أخر تحديث 23/10/2008
المفسدون في الوطن!!
كتب د. فالح محمد العمرة
من هم ؟ نسمع ونقرأ عنهم فقط، يقال انهم المتنفذون ! ومن هم المتنفذون ؟ يقال انهم الشيوخ ومزيج من التجار وهناك قول آخر انهم اعضاء مجلس الأمة وبعض الوزراء مع قليل من المستشارين العباقرة وهناك قول مرجوح يقول انهم كتاب الصحافة وهنا اختلف الجمهور واحتاروا وتضاربت اقوالهم مابين راجح ومرجوح وغابت شمس الحقيقة، ولكن هناك حقيقة لم تغب عن الواقع، ان هناك فساداً عظيماً في البلد يسير بخطى ثابتة، وينمو بشكل كبير، ويتصاعد بمباركة الجميع، وقد كشف تقرير ديوان المحاسبة الأخير حجم الفساد وإنه في ازدياد، ولكن الحمدلله مازالت الحكومة ترفع شعار الاصلاح وتنادي مع كل أذان حي على الصلاح حي على الفلاح، لذلك زاد الفساد اضعافا مضاعفة وللحكومة الفضل من قبل ومن بعد، وبما ان للفساد تاريخاً قديماً، فالمفسدون في الوطن يحبون ان يتبعوا سنن من كان قبلهم حذو القذة بالقذة، لذلك فقد ذكر الله عز وجل في كتابه بعض صور الفساد في الأرض حيث قال : (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ)، فكان هؤلاء التسعة من المفسدين في الأرض، وكانوا يحرضون قومهم على الفساد في الارض كما قال الله عنهم ذلك، لانهم لم يكونوا فاسدين في انفسهم فقط بل مفسدون كما وصفهم الله، فهم ينادون الى الفساد ويحاربون الاصلاح فقال«ولا يصلحون» وكان هؤلاء التسعة من علية القوم ومن رؤسائهم وكبرائهم، بل بلغ بهم الفساد ذروته، بمحاربتهم المصلحين والمكر بهم فقال سبحانه{قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله}، فأرادوا قتل نبي الله صالح وذلك من أجل المصالح، قال مجاهد: تقاسموا وتحالفوا على هلاكه، فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم اجمعين. فعمهم الشر جميعا، فالفساد يعم الأمة جميعا اذا سكتوا ورضوا به ولم يرفضوه وينهون عنه، قال تعالى «فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون»، وهؤلاء فقط تسعة رهط أي تسعة اشخاص وتسببوا في هلاك قومهم، لأن قومهم سمعوا لهم، ولكن عندنا في هذا الوطن ليس فقط تسعة رهط، بل مجاميع مجاميع تدير الفساد وترعاه وتحركه يمنة ويسرة، وتضفي على هذا الفساد الشرعية، وكذلك هؤلاء التسعة خططوا للفساد ورسموا المخطط لعقر ناقة نبي الله صالح، وكانت هذه الناقة بمثابة الخير الكبير لهذه البلدة ومعجزة من الله لهؤلاء القوم، ولكنهم لفسادهم وطمعهم وجشعهم دبروا مكيدتهم لعقر المعجزة واغتيال نبيهم معا قال تعالى «اذ انبعث اشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوها فعقروها»، وكذلك المفسدين في البلد عقروا في الشعب الكويتي بصيص الأمل في الاصلاح، نعم لقد عقروا الاقتصاد وأردوه قتيلا، وعقروا التعليم والصحة، ووأدوا كل فكرة لمشروع حيوي تنموي لهذا البلد، وعقروا واغتالوا كل طموح لدى الشباب الكويتي، بل لا ينادون الى أي مشروع كبيرفي البلد إلا وقد سرقوا معظمه وتقاسموه، فمن هم المفسدون في الوطن ؟ وكيف نوقفهم عند حدهم ؟ في ظني الكل يعرف عناصر الفساد، ولكن هل بإستطاعتنا ايقاف هذا الفساد!، أشك في ذلك، الا أن يرزقنا الله بمعجزة من عنده، والله المستعان.
alamrah75@gmail.com