[ابومحمد الشامري]

	المخيال ينادي بحماية الصحراء في مشرف ( صحيفة الرأي العام : الثلاثاء 29-03-2005 ) كتب بندر سليمان: لم يخذل المخرج عبدالله المخيال العجمي المتابعين لتجربته، وكان على العهد به وفياً لنهجه الفني وتفرده في إثراء المكتبة المحلية والعربية بأعمال عن الطبيعة والحياة الفطرية، من خلال فيلمه الوثائقي الجديد «نداء الصحراء» الذي قدم العرض الأول له في الكويت في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي مساء أول من أمس تحت رعاية وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد الذي أناب عنه شقيقه الشيخ ضاري الفهد، وبحضور كل من وزير الشؤون وزير الإعلام بالوكالة فيصل الحجي والسفير السعودي لدى الكويت أحمد اليحيى ووكيل وزارة الاعلام للإعلام الخارجي الشيخ مبارك الدعيج، وشخصيات سياسية واعلامية وجمهور كبير من المتابعين لتجربة المخيال. في «نداء الصحراء» سار المخيال على الدرب الذي منحه التميز والتفرد، وقدم لوحات ربانية من الطبيعة البكر والحياة الفطرية داخل صحارى وفيافي المملكة العربية السعودية، اذ ان الفيلم قدم بدعم من الهيئة الوطنية السعودية لحماية الحياة الفطرية وانمائها. وتنقل المخيال في فيلمه الجديد بين الحياة في المحميات الطبيعية التي أقامتها الحكومة السعودية في مواقع مختلفة من المملكة، والحياة الفطرية خارج هذه المحميات عاقدة مقارنة مفادها ان يد الإنسان وأهواءه ان تركت البيئة لفطريتها نمت وازدهرت، وان اطلق الانسان العنان لنزواته وهواياته دمرت وانقرضت أوجه الحياة فيها. وتنقل المخيال في «نداء الصحراء» بين محميات في الصحارى السعودية وجزر ضمن الحدود البحرية للمملكة مقدماً صورة رائعة عن نوعية الحياة والمخلوقات في هذه المحميات وكيف تنامت وتكاثرت بفضل الحماية الممنوحة لها من قبل الدولة. كما قدم صوراً من الطبيعة البكر خارج المحميات وكيف تتأثر بفعل نزوات الانسان ومطامعه. ويقدم المخيال في هذا الفيلم المؤلف من جزأين يمتد عرضهما لساعة ونصف الساعة، صوراً حية للحياة الفطرية، قدمت وفقاً لصيغ تلفزيونية جميلة تشد المتابع وتجعله يعيش حلم زيارة هذه الاماكن والتمتع بما وهبها الله من تضاريس ومكونات تجعل منها جناناً في قلب الصحراء. ويتميز الفيلم بصور نقية نجحت في عكس اللوحات الجمالية الربانية التي تتضمنها هذه المحميات، وفقاً لسيناريو متين يبدأ بأسلوب شائق حول حظر عبثية الإنسان على الطبيعة، ثم ينطلق معدداً اللوحات الطبيعية الفطرية التي تمكنت المحميات من توفيرها بعيداً عن فضول الإنسان ونزواته، قبل أن يعود لاحقاً الى التذكير بدور الإنسان في تدمير مظاهر هذه الحياة البكر فقط لإرضاء ميوله وهواياته, ويظهر المخيال في هذا الفيلم ان قواه الابداعية لم تخر بفعل الوقت وتعدد التجارب، وان ايمانه بهذا المنحى الفني يجعله في تألق مستمر ولعل الصور واللوحات الجمالية التي قدمها في «نداء الصحراء» خير دليل على ذلك.