السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خاطرة قصصية على لسان
"سامي" شاب في العشرينات من عمره
يعيش في إنجلترا-مانشستر ذو أصول عربية والدته أيضا إنجليزية ولكن
والده عربي توفي وهو صغير فهو لا يعرف شيئا عن العرب ، هو مسلم ولكن
بالأسم فقط وقبل عام تقريبا أبدى أهتماما في أصوله وجذوره العربية هو ومجموعة من اصدقاءه
بسبب بحث دراسي وتطورت الأمور وبعد أن تمادى "سامي" في القراءة بدأت نفسه تراوده
برحلة لبلاده فقد توصل لفكرة ولكن هيهات ... الفكرة كانت أن يحاول ان يستنهض همم قومه
ليعودوا لأمجادهم وما كانوا عليه فماكان يدرس علما في مدرسته إلا وكان عربي هو مؤسسه
إليكمـــ ما جاء على لسانه
إرتحلت لبلادي وكان لي همة كهمة قلب حصان جامح قاطعا الصحاري والغفار
إرتحلت لبلادي مؤذنا أذان الحرية "الله أكبر الله أكبر" فلا شي يعلو علي وقد
أذنت بالحرية فلست أعبد عبدا كما يعبد هذا العالم "الله أكبر" إنها الحرية
فوجدت أهل بلادي يسجدون لبعضهم ولأصنامٍ خفيه مخفية .. يال حيرتي أين الحرية!!!
وأكتشفت أنني في بلادي إن أردت أن أطوف أو أسيح يجب أن أكون عبدًا لأنال الحرية
أختارت بلادي أن تضيّع بصحاريها الحرية وأختارت بلادي أن تكون فتاة سبية
كنت أحسب بلادي تحتاج لي حتى أقرصها قرصة الإستفاقة لتستعيد عصورها الذهبية
ووجدت بلادي تغوص بالجنون و المجون و العفون فصحت صيحة أردتني مغشيا
فاحترت هل أظل هنا في بلادي أصيح عليها كالنساء أم أعود لشماتة الرفاق؟؟!
إنها بلادي تعيدني خجول .. إنها بلادي جعلتني مخبول .. إنها بلادي جعلتني كغيري كسول
فلا نهضة تريد وعيبا منه تستزيد
بلادي بلادي جعلتني خجول بلادي بلادي يا قصة الذبول
ويحي غروري أسقطني عن فرسي الجامح السعيد الذي وددت لو به أعود
وليس في بلادي جواد سريع على أن بلادي كانت بالفرسان تجود
لماذا يا بلادي ألهبت صدري كرأس عود ثقاب
بلادي بلادي يبدوا أنك لم تسمعي ولا تسمعين ما أقول
أعتذر يا بلادي فليس لدي من الكلام مزيد ولست تسمعين
سأعود أدراجي وأختبأ ممن هددتهم بالوعود بأن أمتي ستعود
أشكرك يا بلادي لقد قتلت في نفسي الجواد الفخور وأعدتني خجول.