عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-04-2005, 11:43 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

نحو بيئة تعليمية/تعلمية سليمة: بعض آليات إدارة الفصل الدراسي العسكتربوي الحديث

توطئه:
مع مطلع الألفية الجديدة ظهرت على السطح جملة من المفاهيم الجديدة و التي تأتي كنتاج متوقع لطبيعة السنن التي أودعها الله تعالى في الكون كما أشار إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته . و تأتي مفاهيم "العولمة" و" فكرة تسويق المصطلحات المسبقة التعليب"و " قيم الاستهلاك "…كأبرز تلك المفاهيم و أشهرها في الألفية الجديدة، وفي السياق التربوي الذي نحن بصدده الآن ظهر مصطلح "إدارة الفصل الدراسي" كمفهوم يتبلور لأول مرة بعد بروز مصطلحات الإدارة المتخصصة الأخرى كإدارة الأفراد و إدارة المجموعات و المستشفيات…وغيرها. و الحقيقة أن حداثة ظهور هذا المفهوم (الإداري/التربوي) تجعل المتعامل معها يقف أحيانا حائراً كالضب في الصحراء. "فالمسهل" وخصوصاً الجديدFACILITATOR (تعد هذه اللفظة أحد المفاهيم الجديدة التي تم تبنيها في الحقل التربوي و ذلك في إشارة إلى تغير دور المدرس/المعلم في الفصل، حيث أضحت مهمته "تسهيل" تحصيل المعلومة لا "تلقينها") كثيرا ما يطرح سؤلاً محيراً ينصب حول "آليات إدارة جماهير المتلقين" التي يمكن إعمالها داخل الفصل الدراسي بغرض ضمان أفضل لحسن سير "ديناميكية" الفعل التعليمي/ألتعلمي. و لعله من!
المناسب في الوقت عينه الإشارة إلى أن "الإدارة" المنشودة لا تعني بالضرورة أن يقوم المسهل بإعمال أساليب "الانضباط" بشكل صارم و حازم ،ذلك أن بيئة تلكم سماتها يمكن أن تكون أي شيء يخطر على البال إلا أن تكون بيئة تعلم /تعليم تتم فيها عمليه الإرسال/الاستقبال بشكل متبادل ؛إلا أنه في الوقت عينه ينبغي عدم إغفال حقيقةَ أن للبيئات العسكتربويهEDUMILITARY (أي تلك التي تجمع ما بين التعليم الأكاديمي و التدريب العسكري ككلية الملك فيصل الجوية مثلا لا حصراً) خصوصيةً يجب الالتزام بها ..وتتمثل هذه الخصوصية في كون الانضباط داخل صفوفها الدراسية يأتي كضرورة لاستكمال جانب التدريب العسكري ومع ذلك فإنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الانضباط المنشود هو انضباط "متوازٍ "و "مسؤول" قائم على "استشعار المسؤولية" و "خلق روح المراقبة الذاتية".
و في الأسطر القليلة القادمة سأحاول بجهد المقل أن أضع بعض النقاط العريضة التي أزعم أن تبنيها من قبلنا معاشر المسهلين كفيل إنشاء الله بإدارة مناسب للفصل الدراسي عموما و الفصل الدراسي العسكتربوي بخصوصيته المعروفة على وجه الحصر.

آلياتٌ مقترحةٌ لإدارة الفصل الدراسي العسكتربوي:
1. وجه رسالة قويه لجميع المتلقين بالحرص على الالتزام و الانضباط و ذلك من خلال العمل على بدء درسك و إنهائه في الوقت المحدد تماما.
2. ضع لك جدولا تلتزم فيه بمقابلة طلبتك خارج الفصل الدراسي…فمثل هذه المقابلات كفيلةٌ لتَؤُدَ كثيراً من المشاكل في مهدها.
3. إذا ما رغبت في التحدث مع أي طالب حول مشكل بعينه فاحرص أن يكون ذلك خارج الفصل و أن تقابل كل طالب على حدة. كن حصيفاً و لا تستخدم التلفون أو حتى البريد الإلكتروني فأنت بذلك تشعره بالخصوصية وبحرصك على الإصلاح لا التشهير و الانتقام.
4. حين الحديث مع أولئك الطلبة كن حريصا على أن توضح لهم أن تصرفهم ذلك يؤثر على سير الفعل التعليمي/التعلمي من جميع وجوهه: المتلقي و المسهل و المنشأة و الأسرة ..الخ.
5. احرص على أن لا تراهن على ذكاء و فطنة طلبتك، فحين يسألك أحدهم سؤلا لا تعرف له إجابة، لا تتأفف أو تتبرم أو تحاول أن تقول أي شيء..و لتعلم أن احترام طلبتك لك سيزداد حين تقول لهم "لا أعلم" على أن تحرص أن تبحث لهم بنفسك في الإنترنت أو المكتبة عن الإجابة الشافية مما يساعد على غرس حب البحث و التنقيب عن المعرفة في وجدانهم، وهذا بدوره سينعكس إيجاباً على انضباطهم.
6. لتكن طريقتك في"تسييس" جماهير المتلقين في فصلك الدراسي واضحة منذ اليوم الأول من ناحية الحضور و الغياب و التقييم..الخ.إذ أن وضوح تعليماتك و طريقتك في هذا الصدد كفيل بالحد من كثير من المعضلات و سوء الفهم التي كثيراً ما تقف حجر عثرة في إتمام الفعل الدراسي اليومي.
7. يجانب الصواب ذلك المسهل الذي يشدد على أهمية الالتزام بأمور بعينها في أول لقاء له مع طلبته ثم يخفق هو لاحقاً في التقيد بها، فينطبق عليه قول الطغرائي (..و انفرجت مسافة الخلف بين القول و العمل) ، ووجه الخطورة هنا هو أن مفهوم"القدوة" المتمثل بهذا المسهل قد أضحى شيئا "هلاميا" مفرغا من معناه الحقيقي في أذهان المتلقين الذين بحكم طبيعة المرحلة العمرية التي يمرون بها في حاجة ماسة إلى "تقليد" الآخر، فإذا لم يكن هذا "الآخر" هو المسهل فسيكون شيئا آخراً قد لا يرغب كثير من الآباء و علماء التربية أن يكونوا "قدوة" لأبنائهم . فحقيقٌ إذن بمسهل "يفعل ما يقول" أن يخلق لنا جيلا من نوع آخر لطالما تغنى به شعرائنا و تمنيناه في أحلامنا! و بالجملة لتكن قدوتنا جميعا معلم البشرية الأول نبينا محمد صلى الله علية و سلم .
8. يظل المسهل كسائر نسل آدم علية السلام عرضة للمشاكل العائلية و النفسية و تغيرات المزاج ..إلا أنه خليق بالمسهل ألا يناقش أيا من المتلقين بخصوص أية معضلة و هو في حالة نفسيه أو عاطفية غير مستقرة و في السياق عينه فليتجنب المسهل الحديث مع أي طالب يمر بنفس تلك الظروف حتى لا يزيد من تعقيد المشكل و تداخله مع مشاكل أخرى.
9. حين مناقشة الطالب في أية معضلة كن هادئاً..امنح لسانك لا أذنك شيئاً من الراحة..أفسح المجال للمتلقي ليتكلم ، فالملاحظ أن الإنصات للمسهل كفيل بحل كثيرٍ كثيٍر من المعضلات التي يعتقد البعض خطأً أن لا حل لها سوى الصراخ و التشهير و الانتقام، و ينسي قول العملاق المتنبي في عجز بيت قريظ له(إن كنت ناصحه فداوي سقامه).
01. احرص على أن تحفظ الاسم الأول لطلبتك و نادهم بها على الدوام ..ففي ذلك إشعار للطالب"بالمسؤولية" و"بوجوده" و "أهميته" مما يقلل من ميل الطالب لارتكاب بعض السلوكيات التي تعيق سير الفعل التربوي، و التي يتخذها بعضهم بحكم المرحلة العمرية التي يمرون بها مطية لجذب انتباه الآخرين.
11. حاول أن تنظم مقاعد الطلبة داخل الصف بحيث تأخذ شكل نصف دائرة؛ حيث أن هذا التنظيم و بحكم التجربة يتيح للمسهل فرصة خلق جو من "المراقبة" المباشرة تكون مبنية على معاني "الحميمية" و "التواصل" بينه و بين طلبته.
21. ينبغي على الدوام تذكير المسهل أن مهمته التقليدية"كمدرس" و "كمعلم" و "كمالك أوحد" للحقائق المعلوماتية قد ولت ربما إلى غير رجعة و ذلك بحكم التطورات التي حدثت في أبعاد الحياة كلها و على رأسها البعد التربوي الحديث؛ حيث أضحت مهمة المسهل "اللاتقليدية" هي "تسهيل" تحصيل الفعل التربوي لا "تلقينه". وعليه فإن إصرار بعض المنتسبين إلى الفعل التربوي الصحيح على القيام بكل الأدوار داخل الفصل الدراسي يعد في المفهوم التربوي الحديث معيباً لعل أبسط سلبياته الدفع ببعض المتلقين للقيام بسلوكيات تعيق الفعل التدريسي وإدارة الفصل و ذلك بسبب إصرار ذلك المدرس التقليدي ،لا المسهل الحديث، على تهميش دور المتلقي الحقيقي و الاستحواذ على كامل الأضواء داخل الفصل. هذا بالإضافة إلى أن أسلوب الاستحواذ و السيطرة هذا يعد نقيصة في حق من يقوم به من ناحية ما ثبت لدى جميع المهتمين في العمل التربوي الحديث من أن مخرجاته تكون ذات أنماط معرفية صرفه قائمه على "التكرارية" و "التقليد" و"النمطيه" و بعيدة البعد كله عن الإبداع و الخلق و التميز الذي ظلت أمتنا في حاجة ماسة إليه لتكون لها الصدارة في العالم مرة أخرى.
31. كمسهل و رث مهنة الأنبياء النبيلة اعمل على زراعة الحماس و زيادة دافعية طلبتك للتعلم و الاكتساب..من خلال محاولة أن تكون أنت ذاتك خلاقاً مبدعاً داخل أروقة فصلك ..ابتعد عن "النمطية" و استخدام ذات طرق التدريس التقليدية التي ربما عُلمت بها والتي تورث الملل و السأم في نفس الطالب و تدفع البعض منهم إلى القيا م ببعض السلوكيات و التصرفات التي قد تعيق الفعل التربوي. إن المسهل الحديث يدرك ببصيرة أن مهمته تحتاج إلى"حلم الأحنف"و "دهاء إياس" و "صبر أيوب" و لذلك فهو يحاول جهده إدارة فصله إدارة سلسة سليمة من خلال إضفاء عناصر التشويق و الترغيب على الدوام في نفس طلبته و ذلك بإعمال طرائق تدريس متنوعة طوال اليوم …لا تكن أسير السبورة و الطبشور فحسب ..تلفت يمنه و يسرة ستجد في محيط البيئة المحلية ما يساعدك على تعزيز أدائك لرسالتك دون عوائق من خلال ربما الاستعانة بقصاصات الصحف و المجلات المناسبة و الزيارات الميدانية و مشاهدة الرائي وسماع المذياع أو الاستعانة بلقاء الطلبة ببعض أهل التجريب من مجتمع الطالب المحلي. و بالجملة فإن المسهل الحريص المخلص عمله لله سوف لن تعجزه الحيلة في إدارة فصله إدا!
رة تربوية حديثة ناجحة تأخذ بالأمة إلى مصاف الأمم إن شاء الله تعالى، ويكون ديدنه في مواجهة معضل "خصوصية" مهنته قول الشاعر:
دع المعاولَ تزبئرُ قساوةً
وضراوةً إن البناءَ متينُ

قبل و ضع القلم…
أما قبل ..فليس بعد هذا الزبور المتواضع حول آليات إدارة الفصل الدراسي سوى التذكير بأن ما جادت به الذاكرة في هذه العجالة ليس كل شيء في هذا المضمار؛ فالدعوة إذن مفتوحة موجهة لكل باحث متخصص يود تجريب آليات و طرق أخرى يمكن إضافتها إلى ما ذكر أعلاه. على أننا حينما نتحدث عن إدارة الفصل الدراسي فإننا نؤكد أنها من الأهمية بمكان ذلك أنه ثبت أن المسهل أحيناً يهدر ما يقرب من نصف اليوم الدراسي (أي نصف عمر المتلقي الدراسي) في الحديث عن أمور جانبيه لا علاقة لها مباشرة بصلب المنهج( أو المقرر إن شئت).(COTTON, 1990)

فهد بن مشاري الرومي
ماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية /الولايات المتحدة
fadz29@yahoo.com

المراجع التقليدية العربية:

1) مقدمة إبن خلدون.
2) تغير الاسم من مدرس ومعلم ال ىمسهل ولهذا خلفيات لا مجال لتفصيلها

المراجع التقليدية الأجنبية:
COTTON, K. EDUCATIONAL TIME FACTORS, 1990 3)

المراجع اللاتقليدية:
1) WWW.NWRE/.ORG/SISRS/
2) WWW.UGA.BERKELEY.EDU
3) WWW.OSI.FSU.EDU
4) WWW.PSU.EDU

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس