عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 26-05-2007, 02:47 PM
المسافر المسافر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 461
معدل تقييم المستوى: 20
المسافر is on a distinguished road
رد: مقالات الجاسم (متجدد)

*نصيحة للشيخ علي!*


وزير النفط الشيخ علي الجراح ليس شخصية صدامية، ولا هو محب للمواجهات والمعارك السياسية، ويميل دائما نحو الهدوء، وهو حريص أيضا على سمعته. لا أذكر أنه كان يعمل في السياسة قبل توليه منصب وزاري، وهاهو اليوم يواجه معركة شرسة لم يتوقعها ولم يحسب لها أي حساب.

نصيحتي للشيخ علي الجراح هي الاستقالة الفورية من منصبه.. ليس بسبب الاستجواب ونتائجه، وليس بسبب الضغط النفسي الذي لا قبل له بتحمله خلال الاستجواب.. وليس بسبب ما سيلحق سمعته من ضرر مؤكد قبيل وأثناء الاستجواب.. وليس بسبب انتهاء حياته السياسية القصيرة أيا كانت نتائج الاستجواب.. وإنما أدعوه للاستقالة لسبب آخر وهو كرامته الشخصية.. إذ كيف يقبل أن يبقى في منصبه الوزاري وهناك من يساوم على إقالته في الصيف أو على إقالته من وزارة النفط تحاشيا للاستجواب؟ أيهما أشد ضررا يا شيخ علي هل مواجهة الاستجواب ونتائجه أم بقاؤك في الوزارة وأنت تعلم أنه سوف تتم إقالتك؟ ما هو "أكرم" لك: أن تواجه استجواب لا أحد يضمن نتائجه السياسية ولا النفسية عليك وعلى أسرتك الصغيرة، أم إقالتك ضمن صفقة سياسية، أم استقالتك؟

بالطبع استقالتك هي "الأكرم"، ولا تنساق يا شيخ علي خلف الأطراف العديدة التي تريد استخدامك. فالحكومة لا تمانع في إقالتك، ومحاولاتها التي تجري حاليا لا تهدف إلى حمايتك وإنما تخدم هدف استمرارها "فيك أو بلياك". والنظام قد يستخدمك أيضا لأهداف بعيدة عن التمسك فيك، فقد تستغل "قضيتك" لتنفيذ مآرب أخرى كحل مجلس الأمة، وأنت تعلم أن استخدامك هنا لن يحقق لك أو للكويت أي مصلحة. وعلى افتراض أنك قررت مواجهة الاستجواب، فأنت تعلم هنا أنك تحتاج إلى "خدمات" تقدم لك ثم عليك أن "تدفع" ثمنها لمن خدمك. كما أود أن أحذرك من الوثوق في بعض من يتبرع "بتضبيط" النواب لصالحك، فهؤلاء لهم أهداف مزدوجة، أي أن مصلحتهم الظاهرية تحتم عليهم الوقوف معك وممارسة "التكتيك والتضبيط" وسوف يبلغونك يوميا عن اطمئنانهم "على وضعك" ثم سوف تفاجأ يا شيخ علي أنهم كانوا يحرضون ضدك ويحثون "المستقلين" على التصويت مع نزع الثقة عنك لأن مصلحتهم الحقيقية هي في نجاح الاستجواب ودخول البلاد أزمة جديدة.

يا شيخ علي.. في قضيتك سوف تتجسد كل أمراض الوضع السياسي في البلاد، ولن تخرج أنت من هذه القضية كما كنت قبل توليك منصبك الوزاري، وأنت أعقل من أن تدخل في مغامرة لا ناقة لك فيها ولا جمل.. أحسم أمرك وقدم استقالتك واحجز تذاكر السفر لقضاء الإجازة الصيفية مع أسرتك، فاللعبة أكبر منك..

وإن لم تجد في كلامي السابق منطق يرضيك، فما عليك سوى التساؤل عما حل بالوزراء، الشيوخ وغيرهم، الذين دخلوا "لعبة" الاستجواب قبلك.
باستقالتك يا شيخ علي تخدم نفسك وأسرتك الصغيرة كما تخدم بلدك تماما!

رد مع اقتباس