عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-04-2005, 11:34 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الفصل الأول



1 - 1 لماذا نستشرف مستقبل العمل التربوي ؟

إن هدف التربية تنمية الفرد وتهيئته للمستقبل . والإعداد للمستقبل لا يمكن القيام به على الوجه الصحيح إلا من خلال تحديد احتياجات المجتمع وفهم التغيرات المتوقع حصولها ، وتعرف العوامل المؤثرة فيها واستيعاب أبعادها وآثارها المحتملة ، بما يساعد على رسم خيارات مناسبة للظروف والمواقف في المرحلة القادمة في إطار قيم المجتمع ومبادئه وإمكاناته ، وبما يوفر مرونة كافية في الحركة أمام مخططي السياسات ومتخذي القرارات ، ويتيح فرصة للتكيف مع متغيرات المستقبل أمام المنفذين والممارسين في الميدان.

وفي مطلع القرن الحادي والعشرين تقف البشرية على عتبات عصر جديد ، تبدو بعض ملامحه واضحة من خلال سرعة وتيرة التغير، وتفجر المعرفة الإنسانية والتقدم المذهل في الاتجاهات العلمية وتطبيقاتها في مجالات تقنية المعلومات والفضاء الخارجي والتقنيات الحيوية ( البيولوجية) وتقنيات الإنتاج ، كما تبدو بعض ملامحه الأخرى من خلال العولمة وما ينتج عنها من زوال حواجز طول المسافات وبعد الأمكنة، وتأثير ذلك على النظم السياسية والاجتماعية وعلى الثقافات والقيم ، والتنافس المحموم على الموارد والأسواق وما يسببه من تحديات كبيرة أمام اقتصاد الدول النامية ومعدلات التنمية فيها ، بالإضافة إلى التحديات التي قد تتزايد ضغوطها أمام الدول الأعضاء مستقبلاً ، ومن أبرزها انعكاسات معدلات النمو السكاني العالية على التنمية فيها ، ومشكلات التمويل بسبب تذبذب أسعار النفط وتوقع نضوبه من بعض هذه الدول قريباً . ووسط كل هذه المتغيرات تتطلع هذه الدول إلى المستقبل ، تحمل معها أمانات كبرى ، أبرزها :

q الدفاع عن أمنها واستقلالها وسيادتها وكيانها الموحد ومصالحها المشتركة وانتمائها العربي الإسلامي .

q صيانة المكتسبات الحضارية التي حققتها خلال فترة تاريخها الحديث، وزيادة معدلات التنمية في المستقبل لضمان استمرار التقدم والازدهار لمجتمعاتها .

q الاستثمار الأمثل لثروتها البشرية بما يؤدي إلى تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.

q الحفاظ على ثقافة عريقة مستمدة من هدي الإسلام وتعاليمه الداعية إلى عبادة الخالق الواحد سبحانه وتعالى على بصيرة ، وإلى إعمار الكون والتعارف بين الأمم، والتعاون على البر والخير ونبذ الفرقة والنزاع والخلاف ، وتنمية هذه الثقافة المجيدة والتعريف بها .

q الإسهام في استمرار التقدم والرخاء في العالم ، عن طريق إمداده بمصادر الطاقة ، عصب الاقتصاد في العالم .

q الإسهام بفاعلية في الفكر العالمي والإبداع العلمي والتطور التقني وازدهار العلم والاقتصاد والثقافة والحضارة على مستوى العالم .

q المحافظة على السلام والعدل والاستقرار والرخاء في المنطقة والعالم بمحاربة أسباب العدوان والإرهاب والتخلف .

1 - 2 حتمية التعاون المشترك :

وفي ضوء هذه الاعتبارات يبدو جلياً حاجة الدول الأعضاء الملحة إلى تعزيز تعاونها التربوي المشترك ، بحيث يعنى بمستويات متقدمة من التطوير التربوي المبني على نتائج البحوث العلمية ، وذلك لعدة أسباب من أهمها :

q كونها كياناً سياسياً موحداً في نطاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، وما يقتضيه ذلك من ضرورة التخطيط الاستراتيجي في التعامل مع القضايا الاقتصادية والسياسية والثقافية والتربوية والأمنية.

q حاجتها الملحة إلى إدخال تطوير ذي نوعية عالية الجودة على نظام التربية والتعليم فيها باعتباره آلية رئيسة لبناء مقدراتها الذاتية ، لتلبية مطالب التنمية في المرحلة القادمة ومواجهة التحديات التي تواجهها مستقبلاً .

q حاجة الدول الست جميعها إلى الاستعانة بخبرات عالية الكفاءة ونادرة التخصصات في بعض المجالات ، للاستعانة بها في إحداث التطوير الشامل لأنظمتها التعليمية ، مما يمثل هدراً في الطاقات جهداً ووقتاً ومالاً ، لو انفردت كل دولة بمشروعاتها .

q مصلحة الدول جميعها في استثمار الطاقات والموارد المشتركة بينها لخفض التكاليف المالية لمشروعات التطوير المتشابهة .

q مصلحة الدول جميعها في قيام مشروعات كبرى مشتركة ، تجسد التعاون وتوحد الجهود وتستثمر الطاقات والخبرات المتوافرة في كل دولة .

وفي هذا السياق يأتي مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء في هذه الفترة بالذات قراراً حكيماً يستهدف رسم التوجهات الأساسية للتربية والتعليم في العقدين القادمين ، وتحديد آفاق العمل التربوي المشترك بين هذه الدول الشقيقة ، في إطار استراتيجية التنمية الشاملة بعيدة المدى لدول مجلس التعاون (2000 – 2025م) التي أقرها المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته التاسعة عشرة التي عقدت في أبو ظبي خلال شهر شعبان 1419هـ الموافق ديسمبر 1998م .

وخلال سعيها لاستجلاء مستقبل العمل التربوي ، طرحت اللجنة التساؤلات الآتية :

q ما أهم الاتجاهات العامة للتغيرات العالمية في العقدين القادمين ؟

q ما التحديات التي ستواجه الدول الأعضاء مستقبلا ؟ وما مدى تأثيرها المباشر على التعليم ؟

q ما احتياجات التنمية في الدول الأعضاء في المرحلة القادمة ؟ وما دور التعليم في تلبية هذه الاحتياجات ؟

q ما أهم إنجازات الدول الأعضاء في مجال تجديد التعليم ؟

q ما أبرز سمات تعليم المستقبل ؟

q ما التوجهات المناسبة للعمل التربوي في الدول الأعضاء خلال المرحلة القادمة ؟ وما الخيارات المتاحة لتطوير التعليم وفق التوجهات المستقبلية؟

1 - 3 إطار استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء :

اعتمدت اللجنة في تحديد طبيعة المهمة الموكولة إليها ، والأعمال التي يجب عليها إنجازها على نص قرار تشكيلها الصادر عن المؤتمر العام الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم والمعارف حول مفهوم الاستشراف وطبيعة عمل اللجنة ، فصاغت مهمتها على النحو الآتي

" تحديد توجهات العمل المستقبلية التي يمكن أن تطرح خيارات مناسبة أمام الدول الأعضاء لتطوير نظمها التعليمية لتكون أكثر استجابة للاحتياجات المستجدة وللمتغيرات العالمية ، وبخاصة في مجال التعاون التربوي فيما بينها ، وذلك عن طريق الآتي :

q رصد أبرز ملامح واقع الأنظمة التعليمية في الدول الأعضاء والمشكلات المتشابهة بينها ، وتعرف مشروعات التطوير التربوي الكبرى الرئيسة في تلك الدول .

q رصد المتغيرات الكبرى التي سيشهدها العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين، والتي تؤثر مباشرة على التعليم في الدول الأعضاء " .

q تحديد أولويات العمل التربوي المشترك لمستقبل التربية والتعليم بين الدول الأعضاء بالمكتب .

وقد توصلت اللجنة ، من خلال اطلاعها على الأدبيات العالمية بشأن استشراف مستقبل العمل التربوي وتشاورها مع الخبراء العاملين معها في المشروع ، إلى رسم الإطار العام لاستشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء فيما يأتي :

1. يتمثل الاستشراف بكونه رؤية نقدية مستقبلية واعية للمتغيرات العالمية والمحلية في المجالات العلمية والاقتصادية وغيرها من مجالات الحياة ، تؤدي إلى تعرف طبيعة التحديات المحتملة وتأثيراتها المباشرة على التربية ، وتحديد الإمكانات الممكنة والخيارات المتاحة لمواجهة التحديات والتغلب على المعوقات ، والتمكن من تطوير العمل التربوي بما يتناسب مع مطالب التنمية البشرية واستدامتها في المستقبل .

2. تتصف اتجاهات وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي بالشمولية والمرونة ، بما يتيح أمام الدول الأعضاء قدراً كافياً من خيارات العمل التي يمكن ربطها بمطالب التنمية فيها بصورة متناسقة ومتكاملة .

3. تكتمل عملية استشراف مستقبل العمل التربوي بمشاركة المؤسسات المجتمعية في الدول الأعضاء – على اختلاف طبيعة عملها واختصاصاتها وإسهامها في تحديد اتجاهات تطوير العمل التربوي ـ وذلك للوقوف على الاحتياجات المتجددة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، ولتهيئة مؤسسات العمل والإنتاج في المجتمع لمخرجات التعليم مستقبلاً .

4. تكون نواتج استشراف مستقبل العمل التربوي ذات صيغة مشتركة تعكس اهتمامات الدول الأعضاء وتطلعاتها المستقبلية ، وتعزز أواصر التعاون والعمل المشترك فيما بينها ، استثماراً للطاقات وتوفيراً للجهود وتحقيقاً للأهداف والغايات المشتركة .

5. تفضي عملية استشراف مستقبل العمل التربوي إلى رؤية مستقبلية تساعد على وضع توجهات استراتيجية عامة لتطوير العمل التربوي، وإلى خطط عمل مرحلية مناسبة تنفذ بآليات محددة في فترات زمنية متتالية ، تفصل برامجها ومشروعاتها وفق الحاجات المتجددة والظروف المتغيرة .

1 - 4 دراسات مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي :

اشتملت خطة عمل لجنة استشراف مستقبل العمل التربوي على إعداد خمس دراسات تستهدف إجراء مراجعة تحليلية تأويلية نقدية لمختلف الدراسات التي اهتمت بواقع التربية في مجمل الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج وبتوجهات الدراسات العالمية المستقبلية والاتجاهات العامة للإصلاح التربوي في العالم من أجل رسم إطار عام للمشروع ، بناء على استطلاع سياقات اجتماعية تربوية خليجية وعربية ودولية بملامحها الإجمالية . وقد تناولت الدراسات التمهيدية الخمس ما يأتي :

1 - الاتجاهات العامة للتربية والتعليم في الدول الأعضاء :

بينت هذه الدراسة الاتجاهات العامة للتربية والتعليم في الدول الأعضاء ، في مختلف جوانب النظام التعليمي ، بما في ذلك التعليم العالي ، ولا سيما القضايا النوعية والمتعلقة بالتشريعات والتنظيمات والممارسات والصعوبات ، وما إلى ذلك من مقومات النظام التعليمي .( الكثيري 1418هـ الموافق 1998م)

2 - الاتجاهات المجتمعية العامة ذات العلاقة بالتربية والتعليم في مجمل الدول الأعضاء :

استخلصت هذه الدراسة اتجاهات ومشكلات من المجتمع الخليجي وأكدت على المضمون الاجتماعي للعملية التعليمية ، وأبرزت التحديات التي تجابه المجتمع الخليجي المسلم ، ولا سيما من حيث البنية والثقافة ومواطن القوة والضعف والمخاطر والفرص ، في ضوء الهوية العربية الإسلامية للمجتمع الخليجي .(النجار 1418هـ الموافق 1998م)

3 - توجهات الدراسات العالمية المستقبلية العامة ومغازيها التربوية :

حللت هذه الدراسة أبرز التوجهات العالمية حول المستقبل في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والتواصل والإعلام ، والعلوم والتقانات ، والتربية . واستلت مجموعة من مغازيها التربوية .(الخطيب 1418هـ الموافق 1998م)

4 - الاتجاهات العامة للإصلاح التربوي في العالم : نماذج متميزة من المنظمات والهيئات والدول الصناعية والنامية :

تضمنت هذه الدراسة بعض الاتجاهات التربوية العامة في أشهر البلدان الصناعية مع بدائلها ، فضلا عن انعكاسات هذه الاتجاهات على شؤون التربية والتعليم . كما تطرقت الدراسة إلى عدد من التجارب التربوية المرموقة عالمياً في البلدان المتقدمة صناعياً والبلدان النامية ، وعلقت على بعض التقارير الدولية ، في سبيل استخلاص اتجاهات عامة للإصلاح التربوي .(السليطي والصيداوي 1418هـ الموافق 1998م)

5- مؤشرات النمو الكمية التربوية في ضوء الإسقاطات السكانية والاقتصادية خلال العقدين القادمين في الدول الأعضاء :

حللت هذه الدراسة اتجاهات نمو السكان والتطور الكمي في أعداد الطلبة ومعدل الالتحاق بالدراسة في الدول الأعضاء . وأجرت إسقاطات سكانية حتى عام 1435هـ الموافق 2015م وحللت اتجاهات الإنفاق الحكومي على التعليم ، وطرحت توقعات عن احتياجات التعليم من التمويل . كما حللت اتجاهات سوق العمل الخليجي، وأجرت إسقاطات عن الأعداد المتوقعة من السكان الذين سينخرطون في سوق العمل.(الفارس 1418هـ الموافق 1998م)

وقد شكلت نواتج هذه الدراسات وما دار حولها من مناقشات مستفيضة في حلقات نقاشية مصدراً أساسيا لتكوين رؤية لجنة استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء ، بالإضافة إلى ما استخلص من التقارير والدراسات التي أجريت على المستوى العربي والعالمي حول واقع التعليم ومستقبله ودوره في التنمية الشاملة في المجتمع ، والتحديات التي ستواجهه خلال العقدين القادمين .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس