عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24-01-2007, 10:16 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

حقوق الأبناء


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.



واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



حديثي في هذه الأوراق عن الآباء ومسؤولياتهم.. ويا لها والله من مسؤولية عظيمة ألقاها الله عز وجل على عواتقهم من فوق سبع سماوات ، يوم يقول سبحانه لرائد البيت المسلم( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6).



فجيلنا الصالح ابتداء من موكب الأنبياء الكريم يحملون التبعة على أنفسهم، فيقومون بتربية النشء والجيل تربية يريدها الله ويحبها الله.



والله عز وجل قص لنا في محكم كتابه الكريم قصصاً عن الأنبياء والصالحين في ذلك.

أما يقول الله عز وجل عن يعقوب عليه السلام يوم يتلطف مع يوسف ويأخذه بالرفق واللين: )يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً...)(يوسف: الآية5).



أما يقول لقمان وهو يربي ابنه التربية التي يرضاها الله ويريدها الله: )وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ )(لقمان: الآية13) ، فقد غرس الإيمان والتوحيد في قلب الطفل لينشأ عابداً لله عز وجل.

وأول ما يسقط الطفل على الأرض فهو يسقط مسلماً حنيفاً، يقول صلي الله عليه وسلم : (( ما من مولود يولد إلا يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



ولــدتك أمــك باكيــاً مستصرخاً

والناس حولــك يضحكـــون سرورا

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكــــوا

في يوم مـــوتك ضاحكــاً مسرورا



يوم يقع الطفل على الأرض يكون المسؤول الأول عنه هو : الأب ، فواجبه أن يقوده إلى بر السلام وإلى طريق الجنة.



فلقمان عليه السلام يقول لابنه: ) يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّه)(لقمان: الآية13) ، احذر أن تكون مشركاً.. احذر أن تجعل لله نداً.. احذر أن تعتقد أن هناك مع الله شريكاً.



ثم قال (ه: )يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاة)(لقمان: الآية17) ، هل سمعت أسلوباً أعجب من هذا؟ هل سمعت جودة أعظم من هذه الجودة؟ (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(لقمان: الآية17)ثم قال: ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )(لقمان: الآية17).فعلم أنه بعد أن يقيم الصلاة وبعد أن يأمر وينهي.. سيواجه شيئاً من المتاعب والمصاعب.. فقال له: ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )(لقمان: الآية17) .

ثم قال له: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18)، أي لا تتكبر على عباد الله ولا تزه ولا تكن تياهاً معجباً بنفسك، فأنت عبد للواحد الأحد.



ثم قال عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:19) فكن أديباً موجهاً.. كن متواضعاً .. سهلاً ليناً.


والرسول صلي الله عليه وسلم اعتني بتربية الأبناء.. بل هو المربي الأعظم صلي الله عليه وسلم ، بل هو الذي نشر الفضيلة في الجيل.. بل هو الذي أنقذ الله به أهل الضلالة من ضلالتهم وأهل العماية من عمايتهم.



إن البرية يوم مـبعث أحمــد

نظر الإله لها فبدل حالهـــا



بل كرم الإنسان حين اختــار من

خير البرية نجمـــها وهلالها



ورد عنه النبي صلي الله عليه وسلم في حديث حسن أنه قال لأنس بن مالك رضي الله عنه: (( يا بني إن استطعت أن تنام وليس في قلبك غش لأحد فأفعل)).



وفي سنن الترمذي بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما قال: كنت ردف رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لي: (( يا غلام)).



قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله.



قلت : (( يا غلام)).



قلت: (( لبيك وسعديك يا رسول الله.



قال: (( يا غلام)).



قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله.



قال: (( أني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، تعف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله . واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك..

رفعت الأقلام وجفت الصحف)).



إي والله! احفظ الله يحفظك..فهل أوصى الآباء أبناءهم بهذه الكلمة؟



وهل قال الأب لابنه يوم يودعه في الصباح إلى عمله أو إلى مدرسته أو إلى مزرعته: (( احفظ الله يحفظك)).



يقول أحد علماء الأندلس وهو يوصي ابنه:



وإذا خلوت بريبة في ظـــلمـــة

والنفس داعـــية إلـــى الطــغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لـــها

إن الذي خــلق الظــلام يـــرانــي



نعم! إنه غرس الرقابة والخشية في قلوب الأبناء لينشأوا والخوف يملك جوانحهم من الواحد الأحد، هذه تربية الإيمان التي أرادها الله.



ويقول الأندلسي الآخر وهو يوصي ابنه:



أبا بكـــر دعـــوتك لو أجبـــت

إلـــى ما فيه حــظك لــو عقـــلت

إلــى عــلم تــكون بـه إمامـــاً

إن نهـــيــت وإن أمــــــــرت

ويجلــو ما بقلبــك من عمـــاها

ويهديـــك السبيــــل إذا ضــــللت

ويقول جعفر الصادق ـ رضي الله عنه وارضاه ـ وهو يوصى ابنه:



يا بني لا تصاحب فاجراً ولا عاقاً ولا بخيلاً ولا كذاباًن فإن الفاجر قد استحق لعنة الله.. وإن العاق قد أدركته ظلامه أبيه وأمه.. وإن البخيل يبيعك أحوج ما تكون إليه.. وإن الكذاب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب.



وحبيب بن زيد تربيه أمه تربية صادقة خالصة لوجه الله.. فينشأ مجاهداً ..ويرسله صلي الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الدجال في اليمامة فيدخل على مسيلمة وعمره ما يقارب العشرين.



فقال له مسيلمة: أتشهد أن محمداً رسول الله؟



قال: نعم.



قال: أتتشهد أني رسول الله؟



قال: لا اسمع شيئاً.



فأخذه وقطعه إرباً إرباً، وهو لا يعود عن دينه.



من ذا الــذي رفع السيوف ليرفـــع

اسمك فوق هامات النجوم منــارا

كنا جبالاً في الحبـــال وربــــما

صرنــا على موج البحار بحارا

أرواحنا يا رب فــوق أكــفنــــا

نرجو ثوابك مغنمـــاً وجوارا



الخنساء رضي الله عنها وأرضاها وهي النخاعية تحضر بأبنائها معركة القادسية وهم أربعة، ربتهم على الاستقامة والصلاة وعلى الذكر.. فلما حضرت المعركة قالت لهم: يا أبنائي أنا أمكم.. والله ما خنت أباكم، والله ما خدعت خالكم، فإذا حضرت المعركة فيمموا أوجهها واقبلوا على أبطالها، وقاتلوا رجالها عسي الله أن يقر عيني بشهادتكم.



وبدأت المعركة وقتل الأربعة في أول النهار، وجاء بعض المسلمين يخبرها بذلك.. فتبسمت وفرحت كثيراً.ز وقالت: الحمد لله الذي أسعدني بشهادتهم في سبيله!



الأم مدرســـة إذا أعـــــددتــــها

أعـــددت شعباً طيب الأعراق

الأم روض إن تعاهــــــده الحيا

بالــري أورق أيــما إيـــراق



وأسماء بنت أبي يكر رضي الله عنها وأرضاها ذات النطاقين اللذين جعلهما الله عز وجل ساماً لها في الجنة.. تقول لابنها عبد الله بن الزبير الفارس المصلوب الذي صلب في الحجون.



تقول له وقد أتي يستسلم خوفاً من الحجاج بن يوسف الثقفي يا بني أصبر فإنك على الحق.



قال: يا أماه إني أخاف إذا ذبحوني أن يسلخوني ويقطعوا جسمي.



قالت: يا بني لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.



فثبت على الحق ولبس أكفانه ومات شهيداً رضي الله عنه وأرضاه.



· حق الأبناء على الآباء:



1- اختيار الزوجة الصالحة.



فما هي مواصفات الزوجة الصالحة؟



يقول صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (( تنكح المرأة لأربعك لمالها

ولجمالها واحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)). فالدين هو أهم شيء في المرأة .. فيجعل الدين هو الأصل وما بقي تبع.



ونحن نؤمن أن الجمال مطلوب، وأن الحسب مرغوب، وكذا المال، كل هذا كما قلت لكم يأتي تبعاً للدين.. لأنه يوم أسيء الاختيار في بعض الأماكن نشأ الجيل معوجاً لا يعرف الله ولا الدار الآخرة.. لأنه تبع لتربية أمه.



فأول مسؤولية الآباء اختيار الزوجة الصالحة التي تريد الله والدار الآخرة.. ولا عبرة والله بالمرأة التي لا تريد الله، ولا تعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم . أما أزري الله عز وجل على امرأة نوح؟ أما عاتب ولام وندد بامرأة لوط؟ ولكنه سبحانه وتعالي مدح امرأة فرعون في بيت فرعون وهو ملحد .. لأن السبب هو الإيمان والتقوى.



حكمة الاتصال: يقول سبحانه وتعالي: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)(الرعد: الآية38) إن اتصال الرجل بالمرأة في الإسلام أمر شريف وليس كما ادعاه أعداء البشرية من أنه لأجل الشهوة الجامحة، بل الحكمة هي إعمار الأرض بوجود الذرية الذين يحملون الرسالة ويحملون الهداية للناس، وإخراج جيل عظيم من الزهاد والعباد والقادة.



فأين ذهبت تلك الحكمة عن تلك العقول والأدمغة التي ما عرفت الطريق إلى الله؟



ولذلك قال البخاري في الصحيح وهي: أن يبدأ الأب بالبذل والعطاء وبإعلان الفرحة وشكر الله على هذه النعمة.



فالأبناء نعمة من الله .. وأي نعمة.



وقد دعا أحد الأنبياء ربه يقول: ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(الانبياء: الآية89).



وكل مولود مرتهن بعقيقته حتى يعق عنه.



وكذلك من السنة أن يحلق رأسه وان يتصدق بوزنه فضة أو ما يعادلها من المال، وهذا أمر ثبت عنه صلي الله عليه وسلم ، ذكره ابن القيم في كتاب ( تحفة المودود بأحكام المولود) ومعني ذلك أنه تفاؤل بأن الله يحط أخري قد لا تظهر لنا.



2- ومن حقوق الأبناء على الآباء: اختيار الاسم الطيب.. وفي الحديث الصحيح: (( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن)).



أما الحديث الذي يقول : (( أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد)) فهاذ لا يصح..ولكن كل اسم فيه لفظ العبودية طيب وحبيب إلى القلوب، لماذا؟



لأن ابنك يوم يتردد على سمعه هذا الاسم ( عبد الرحمن) ( عبد الوهاب) ( عبد السلام) .. يتذكر الصلة بينه وبين الله الذي شرفه بالعبودية.



ونهي صلي الله عليه وسلم أن يسمي ببعض الأسماء .. فقد جاءه رجل فقال صلي الله عليه وسلم : (( ما اسمك؟)).



قال: غاوي ابن ظالم.



قال صلي الله عليه وسلم : (( بل أنت راشد بن مقسط))ـ فغيره صلي الله عليه وسلم تفاؤلا بأن يكون راشدا مقسطاً.



ويقول صلي الله عليه وسلم : (( أحسنوا أسماءكم وأسماء ابنائكم فإنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء أبائكم)).



وفي موطأ الإمام مالك أنه صلي الله عليه وسلم قال لرجل: (( قم احلب الناقة، ما اسمك))؟

قال: صخر

قال: (( اجلس)).

فقال للرجل الثاني: (( ما سمك))؟

قال: حرب

قال: (( اجلس)).

فقال للثالث: (( ما اسمك))؟

قال: مرة.

قال: (( اجلس)).

فقال للرابع: (( ما اسمك))؟

قال: يعيش

قال : (( قم فاحلب الناقة)).

إنه التفاؤل في الأسماء الطيبة التي تورث الحب وحسن الطالع.

3- ومن حقوق الأبناء على الآباء: الرضاعة الحقة التي يريدها الإسلام، وكثيراً ما أخفق المجتمع الذي نعيش فيه في الرضاعة، إما بأن يسند الطفل إلى غير أمه فلا يكون له علاقة بأمه ولو كانت قادرة على الرضاعة، فينشأ الطفل مبتور الحنان والصلة مع أمه والعطف، فلا تجده ذاك الطفل الذي ينشأ على العطف والأنس بقرب أمه.

فتجد بعض البيوت يفرط في هذا الجانب، فيقدم كثيراً من المرضعات أو الكثير من الوسائل للرضاعة.. ويترك الأم ولو كانت قادرة.. وهذا خطأ ظهرت آثاره في التربية.. فنشأ الأطفال على العقوق والجفاء والقطيعة مع الأمهات.

لأن لبنها ما سري في شرايينه وعروقه.

والله عز وجل ذكر الرضاعة في القرآن فقال: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)(البقرة: الآية233)، وكلما أتم الرضاعة كان أحسن.. وأجود.. ومكن.

واختيار المرضعة إذا اضطررت.. هو من حقوق الأبناء على الآباء ، فلا ترضعه كافرة ولا فاجرة ولا حمقاء ولا سيئة التصرف..فإن لبنها سوف يكون له أثر في عقله وتوجهه.

ولذلك وضع صلي الله عليه وسلم في بادية بني سعد حيث الصفاء والنقاء وحيث الهواء والماء والصحراء.. فتشأ أفصح من فصحاء العرب.. ونشأ أخطب الدنيا.

فالبادية في الجيل الأول لها أثر عظيم في تربية الأولاد.. أما الآن.. فالله المستعان!.

تقول عائشة: ربما رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم إذا تهللت أسارير وجهه وأتاه خبر يسره كأنه البدر ليلة أربع عشر وتذكرت قول الشاعر:

وإذا نظـــرت إلى أســـرة وجهه

برقت كبرق العارض المـــنــهلل

والسبب هو جودة الرضاعة.. فكان وجهه يبرق مع ما آتاه الله من القوة والحكمة والجمال.. حتى قيل لأبي هريرة : أكان وجهه صلي الله عليه وسلم كالسيف؟

قال: لا والله.. كالشمس.

وقال أنس: والذي نفسي بيده نظرت لوجه المصطفي صلي الله عليه وسلم ونظرت إلى البدر ليلة أربعة عشر، ولوجه المصطفي صلي الله عليه وسلم أجمل من البدر.

وقد حذر أهل العلم من استرضاع الحمقي لكي لا يأتي الطفل أحمقاً!!

ذكر ابن كثير في ترجمة القاضي شريح وكان من أذكياء الدنيا، أن ثلاث نسوة دخلن عليه فنظر إليهن وقال:

أما هذه المرأة فثيب.

وأما هذه المرأة فحامل بولد.

وأما هذه المرأة فأرضعتها كلبة!!

قيل لشريح: كيف عرفت ذلك؟

فقال: أما المرأة الحامل فعرفتها لأن صوتها ضعيف.

وأما الثيب: فلأنها تنظر للرجال.

وأما الثالثة: فأرضعتها كلبة لأن في يديها رجفة.

فسئلت النسوة فكن كما قال.

4- ومن الحقوق التي للأبناء على الآباء: القدوة: بأن يكونوا قدوة لأبنائهم، لأن الطفل يقلد أباه دائماً.. فالذكر يقلد الأب والبنت تقلد الأم.

وينشأ ناشــيء الفـــتيــان مــنــا

علـــى مـــا كان عوده أبوه

كيف يقول له: كن صادقاً..ثم يكذب!!

فالفعل فعل قبيح..والقول قول جميل.. )أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44).

تقول للابن : صل في المسجد، ولكن لا يرانا نصلي.

إنه ظلم للعقل، وظلم للعلم، وظلم للتربية، وظلم للإحساس.

نقول للابن : لا تغتب أحداً.. اتق الله في أعراض المسلمين...

ثم نقع في أعراض الناس بسكاكين من القول الجارح.

يا أيها الأبرار ويا أيها الأخيار..إن القدوة أمرها عظيم؛ لأنك ستسأل عن أبنائك يوم القيامة.



هل أمرتهم؟



هل نهيتهم؟



هل نفذت ما نقول؟



أم أنه كلام دون فعل.



يقول أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه كما في الترمذي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )(المائدة: الآية105) وأني سمعت الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( إن الناس إذا رأوا المنكر ثم لم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب)).



فلا يصح أن نصلح في أنفسنا.. وأبناؤنا غير صالحين.



نقرأ ونتهجد بالقرآن.. وأبناؤنا في المقاهي والملاهي.



نقرأ كتب العلم الراشدة.. وأبناؤنا مع المجلة الخليعة ومع القول السخيف.



5-ومن حقوق الأبناء على آبائهم: أمرهم بالصلاة في السابعة ، وضربهم عليها في العاشرة، والتفرقة بينهم في المضاجع.



يوم يبلغ الطفل السابعة تأمره أمراً فحسب بالصلاة ولا تضربه..تقول له: صل، هداك الله، تأخذه بيده وتعلمه طريق المسجد.



فإذا بلغ العاشرة تأخذه بالحزم، فإذا رفض.. تضربه ضرب ناصح وضرب رشيد يريد له الخير مثل ما يريد لنفسه.



ويا لحكمة هذا الدين! ويا لقوته ! ويا لشموله! ويا لعدله! فهو يلاحق الأطفال والنشء والجيل حتى وهم في المضاجع .. فيقول: حرام أن يتضاجعوا في مكان واحد. ففرقوا بينهم في المضاجع.. فالذكر لا ينام في فراش الأنثى ، ولا الأنثى في فراش الذكر.



ولا بأس أن يناموا في غرفة واحدة بشرط أن يفرق بينهم في المضاجع.



6-ومن حقوق الأبناء على آبائهم: تعليمهم العلم النافع..علم قال الله وقال رسوله صلي الله عليه وسلم .



العلم الذي أتي من فوق سبع سماوات .. وليس العلم الرخيص.. وليس العلم السخيف الدخيل الذي أتانا من أعداء البشرية وأعداء الإنسان.



لكن العلم الموروث عن معلم الخير صلي الله عليه وسلم .



وتعليم الجيل من أعظم الخصال الواجبة في الإسلام، فالإسلام لا يعترف بالجهل ولا بالدروشة.



وأما أن نحرم أبناءنا من العلم بحجة أنه أمر مضن..وطريقة طويل وشاق، فهذا من سوء الإرادة وضياع الحكمة.



نعم... إذا حصل الشاب أو البنت على حصيلة من العلم تقيم دينه وتحجزه عن المناهي.. فلا بأس بعد ذلك أن ينطلق في عالم الحياة.. وأن يخوض جميع المجالات المباحة التي يرغبها.. كالتجارة والزراعة وغيرها.



فواجب إذن.. تعليمه العلم النافع.. وغرس الفضيلة في قلبه.



ولذلك كان صلي الله عليه وسلم يحرص على هذا .. فابن عباس رضي الله عنهما شاب في العاشرة من عمره يدخل على المصطفي صلي الله عليه وسلم ليلة من الليالي بعد صلاة العشاء ، فيقوم صلي الله عليه وسلم ليصلي في الليل فيقوم معه ابن عباس.



ويحضر ابن عباس ماء للرسول صلي الله عليه وسلم ليتوضأ به.



فيقول صلي الله عليه وسلم : (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).



فكانت دعوة من أعظم الدعوات المباركة في حياة ابن عباس.



لم يدع له بالتمكين في الأرض ولا بالصحة في الجسم.. ولا غير ذلك.



وإنما دعا له بأن يجعله الله فقيهاً معلماً مفهماً.. وأن يعلمه الله تأويل كتابه.



ولذلك يقول صلي الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث معاوية: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)).



فالله الله بالعلم النافع لأبنائكم.. فليس كل علم يكون نافعاً.



وقد قسم الله العلم في القرآن إلى قسمين:

1- العلم النافع.

2- العلم الضار.

من العلم الضار قوله تعالي عن السحرة: ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )(البقرة: الآية102).



ويقول الله عن أحد الذين تعلموا العلم.. ولكنه لم ينفعهم ، وهو (باعورا) اليهودي الحبر: )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:175/176).



والله يقول في بني إسرائيل ـ وقد حملوا علماً، ولكن لم يستفيدوا منه ولم يكن له أثر في معتقدهم وفي عبادتهم وفي سلوكهم ـ : )مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً)(الجمعة: الآية5).



وقال سبحانه وتعالي فيهم: )فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:13)


فالعلم النافع هو الذي يورث الخشية من الله في القلب.



العلم النافع هو الذي ينشىء الطفل على حب المسجد وحب القرآن والعلم.



وهو الذي يجعل الشاب عابداً لله.. يتقي الله.. ويخافه، )َ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(فاطر: الآية28) .



وكان صلي الله عليه وسلم يقول: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع)).



ولذلك كان صلي الله عليه وسلم يربي الناس على العلم النافع الذي يريده الله سبحانه وتعالي.



6- من حقوق الأبناء على الآباء: مصاحبته وغرس الفضيلة والثقة بنفسه..فلا يكون مسلوب الإرادة.. ولا مسلوب الهمة والمكانة.

6-

والكثير من الآباء يخطئون في هذا الجانب فيربون الابن بالسوط والقسوة والعنف، فينشأ الابن وقد سلبت إرادته وقوته ومكانته.



وينشأ مهزوز الإرادة.. لا كلمة له..ولا حق.. ولا رأي.



وهذا العنف لا يورث إلا عنفاً مثله..بلا شك.



ولذلك وصف الله عز وجل رسول الله صلي الله عليه وسلم بالحكمة وبالين..فقال له: )فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: الآية159) .



وقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).



ولما فشت هذه التربية العنيفة في كثير من البيوت أصبح الأبناء على قسمين:



إما عاق لأبيه ومشا-له ومكابر.



وإما أن ينشأ الطفل ذليلاً مخبتاً لا مكانة له.. ولا شجاعة.. ولا إرادة.



وهذا خطأ وقع فيه كثير من الآباء.



في الطبراني أن رجلاً أتي إلى الرسول صلي الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله ابني ربيته فسهرت لينام، وظمئت ليروي، وجعت ليشبع، فلما كبر غمطنى حقي!



فقال صلي الله عليه وسلم : (( هل قلت في ذلك شعراً))؟



فأخذ الرجل يبكي ويقول: نعم يا رسول الله، قلت:



غذوتـك مــولــوداً وعلــتك يــافعـــاً

تعــل بمـــا أجــري عليـــك وتنهل

إذا ليلــة بالسقــم ضاقـــــتك لم أبت

لسقــــمك إلا شـــاكيـــاً أتمـــلمل



كــأني أنا الملـــدوغ دونك بالـــذي

لــدغت به دوني فعينــــاي تـــهمــل

فلمــا بلـــــغت السن والغاية التي

إليهـــا ما كــان فيــك كنت أؤمـــــل

جعلـــت جزائـــي غلظة وفظاظة

كأنك أنت المنــــعـــم المـــتفضـــل

أو كان هذا الأب عاقاً لوالديه.. فكان الجزاء من جنس العمل!



7- ومن حقوق الأبناء على الآباء: إبعادهم عن رفقة السوء وأهل الفساد.



يقول الله عز وجل عن الرفقة الصالحة: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) .فكل خلة.. وكل صحبة..وكل صلة.. وكل صداقة تتقطع وتتلاشى وتنهار إلا صلة الذين يريدون الله والدار الآخرة.



قال ابن عمر رضي الله عنهما: ( والله لو صمت النهار لا أفطره، ولو قمت الليل لا أنامه.. وأنفقت أموالي في سبيل الله، ثم لقيت الله لا أحب أهل الطاعة ولا أبغض أهل المعصية، لخشيت أن يكويني الله علي وجهي في النار).



ولذلك يقول الشافعي وهو يتحدث عن نفسه بتواضع:



أحب الصــالحــين ولست منــــهــم

لعـــلــي أن أنــال بـهــم شــفاعة



ولكن والله هو منهم!

فيرد عليه الإمام أحمد ويقول:



تحــب الصــالحيــن وأنت منهم

ومنــــكم قد تنـــاولــنا الشفاعــة

لأنه قرشي هاشمي.



وفي الحديث الذي رواه البخاري: (( المرء يحشر مع من أحب)).



فإن أحببت الصالحين وعملت بعملهم حشرت معهم، والع-صحيح.



يقول الشافعي مواصلاً حديثه:



وأكره من تجــارتــه المعـــاصي



ولو كـــنــا سواء في البضـــاعة!



يقول: ولو كنت عاصياً ولكني أكره العصاة.. ولا أصاحبهم.



وقال الآخر:



عن المرء لا تســأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقـــارن يفتـــدي



فكيف يكون الإنسان صالحاً وهو رفقه السوء؟



يقول أهل العلم: هل كان أفسد على أبي طالب من صحبة السوء؟!



أراده صلي الله عليه وسلم أن يقول: ( لا إله إلا الله) فقال: (( يا عمي قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله))، متفق عليه.



فأراد أن يتلفظ بها.. لينجو من العذاب ويدخل في رحمة الواحد القهار.



فقال له أبو جهل: كيف ترغب عن ملة آبائك وأجدادك !



فأتي هذا الجليس السيء فأراده في نار تلظى..فمات مشركاً كافراً بمغبة رفقاء السوء.



ورفقاء السوء قد انتشروا كثيراً.. وهم أعدي من الجرب.



فالجرب عند أهل العقول يعدي الصحيح، وما سمعنا أن الصحيح يعدي الجرب!



فالواجب على الآباء أن يجنبوا أبناءهم رفقاء السوء.



8- ومن الحقوق الواجبة علي الآباء لأبنائهم: القضاء على أوقات الفراغ التي يعيشونها.



يقول سبحانه : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115/116) .



كثير من الأبناء يشكون من الفراغ.. فتجد أحدهم في العطل الصيفية يقول: عندي فراغ كبير.



سبحان الله! مسلم وعندك فراغ؟



طالب علم وعندك فراغ؟



ألست من الأمة الخالدة التي ما عرفت الفراغ؟ ولا عرفت ضياع الوقت؟



كيف يكون لديك فراغ.. وعليك أمانة ومسؤولية وحمل ثقيل؟



في صحيح البخاري عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)).



ولما عرف أجيالنا الفراغ ظهر النشء المعوج الذي لا يحمل الرسالة ولا المبدأ ولا المسؤولية.



أعرف السلف الصالح الفراغ؟



ذكروا عن ابن عقيل العالم الكبير الشهير الذي ألف كتاب ( الفنون) وهو يوجد في مكتبة بون في ألمانية في حوالي سبعمائة مجلد!!



إنه من شدة حفظه للوقت كان إذا أتي لينام كتب الصفحات والأفكار التي تخطر على ذهنه قبل النوم، وعندما يستيقظ يصنع مثل ذلك.


فألف من هذا الفراغ وهذا الوقت الفاضل سبعمائة مجلد!!



وذكر عنه صاحب طبقات الحنابلة ابن رجب أنه قال: ربما أكلت الكعك ولا آكل الخبز لأن بينهما في الوقت مقدار قراءة خمسين آية!!



نروح ونغـــدو لــحاجــاتنـــا

وحــاجة من عـاش لا تنـــقضـــي

تــمــوت مع المــرء حاجاتـــه

وتبــــقي لــه حاجـة ما بـــقــي



يقول دايل كارنيجي الأمريكي في كتاب ( دع القلق وابدأ الحياة) متحدثاً عن الأمريكان: إنهم لا يعرفون الفراغ.



وقد صدقنا وهو كذوب!.



فإن مصانعهم تهدر ومعاملهم تعمل، ولكنها في الدنيا )يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:7) .



يقرأون وينتجون ويقدمون ويخدمون ويفعلون.ز أما أبناء المسلمين فتجدهم يشكون من الفراغ إلا من رحم الله، وخاصة في العطل الصيفية!



وإن اجتهد مجتهد منهم مارس هوايته كما يزعم.



ونحن ليس لنا هواية إلا المحافظة على الصلوات والعيش مع القرآن ومع كتب العلم النافعة..هوايتنا أن نقول للشعوب:



نحــن الذين استيقــظت بــأذنهـــم

دنيا الخليقـة من تــهـاويل الكـــرى

نحن الذي باع الحياة أكفهـــــــــم

ورأي رضاك أعــــز شيء فاشتري



ومن الذيـــن دكـــوا بعزم أكــفهـــم

باب المدينـــة يوم غــزوة خيبـــرا



فما عرفنا جمع الطوابع إلا عندما تركنا الطريق إلى المسجد.



وما عرفنا مطاردة الحمام والدجاج إلا عندما تركنا الجلوس في حلق العلم!



9- ومن الحقوق التي للأبناء على الآباء: معرفة ميول الابن واتجاهه العلمي والوظيفي ليجعله يواصل في الطريق الذي يحب..فكل ميسر لما خلق له.. ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه( تحفة المودود في أحكام المولود).



فقال : لا تعسف الشاب بعد أن يكبر على ما ينافي طبعه.



فأنت أيها الأب لا ترغمه على تخصص لا يريده.. وعلى طريق لا يحبه إذا اصبح عاقلاً رشيداً عارفاً بمستقبله، وكان الطريق الذي اختاره يرضي الله.



وهذه طريقة محمد صلي الله عليه وسلم مع أصحابه بأن يجعل كلاً منهم في مكانة المناسب..فمثلاً أتي إلى حسان بن ثابت فوجده شاعراً .. فقال له عندما كان يهجي الكفار: (( اهجم وجبريل معك)) فكان رضي الله عنه شاعر الإسلام وشاعر الدعوة.



وجاء لأبي بن كعب.. وكان قارئاً وتالياً لكتاب الله.



فقال: (( أقرؤكم أبي)).

وجاء إلى زيد بن ثابت فوجده فرضياً .. فعلمه الفرائض وقال: (0 أفرضكم زيد)).



وجاء إلي خالد بن الوليد فوجده مجاهداً صنديداً شهماً قائداً، فأعطاه السيف وقال: (( خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، سله الله على المشركين)).



فهذه التخصصات لا بد أن نؤمن بها.. في بيوتنا ومجتمعاتنا لينشأ أبناؤنا على رغباتهم إذا كانت ترضي الله.



هذه حقوق أردت باختصار أن أقدمها في هذه الأوراق للآباء، وأسأل الله أن تكون في ميزان الحسنات، وأن ينفع بها المسلمين.



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.



القرني

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس