النائب الذي يتخبطه الشيطان من المس
كتب فالح محمد العمرة
«لقد صبرت طويلا» كلمة قالها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ضمن خطابه الذي ألقاه على الشعب الكويتي وتم من خلاله حل مجلس الامة حلا دستوريا.
نعم لقد نفد صبر الجميع من هذا المجلس وهذه الحكومة، ونفد صبر الجميع بعدم التعاون فيما بينهما وخلق الازمات من كلا الطرفين، وكانت النتيجة ان الحكومة استقالت استقالة مفاجئة.
فرح الاعضاء ورحبوا بهذه الاستقالة، ولكن يا فرحة ما تمت، لانه كانت هناك أنباء عن حل مجلس الامة، وتغيرت الوجوه وخشعت الابصار، وبلغت القلوب الحناجر، واستاء الكثير من الاعضاء، وارادوا مقابلة صاحب السمو لينقلوا له وجهة نظرهم، ولكن سبق السيف العذل، وانحلت البطون قبل حل المجلس، وماهي الا ساعات من عودة العود حتى أعلن حل المجلس، ووقع الخبر كالصاعقة على الكثير من أعضاء مجلس الامة.
الأعضاء الذين انشغلوا بتوافه الامور ومصالحهم الشخصية، الاعضاء الذين لم يفكروا بمصلحة الوطن وتنميته، الاعضاء الذين كان شغلهم الشاغل افتعال الازمات، الاعضاء الذين يصادمون الحكومة في العلن ويساومون بالسر، الاعضاء الذين يجيدون فن تمثيل المسرحيات بإخراج متقن، الاعضاء الذين انشغلوا برفع ارصدتهم المالية، الاعضاء الذين لم يكن من اولوياتهم المواطن والوطن.
وهذا صنف من اعضاء مجلس الامة المنحل الذين بمشيئة الله لن يعودوا للمجلس المقبل.
وهناك من اعضاء مجلس الامة من استقبل انباء الحل بكل بساطة وطمأنينة، وقال وليكن الحل، سنعود على الحكومة في المجلس المقبل، لان هذا النوع من الاعضاء يحمل مبادئ وقيما فاضلة وطريقا واضحا عهده الناخبون، ويعلم هذا النائب ان الشارع الكويتي لا يخيبه ابدا في تحقيق الاصلاح الذي ينشده الجميع.
والبعض الآخر من النواب اصابه دوار في رأسه ولم تحمله اقدامه وأخذ يسقط ويقوم « كالذي يتخبطه الشيطان من المس », ولا يدري أين يتجه وهو قبل ذلك «اينما توجٌه لا يأتي بخير »، واصابه الحلول في بطنه واحتاج الى رشفة من طاسة فيها شراب الطاقة «العبيلة » لكي يركد الحلول.
نعم انها العبيلة شراب نافع وصحي في هذه الايام يوصي به الكثير من الخبراء والشيبان، لانه مسكن ومهدئ للأعصاب، وكم من نائب بحاجة الى هذا الشراب، لان العبيلة لا تحتاج الى وصفة طبية وسهل الحصول عليها.
جريدة عالم اليوم
alamrah75@gmail.com