عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-02-2020, 02:02 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
فيلم غربي "وهابي" 2- 2

فيلم غربي "وهابي" 2- 2

هذا هو الجزء الثاني من كُليمتي "العرب من الابهار إلى"الانقهار"!!
وقد سهوت أن أختم الكُليمة بخلاصتها .. ومفادها أن الذي يُغضب المنبهرين حين ننتقد الغرب من كلام الغربيين أنفسهم .. وهم يسعون لإصلاح عيوبهم .. إلخ.
إن الذي يغضب المبهرين هو أن وجود خطئ في التجربة الغربية،في بعض تجلياتها القديمة .. يعني – بداهة – أن حاضرهم يحتمل الخطأ أيضا .. وهذا مالا يتحمله المنبهر!!
أما الفيلم فكما قلت في الجزء الأول من الكليمة كان يُفترض أن يكون تحت عنوان"فيلم سلفي" لكنني خشيت من التباس "سَلَفِي" مع"سِلْفِي : Selfie"
فيلم غربي "وهابي"
الفيلم الذي أقصده كُتب عنه في "الموسوعة العالمية"ما يلي
(الخائنة أو غير المخلصة هو فيلم دراما أمريكي أنتج عام 2002،الفيلم من إخراج ادريان لين،وتكييفها من قبل ألفين وسارجينت برويلس ويليام الابن من الأفلام الفرنسية عن المرأة ){ الموسوعة العالمية}.
الفيلم عبارة عن قصة زوجين .. لعب دور الزوج "ريتشارد جير" .. ولعبت دور الزوجة" دايان لاين "..
لم يترك الفيلم شيئا لم يوح به من السعادة التي يعيشها الزوجان .. وطفلهما ..
"جير" – ولد 31 أغسطس 1949م.- أما "دايان" فقد ولدت في 22 يناير 165م.. ولم تترك صناعة الفيلم فرصة لظهور فرق السن بين الزوجين .. خشيت أن يُظن أن "دايان" تزوجت من ابن عمها"ريتشارد" مجبرة!!
عفوا .. صحيح أننا نتحدث عن الغرب ..
لقد"مكيجو" البطلين حتى بدت الزوجة كأنها أكبر من الزوج .. وصغروه حتى بدا شابا .. مع أن "فتاة" – في فيلم "خريف في نيويورك" – في سن ابنته فُتنت به .. وبشيبه!!
إضافة إلى الشكل .. توفرت كل الإيحاءات التي تؤكد سعادة الزوجين ... المزاح .. المعاكسة .. وهو يضحكها .. والفرنسيون يقولون :"إذا أضحكت المرأة .. فقد حصلت عليها".
وحالة الزوجين المادية ممتازة .. ويوحي الفيلم بأن حياتهما الخاصة جدا .. ممتازة أيضا.
باختصار .. زوجة لا ينقصها شيء .. حتى العمل تقوم به من منزلها ... عبر"مزادات" أو شيء من هذا القبيل... حتى إذا كان تتسوق مرة .. هبت عاصفة هوجاء .. ولم تجد سيارة أجرة تقف لها .. فدفعتها الريح العاتية لتصطدم بشاب يحمل كومة من الكتب .. أسقطته .. وسقطت فوقه .. تماما.. بعد الاعتذار حاول هو أيضا أن يوقف لها سيارة ..فلم يوفق .. فعاد إليها .. جمعت معه كتبه .. وقد جرحت ركبتها ..أخبرها أنه سيحضر لها ضمادة .. ثم طلب منها أن تتمسك بشيء لكي لا تطير بعيدا .. أو تصعد إلى شقته .. تلك التي عندها أصيص الأزهار .. ترددت فقال :
"لست سفاحا .. أعدك"
جعلها كلامه تبتسم ..
خطت "الخطوة الأولى" لولا أنه فيلم غربي لقلت "من خطوات الشيطان"!!
يعطيك الفيلم لقطة لتكاسي يسير ببطء.. كأنها كانت تستطيع أن توقفه .. لكنها تبعت الشاب،الذي يصغرها كثيرا.
شقته كلها كتب .. فهو تاجر كتب.. صعدت معه عبر الدرج لتعطل المصعد ..
كأن تعطل المصعد كان فرصة للتراجع .. لكنها لم تفعل ..
بهرتها الكتب .. طلب منها أن تذهب إلى الحمام على اليسار ... ترددت .. قال :
توجد ضمادات .. وفي طريقها للحمام قال لها :
( أسمح لك بالاطلاع على أدويتي )!! فتبستم
بهرتها الكتب والمنحوتات في الشقة .. أخبرها أن الشقة لصديق له
اتصلت من هاتفه . . لأنها تأخرت على مدرسة طفلها .. جفلت حين وضع يده على ركبتها .. كان يضع كمادة ثلجية!!
أخبرته عن طفلها الذي كانت تتكلم معه .. في الثامنة .. وسيكمل التاسعة بعد أسبوع .. أخبرها باسمه ..سيكمل الثامنة والعشرين في يوليو!
عرفته باسمها .. و .. أنها متأخرة ولابد أن ترحل
أصر على إهدائها كتابا .. هدية .. ذهبت من نفس الطريق الذي ذهبت منه إلى الحمام .. أخذ يوجهها ..أكملي .. توقفي .. يمين .. لا .. إلخ
(حسنا،الرف الثاني من فوق .. خذي الكتاب الرابع من اليمين ..(..) افتحي الصفحة 23 :
شرب النبيذ هذه هي الحياة الأبدية
هذا كل ما سيعطيه لك شبابك
إنه موسم النبيذ،والورد ..
والأصدقاء المخمورين
كن سعيدا بهذه اللحظة
فهذه اللحظة هي حياتك). ..قال معها في نفس الوقت " فهذه اللحظة هي حياتك "
تبادلا النظرات .. خفضت بصرها .. قالت :
(يجب أن أذهب شكرا لك.
-هل يمكنك أن تجدي طريقك للخارج؟
-أتمنى ذلك)
انعطفت حطأ . . قال :
(-هذه غرفة نومي )
انفتلت خارجة .. أخبرها ناطقا اسمها أنه تشرف بمعرفتها :
(عودي إن احتجت لمزيد من الكتب
أو الرعاية الطبية)
عادت لبيتها .. أخبرت زوجها – حين عاد – أن العاصفة طرحتها أرضا كأنها مسنة .. وأنه أمر"مخزي" .. وأخبرته عن شاب ساعدها .. ثم وضعها في تاكسي ..
سألها :"وسيم؟" تبادلا نظرات الحب والمزاح !
بعد حديثه مع طفلهما .. وأنه سيساعده على حل واجبه .. سالها :
هل عرفت اسمه ذلك الشاب .. نهديه زجاجة نبيذ . . رخيصة
تبادلا الابتسام
لم تخبره عن الكتاب .. بل خبأته بين الكتب
فتحت الكتاب بعد ذهاب زوجها وطفلهما .. سقطت منه بطاقة ..
***
في محطة القطار .. اشترت كوبا من القهوة .. عند هواتف العملة .. أخرجت البطاقة .. وضعت العملة .. ثم استعادتها .. أعادتها مرة أخرى .. اتصلت :
(مرحبا هذا "باول مارتيل"اترك رسالة بعد سماع الصفار’،وشكرا")
وهي تمد يدها لتعيد السماعة إلى مكانها :
(مرحبا .. مرحبا.
-مرحبا
-مرحبا
-أنتَ موجود؟
-أنا"وني سمنر"التي قابلتها في ذلك اليوم العاصف.
- تلك المرأة .. كيف حال ركبتك؟ هل وضعت عليها ثلج؟
- أجل وضعت عليها الثلج ورفعتها .. إنها أفضل كثيرا .. لقد أردت أن اتصل وأشكرك فقط .. لقد أردت أن أسال عن عنوانك لأني أردت أن ..
- اين أنت؟
- ماذا؟
لقد قلت،أين أنت؟
-أنا في سنترال عمومي .. ومن الصعب حقا أن أسمعك
- تعالي لتريني
- ماذا؟
- أجل،خذي استراحة سأعد لك القهوة
- قهو
(وضعت كوب القهوة الذي كان في يدها على الهاتف .. وبعد تردد :
- حسنا.
- حسنا.
- إلى اللقاء وداعا.
- اللعنة)
ثم .. وصلت إلى مسكنه .. وكالمرة الأولى كان المصعد معطلا .. صعدت الدرج ..وصلت تنهج .. وجدته عند الباب،قال :
(- لا يوجد ضرر دائم كما أرى
( قفزت لتثبت أنها بخير) قال :
(- نحن نقبل الحالات الطبية بالصليب الأزرق ..
- أنا لست مؤمن علي
-لا،أخشى أننا لا نقبل الحالات الخيرية.
(أغلق الباب .. ثم فتحه ،وقال )
- لقد كانت مزحة )
دخلت أراها كتابا لجاك لندن (النسخة الأولى من"الناب الأزرق" في جاكت أصلي مغبر.
أخبرها أنه اشترى النسخة بـ"50"دولار .. سألته كم يساوي الآن؟
(أكثر من 4000 مرة تقريبا)
(قالها بالفرنسية ،وقال)
( - تلك بالفرنسية.
- لقد أخذتها في المدرسة)
قال كلمة بالفرنسية فردت :
(- هل تريدني أن أخلع شيئا!
- معطفك،هل تريدين أن أخلع لك معطفك؟
أعادتها بالفرنسية :
(-أجل،معطفي... شكرا لك.)
لمس رقبتها وهو يخلع معطفها.
قالت :
(- لكن لا يمكنني أن أبقى طويلا ..لدي بعض المهام يجب أن أنجزها
- سوف أحضر القهوة.
- حسنا.)
سكب القهوة .. وهو يعدها ..أحرقته مرتين .. وهي واقفة .. رأت كتابا ... قال لها .. وهو يقدم لها القهوة ..
(- إنها بطريقة برايل
- بريال
- لا،لا،بل برايل .. لقد كان فرنسيا
- أغمضي عينيك
- ماذا!!
- أغمضي عينيك )
بعد تردد .. وابتسامة تعجب .. فعلت .. أخذ يدها ..ووضعها على الكتاب .. وبدأ يقرأ:
(-أمي أعدت لي دجاجة .. دجاجتها جعلتني أسعل ..أتمنى لو أنها أزالت الريش من عليها عندما أعدتها) ضحكت ..وقالت :
(- إنها لا تقول ذلك
أغلق الكتاب .. وهو ممسك بيدها ..كان عنوانه عن "الطبخ".. ظل ممسكا بيدها .. وضعت كوب القهوة .. الذي لم تذقه :
(- من الأفضل أن أذهب
- حقا؟
- من الأفضل أن أذهب)
سحبت يدها من يده .. قال :
( - انتبهي لا تسقطي
- شكرا على القهوة
- أنت لم تحتسيها )
نجت من هذه"الخطوة"!!
ذهبت إلى زوجها في شركته .. وقد اشترت له هدية ..دون مناسبة وكان الجو كله حب ..ومرح .. عرضت عليها السكرتيرة القهوة .. لا شكرا
طلب إيقاف المكالمات الهتافية .. رأت صورتها على مكتبه .. وصورة طفلهما ..
***
عاد زوجها إلى المنزل .. ولا زال يرتدي"البلوفر" الذي أهدته له .. كانت شاردة الذهن .. امتلأ الحوض بالماء .. راقب ملامحها .. وهي سارحة .. وشبح ابتسامة على شفتيها .. خرج ولم يقل شيئا..لم تنتبه لوجوده .. وظلت في وضعها .. تبتسم ..
" اللقطة التالية"
فتح لها الشاب الباب
(- مرحبا
- مرحبا
(دخلت )
-هاأنذا مجددا .. لقد أحضرتُ معجنات
أعاد الكلمة بالفرنسية .. خلع معطفها :
(- ما هذه الموسيقى ؟
- هل تعجبك؟
- أجل
- هل تردين الرقص؟
- الآن
- أجل
- حسنا
- يجب أن أحذرك،أنا أحب القيادة.
- بالطبع،فأنت أمريكية
(سالت )
-هل فعلت ذلك مسبقا؟
- ماذا؟
- كم حبيبة كانت لك؟
اثنتان
-حقا!
- وهل كنت لأكذب عليك
- لا أعرف هل تكذب)
أسقطَ المعجنات من يدها ... ؟؟؟؟ رقصا ثم قال :
( عيناك جميلتان،يجب ألا تغمضيهما أبدا .. حتى بالليل .. يجب أن تتعلمي أن تنامي وعيناك مفتوحتان
- سوف أعمل على ذلك
- هل ستفعلي؟)
حاول أن يقبلها .. رفضت ..ابتعد
-انتظري
(قالت)
-أعتقد أن هذا خطأ
- لا يوجد شيء اسمه خطأ .. هناك شيء تفعلينه وشيء لا تفعلينه
- لا يمكنني أن أفعل ذلك ..)
أخذت حقيبتها وانصرفت ..ركل المعجنات .. عادت .. قالت :
( - نسيت معطفي )
فكانت الخطوة التالية .. محمولة .. إلى غرفة نومه .. فظن شرا ولا تسال عن الخبر!!
***
اللقطة التالية .. هي في القطار .. تتذكر ما حصل بينهما .. تبكي .. وتضحك في نفس الوقت ..
ثم لقطة غير واضحة ..ذهبت إلى دورة المياه .. تقيأت .. أو كانت ستنتحر .. !!
***
تكررت الزيارات ..
دعاها زوجها إلى الغداء .. الساعة 12 تساءلت إن كانت ستكون جائعة الساعة 12!! ثم ادعت أنها لكي تجهز تحتاج إلى ساعة .. جلس ينتظر .. رأى ملابس جديدة .. على المقعد .. وحذاء جديدا .. ثم ادعت أنها نسيت أن عندها موعد للعناية بالبشرة ..ذكرت اسم الصالون .. قال أن عليها أن تظل جميلة أليس كذلك؟
كرر اسم الصالون .. ثم تغزل بها .. ذكر أنها تضيع مالها!!
****
اكتشف زوجها خيانتها ... بعد أن استأجر مخبرا يتبع زوجته .. فصورها مع الشاب.
ذهب لزيارة الشاب .. عرفه بنفسه .. أحضر الشاب زجاجة خمر .. ثم قتل الزوج الشاب بالزواج .. وحمل جثته .. وألقى بها في مكب النفايات .. عثرت عليها الشرطة .. وعثرت الزوجة على صورها في معطف زوجها وهي تستلمه من المغسلة .. جلست تبكي .. وهي تحرق الصور .. وتأتي لقطة سينمائية بكل ما تعنيه الكلمة ..
تخيلت أن سيارة الأجرة البطيئة توقفت لها .. وأنها ركبت فيها .. ولم يحصل شيء مما "قُدر"!!
لم يتحدثا في الموضوع ..
باعا منزلهما
ركبا سيارتهما .. وطفلهما نائم في المقعد الخلفي ..
توقفا عند الإشارة .. لا يوجد غيرهما ..ظلت الإشارة تنتقل من الأخضر .. إلى الأحمر .. ثم تعود إلى الأخضر .. دون أن يتحركا ..
"النهــــــــــــــــــــــــــــــاية"
بطبيعة الحال .. لو تحدثنا مع "اللبرالين" بلغة"خطوات الشيطان" .. أو قول الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما معناه"ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. لنظر إلينا شزرا .. ولكن حين يأتي الأمر من الغرب .. الذي يتلقون عنه "نورهم" .. فالأمر مزعج بعض الشيء !!
تلويحة الوداع :
كتبت – قديما – كُليمة حول المرأة .. وأن بعض الرجال يتحدثون – اتكاء على دراسات علمية - عن"الجمال"بصفته يجذب الرجل دون إرادته .. كتبتُ أنهم يريدون تبرير التحرش .. ففهمت إحدى الكتابات – تعيش في السويد – كلامي على غير مقصده .. ونشرت حول الموضوع .. فعلقت إحدى السيدات .. أنها هي أيضا حيت تكون مع رجل بمفردهما .. ترغب فيه!!
مع أن هذا لا علاقة له بموضوعي .. ولكنها أرادت أن تنفي .. فأثبتت – ربما لتثبت أنها "مثل الرجل"!!- وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

أبو شرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس