عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-03-2010, 02:58 PM
محسن الحجرف محسن الحجرف غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 89
معدل تقييم المستوى: 20
محسن الحجرف is on a distinguished road
مدخل الي النقد التأثيري و الموهبة النقدية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اليكم هذة المقالة المتواضعة

اما بعد
النقد التأثيري & الموهبة النقدية



النقد التأثيري هو النقد الذي يخرج من اخرجه صاحبه تحت تأثير الانطباعات الاولية السريعة، او الاهواء الشخصية المتحيزة غير المنصفة، او المزاج الفردي الخاص، ولم يظهر نتيجة تأمل وتفكر ودراسة مدققة وراسخة، ليكون اعتمادها على ضوابط ومعايير متفق عليها.

وغالبا ما يكون هذا النوع من النقد احكامه غير عامة، غير مسببة، حيث يصف الناقد النص بصفة ما ولا يفصلها تفصيلا دقيقا ولا يبين تلك الاسباب التي اطلقها، كأنه يقول: هذه افضل مقالة او هذا أبلغ بيت او اجمل معنى، ولا يذكر الا اسبابا سطحية واسبابا غير وافية ولا يجدي ان يحكم عليها بهذا الحكم.

ويكون غالبا حكم الناقد على حسنة معينة فيعممها على عامة النص او سلبية معينة فيعممها على عامة النص. ويعتبر هذا النقد ساذجا مبالغا فيه، لأنه مبني على انفعالات الناقد، ولم يعمم النظر في اجزاء النص كله ولم يعط الأهمية الكافية بالقواعد التي اتفق عليها العلماء.

ويكثر هذا النوع من النقد في المراحل الاولى المبكرة من تاريخ النقد، اي قبل ان يتحول الى علم واسع المدارك، ويكثر هذا النقد الآن عند فئات معينة من النقاد ومنهم: المبتدئون في النقد الذين لم يتمرّسوا في الادب، والمتعصبون الذين يتحمسون لأديب ما فيبينون حسناته وحدها، ومن خلالها يحكمون عليه ولا يرون عثراته، والمزاجيون الذين تكون لهم ميول فردية خاضعة لأهوائهم، فيعجبون باعمال توافق اهواءهم ويعيبون الاعمال التي تخالفها دون تقييمها، والطبيعي في هذا النقد انه لا يفيد المجتمع بكل فئاته ولا يرقى بأذواق الجمهور، ولا يفيد الأديب على تحسين إنتاجه، لأن معايير الجمال والقبح فيه ذاتية وغير مستقرة.

الموهبة النقدية
في البداية، ما ينبغي ان يتصف به الناقد يتمثل في الموهبة النقدية والحسّ الذوقي.

فأما الموهبة النقدية فهي القدرة التي يمنحها الباري عز وجل للخاصة من الناس، وبه يستطيعون فحص كل شيء فحصا دقيقا فيكتشفون عيوبا خفية ويشعرون بهذا الجمال الظاهر والخفي، ويوازنون بين المتشابهات، ويحسون بالفروق التي لا تظهر لعامة الناس، فإن المنطق يقول ان جميع الناس سواسية يملكون القدرة على الفحص والتمييز والمقارنة، ولكن اصحاب الموهبة يملكون قدرة فائقة، منحة من الباري عز وجل، فإذا سنحت الفرصة لتنمية قدراتهم والافادة منها، اصبحوا نقادا مميزين.

اما الحس الذوقي، فهو ملكة خاصة تجعل المرء ذا لباقة، يحسن التصرف العام والاختيار الصائب وذا بديهة يكشف بها التوافق الدقيق بين الاصوات والالوان والاشكال بعامتها، ويحس بأي تنافر بينها. وفي ساحة النقد الادبي تكون صفة الحس الذوقي مكملة لصفة الموهبة ومرتبطة بها غالبا، فمن له موهبة الإحساس بالعيوب الداكنة والحس الجمالي الدقيق فسيستخدمها في حسن التصرف وحسن الاختيار، وعندما يحلل الناقد عملا ادبيا فإن موهبته والحس الذوقي لديه يبنيان له ادراك الفروق الصغيرة بين معنى وآخر وشكل وآخر، ويبين له ايضا الفروق بين الالفاظ في وقعها على الآذان، وادراك التناسق والتنافر في ترتيب الكلمات داخل الجملة المسموعة والمقروءة.

اذن فصفة الذوق لازمة للناقد لزوم الارض للماء، ترتبط بموهبته النقدية وتكملها ليستطيع بهما معا ان يتذوق الاعمال الادبية ويساعد القراء على تذوقها تذوقا صحيحا.

رد مع اقتباس