربية إلى شرق أفريقيا في فترات زمنية متعددة ونتيجة للظروف السياسية التي مرت بها الدولة الإسلامية وما نتج عنها من اضطهاد لبعض فئات من المجتمع الإسلامي فقد هاجر الكثير من أولئك المضطهدين إلى شرق أفريقيا من بينها بعض القبائل اليمانية والحجازية والحضارمة إلى شرق أفريقيا واندمجوا بالسكان الأصليين وأسسوا بعض المحطات التجارية ، التي تطورت فيما بعد وأصبحت مدن مزدهرة لعبت دوراً كبيراً ومهماً في المنطقة . وعلى مر الأيام أدخل عرب الشاطئ الأفريقي في أنحاء المناطق الأفريقية المحاذية للساحل ، وشقوا طريقين شمالاً إلى بلاد الحبشة وأوغندا وتنجانيقا ومن المدن التي شيدها العرب على الساحل واتخذوا منها مرافئ للسفن : سفالة وكليوة وزنجبار ومعبسة ومالندي . ومما ساعد العرب على الهجرة إلى شرق أفريقيا العامل الجغرافي ، فمن حيث الموقع نجد أن شبه الجزيرة العربية قريبة جداً من أفريقيا لا يفصلها إلا البحر الأحمر والمحيط الهندي ، وعلى الرغم من ذلك فإن حب العرب للمغامرة وركوب البحر دفعهم إلى اكتشاف الأراضي المجهولة لديهم ، وقد ساعدهم في ذلك العامل الجغرافي ، فقد كانت الرياح الموسمية تدفع سفنهم حتى تصل إلى الساحل الشرقي ، وبعد شهور قليلة يتغير اتجاه الرياح فتدفعهم عائدين إلى بلادهم ؛ ومن ثم أصبح للبحارة العرب الأوائل الخبرة في معرفة مواقيت الرياح وأصبحت رحلاتهم من شبه الجزيرة العربية إلى شرق أفريقيا سهلة ولا خطورة فيها . هذا وبهدف هذا البحث إلى إبراز دور العرب في كشف القارة الأفريقية كما يوضح أثر الهجرات العربية إلى شرق أفريقيا في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ويتكون هذا البحث من العناصر التالية : 1. دور العرب في كشف القارة الأفريقية . 2. الهجرات العربية إلى الساحل الشرقي لأفريقيا والطرق التي سلكتها تلك الهجرات . 3. أثر الهجرات العربية على الحياة السياسية في شرق أفريقيا . 4. أثر الهجرات العربية على الحياة الدينية في شرق أفريقيا . 5. أثر الهجرات العربية على الحياة الاجتماعية في شرق أفريقيا . 6. أثر الهجرات العربية على الحياة الثقافية في شرق أفريقيا . 7. أثر الهجرات العربية على الحياة الاقتصادية في شرق أفريقيا . ومن خلال هذا البحث سنوضح أثر الهجرات العربية على مناحي الحياة المختلفة في شرق أفريقيا ، حيث سنرى أن العرب جاءوا إلى المنطقة بحضارة جديدة أتاحت للشعوب الزنجية طابعاً حضارياً متميزاً ، لازال واضحاً حتى اليوم في نظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فقد خلطت تلك الهجرات الشعوب الوثنية من عزلتها المطبقة ، وخلقت منهم شعباً متماسكاً يحيا حياة كريمة لا غبن فيها ولا ظلم ، ترفرف عليه راية الاسم خفاقة . الهجرة اليمنية إلى موريتانيا د. حماه الله ولد السالم – موريتانيا لقد شكل دخول الإسلام إلى البلاد الموريتانية وما جاورها انقلاباً في البنية الاجتماعية حيث تم التخلي تدريجياً عن النسب الأموسي والانتقال بصورة حاسمة نحو النسب الابيسي ، ولم يكن ذلك مجرد تبدل في طريقة الانتساب بل كان انقلاباً في النظم السوسيو -=لغوية نتجت عنه أوضاع ثقافية وحضارية جديدة على مستوى علاقات الأفراد والجماعات ورؤيتها للحياة بل للوجود . وكان هذا الانقلاب أشد اثراً في البلاد الافريقية التي انتشر فيها الاسلام وتميزت على مناطق التخوم الغالوية وإلى اليوم في كل ضروب الحياة . يحلو للكاتبين والباحثين الغربيين ولا سيما الفرنسيين القول بأن البلاد الموريتانية يقطنها شعبان لا رابط بينهما بالرغم من اسمهما المشترك "البيضان" ، وهما صنهاجة وبنو حسان ، والحق ان البحث عن هذا النوع من الثنائيات المانوية في تواريخ الأمم هو ديدن بحاثة الغرب ودارسيه . لسنا هنا بصدد البحث في أصول التعرب وعلائقه في بلاد البيضان ولا عن الحقائق التي باتت ثابتة عن علاقة صنهجة باليمن وعمان . بل نحن بصدد التنبيه على حقائق تاريخية حول الانساب في موريتانيا وغرب الصحراء والساحل عموماً . ويمكن اجمال الروافد الانسانية العربية في التصنيفات التالية : 1- التشكيلات اليمنية : إن التدرج الانسابي من الانصارية إلى القرشية العامة إلى الشريفية في تقاليد البيضان المروية والمكتوبة ، كان بالتساوق مع تطور العصبيات السياسية في المغرب الاسلامي وتردد أصداء ذلك الصراع في الصحراء . كما ان التعلق بالنسب الانصاري يبدو وثيق الصلة باطروحة الأصل الحميري التي انتشرت بين البربر ابان الفتح ثم ألح عليها المؤرخون في العهد المرابطي .. لكن الأمر لا يلغي الشواهد التاريخية على وجود القبائل الانصارية التي انتقل اجدادها من المغرب نحو موريتانيا منذ القرن 15 م ومنها قبيلة البصاديين ، قبيلة اولاد تيدرارين ، وغيرها . ويؤكد ابن الخطيب في جل مصنفاته انساب المجموعة الانصارية الاندلسية التي تنحدر منها هذه القبائل . ومن أهم التشكيلات اليمنية مجموعة قبائل بني حسان المنحدرة من قبائل المعقل التي جاءت مع بني هلال وتدل الشواهد التاريخية والاستدلالات المنطقية على أصلها اليمني ، ولا يمكن بحال قبول أصلها القرشي لأنه يناقض كل ما في مصنفات الأنساب العربية . 2- التشكيلات القرشية : وهي المجموعات المنتمية إلى النسب القرشي العام أو المنحدرة من السلسلة الشريفة ، وتعود هجرة معظمها إلى مرحلتين هما القرن التاسع في عهد مملكة السعديين بالمغرب ومرحلة القرن الحادي عشر 11 م عهد مملكة العلويين المغاربة ، وتشمل مجموعات الشرفاء الأدارسة العلويين والمجموعات المنتسبة للنسب القرشي الفهري والتيمي . وليست على شرطنا في هذا العرض . الهجرات القديمة لشمال أفريقيا د. محمد مختار العرباوي – تونس موضوع الهجرات القديمة إلى شمال أفريقيا من الموضوعات المعقدة ، لكونها هجرات موغلة في القدم ، تعود بدايتها إلى المرحلة الأخيرة لما قبل التاريخ . ومما زاد في تعقيدها اطروحات المدرسة التاريخية الاستعمارية حول أصل البربر بما قدّمته من تحاليل وتفسيرات مغرضة . ولذا تعين على الباحث في تناول هذا الموضوع ان يستعين بجملة من المعارف : أنثروبولوجية (Pollenologie) ولغوية واجتماعية وغيرها لتجميع الأدلة حول حقيقة انتماء البربر وحول وجود الهجرات وزمن وصولها . وبناء على هذا فإن البحث سيتناول النقاط التالية : 1. نظريات المدرسة التاريخية الاستعمارية حول أصل البربر التي تعتبرهم من خارج المنطقة . ومعرفة هذه النظريات مهمّ بالنسبة لموضوع الهجرات ، مهمّ أيضاً في معرفة الخلفية الثقافية للتأصيل الجديد للبربر المروّج له في اطروحات وأدبيات النزعة البربرية الحالية . 2. المعلومات الأثرية : التي تؤكد أولى الهجرات وما أحدثته من تحول جديد في منطقة شمال أفريقيا ، وبحكم واقع المنطقة فهي ليست قادمة من أوروبا لانعدام العلاقة معهما ، ولا هي قادمة من الجنوب لكون أصحابها ليسوا زنوجاً ، وليس في مخلفاتهم من الرسوم ما يدلّ على الصفات الزنجية . وهذا يعني أنها هجرات شرقية بكل تأكيد . 3. بما أن المعلومات الماقبل تاريخية لا تؤكد على وجود جماعات مهاجرة من الشرق فحسب ولكن أيضاً على أنها مختلفة عن غيرها في مظاهرها الاجتماعية وفي ثقافتها ووسائل اقتصادها . وهذا يعني أن هذه الجماعات هي الجماعات البربرية الأولى . 4. الأدلة اللغوية والاجتماعية والثقافية : إذا كانت الجماعات البربرية هجرات شرقية حقيقية . فلا بدّ أن نجد في لغتهم ومظاهر حياتهم الاجتماعية والثقافية ما يبث انتسابهم إلى الشرق . وهذا ما سأحاول إبرازه بقدر الإمكان لنفي أيّ لبس حول الانتماء الحقيقي للبربر . 5. الملامح اليمنيّة : بما أنّ الجزيرة العربية هي مصدر الهجرات الأساسية . فلابدّ أن تكون من ضمنها العناصر اليمانية . ومن هنا تعين إبراز ملامحها والتعرف إلى مظاهر الثقافة السبئيّة – الحميريّة بشمال إفريقيا فضلاً على وجود قبائل بربرية صميمة تعلن انتسابها إلى حمير بكل وضوح وهي من الهجرات التي سبقت ظهور الإسلام . 6. الموقف العامّ لنسّابي البربر : وهو أيضاً موضوع مهمّ لا يمكن الاستغناء عنه في موضوع الهجرات " التواجد اليمني بالأراضي الليبية ودوره في ربطها بالمشرق " د. محمود أحمد أبوصوة - الجماهيرية يسعى هذا البحث إلى مناقشة جزئية تبدو للوهلة الأولى داعمة ومؤيدة للتفسير الكلاسيكي الغربي الذي يتعمد إغفال تاريخ بلدان المغرب المحلي وإبراز تبعيته. فالعديد من الدراسات الغربية التقليدية، ومن نحى نحوها، لا تلتفت كثيرا إلا للأحداث الكبرى: كالفتوحات الكبرى، و قيام الدول والإمبراطوريات واضمحلالها. وبالنظر إلى أن التفاسير التي تضمنتها هذه الأعمال كانت قد ذهبت إلى أن المنطقة لم تدخل التاريخ إلا بقدوم الفينيقيين، فقد ترتب على ذلك تجاهل شبه تام للمراحل السابقة والتي اعتبرت غير جديرة بالاهتمام. والأخطر من ذلك أن إصرار هذه الأعمال على هذه الوجهة دعم أطروحتها القائلة بأن المغرب بلاد بلا عباد. وحين تتلطف هذه المدرسة وتتواضع فإنها تذهب إلى أن تاريخه هو عبارة عن تاريخ للصراع بين قوى الخير الوافدة المتحضرة ( الرومان على وجه التحديد) وقوى الشر المحلية المتوحشة (البربر) . ولأن المحليين غير قادرين على التأسيس وبالتالي الاستقرار فإنهم كانوا وباستمرار في حاجة لمن يسوسهم، ويقوم بالعمل، بما في ذلك تحرير الأرض، عوضا عنهم!! فالرومان، يقول جوتيه في هذا السياق، طردوا الفينيقيين، والبيزنطيون ورثوا البلاد عن الرومان، أما العرب الذين طردوا البيزنطيين فقد ورث البلاد عنهم العثمانيون الذين طردهم الفرنسيون! لذلك فالتطرق لتاريخ الأراضي الليبية في العصر الوسيط وانطلاقا من دور الوافد، في هذه الحالة اليمني، يجعل المرء يرتاب في هذا التناول وينفر منه. والسؤالان اللذان يقفزان للذهن في هذا السياق لماذا الكتابة إذا في موضوع قد يؤكد من حيث التناول والتحليل دور الوافد ويتجاهل من جديد تاريخ المحليين؟ وماذا يمكن أن يضيف هذا التناول لتاريخ المنطقة المغربية بصفة عامة ولتاريخ الأراضي الليبية على وجه الخصوص ؟ في الحقيقة إن محاولة كتابة تاريخ" ليبيا" الوسيط بل والقديم أيضا خارج دائرة التبعية أمر غاية في الصعوبة. فالوثيقة، وكما يقول ابن خلدون لا توجد إلا في خزائن السلطان! وبالنظر إلى أن المنطقة لم تشهد قيام سلطنة/سلطان في العصر الوسيط، خيم الصمت حول هذا التاريخ وتضاعفت بذلك عتمته . بناء عليه، فإنه لا مفر من اللجوء، عند كتابة تاريخ ليبيا الوسيط، ليس فقط لتاريخ الوافد، بل ولتاريخ المناطق المجاورة للأراضي الليبية، إفريقية من ناحية الغرب، ومصر من ناحية الشرق. وهذا الوضع المعقد يزداد تعقيدا حين يتصفح المرء الأعمال القليلة التي عالجت تاريخ ليبيا بصفة عامة وتاريخها الوسيط بصفة خاصة. فهذه الأعمال وبالإضافة إلى أنها تؤكد هذا التناول الذي يكاد يقصر تاريخ المنطقة على تاريخ التواجد الأجنبي، فإن أصحابها لم يشغلوا بالهم بالنتف التي ترد في هذه الأعمال والتي تنوه عرضا بحياة الأفراد و بعلاقتهم بالوافد. فالأعمال الغربية التقليدية، الفرنسية والإيطالية على وجه التحديد، كانت حريصة على فصل تاريخ الأسياد، ممثلو الغرب في المنطقة، عن تاريخ المحليين، ولكنها كانت تضطر من حين لآخر للتنويه ببعض أنشطة السكان المحليين و ببعض عاداتهم ومؤسساتهم. وبدخول المسلمين المنطقة لم تتغير استراتيجية التناول إذ استمرت هذه الأعمال في تبني المنهج نفسه معتبرة التواجد الإسلامي تواجدا غريبا أولته كالعادة اهتماما خاصا ولكنه اهتمام لا يرقى بطبيعة الحال إلى مستوى اهتمامها بالوافد الأوروبي. ففي أغلبية هذه الأعمال لا الإسلام ولا المسلمين يرقيان إلى مستوى المسيحية والمسيحيين . وشح المعطيات الخاصة بالعصر الوسيط، واعتماد فرضية التبعية، فضلا عن التنويه بتاريخ الوافد هي قضايا لا تلام عليها الأعمال الغربية بمفردها، فالمصادر التاريخية الإسلامية الأولى تتحمل نصيبها من هذا الوزر؛ فدخول المسلمين المنطقة في القرن الأول للإسلام والذي صاغته المصادر الإسلامية بعد قرنين على الأقل ، اختزل في المقاومة التي أبدتها بعض المدن. وبالنظر إلى أن هذه الأخيرة كانت تحت السيطرة البيزنطية، فقد تم التركيز على هؤلاء، أما مدن المحليين وأنشطتهم فقد تم تجاهلها. واللافت للنظر أن هذا التوجه استمر حتى بعد دخول كل الأراضي الليبية في الإسلام. فالاهتمام بتاريخ المناطق المختلفة من الأراضي الليبية كان بقدر علاقته بالآخر/ الوافد، إذ أن المتصفح للمصادر الأولى يكاد لا يعثر فيها على أسماء المدن المحلية أو الزعامات المحلية. فبالنسبة لمرحلة الفتح، وفي الوقت الذي نوهت المصادر بمدن ساحل الأراضي الليبية الواقعة تحت النفوذ البيزنطي( بنطابلوس، أي المدن الخمس في شرق الأراضي الليبية، وإطرابلس، أي المدن الثلاثة في الغرب) فإن توقفها عند مدينتي برقة وزويلة كان نتيجة استقرار عقبة بن نافع فيهما قبل انتقاله إلى مدينة القيروان! أما الزعامات المحلية، وعلى الرغم من أن هذه المصادر أشارت ، في سياق تطرقها لمقاومة بعض هؤلاء لعقبة بن نافع، فإنها غفلت عن ذكر أسمائهم!! لذلك فإن المرء، وبعد أن أصبحت كل الأراضي الليبية مسلمة يجد صعوبة حقيقية في العثور على عباد في هذه البلاد، فما يعثر عليه الباحث بوفرة نسبية هو أسماء ولاة مدينة طرابلس الذين يتبعون والي القيروان، أما برقة وبالنظر لحسن طاعتها فإنها تعاقب من أجل ذلك ولا تلتفت إليها المصادر! فهذه الأخيرة، وإن كانت تلمح لتبعية برقة لمصر، فإنها تصر على تجاهل من كان يقوم على إدارتها من المحليين أو حتى من الوافدين. يقول البلاذري بأن أهلها كانوا" يبعثون بخراجهم إلى والي مصر من غير أن يأتيهم حاث أو مستحث، فكانوا أخصب قوم بالمغرب ولم يدخلها فتنة". لذلك، وفي ظل شح المعلومة، اضطر النفر القليل من الباحثين المعاصرين الذين انبروا للكتابة عن هذا التاريخ بالتزود بالنتف التي تضمنتها المصادر العربية الأولى، والأخذ بتأويلات المدارس الغربية، الفرنسية/ الإيطالية. من الطبيعي أن لا تتطرق الدراسة لكل هذه المشاكل التي احتلت حيزا كبيرا في أعمالي السابقة.غير أن اللجوء لدراسة تاريخ المنطقة من خلال التواجد اليمني أزعم أن له غاية مغايرة. ففي الوقت الذي لا ننفي الحاجة المستمرة للتعويل على تفاسير الأعمال غير المحلية، وعلى دراسة تاريخ ليبيا من زاوية تبعية هذه الأراضي لإفريقية ومصر، فإن الحرص، في الوقت الحاضر على الأقل وبسبب شح المعطيات، على إظهار دور المحليين المسكوت عنه، سيخفف من شدة وطأة ظاهرة التبعية من ناحية، وسيلقي المزيد من الضوء حول ظاهرة التكامل التي لم تشهدها من قبل المنطقة من ناحية أخرى . أثر هجرة قبيلتي الحبشان والجاعز من اليمن إلـى شرق أفريقـيا قـبل الإســـلام هدى عبدالرحمن العلام - الجماهيرية تتناول هذه الورقة البحثية التعريف بهاتين القبيلتين العربيتين اليمنيتين ، وأسباب هجرتهما إلى شرق "افريقيا" ، كما توضح الأوضاع الجغرافية وأثر الظروف المناخية والاقتصادية لجنوب شبه الجزيرة العربية التي انطلقت منها هجرات عربية مكثفة نحو الشمال والشمال الشرقي وشرق أفريقيا منذ 3000 سنة قبل الميلاد . ايضـاً تعرض الورقة أراء المؤرخـين في تحـديد الفـترة التاريخية الأولى للهجرات إلى شرق ( أفريقيا ) ، وكذلك توضح أقدم الإشارات الأثرية القديمة على هذه الهجرات وعلاقة الأحباش بالعرب في شبه الجزيرة وبلاد الرافدين وغيرها . كما تتضمن توضيح تمازج العرب والأفارقة وتأثيرهم على ساحل شرق ( أفريقيا ) . كما تشير هذه الدراسة إلى ما وصلت إليه المنطقة من تطور حضاري قبل ظهور الاسلام خصوصاً في عهد ملكة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ، وعلاقتها مع النبي سليمان عليه السلام ، والتي يرى بعض المؤرخين إنها هي الملكة بلقيس أو بلقمه ملكة سبأ ، حيث أن الاساطير الحبشية ترى أنها " الملكة ماكيدا " التي لها علاقة مع النبي سليمان ، وانجبت منه ملك الحبشة "منليك " ، وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية الحديثة وجود مدينة أثرية في زيمبابوي اعتقد كثير من علماء الآثار أنها تتبع الملكة بلقيس التي حكمت اليمن وشرق أفريقيا . كما زاد الارتباط السياسي للمنطقتين في عهد الدولة الحميرية في اليمن حيث شهدت في طورها الأخير سيطرة مملكة الحبشة عليها وعلى الساحل الأفريقي الشرقي إذ لقب ملوكها ( بملك إكسوم وحمير وريدان وحبشة وسلع وتهامه ) . وبالرغم من انتصار اليمنيين على الأحباش بمساعدة الفرس الذين استعمروا اليمن عام 575 م حتى الفتح الاسلامي لها . إلا أن العلاقات استمرت وطيدة بين العرب والأحباش ، كما أن الهجرات استمرت من اليمن إلى الحبشة ، وما هجرة المسلمين الأوائل إلى الحبشة – وهي الهجرة الأولى لهم خارج شبه الجزيرة العربية – إلا دليل على وجود توصل بين ضفتي البحر ( الحبشة وشبه الجزيرة العربية )، وذليل أن هذا الوضع كان بمثابة الأرضية الآمنة التي يطمئن إليها الرسول عليه الصلاة والسلام ليرسل عدداً من المهاجرين على دفعات إلى الحبشة للنجاة بدينهم بل تذكر بعض المصادر تأثر نجاشي الحبشة بهم وإسلامه، ثم أنه وردت العديد من الآيات القرآنية التي تصف هذه العلاقات الطيبة، وكذلك ورد نحو (26) لفظ حبشي في القرآن الكريم ( أوردها السيوطي ) سنوضح معانيها بالعربية . اليمانيون في أفريقية في القرون الأولى للهجرة أ.د. راضي دغفوس - تونس يطرح البحث قضية التواجد اليمني في أفريقيا في القرون الأولى للهجرة وهذا يعني ان اليمانيين قد قدموا إلى أفريقيا منذ فترات طويلة ترجع حسب بعض المصادر العربية مثل ابن خلدون إلى الألف الأول قبل الميلاد . لكننا لن نتعرض إلى هذه المسألة الشائكة بقدر ما سنركز على مساهمة اليمانيين في حركة الانتشار الإسلامي أو الفتوحات العربية الإسلامية في بلاد المغرب بصفة عامة وأفريقيا بصفة خاصة وذلك منذ الفترة الراشدة . وفيما يلي أهم المحاور التي سيقع التعرض إليها : أولاً : التذكير بالخصائص العامة لأفريقيا قبل الفتح العربي الإسلامي وخاصة من الناحية البشرية والسكانية. ثانياً : دور اليمانيين في فتوح أفريقيا : العناصر المشاركة – الانتماءات القبلية – القيادات وأهم الأحداث العسكرية والسياسية المتعلقة بالفتح . ثالثاً : استقرار اليمانيين بأفريقيا ومساهمتهم في عمليات الانتشار في بلاد المغرب ، وكذلك في الأندلس وجنوب بلاد غالة . الخاتمة : تقييم التواجد اليمني في أفريقية من مختلف النواحي ( السياسية – الاجتماعية والثقافية ) ومحاولة الإجابة على إحدى الإشكاليات المطروحة في المحور الثالث من محاور الندوة : هل يمكن اعتبار هذه العمليات حركة فتوحات أو هجرات منظمة ؟ الهجرات اليمانية حتى القرن الثالث الميلادي د. رفعت هزيم – سوريا لا بدّ لمعرفة تاريخ اليمن القديم وطبيعة صلاته بالدول والأقوام – داخل الجزيرة العربية وخارجها – من الاعتماد على نوعين من المصادر ، أحدهما : ما تركه اليمنيون القدماء أنفسهم ، والمراد به : النقوش والكتابات اليمنية القديمة ؟ وكذلك المخلفات الاثرية كالمعابد والمقابر والنقود والتماثيل وغيرها ، ويلحق بها كتب الاخباريين والمؤرخين ! والأخر : ما ورد عن اليمن القديم تاريخياً وحضارة في كتابات الجيران قريبين أو بعيدين ، واهمها : الكتابات والنقوش السامية ولاسيما الكتابات الآشورية والحبشية ، وكتابات اليونان والرومان المسمّاة بالمصادر الكلاسيكية . وقد تناول البحث معتمداً على هذه المصادر التحركات البشرية والهجرات من اليمن القديم إلى بلاد الشام وإلى الساحل الأفريقي للبحر الحمر والشمال الأفريقي حتى القرن الثالث الميلادي ، وانتهى بعد تمحيص شتى المصادر بكلا نوعيها ، وبعضها مزعوم لعدم وجود أي دليل على حدوثها في أي مصدر ما عدا كتب الاخباريين ، وبعضها مرجّح رجحاناً يقارب اليقين لوجود أدلّة تاريخية ولغوية تؤكدها كالهجرات إلى شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد الرافدين . والظاهر ان تلك الهجرات والتحركات لم تكن هجرات كبرى ، بل كانت هجرات جماعات صغيرة متتابعة في أزمنة متعاقبة . الأثر المشرقي في البناء السياسي لدول المغرب الإسلامي خلال القرن الثاني الهجري د. صالح معيوف مفتاح – الجماهيرية يتناول هذا البحث مرحلتين من الهجرات المذهبية أو المعارضة السياسية أولاً : هجرة الأفكار المذهبية الخارجية " مرحلة تصدير الثورة " في بداية القرن الثاني وظهور مذهب الصفرية والاباظية وبروز كيانات سياسية مذهبية بعد جولة طويلة من الصراع بين معتنقي هذه الافكار وولاة الدولة الأموية في افريقية والمغرب فتكونت كيانات سياسية مثل الصفرية في سجلماسة والاباضية في تاهرت . ثانياً : الهجرة الثانية وهي ممثلة في المعارضين للدولة العباسية من أبناء البيت العلوي الذين يرون احقيتهم في الخلافة من أبناء عمومتهم العباسيين وبعد هزيمة العلويين في وقعة فخ هاجرت منهم مجموعات إلى بلاد فارس وبلاد المغرب حيث كون العلويون أمارة الادريسية كان يتكئ في بداية أمره على الشرعية الدينية ونسب العلويين إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر الذي لقى ترحيباً بين القبائل المغربية والتفت حول إدريس المؤسس الأول لهذه المارة ولكن يجب ألا نغفل الجانب الفكري الواصلي بين القبائل المغربية وخاصة قبيلة اوربه التي احتضنت منذ البداية ميلاد الدولة الادريسية . التواصل الحضاري والثقافي بين اليمن والمستوطنات الحضرية في شرق افريقيا د. عبده علي عثمان – اليمن إن تشابه السمات والتجارب الحضارية لمجتمعات البحر الأحمر عبر مراحل تاريخية مختلفة لا ينم عن أهمية المكان فحسب ولكنه يعكس أيضا انتشار النماذج والعلاقات الحضارية لجماعات المحليات وخاصة في ميدان التجارة والزراعة والعلاقات الدينية وأنماط الحياة الاجتماعية للسكان . إن تشابه أسماء المدن والأماكن والجبال والوديان والآبار والأسماء الدينية وأسماء القبائل ليس صدفة ولكنها تدل على العلاقات الحضارية المتبادلة التي تكونت بين مجتمعات البحر الأحمر خلال فترات تاريخية طويلة فالمدن التي تكونت قبل الإسلام والمدن التي ازدهرت أيضاً بعد الإسلام وفي العصور الوسطى كانت محطات تجارية هامة على سواحل البحر الحمر . وكانت هذه المدن تقوم بوظائف اقتصادية هامة في تجارة الترانزيت بين مجتمعات الجزيرة العربية من ناحية وبين مجتمعات شرق افريقيا من ناحية اخرى . اضافة إلى بعض البلدان الأخرى التي نشأت معها علاقات تجارية ومنها مصر والهند والصين والعلاقات التي نشأت مع اليونان والرومان قبل الاسلام . وقد مثلت هذه المدن التي تكونت على سواحل البحر الحمر والبحر العربي مجتمعات سكانية مستقرة وظهرت تيارات متزايدة للهجرات البشرية من جنوب الجزيرة العربية إلى شرق افريقيا وكذلك من السواحل الافريقية إلى جنوب الجزيرة العربية ذاتها . ومن المدن التي ازدهرت قبل الاسلام مدينة السوا ومدينة عدن وميناء قنا على السواحل اليمنية . كما ازدهرت عدد من المدن على الساحل الافريقي المقابل منها ومنها مدينة بيلول ، زيلع ، ثم معدر ، رحيتا ، عد ، تاجوري ، طيعو وديري على السواحل الأفريقية . كما تطورت بعض المدن الاخرى في الفترة الاسلامية ومنها مدينة زبيد وعدن ومدينة سواكن في السودان وقد استمرت هذه المدن بمثابة الشريان الذي يربط خطوط التجارة ، والصلات الحضارية بين السكان وتواصلهم على سواحل البحر الأحمر والجزيرة العربية وقد اسهم في ذلك ايضاً مواسم الحج إلى مكة والكعبة المشرفة ويذكر بعض المؤرخين الاثيوبيين ان الصلات التي تكونت بين المهاجرين اليمنيين والاثيوبيين تشبه تأثير اليونانيين على الرومان عبر الصلات الحضارية أكثر من أي عوامل أخرى . كما يشير بعض المؤرخين ان الصلات التي تكونت بين اليمن وساحل افريقيا قديمة ومستمرة ، وقد اتسمت هذه العلاقات بين السواحل اليمنية وشرق افريقيا بالديمومة وان العوامل الطاردة من اليمن قد ساعدت على هجرة اليمنيين إلى شرق افريقيا في مراحل تاريخية مختلفة . هذا بالاضافة إلى العوامل الجاذبة لليمنيين إلى هذه المناطق وخاصة التجارة ونشر الرسالة الإسلامية . القبائل الليبية والجزيرة العربية : هل من صلـــة ؟ أ.د. علي فهمي خشيم – الجماهيرية يتناول البحث الصلات الاثنية واللغوية بين ما يسمى القبائل الليبية القديمة من جهة والجزيرة العربية ( جنوبها وشمالها ) وبلاد الرافدين ووادي النيل من جهة أخرى . ويعتمد الكاتب على المصادر اليونانية واللاتينية أساساً ، إلى جانب الإشارة إلى المصادر العربية المتقدمة ، في عرض أطروحته ، كما يتتبع أثر الهجرات العتيقة المتبادلة بين مشرق الوطن الكبير ومغربه ، متخذاً المنهج اللغوي المقارن بين أسماء الأعلام والقبائل والجماعات البشرية المذكورة في المصادر التي رجع إليها ، وامتدادها في العصر الوسيط والحديث وحتى المعاصر ، سبيلاً لمعرفة علاقة شعوب المنطقة بعضها ببعض . العرب في القيروان : من المرحلة اليمانيّة إلى المرحلة الهلالّية د. محمد حسن – تونس يتناول البحث في مرحلة أولى كيفيّة استقرار القبائل العربية وخصوصاً اليمانية منها بمدينة القـيروان وناحيتها . ونحاول رصد أسماء هذه القبائل ، انطلاقاً من مقاربات مختلفة : تاريخية وأثرية . ويتطرق المحور الثاني إلى فاعليتها في التعمير والإنماء الاقتصادي وإلى مدى تأثيرها في المجالين الزراعي والمائي ، فقـد اقترنت أسماء بعض البساتين والأجنّة باليمانية ، كما أن عديد المنشآت المائية ( مواجل وسدود ... ) تلازم وجودها مع الحضور اليمني . وهو أمر يقضي بدوره إلى طرح إشكاليات أخرى ، متعلقة بجغرافية التوطين اليماني وبجذور المنشآت المائية . وعلى أيّ ، فإن إحدى القضايا الإنسانية هي كيفيّة تطور هذه المجموعات اليمانية بعد الانتشار الهلالي . كيف حصل التفاعل بين الاثنين ، هل وقع عن طريق التعايش والتقاطع أم هل طمست قبائل الكعوبعو حكيم الحضور العربي السابق ؟ إن التحليل المجهري للمجال القيرواني ، تاريخياً وأثرياً ، قمين بالإبانة عن مدى التقاطع الحاصل بين حدود المزرعة اليمانيّة والعشيرة السليميّة والهلالّية . في الأسماء الجغرافية / التاريخية ومدلولاتها نمـــوذج ( العلاقات البشرية اليمنية / المغربية قبل الإسلام ) د. محمد محفل - سوريا في المصادر القديمة المشرقية والكلاسيكية نجد عدة أسماء ما زال النقاش محتدماً حولها ، على سبيل المثال : الموريون – الامازيغ – البربر – الساراكني – اللوبيون / اللوفيون / نوميدية / الخ .. فهل هذه الأسماء هي أسماء عرقية أم ذات دلالة حضارية / اجتماعي ، أم جغرافي .. الخ . فكما نعلم قد ينسب شعب ما إلى إله / طوطم أو أسم منطقة ذات مدلول جغرافي ، أو نشاطات وحرف صناعية / تجارية .. الخ . فهـل تساعدنا بعض الأسماء الواردة أعلاه على إلقاء بعض الضوء على موضوع الندوة . ونحن نعترف سلفاً ان الخوض في محاور الندوة ، أو على الأقل بعض محاورها لهو أمر حساس وعصي أحياناً ، لفقدان الوثائق ولندرة اللقى الأثرية القديمة ، كما سنرى من خلال الدراسة .. وكما قالوا : ( العلم أخذ وعطاء واجتهاد ) وعسى ان نوفق بعض الشيء في اجتهادنا ... الصلات بين جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين خلال الألف الأولى ق.م د. جباغ سيف الدين قابلو – سوريا تشير الدلائل الأثرية التي عثر عليها في مواقع مختلفة من منطقة المشرق العربي القديم (مصر وبلاد الشام والعراق) إلى أن جنوب الجزيرة العربية قد أرتبط بعلاقات وثيقة مه هذه المنطقة من أقدم العصور . وبالطبع لا يمكن أن تقوم هذه العلاقة لو لم يكن لدى احد الطرفين ما يمكن أن يقدمه للأخر من جهة ولولا وجود وسيلة للاتصال بين هذين الطرفين تجعلهما شريكان وثيقان متممان لبعضهما . فمنطقة جنوب الجزيرة العربية بما حباها الله من مناخ وطبيعة وأرض مناسبة لإنتاج سلع كانت مطلوبة أشد الطلب في مناطق المشرق العربي القديم وعلى رأس هذه السلع البخور والمر واللبان والتي كانت مادة أساسية للاستخدام اليومي في المعابد أثناء أداء الطقوس الدينية وفي الاحتفالات الكبرى أثناء الاحتفالات بأعياد الآلهة وفي عمليات تطهير وتطبيب جثث المتوفين وتكفينهم وتحنيطهم (1) . ونحن في بحثنا هذا سنحاول التركيز على العلاقة بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين خلال الألف الأولى قبل الميلاد منطلقين من المرتكزات التي بيناها أعلاه وهي المواد المنتجة في الجنوب والتي كان الشمال بأمس الحاجة لها والطرق التي استخدمها التجار في تنقلهم بين هذه المناطق أي بين مناطق الإنتاج ومناطق الاستهلاك مع الإشارة هنا إلى أن هذه الطرق كانت متبدلة حسب الظروف وخاصة الأمنية منها فكما هو معلوم أن التجارة والأمّان على الطرق التجارية أمران متلازمان . الطريق الواصلة بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين : لم تقتصر تجارة جنوب الجزيرة العربية على المواد التي كانت تنتجها بنفسها بل تعدتها إلى ما كان يصلها من مواد منتجة في جنوب شرق آسيا والهند وشرق أفريقيا ، وما يميز تجـارة جنـوب الجزيرة العربية مع العالم الخارجي هو أن المواد المعدة للتصدير سواءً أ كانت منتجة ملياً أو مستوردة كانت تجمع وتخزن في مراكز رئيسية في جنوب الجزيرة ومن ثم تصدر من هناك إلى العالم الخارجي . لذلك توافرت في جنوب الجزيرة طرق تربط بين مناطق الإنتاج ومناطق التخزين وطرق أخرى تصل بين الموانئ التي تصل عبرها السلع المستوردة وبين مناطق التخزين أيضاً . ومن خلال تفحص المصادر الإغريقية والرومانية يصل الباحث إلى أن شبوة عاصمة حضرموت كانت مركزاً لتجارة اللبان ، حيث تتجمع فيها محاصيل اللبان من كافة مناطق الإنتاج الواقعة إلى الشرق منها سواءً في وادي حضر موت أو في ظفار ، كذلك تمنع كانت مركزاً لتجارة المر حيث تجتمع فيها محاصيل المناطق الواقعة جنوبها ويتبع هذين المركزين عدد من الموانئ التي تجلب إليها عن طريق هذه الموانئ المواد العطرية سواءً من المناطق المجاورة في الجزيرة كما هو في قنا أو من الشرق افريقيا كما في حللة أو كيلس وعدن وموزا في فترة لاحقة (2) ويبدو أن الطريق كانت تنطلق بعد ذلك من كل من شبوة وتمنع باتجاه نجران ومنها إلى شمال الجزيرة وشرقها . وسنتابع من هنا الطريق الشرقي لأنه كان الأكثر استخداماً للوصول إلى بلاد الرافدين فالطريق تنطلق من نجران حتى تثليث ثم يتجه شرقاً إلى وادي الدواسر مارا بالفاو ومنها يتابع إلى شمال شرق إلى أن يصل إلى الرهاء ومنها إلى جنوب بلاد الرافدين مع الاشارة إلى وجود تفرع من هذه الطريق تتجه جنوباً نحو السواحل العمانية عن طريق واحة البريمي ويبرين ولابد من أن نذكر هنا أنه كانت هناك تجارة بحرية ناشطة بين السواحل الشرقية للجزيرة العربية وموانئ بلاد الرافدين وإن منتجات جنوب الجزيرة العربية الواصلة إلى موانئها الشرقية كانت تنقل بحراً إلى بلاد الرافدين . وأما عن الأدلة النصية والأثرية والتي تؤيد وجود العلاقة بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين في فترة البحث فهي متعددة ومن الممكن ان نضرب بعض الأمثلة عنها : - فلقد عثر في بالقرب من عانة على خيم اسطواني من القرن الثامن ق.م مدون بالعربية الجنوبية وهناك رقم طينية مدونة أيضاً بخط المسند تعود للقرن السابع ق.م عثر عليها في منطقة الوركاء ( اوروك القديمة ). ومن الدلائل النصية على وجود هذه العلاقة نذكر مثلاً نص نينورتا – كودوري – اوصر حاكم اقليم سوخي وماري مطلع النصف الثاني من القرن الثامن ق.م والذي يتحدث فيه عن قيامه بسلب القوافل المحملة بالبضائع الآتية من سبأ وتيماء ويتضح من خلال سياق النص أن ما دفع هذا الحاكم إلى نهب هذه البضائع هو تجاوزها لنظام دفع الضرائب فهو يذكر أن هذه القوافل لم تمر عليه عندما كان في مدينة يسميها كارابيل – لا بل تجاوزته متخذة طريقاً لها بالقرب من منابع المياه ومن ثم تابعوا سيرهم نحو مدينة خندانو والتي ربما كانت أحد المراكز التجارية الكبرى للقوافل القادمة من شمال الجزيرة العربية (3) . ومما يلفت النظر في هذا النص ما يرد فيه عن المواد المستولى عليها فهي تشمل حمل مائتي جمل وأنواع مختلفة من الصوف والحديد والحجارة إلى جانب مئة أسير مع أسلحتهم . وأما الملك شاروكين الأشوري ( 722 – 781 ق.م ) فيذكر أنه تلقى الجزية من ايتار أمر السبتي وان الجزية كانت عبارة عن ذهب . وأحجار كريمة وعاج وبذور خشب العقيق وغيرها ، ونحو العام 685 ق.م تسلم الملك الاشوري الأخر سينحاريب ( 705 – 681 ق.م ) الجزية من كرب – ايلو السبني وهناك الآن اتفاق في اوساط الباحثين على أن هذين الملكين السبئيين اللذين يرد ذكرهما في نصوص هذين الملكين الأشوريين ما هما إلا المكرب السبئي يثع أمر بين بن سمه على وكرب ايلو هو المكرب أولاد الملك لاحقاً كرب ايل وتربن دمار على صاحب نصب النصر المشهور ورغم ادعاء الملك الاشوري بأن الحاكمين السبئيين قدما له الجزية فإننا نعتقد أن ما قدمه هذان الحاكمان لم يكن جزية بقدر ما كانت هدايا وذلك بغرض حماية مراكزهم التجارية في شمال الجزيرة العربية هذه المنطقة التي أصبحت هدفاً لغزوات الملوك الاشوريين المتعاقبين بداء من عهد الملك يتجلات بلاصر الثالث ( 745 – 727 ق.م ) . ومن الأدلة عن الصلات الاقتصادية بين الدولة البابلية الجديدة وسبأ ما ذكره هيرودوت من ان الكلديين كانوا يحرقون حوالي طنين ونصف من البخور للإله سنوياً في العيد الديني لهم ولاشك ان البخور كان يستورد من بلاد سبأ وأنه كانت هناك حاجة للاستخدام اليومي للبخور لدى الكلديين 4 ، ونستذكر في هذا المجال أن الملك الكلدي نبونيد (556 – 359 ق.م) قد هجر عاصمته التاريخية بابل واتخذ من تيماء مقراً لحكمه من أجل الإشراف المباشر على تجارة جنوب الجزيرة العربية مع بلاد الرافدين والتي كانت منطقة تيماء إحدى محطاتها الرئيسية . أن العلاقات بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين لم تقتصر على العلاقات الاقتصادية فالدلائل تشير إلى وجود صلات من نوع آخر تتمثل في التشابه في أسماء الآلهة التي كانت تعبد في كلتا المنطقتين فإله القمر الحضرمي المسمى سين له ما يماثله في بلاد الرافدين وبنفس الوظيفة ، والالهة البابلية السورية عشتار لها ما يماثلها في بلاد اليمن متمثلاً بالإله عشتر مع الخلاف في الطبيعة بين هذين الإلهين فهو إله مذكر في اليمن في حين أنه ألهة مؤنثة في سوريا وبلاد الرافدين ، كما أن اسم الإله ايل الداخل في تركيب اسم الملك السبئي الشهير كرب – ايل وتر يعتبر اسماً لإله رئيسي في بلاد الرافدين وسورية . ولم تقتصر الأمور المشتركة بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين على ذلك فهناك تأثيرات فنية وأثرية واضحة في الفنون واضحة في الفنون اليمنية ويرجع ذلك إلى الألف الثالث ق.م فمن المثير للانتباه أن العديد من التماثيل اليمانية تتماثل أو تتشابه مع التماثيل السورية العائدة للالف الثالث ق.م . فمنظر شجرة الحياة الذي اشتهر في بلاد الرافدين والذي يتمثل بالنخبة التي يقف على جانبيها أسدين أو وعلين بشكل متقابل ومنظر البطل الذي يتوسط حيوانين قابضاً عن إحدى القوائم الأمامية لكل منهما ومنظر البطل الذي يقف رافعاً على رأسه حيواناً مقرناً ، كل هذه المناظر تجد انعكاساً لها في تماثيل ومشاهد وجدت في مناطق متفرقة من جنوب الجزيرة العربية (5) . وفي الختام نريد أن نؤكد على ناحية هامة في إطار هذه العلاقات التي ربطت جنوب الجزيرة العربية مع مناطق بلاد الرافدين وهي ان خطوط التجارة التي ربطت بين هذين الإقليمين لم تكن فقط طرقاً لنقل البضائع عليها وإنما كانت طرقاً لانتقال المجموعات البشرية أيضاً فحتى فيما يتعلق بالتجارة فقد كان للعرب الجنوبيين جاليات على الأقل تقيم في البلاد التي يتاجرون معها وما النصوص التي عثر عليها في اوروك إلا دليلاً على ذلك كما أنه لا يمكن إغفال بعض أوجه التشابه في المجالات المختلفة التي أوردناها أعلاه للتدليل على وجود حركة اتصال للمجموعات البشرية بين هذين الإقليمين من أقاليم بلاد العرب في فترة البحث وان كان الأمر بحاجة لمزيد من البحث والدراسة وخاصة في المجل اللغوي لتأكيد الروابط بين لغات جنوب الجزيرة العربية مع مثيلاتها في بلاد الرافدين . هوامش البحث / 1. الجرو ، اسمهان : التواصل الحضاري بين عرب الجنوب والعالم القديم ، مجلة دراسات يمنية ، العدد 41 صنعاء 1990 ، ص 182 وما بعدها . 2. النعيم ، نورا عبدالله : الوضع الاقتصادي في الجزيرة العربية في الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي دار الشواف ، الطبعة الأولى ، 1992 ، ص 212 . 3. حول نصوص هذا الحاكم : انظر اسماعيل ، بهجة خليل : نصو كودوري اوصر حاكم سوخي وماري ، سومر مج 42 جزء 1 – 2 1987 . 4. إسماعيل ، عارف أحمد : العلاقات بين العراق وشبه الجزيرة العربية صنعاء 1980 ، الطبعة الأولى ص 117 . 5. المرج السابق : ص 118 – 122 . الهجرات العربية اليمانية إلى بلاد الشام قبل الإسلام د. محمود فرعون – سوريا ثمة حقيقة ، تتلخص في أنه لا يمكن دراسة تاريخ بلد من بلدان الشرق الأدنى القديم ، بمعزل عن تاريخ البلدان الأخرى في المنطقة ، لأن الأحداث الخاصة إحداها ينعكس على جزء كبير من منطقة الشرق الأدنى القديم ، يضاف إلى ما تقدم إن دراسة الهجرات العربية القديمة إلى بلاد الشام .. جديرة بالاهتمام لأنها تلقى مزيداً من الضوء على بدايات ظهور اسم العرب في الكتابات والنقوش القديمة ، وبين الأصول العربية لسكان بلاد الشام وأشهر القبائل العربية التي استوطنت فيها قبل الإسلام ، وتأثيرها الحضاري . سوف نتجاوز ما سمى بالهجرات العربية السامية القديمة والتي أجمع عليها الباحثون بأنها خرجت من الجزيرة العربية منذ الألف الرابعة قبل الميلاد نحو بلاد الشام وبلاد الرافدين واتجه قسم منهم إلى شمال أفريقيا ، ونتتبع ظهور اسم العرب في الكتابات القديمة . بدأ ذكر العرب يتردد في الكتابات المسمارية بدءاً من أواسط القرن التاسع ق.م ، وذلك باسم اريبي A- ri – bi ، أربايا Ar-ba-a-a ويعد نقش شامنصر الثالث ( 858 – 824 ق.م ) أقدم شاهد كتابي يرد فيه ذكرهم ، فهو أقدم ذكر معروف لهم حتى الان ، ومن البديهي انهم كانوا موجودين قبل هذا التاريخ بوقت طويل ، ويعيشون غالباً حياة التنقل والترحال في البوادي العربية ، معتمدين على تربية الحيوان وعلى ممارسة شيء من التجارة ، وتذكرهم النقوش العائدة للفترة الآشورية الحديثة خصوماً ألداء للآشوريين . يتضمن النقش تقريراً عن انتصار الملك الاشوري في معركة جرت في موقع قرقر ( حالياً : خربة قرقور قرب مدينة جسر الشغور في شمالي سورية ) ، وذلك في سنة 853 ق.م ، على تحالف ضم عدة ممالك آرامية بزعامة ملك دمشق ، وشارك في التحالف شيخ عربي يدعى جنديبو أو جندب ، واسهم في المعركة بألف جمل ، أي بألف مقاتل على جمالهم

يتبع

 

التوقيع

 


 
 

التعديل الأخير تم بواسطة : زبيدة احمد بتاريخ 09-06-2007 الساعة 07:12 PM.
رد مع اقتباس