[د.فالح العمره]

بسم الله الرحمن الرحيم
الجريدة تعلن اليهود والنصارى لا ينكر عليهم دينهم و الجهاد لا يقال بحقهم

الكلام اليوم عن عددها رقم 8413 بتاريخ 25/9/1422 الموافق 10/12/2001 :

مقدمة : إن الجريدة مع الأسف بدلا من أن تشارك في بناء الأمة وتلمس الأمور النافعة والدلالة إليها والأمور الضارة للتحذير منها ، وخلق جيل يستقي من منابر مأمونة ، بدلا من ذلك كله صارت خنجرا مسموما في أحشاء أمة الإسلام وبكل أسف أنه خنجر ليس مصدره من إسرائيل حتى يكون لدى الجيل تحفز مسبق للحذر منه ، بل خنجر مصدره الرياض قعر بلاد الإسلام

من نتائج كونها خنجرا مسموما أن نشأ جيل أو لنقل شريحة في المجتمع السعودي حاولت المحافظة على الهوية الإسلامية الصحيحة والتحذير من هذه الجريدة ، ونشأ شرائح أخرى تشربت هذه الأفكار المنحرفة الباطلة التي تنشرها الجريدة .

أقول هذا ولي أمل في عاقل ينصح ويقول الحق ، أما أن الحرية مطلب فهذه الجريدة لا تمثل الأمة ولا حتى نصفها ، ثم لو قلنا جدلا إنها تمثل فئة من المجتمع فأين الجريدة الأخرى التي تمثل فئة المجتمع الأخرى التي ترى نهجا آخر كما هو نهج العلماء والدعاة ؟

أقول هذا الكلام من قبيل المجادلة بالحسنى وإلا فيجب أن نرضي رب العباد لا أن نرضي أهواء الناس .

هناك المئات من قضايا الأمة المهمة التي يجب طرقها وحلها سواء الأمة الخاصة هنا بالسعودية أم الأمة الإسلامية عامة ، لكن الجريدة جعلت من الدق على إسفين التطرف بما يصور الأمة الإسلامية كلها متطرفة حتى من يتحرج من الموسيقى فهو متطرف يجب علاجه أو سجنه حتى حجاب المرأة ، حتى من لا يريد دور السينما ، حتى من آمن بالله وآمن بالقرآن أن اليهود والنصارى ليسوا على الطريق الصحيح الآن فهذا متطرف حتى من يكره أمريكا فهو متطرف ، حتى من يذكر الجهاد ولو على سبيل ذكر المجد الغابر ......

ثم إن الجريدة تكرر تارة بعد أخرى هذه حادثة في مصر وهذه حوادث في الجزائر وهكذا وكأن كل مشكلة هو من قبل ما يسمى بالتطرف وكأن العلاج هو مكافحة التدين وسلخ الهوية والانغماس في الأخوة النصرانية اليهودية وكأن العلاج – كما تنص عليه الجريدة - هو إلغاء كليات ومعاهد الدين .

أخي القارئ قد تظن أن الجريدة عبارة عن صفحة بيضاء متاحة لمن أراد أن يكتب فله ذلك لكي تتلاقح الأفكار ويتبين الحق فأقول : أولا إن التشكيك بالمسلمات الإسلامية ليس من الحرية في شئ ..... وثانيا : بل الحق إن الجريدة ذات خط معين تسير عليه أما ما عداه فليس له اعتبار إلا على سبيل السخرية والتهكم أو على سبيل التنفيس والتفضل .

أعود لموضوع اليوم ففي عدد وتاريخ الجريدة المشار إليه أعلاه قررت الجريدة نسف مسلمة من أهم مسلمات الدين الإسلامي ، ما هي ؟ إنها الإيمان بأن الإسلام هوالدين الخاتم والمهيمن والناسخ لما قبله من الأديان

أما جريدة الشرق الأوسط فتعلن رفضها لهذا المفهوم ، وتستغرب أن يُعتبَر معتنقوا الأديان السماوية غير الإسلام في خانة الكفار وأن الجهاد حقهم .

صحيح أن إعلان الجهاد ورفع رايته ليس تابعا للعواطف وردود الأفعال بل هو عند توفر شروطه وإمكانياته

لكن الجريدة لا تفرق هذا التفريق بل تستغرب اسم الجهاد وتستغرب تعليم المسلمين الجهاد وتربيتهم على ذلك ، الجريدة تستغرب أن تكون مهمة المسلم ما تسميه ( محاربة الأديان الأخرى ) أقول : مهمة المسلم نشر نور الإسلام وهداية العالمين لطريق الحق في الدنيا والأخرى ولو تطلب ذلك جهاد الكفار عند القدرة وكون ذلك من ولي معتبر .

تعترض الجريدة على طالبان أن تفرض على لاعبيها لبس الرياضة الطويل ، أقول : عجبا : أما أن تفرض تركيا وتونس وغيرهما على النساء عدم تغطية ولا الشعر فلها ذلك لكن طالبان ترى رأيا إسلاميا ثابتا هذا تعتبره الجريدة تطرفا !! وهكذا تعترض الجريدة على طالبان منع أشرطة الفديو ( طبعا الفاسدة ) ، هذا عند جريدة الشرق الأوسط تطرف

و المقال لا يخلو من الكذب الذي هو سبيل المتحامل العاجز فادعت الجريدة أن طالبان حددت عددا من السنتميمترات ( لم تحددها ) مقررا من قبل طالبان للحية ( لا يخفى ما في هذا من التهكم ) وقررت منع حتى علاج المرأة للمرأة ( وهذا والله إنه كذب )

طبعا خلطت الجريدة على طريقتها في إثارة الغبار على القضية التي تريد طرحها لكي تربط في ذهن القارئ هذا بهذا ؛ فذكرت على سبيل الهذيان الجزائر ومصر وغيرها . والمحصلة : يا حكام إن الدين هو البعبع العظيم الذي يجب أن تحاربوه صباحا مساءا إلا دينا على مواصفات تحددها جريدة الشرق الأوسط والربعي وغيره ممن جعل من نفسه شيخا في الدين وفي كل التخصصات .....

نص المقال