.,
إقترب منها ودنت هي قليلا ً.,
أحاطها ب ذراعيه .,
وكان هدير الموج خلفهما يبارك لقاءهم .,
والنسائم تتدافع وتضحك لبعض وهي تختلس النظر ك الأطفال إذا رأو فعل مخجل .,
كانت هي تبتسم له وهي مطرقة النظر وهو يحدق فيها ويهامسها بإشياء لم أسمعها لكني متأكد إنها كلمات حب رقيقه وأحلام عشّاق .,
وكانت أرجلهم تتأرجح وهما جالسان على كرسيين .,
لم يهمهم موقعهم .,
البحر خلفهم ., البحر أمامهم ., البحر شمالهم أو يمينهم .,
المهم إنهما معاً .,
وأنا الذي قطعت مسافة كيلو متر ونص الكيلو من أجل إن أجلس في هذا المقهى الساحلي لإتمتع في منظر البحر الأبيض المتوسط وتكسّر أمواجه على الصخور صباحا .,
لم أعلم إني سأقطع هذه المسافه لكي يمارس في صدري جريمه .,
جريمة إيقاض ما أغفته السنين على سرير النسيان .,
جريمة أسترجاع لما دفنته تتابع الحوادث .,
كنت أرتشف القهوه ب سخط أحياناً ., وأحياناً أبتسم لمنظرهما ولسعادتهما .,
وكأني أعرف ما يقوله لها وما قالته له .,
وأكثر بل إنني أعرف جزءاً من ما أخفاه قلبه وقال جزءاً منه لسانه .,
حتى إني أعرف شعوره عندما أمسك حجابها ل يعدله وهي تحكي خجله مرتعشه من لمسته الغير مقصوده ل خدها .,
كانت مشاعري مضطربه وفي صدري أحسست مثل أختلاط الماء الحار بالبارد .,
وما كان مني الا إن أتصرف ك عادتي .,
أضع على ناري مزيداً من الحطب وأحترق أكثر .,
ف ناديت ل صديقي عامل المقهى .,
وهمست له بإسم أغنيه .,
وماهي الا دقائق قليله حتى أحرقتني أليسا بـ :
يا نعيش مع بعض حبيبي .,
يا نموت أحنا الأثنين .,
أوعدني نكون يا حبيبي .,
مع بعضنا ف الحالتين .!
ورحلت قبل إن تنتهي من الأغنيه .!
.,
