[مسفر مبارك]

خميس بن رمثان" اسم قد لا يعرف هويته كثير من السعوديين علاوة على معظم موظفي أرامكو السعودية، إلا أن ابن رمثان فرض اسمه على مؤرخي النهضة النفطية في السعودية، لأنه كان الدليل الاستكشافي لأول رفيق بحث عن النفط في المنطقة الشرقية.
وفي الوثائق الرسمية لأرامكو السعودية فإن ريادة هذا المجال الاستكشافي تمثلت في ابن رمثان والجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي اللذين كونا فريق عمل متجانساً ومتفاهماً أدى إلى الوصول إلى الزيت في مناطق عديدة من السعودية.
وتطلبت جهود الاستكشاف في ذلك الوقت كل الموارد المتوفرة من الموارد البشرية، كما تطلبت جميع المعدات بما فيها السيارات والطائرات، حيث كان الهدف الرئيس من الاستكشاف هو العثور على الزيت والغاز إلى جانب مساندة إنتاج وتطوير مجال المواد الهيدروكربونية.
ولا ينسى التاريخ أن اكتشاف النفط في الدمام تم بعد جهد شاق ومحاولات مستميتة، حيث علم أن ظهور الزيت من البئر رقم 7 في الدمام (بئر الخير) تم في اللحظات الأخيرة بعد أن أبلغ الفريق من قبل شركات غربية بوقف العمل في السعودية بعد 5 سنوات من البحث المضني.
ويذكر التاريخ أن أول اتفاقية لاستكشاف النفط وقعت في 29 مايو 1933 حيث وقعت حكومة المملكة وشركة ستاندارد أويل كومباني أوف كاليفورنيا، ليتم تأسيس شركة أريبيان ستاندارد أويل كومباني (كاسوك)، وفي مارس 1935 بدأت أعمال حفر قبة الدمام بالقرب من بئر الدمام رقم 1 وفي 3 مارس 1938، وبعد حفر عدد من الآبار دون جدوى، تدفقت بئر الدمام رقم 7، "بئر الخير"، لتنتج وحدها أكثر من 32 مليون برميل من الزيت على مدى السنوات الخمس والأربعين التالية.
وفي تلك السنة كان لدى السعودية حقل واحد أما الآن فلديها أكثر من 100 حقل للزيت والغاز، حيث يعي العاملون في المجال النفطي أن أعمال الاستكشاف تتطلب أعواماً من العمل الدؤوب والتعاون لتحقيق النجاح، أما المحافظة على هذا النجاح فتتطلب العمر بأكمله.
ويؤكد المسؤولون عن إدارة أعمال أرامكو السعودية السعي من خلال الاستكشاف إلى تعويض ما ننتجه من الزيت سنوياً على الأقل مشيرين إلى القيام بإضافة 5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز سنويا، وهي كما يقولون مهمة لا تحدث في أي مكان آخر في العالم.