[د.فالح العمره]

التعليم العالي في خطر يا معالي الوزيرة

السبت, 26 سبتمبر 2009

د.فالح العمرة العجمي

جريدة الرؤية

رسالة أبعثها إلى د.موضي الحمود وزيرة التربية والتعليم العالي.. يا معالي الوزيرة إن التعليم العالي يحتضر، وفي رمقه الأخير، وذلك بسبب التجاوزات وملفات الفساد والمحسوبية والوساطة والمجاملات والتجارة في التعليم وتزوير الشهادات وشرائها.

يا معالي الوزيرة إن الوضع في التعليم العالي جد خطير بكل معنى الكلمة، وبما إن التعليم العالي الآن انتقل من مرحلة إلى أخرى جديدة، قد تكون المرحلة الجديدة مرحلة مشرقة، وقد تكون أسوأ من سابقتها، لذا يجب أن يكون الاختيار لمنصب وكيل التعليم العالي صائبا ومدروسا لا مجاملة فيه ولا محاباة ولا حسابات سياسية ولا غيرها، يجب أن يكون الاختيار وفق مصلحة الوطن ومصلحة التعليم العالي، يجب أن يكون الاختيار لمنصب وكيل التعليم العالي للشخصية الفذة التي تحمل الكفاءة العالية والتجارب الناجحة.

إن التعليم العالي بحاجة إلى رجل شديد المراس قوي الشخصية صاحب تجربة وخبرة ثاقبة النظرة يجيد التعامل مع الملفات العالقة، يجيد التعامل مع المواقف الصدامية، يجيد التعامل مع جميع طبقات المجتمع.

ان التعليم العالي أمانة في عنقك يا معالي الوزيرة، ولقد سمعنا وقرأنا عن بعض الأسماء المرشحة لمنصب وكيل التعليم العالي، ووقعت عيني على اسم رجل يعجز القلم عن سرد بطولاته من أجل الكويت وأبنائها، رجل المهمات الصعبة، لا تأخذه في الله لومة لائم، إنه ذاك البطل الدكتور حمد الدعيج رئيس المكتب الثقافي في الأردن، هذا الرجل الصعب، الذي واجه ملفات صعبة تنبعث منها رائحة الفساد والتجارة والخيانة العلمية في الأردن، من مدارس وجامعات خاصة، وقف وقفة الرجل الشجاع بكل قوة وحزم وكان كالجبل الأشم لم يتزحزح قيد أنملة، وكان أمام عينيه مخافة الله وحبه لوطنه، لأن الرجل الشريف لا يخون وطنه من أجل دراهم معدودة، كشف هذا الرجل جميع المدارس التي تعطي لأبنائنا شهادات الثانوية المزورة، وجفف منابع الفساد بكل طرقه، مورست ضده الحملات الإعلامية الشرسة لكي يرهبوه ويوقفوا مسيرته الإصلاحية، ولكنه ثبت كالطود الشامخ، ومورست ضده جميع أنواع الطرق الترغيبية من أموال ونسب من أرباح الجامعات وأراضي لكي يتراجع عن محاربة الفساد، ولكنه قال مثل ما قال يوسف عليه السلام {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}. وثبته الله على الحق، ورفض جميع المغريات ولم يخش الا الله، يدفعه الى هذا الطريق مراقبة ربه وحبه لوطنه والامانة التي حمل لواءها من الكويت إلى الخارج، نعم يا معالي الوزيرة إنه حمد الدعيج الذي عرفته أثناء دراستي في الأردن يحب وطنه أكثر من حبه لنفسه وأهله، إنه حمد الدعيج الرجل الأكاديمي والقيادي الناجح والرجل المجرّب في الملمات ذاك المعدن الطيّب الذي نحتاج إليه في مثل هذا الوقت، أثني على هذا الرجل ولله الحمد ليس من قبيلتي، لكي لا يقال إنني مداهن أو مجامل، ولكنني أحب الرجل الشريف والقيادي الأمين القوي الشجاع، ولا أزكي على الله أحدا، أقول هذه الكلمات يا معالي الوزيرة لأن التعليم العالي في خطر ويشتكي من الفساد الذي حطّم بنيانه ووجهه الجميل، يا معالي الوزيرة ارمي التعليم العالي بالدكتور حمد الدعيج وسترين ما سيفعله!

{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.