ومن لم يعقل في صلاته طرفاً من الكمالات الإلهيّة، ومن لم يعقل ما في الأوامر الإلهيّة من خيرات، ومن لم يعقل شيئاً مما تنطوي عليه آيات القرآن الكريم التي يتلوها في الصلاة، فليس بعجيب أن تُلَفَّ صلاتُه كما يلف الثوب الخَلِقُ ويضرب بها في وجه صاحبها إذ أنه لم يفد منها شيئاً
. أما الطريق إلى العقل فإنما يكون برفقة ذلك الإمام والاقتداء به وهو في الحقيقة السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم. ومن لم يُصلِّ مقتدياً بذلك الإمام فليس يستطيع أن يصل إلى العقل ولو أنه صلَّى في اليوم مئة ركعة، ولو أنه قام يصلي الليل كلَّه ولعلك تسأل عن السبب وتعجب من هذا القول فأقول: "بعين الرأس ترى الأشياء بالأنوار المعروفة أما الحقائق فلا تراها النفس إلاَّ بنور الله برسول الله صلى الله عليه وسلم".