الموضوع: اتخاذ القرار
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-04-2005, 10:37 AM
بدر القلوب بدر القلوب غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 4,322
معدل تقييم المستوى: 0
بدر القلوب is on a distinguished road

موضوع سابق لي وسبق نزلت الموضوع في الاسرة والمجتمع واردت ان ارد على موضوعك القيم في اتخاذ القرار بنفس الموضوع


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوف اتنتاول لكم في موضوعي هذا اتخاذ القرار في امور الحياة واتمنى ان ينال اعجابكم وان ينفع به



يجبر الإنسان أحياناً على اتخاذ قرارات لا يرغب بها.. قد تشكل هذه القرارات مشاكل للشخص في بدايتها.. ولكن يجب على الإنسان أن يفكر بصورة إيجابية و يتقبل الوضع الذي هو فيه. قد تكون اليوم في موضع "اختيار".. أي قد يكون أمامك خيارات كثيرة أصعبها مر.. فتختصر الطريق و تأخذ القرار السهل الذي قد يكون فيه دمارك.. أما إن تعقلت و أخذت الأمور بجدية.. فقد تختار الطريق الصعب الذي يوصلك إلى بر الأمان.. ولكن الناس يحبون دوماً اختيار الطرق السهلة التي قد توصلهم إلى النجاح, ولكن ليس بكل حال..

ألم تسأل نفسك يوما, ماذا لو جار علي الزمان ووضعت في موقف لا خيارات لي فيه؟ ماذا لو وضعت في وضع أجبر فيه على اتخاذ أصعب الطرقات؟.. ألن يكون من السهل عليك أن تسير في طريقك المليء بالعثرات لو كنت معتاداً على اجتياز الصعاب؟ ألم يخطر لك في بال يوماً أن الدنيا لا تدوم أبداً على حال؟

هل يترك المرء وظيفته الجديدة التي بدأ بها للتو فقط لأن مديره في العمل نقله عن صحبه؟ و هل يهجر المعلم صفه فقط لأن طالباً واحداً لم يكف عن المشاغبة؟ أيهرب الأب عن بيته لأنه لم يستطع اليوم كبح جماح غضبه على أحد أبنائه؟ كلنا مسؤول, بطريقة أو بأخرى.. كلنا نملك القرار.. ولكن لسنا كلنا قادرين على التكيف مع القرار الصائب إذا كان تنفيذه صعب..

المرء الذي نقل عن وظيفته و أبعد عن صحبه سيعتاد مع مرور الوقت على التغير الجديد و سيكوّن صداقات جديدة, و بهذا يكبر في عين مديره و يزداد صيته اجتماعياً. و المعلم باستطاعته التحدث مع الطالب مراراً و تكراراً و محاولة مساعدته بالتقرب إليه و مدّ يد العون. قد يكون هذا الطالب إنساناً في منتهى النضوج, ولكن ظروفاً أجبرته على لبس لباس لا يروقه.. باستطاعة المدرس في هذه الحال مساعدة الطالب في العثور على لباسه الأصلي و من ثم سقي بذرة النضوج فيه و جعلها تثمر لتغطي برائحتها الحسنة نتن الشغب الذي كان يقوم به. و بهذا, فالمدرس لا يحل مشكلته وحده, بل و يحل مشاكل الطالب مع نفسه ومن حوله..

أما عن الأب.. مربي الأجيال.. فيمكنه أن يكون قدوةً لأبنائه بأن يفكر بعقلانية و يحل الأمور بروية.. فالكلمة الطيبة تلين حتى القلوب المصنوعة من صخر. يجب عليه أن يتذكر أنه لكل مشكلة, مهما كبرت أو صغرت, حل.. قد يكون حلها صعب التنفيذ.. ولكن الحلول الصعبة توصلنا إلى النهاية المطلوبة مهما بلغت درجة صعوبتها..

إن بيد كل منا أن يعيش حياة خالية من الهموم و الأمراض النفسية بأن يبتعد عن التفكير بسلبية. لا يجب علينا اتخاذ المواقف قبل بلوغها..

إن حل مشكلة الموظف و المعلم و الطالب و الأب و غيرهم الكثير لا يأتي بعد تفكير يدوم ساعة أو ساعتين.. قد يأخذ حل بعض المشاكل أشهراً طوال, و لكن النهاية ستكون مرضية لجميع الأطراف. أما إن لم ينال منها الرضا, فعند ذاك يمكن للإنسان اتخاذ موقف آخر تكون فيه مرضاته.. إلا أن الروية في اتخاذ هذا القرار هي أفضل السبل لنيل مرضاة الجميع..

إن لكل مشكلة حل إذا ما توقفنا و فكرنا ملياً.. اعتماداً على حجم المشكلة يتقرر الوقت المطلوب لحلها.. فكلما سهلت المشكلة قل وقت التفكير فيها, و العكس صحيح..

على كل إنسان أن يتذكر أن الكمال لله فقط و أن لا أحد في هذه الحياة كامل و أنه بقدرته كبح جماح غضبه لأنه لا مصلحة له أو لمن حوله من انفجار بركان غضبه.. إن ذلك لن يحل المشكلة, بل سيزيدها سوءاً.. و يجب عليه موازنة الأمور في رأسه قبل التفوه بها.. إنه من الصعب على الإنسان تنفيذ ذلك في بعض الأحيان, ولكن بإمكان الإنسان أن يقنع نفسه بأنه يستطيع, و بإذن الله سيستطيع و كل شيء سيسير على ما يرام..

أخيراً و ليس آخراً.. اللجوء إلى الله في كل شيء, قبل التفكير في القرار, هو أفضل السبل لنيل مرضاته و توفيقه عز و جل.. و ثق دائماً أن الله لا يخيب لمؤمن املاً.. و الله ولي التوفيق..

لك مودتي

رد مع اقتباس