عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16-02-2008, 08:51 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: دراسات عن الاختلاط بين الجنسين في التعليم والعمل

حلم المرأة الغربية بالمساواة الكاملة لم يتحقق!
إيمان الكرودي
يبدو أن مطالب المرأة في الغرب لن تنتهي أبدًا!
فبعد حوالي أكثر من مئة وخمسين عامًا من عقد أول اجتماع لمناقشة حقوق المرأة مازال أمام المرأة الغربية مشوار طويل حتى تحقق المساواة الكاملة التي تنشدها في كل قطاعات الحياة ومنها التعليم. فرغم النجاح الذي حققته في التعليم مقارنة بوضعها قبل حوالي قرنين من الزمان ورغم اقتحامها لمجال التعليم العالي الذي كان حصرًا على أشقائها الرجال حتى أضحى عدد النساء في الجامعات يفوق الرجال، إلا أن الصورة ليست وردية كما يتصور البعض فهي مازالت تعاني الكثير وما زال أمامها العديد من العقبات.
لكي نفهم قصة المرأة الغربية مع التعليم قد يكون من المفيد أن نعود إلى الوراء قليلًا وتحديدًا قبل قرنين من الزمان عندما كان ينظر للنساء كمواطنات من الدرجة الثانية ليس لهن دور سوى الإشراف على المنزل وتربية النشء وتلبية احتياجات الزوج. فكانت النساء يتعلمن في البيوت من فنون الطبخ والتطريز والأعمال المنزلية ما يعدهن ليكن زوجات جديرات بأزواج المستقبل. ولم يكن يحظين إلا بقدر قليل من التعليم الأكاديمي يتلقينه في البيت أقصاه القراءة والكتابة وتعلم الموسيقى. أما التعليم النظامي في المدارس فلم يكن متاحًا لهن. وأما التعليم الجامعي فقد كان حكرًا على الرجال. وهكذا أقصيت المرأة عن الحياة العامة وتوارت عن الصورة السياسية والاجتماعية والأكاديمية حتى جاء القرن التاسع عشر عندما بدأت المرأة تتململ من وضعها وبدأت بعض الأصوات تعلو مطالبة بحقوق المرأة، بخاصة حقها في التعليم والالتحاق بالجامعات.
وفي هذه الظروف بدأت تتبلور حركة حقوق المرأة. وحقيقة لا يملك المرء إلا أن يعجب بتلك النسوة الأوائل اللاتي استبسلن للحصول على حقوقهن المسلوبة. وإذا كانت حركة تحرير المرأة في العصور المتأخرة انحرفت عن مسارها وحادت عن طريقها حتى تحول حلم ناشطات حقوق المرأة بالمساواة مع الرجل إلى هوس مجنون، فإن مطالب الناشطات الأوائل كانت مشروعة تمامًا، خاصة إذا علمنا أن المرأة المتزوجة مثلًا كانت محرومة من حق التملك فتنتقل كل ممتلكاتها تلقائيًا إلى زوجها الذي يملكها هي نفسها وأطفالهما. ومن الغريب والطريف في آن واحد أن المرأة التي لم يكن يسمح لها بتولي أي منصب من المناصب العامة كان لها الحق أن تتولى أعلى منصب في الدولة وهو الحكم. وهكذا حفظ لنا التاريخ أسماء ملكات شهيرات جدًا مثل الملكة إيزابيلا، ملكة قشتالة التي حاربت مسلمي الأندلس، والملكة إليزابيث، والملكة فكتوريا. والأخيرتان لعبتا دورًا مهمًا في الحياة السياسية لدرجة أن تسمى عصرين باسميهما، العصر الإليزابيثي والعصر الفكتوري. ولكن وجود نساء في الحكم لم يشفع لباقي النسوة، بل حتى إن الملكة فكتوريا التي رغم أنها كانت مؤيدة لحق المرأة في التعليم كانت من أشد المناهضات لحركة حقوق المرأة التي وصفتها بأنها «حماقة مجنونة» وأن الناشطات في حقوق المرأة «يستحقن الجلد».
ولكن المطالبة بتعليم المرأة في الجامعات واجهت عاصفة من الاعتراضات وكانت محط العديد من المناقشات، خاصة من قبل الرجال الذين خشوا أن يصرف التعليم المرأة عن واجباتها الأساسية في المنزل أو أن يؤدي إلى خلخلة النظام الاجتماعي. بل حتى الأطباء حذروا من استغراق المرأة في التعليم الذي سيضرها صحيًا، كما زعموا. إذ إن التفكير يؤدي إلى توجيه الدم إلى الدماغ، بينما من المفترض أن يتوجه إلى أعضاء الإخصاب في المرأة مما يؤثر على قدرتها على الإنجاب. ولكن الجهود لتعليم المرأة بدأت تؤتي ثمارها عندما افتتحت أخيرًا أول كلية للنساء في لندن عام 1848م. وهكذا بدأت تفتتح كليات البنات على استحياء في أوروبا وأمريكا. ومن الملاحظ أن التعليم في البداية كان غير مختلط، وحتى في جامعات الرجال التي سمح للنساء الالتحاق بها كانت النساء يدرسن في فصول خاصة ويدخلن من مداخل منفصلة وأحيانًا تكون الدراسة بعد أو قبل الوقت المخصص للرجال. ومع نهاية العصر الفكتوري كانت النساء في لندن يحصلن على شهادات جامعية من اثنتي عشرة جامعة، كما كن يدرسن أيضًا في جامعتي أكسفورد وكامبريج العريقتين وإن لم يكن يمنح شهادات جامعية منهما. إذ لم تمنح جامعة كامبريج، مثلًا، النساء شهادات جامعية إلا عام 1947م رغم أنهن كن يلتحقن بها منذ عام 1888م. وشيئًا فشيئًا بدأت الجامعات تفتح أبوابها للنساء وكانت آخرها جامعة كولومبيا آخر المعاقل الموصدة أمام النساء والتي بدأت تستقبل النساء عام 1980م.
واليوم وبعد أن فتحت جميع الجامعات أبوابها أمام المرأة الغربية تمثل نسبة النساء في الولايات المتحدة مثلًا حوالي 57% من مجموع طلاب الجامعات لدرجة أن بعض الجامعات بدأت تقلق على مستقبل الرجال الذين كانوا فيما مضى هم الغالبية العظمى في هذه الجامعات. فهل يعني هذا انتصارًا كاسحًا للمرأة في قضيتها؟ ربما، ولكن ليس بعد سبر غور الحقائق. صحيح أن جميع أبواب الجامعات قد شرعت، ظاهريًا على الأقل، أمام المرأة فباتت تدخل من أيها شاءت. وصحيح أيضًا أن كل التخصصات باتت مفتوحة أمامها. ولكن هذا كله يجعلنا نتساءل أين هي المرأة الغربية السياسية والعالمية والمهندسة والقيادية؟ لماذا لا يوجد في أمريكا إلا «كونداليزا رايس» واحدة؟ ولماذا لم تتكرر في بريطانيا ظاهرة «مارجريت ثاتشر»؟ ولماذا كلما طلب منا أن نذكر أسماء عالمات غربيات شهيرات لا يتبادر إلى الذهن سوى اسم «ماري كري»؟ هل عجزت نساء الغرب أن يلدن «مدام كري» جديدة؟ وفي المقابل لماذا نجد عددًا لا يحصى من «باريس هيلتون» و«بريتني سبيرز» و«جسيكا سمبسون». صحيح أنه لا يمكن أن ننكر أن هناك عددًا كبيرًا من النساء الغربيات اللاتي يتولين مناصب مهمة ويحملن على عاتقهن مهام خطيرة ولكن تلك النسوة لا يشكلن إلا حوالي ثلث نظرائهن من الرجال. أليس من المفترض أن الفرص معروضة بالتساوي على الجنسين، أو هذا ما ينص عليه القانون على الأقل. فلماذا نستطيع أن نذكر عشرات الأمثلة من الشخصيات المهمة من الرجال، بينما نتوقف عن العد عند رابع أو خامس أو حتى عاشر إصبع من أصابع اليدين عندما نريد أن نتذكر المبدعات من النساء. أليس هذا يعني أن هناك خللًا في مكان ما؟ هل نجحت حركة تحرير المرأة الغربية في معركتها، أم ما زال هناك شرر تحت الرماد؟
في الستينيات من القرن الماضي بذلت حركات تحرير المرأة جهودًا جبارة لضمان حقوق المرأة الكاملة في التعليم وعدم تعرضها لأي نوع من التفرقة في المعاملة أو توزيع الأدوار. ومن أجل تشجيع النساء على اقتحام المجالات التي كانت دائمًا حكرًا على الرجال ومن أجل نسف الصورة النمطية لدور كل من المرأة والرجل انكبت تنقب في الكتب الدراسية عن كل ما يصور المرأة في دورها التقليدي كزوجة وربة بيت، بينما يصور الرجل كراعي البيت الذي يقوم بالأعمال المهمة لترسم بدلًا من ذلك أدوارًا موحدة للمرأة والرجل. فالمرأة المثالية، في نظر ناشطات حقوق المرأة، هي المرأة العاملة التي تقوم بكل ما يقوم به الرجل. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل قامت هذه الحركات بمحاولات مستميتة لتوحيد مدارس البنين والبنات وإلغاء المدارس غير المختلطة، إذ حتى الستينيات الميلادية كانت جميع المدارس والجامعات غير مختلطة. وهذا ما تم لها.
وفي عام 1972 صدر قانون IX الذي ينص على ما يلي:«لن يستثنى أي شخص في الولايات المتحدة، على أساس الجنس (ذكر أو أنثى)، من أن يشارك، أو يحرم من فوائد، أو يتعرض للتفرقة في أي برامج تعليمية أو نشاط يتسلم مساعدة فيدرالية.» وهكذا عد هذا القانون، الذي يمنع منعًا باتًا التفرقة بين الجنسين ويعاقب على ذلك بالحرمان من الدعم المادي، نصرًا لحق المرأة في التعليم. ولكن هل حقق هذا القانون النتائج المرجوة منه؟
ومن عجبٍ أن التعليم المختلط الذي كافحت المرأة كفاحًا مريرًا لتحقيقه وقد حسبته الحل الأمثل الذي سيضمن لها المساواة التامة في التعليم وكسر الأدوار النمطية لكل من المرأة والرجل وتشجيع المرأة على اقتحام المجالات «الذكورية» هو نفسه الذي أدى إلى ترسيخ هذه الأدوار، كما أثبتت ذلك الدراسات. وهو ما جعل المرأة الغربية تحجم عن، بل تخشى، أن تلج المجالات العلمية الصرفة. وهكذا استمرت الطالبات في البرامج المهنية في المدارس الخاصة يدرسن التجميل والسكرتارية، بينما يدرس الطلاب الكورسات الكهربائية والميكانيكية.
وقد أكدت الكثير من الأبحاث أن المدارس المختلطة تلعب دورًا كبيرًا في تحطيم تقدير الفتاة لذاتها وثقتها بنفسها. فالفتاة تبدأ الدراسة في مدارس التعليم المختلط وهي تتمتع بقدر كبير من الثقة بالنفس، إلا أنه على مشارف المرحلة الإعدادية تبدأ ثقتها بنفسها بالتهاوي شيئًا فشيئًا حتى تتضاءل كثيرًا عند دخول الجامعة. وفي تقرير أعدته المنظمة الأمريكية لنساء الجامعة AAUW على مستوى الولايات المتحدة ونشر عام 1991م كانت نسبة الذين صرحوا أنهم «قانعون بأنفسهم» في المرحلة الابتدائية من الأولاد 69% ومن البنات 60%، ولكن في المرحلة الثانوية انحدرت النسبة إلى 46% من الأولاد و29% من البنات فقط .
وقد وجد أن أحد أهم أسباب هذا الشعور المدمر هو «التفرقة على أساس الجنس» gender bias والذي يعرف بأنه :«معاملة الطلاب والطالبات بشكل مختلف في المدارس. وهذا يشمل كيف يتجاوب المدرسون مع الطلاب، وماذا يُشجع الطلاب على أن يدرسوا، وكيف تصور النصوص المدرسية والمصادر الأخرى أدوار المرأة والرجل». ولكن التفرقة بين الجنسين هي اليوم أشد خطرًا منها في السابق. إذ كانت في الماضي ممارسات واضحة يمكن تحديدها وحصرها ومن ثم القضاء عليها، ولكنها اليوم تتم بطريقة خفية لا شعورية مما يجعلها أكثر ضررًا على المدى البعيد.
ومن أمثلة هذه التفرقة الاهتمام الكبير الذي يوليه المعلمون للأولاد على حساب الفتيات. فقد لاحظ الباحثون أن الأولاد عادة هم محط اهتمام المعلم أثناء الشرح فيحفزهم على الإجابة ويوجه لهم الأسئلة الصعبة والمعقدة ويمنحهم فرصة للإجابة أكبر من تلك التي تمنح للفتيات. وإذا كانت ناشطات حقوق المرأة قد استطعن أن ينقين المناهج المدرسية من هذا التنميط فإنهن لم يستطعن أن ينقين عقول أفراد المجتمع الذي مازال يمنح الفوقية للذكر. وكما ذكرت في السطور السابقة فإن نظرة المعلمين للفتيات على أنهن غير مؤهلات مثل الأولاد للتفوق في الرياضيات والمواد العلمية هي التي أسهمت في عزوف الكثير منهن عن دخول هذا المعترك. إذ كما تذكر إحدى الدراسات فإن 31% من الفتيات في المرحلة الابتدائية يعتقدن أنهن جيدات في الرياضيات ولكن عند المرحلة الإعدادية تنحدر النسبة إلى 18%. وكما تذكر دراسة أخرى فإنه «ثمة شيء يحدث للفتيات بين الإعدادية والمرحلة الثانوية يجعلهن يفقدن الاهتمام ويتطلعن للعلوم والرياضيات وتكنولوجيا الكمبيوتر كمجالات رجالية ويخترن الخروج من الكورسات الصعبة. فعلى سبيل المثال عندما تواجه الأولاد مشكلة رياضية صعبة يحفزهم المعلم على التفكير لإيجاد الحل، أما عندما تواجه الفتيات المشكلة ذاتها فإنهن يعطين الإجابة مباشرة وكأنهن غير قادرات على التفكير مثل زملائهن الذكور. ولايتوقف الأمر عند هذا الحد، بل الأغرب أن الفتيات يدفعن ثمنًا غاليًا لتحليهن بالنظام واتباعهن للقوانين الصفية. فالفتيات اللاتي يفترض فيهن الهدوء والأدب يعاقبن على ذلك بالتجاهل التام خلال الحصة. بينما يكافأ الأولاد على الشغب الذي يثيرونه عادة بمحاولات التودد لهم وهكذا يضيع وقت الحصة دائمًا في محاولة ضبط الأولاد.
وفي أحد الفصول لاحظ الباحثون أن المعلم يكتب على السبورة لائحة بالمخترعين الرجال وإنجازاتهم. فرفعت إحدى التلميذات يدها وسألت ألا يوجد مخترعات نساء. وبدل أن يعطيها المعلم أسماء لمخترعات نساء أو على الأقل يبحث عن عذر لعدم وجود الكثيرات منهن نظر إلى تلميذته مبتسمًا وقال:«عزيزتي، لا تقلقي بشأن ذلك. فهو نفس الشيء مع الكتاب والرسامين المشهورين». فدور الرجل أن يخلق الأشياء، أما دور المرأة فهو أن تبدو جميلة حتى تستطيع أن تلهمه. هذا التجاهل الشنيع لإنجازات المرأة وحصر دورها في التجمل من أجل الرجل هما من سلبيات التعليم الغربي.
فمما لا شك فيه أن غياب النماذج النسائية المشرقة من المقررات الدراسية وغياب الشخصيات النسائية القائدة من المدارس يترك أثرًا كبيرًا في نفوس الفتيات، إذ يوصل رسالة سلبية للفتيات بأنه لم يكن للمرأة أي دور مهم مقارنة بالرجل الذي تمتلئ الكتب الدراسية بإنجازاته. وهكذا تنشأ الفتاة الغربية وهي ترى التاريخ من صنع الرجل فلماذا لا يكون المستقبل كذلك أيضًا؟ أما على مستوى الشخصيات القيادية فمقابل كل أربعمئة مدير مدرسة هناك مئة مديرة من النساء وأغلبهن مديرات مدارس ابتدائية. أليس ذلك أيضًا يرسل رسالة خفية للفتاة بعدم أهليتها للمراكز القيادية مثل الرجال.
أما الثقافة السائدة اليوم في المجتمع الغربي والتي تروج لها أجهزة الإعلام المرئية والمقروءة فقد جعلت مفهوم الأنوثة يتعارض مع مفهوم الفتاة الذكية. فالفتاة الشقراء الجميلة دائمًا غبية، أما الفتاة المتفوقة فهي دائمًا عابسة ترتدي النظارات وتهمل هندامها. وهكذا أصبحت الفتيات يصرفن على تجميل أنفسهن وقتًا ثمينًا كان من الأفضل أن يصرف على دراستهن. وأصبح شغلهن الشاغل هو جذب انتباه الطلاب في المدرسة بالتصرف كما لو كن حمقاوات.
ناهيك عن التحرش الجنسي الذي تعانيه الفتيات في المدارس المختلطة. فقد ذكرت الدراسات أن 20% من الفتيات تعرضن للاعتداء الجنسي والجسدي في المدارس، بينما ذكرت 80% من الفتيات أنهن تعرضن لمحاولات تحرش جنسية. والمثير أن محاولات التحرش الجنسي هذه، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحطيم ثقة الفتاة بذاتها، دائمًا ما يغض النظر عنها باعتبارها جزءًا من طبيعة الذكور!
كل هذه الأمور جعلت الباحثين يلتفتون مجددًا للمدارس غير المختلطة، والتي بقي منها في أمريكا حوالي ثلاثمئة مدرسة كلها خاصة، لعلهم يجدون فيها حلًا للمشاكل الكثيرة التي أفرزها التعليم المختلط. فدرسوا أداء الفتيات في المدارس المخصصة للفتيات. وكم كانت النتائج مدهشة! ففي دراسة أجريت عام 1986 بواسطة لي وبيرك أظهرت أن الفتيات في المدارس الخاصة بالبنات كن أكثر إيجابية فيما يخص التعليم عمومًا وعبرن عن اهتمام أكبر بالرياضيات وأظهرن اهتمامًا أعظم بالعلوم وكان عندهن أهدافًا تعليمية أكبر من الفتيات اللاتي في المدارس المختلطة.
كما أظهرت دراسات أخرى قام بها لي وماركس في عام 1990م عن مستويات أعلى من احترام الذات بين الفتيات في المدارس غير المختلطة ونظرات أقل نمطية عن دور النساء في العمل. وفي دراسة أخرى ظهر أن الأطفال الذين يدرسون في مدارس غير مختلطة يحصلون على علامات أكبر في الامتحانات، ويتجنبون المشاكل وهم أكثر رغبة في أن يدرسوا شريحة أكبر من المواد أكثر من زملائهم في المدارس المختلطة. أما دراسة بريجت دنفر فقد أظهرت أن النساء اللاتي يدرسن في مدارس غير مختلطة أكثر احتمالا لأن يمتهن مهنًا تعتبر «ذكورية» وشعرن بأنهن أكثر استعدادًا لدخول الكلية بسبب تحضيرهن الأكاديمي وعدم وجود حاجز الجنس gender في مواد الرياضيات والعلوم التي يسيطر عليها تقليديًا الذكور.
فالفتيات في المدارس غير المختلطة يحظين من المعلمين بكامل الاهتمام الذي كان يعطى أكثره للأولاد في المدارس المختلطة. كما إنه وفي غياب الجنس الآخر لم تعد الفتيات يحملن هم لفت نظر الطلاب، بل صرفن كل طاقتهن في الدراسة.
وأمام هذه الأدلة بدأت أمريكا والغرب بالتنبه لأهمية العودة للتعليم غير المختلط. فارتأت إدارة بوش عام 2002م تخصيص ميزانية كبيرة تزيد على ثلاثمئة مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات. كما بدأت الكثير من المدارس المختلطة تحت ضغط الأهالي تفتح في مدارسها فصولًا خاصة للبنين وأخرى للبنات.
ولكن إذا كانت الفتاة تعاني في المدرسة فإن الأمر يسوء كثيرًا في الجامعات. وإذا كانت الطالبات في المدارس هن الضحايا الوحيدات فإنه في الجامعات تنضم إليهن النساء من أعضاء هيئة التدريس. ورغم أن النساء، كما ذكرت سابقًا، يشكلن اليوم الغالبية من طلاب الجامعات إلا أنهن يعانين أيضًا التفرقة بينهن وبين الذكور. فقد ظهر في الغرب الكثير من الكتابات التي تصف «الجو العدائي» للنساء في الجامعات وهو ما يجعل الكثير من الفتيات ينسحبن من مقاعد الدراسة قبل أن يحصلن على الشهادة الجامعية. وأول ما يصدم هؤلاء الفتيات هو وجود عدد قليل جدًا من النساء في هيئة التدريس مما يعني عدم وجود عدد كاف من الشخصيات النسائية القائدة التي تتخذها هذه الفتيات مثلاً لهن. أما المناهج الدراسية فكلها تعج بالتمجيد للشخصيات الذكورية البيضاء في ضوء إغفال شنيع لدور المرأة وتاريخها ووضعها. أما في داخل قاعة المحاضرات فإن التحدث إلى الفصل بصيغة الذكور كما لو لم يكن في الفصل إلا الرجال ومناداة الذكور بــ «يا» رجال والنساء بــ «يا» بنات، والنكت الجنسية المخجلة التي يلقيها كل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والتلميحات المهينة بدونية النساء ومقاطعة النساء أثناء الإجابة وعدم بذل المساعدة الكافية للفتيات كلها أمور تعاني منها الفتيات. بل إن الكثير من الفتيات اليوم يضطرن لأن يسلكن طرق متعرجة طويلة ليصلن إلى غرف الصف ويحرصن على ارتداء ملابس محتشمة حتى يتجنبن مضايقات الرجال.
أما النساء في هيئة التدريس اللواتي من المفترض أن ينظر لهن بعين التقدير، فلهن مشاكلهن الخاصة أيضًا، خاصة إذا علمنا أنهن ما زلن يعتبرن أقلية بالنسبة لزملائهن من الرجال. فبالرغم من كثرة الطالبات في الجامعة فإن نسبة النساء في هيئة التدريس لا تتجاوز 28%.
فهؤلاء النسوة، اللواتي من المفترض أن يعتبرن النخبة، يعانين التجاهل والتهميش والإهمال والإقصاء من اتخاذ القرارات. وفي قصة طريفة أقفل أحد أعضاء هيئة التدريس من ذوي الطبع الحاد في جامعة وسكنسون معمل إحدى عضوات هيئة التدريس ومنعها من دخوله ولم يتدخل أي أحد من الرجال في القسم لحل أزمتها حتى اضطرت أخيرًا للاستعانة بإدارة الجامعة.
وتقول الرئيسة بالاشتراك للجنة النساء في جامعة وسكنسون، نانسي ماثيو، أنها اضطرت مؤخرًا لتغيير قسمها لأن زملاءها الرجال لم يحترموا بحثها وألقوا عليها مسؤوليات إضافية ودفعوا لها أقل.
وقد أجرى معهد وسكنسون دراسات عن وضع المرأة في الحرم الجامعي فأوضح أن البروفسورات النساء في الجامعات يشعرن بأنهن دائمًا مستبعدات من اتخاذ القرار وأقل احتمالًا لأن يشعرن بأن عملهن مقدر من قبل الرجال. وهن أكثر احتمالاً لأن يغادرن الجامعة.
أما بالنسبة لرسائل التزكيات التي تكتب للنساء من أعضاء هيئات التدريس فهي عادة تكون أقصر من تلك التي تكتب للرجال وتثير شكوكًا أكثر وتصور النساء كتلميذات ومعلمات لا كباحثات ومهنيات متخصصات. وفي مارس نشر معهد ماسوشست للتكنولوجيا وثيقة بعنوان:«دراسة لوضع النساء من هيئة التدريس في كلية العلوم في معهد ماسوشست للتكنولوجيا MIT» الذي أظهر أن كبار البرفسورات النساء في الكلية تسلمن رواتب أقل ومصادر أقل للبحث من أقرانهن من الرجال. كما أبعدن من الأدوار المهمة في داخل أقسامهن. ولا تنتهي معاناتهن عند هذا الحد، بل حتى طالبات الدكتوراه لم يحميهن منصبهن من محاولات التحرش الجنسي، إذ في جامعة آيوا مثلًا تعرضت 6% من طالبات الدكتوراه للتحرش الجنسي، بينما نقلت 4% منهن أنهن تعرضن لمحاولات تحرش جنسي.
يظهر أن حلم المساواة الكاملة لن يتحقق أبدًا حتى في التعليم. فرغم كفاح المرأة الغربية المرير لتحصل على هذه المساواة التامة بينها وبين الرجل التي ظنت أن فيها سعادتها إلا أنها ما زالت تجد مقاومة من مجتمعها الذي ما فتئ يمنح الفوقية للرجل، بل إن لقب «ناشطة حقوق المرأة» feminist أصبح في الغرب اليوم يوحي بمعان سلبية. وإذا كان ليس من المستغرب أن يتحيز الرجل لبني جنسه فإن العجيب، بل المدهش أن نجد مثل هذا الفعل في سلوك المرأة التي هي الأخرى تفرق، من حيث لا تشعر، بين الجنسين لصالح الذكور طبعًا. إذ في إحدى التجارب أرسلت سيرة ذاتية باسم امرأة لمجموعة من الرجال والنساء. وبعد فترة أرسلت السيرة الذاتية نفسها إلى نفس المجموعة ولكن هذه المرة تحت اسم رجل. وكان من المدهش أن كلًا من الرجال والنساء كان تقييمهم للسيرة الذاتية التي باسم رجل أفضل منها عندما كانت تخص امرأة. صحيح أن المرأة الغربية قطعت مشوارًا طويلًا منذ تلك الأيام التي كانت تقبع فيها حبيسة في البيت. وصحيح أنها وصلت في التعليم إلى أعلى المستويات، إلا أنها تدفع كل يوم الثمن غاليًا. تدفعه في البيت وفي المدرسة وفي العمل. والصورة من قريب ليست كما هي من بعيد. فهل أكون مخطئة إذا قلت إنها هي أيضًا بمبالغتها في مطالبها تتحمل جزءًا من المسؤولية؟
تمثل نسبة النساء في الولايات المتحدة مثلًا حوالي 57% من مجموع طلاب الجامعات لدرجة أن بعض الجامعات بدأت تقلق على مستقبل الرجال غياب النماذج النسائية المشرقة من المقررات الدراسية وغياب الشخصيات النسائية القائدة من المدارس يترك أثرًا كبيرًا في نفوس الفتيات، إذ يوصل رسالة سلبية للفتيات بأنه لم يكن للمرأة أي دور مهم مقارنة بالرجل ارتأت إدارة بوش عام 2002م تخصيص ميزانية كبيرة تزيد على ثلاثمئة مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات. "المعرفة"

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس