تراءت لي بعض التخيلات .. قد تكون تخيلات طفولية سكنت عقل فتاة ذات الثامنة عشر ربيعاً تعاني من أنفصام في الشخصية .. تعيش حياتان بين كونها شابة جامعية .. و بين كونها طفلة ما زالت ترسم بألوانها الشمعية على ورقة نقية "بيت ..شجرة .. وردة وطير يحلق في سماء تحتويها غيمة و تعلوها شمس صفراء باسمة". شاركوني طفولتي و تخيلوا معي .. مآذآ لو كنت غيمـة ؟ إلى أين سأذهب؟ إلى أين سيأخذني صديقي الريح؟ هل إلى بلدان تمنيت زيارتها؟ هل سأرى مايعجبني ؟ أم سأرى حرب , دماء و دموع؟ هل سأستقر في مكان واحد أم سأتنقل إلى مالا نهاية ؟ وكم من المرات سـ ألبس اللون الأسود و كم من المرات سـ أسكب دموع ممطرة؟ مممممممممم لا .. لا أريد أن أكون غيمة.. مـآذآ لو كنت وردة ؟ كم من الأشخاص سيتغزل بي؟ و كم من النساء الآتي سيغرن من جمالي؟ كم منهم سيعجب برائحة عطري الزكية الذي لا يوجد مثيل له بين العطور الفرنسية أو العربية .. لكن لحظة ماذا سيحدث أن أُعجب بي أحدهم و قرر أن يقطفني و يبعدني عن أسرتي .. لن أتحمل ذلك .. سأذبل حتى الموت .. لا لا .. لا أريد أن أكون وردة.. مـآذآ لو كنت شجـره ؟ آه كم سأكون معطاءة .. مثمرة .. لن أبخل على أحد بثماري .. سأعطي الغني و الفقير .. سأكون تلك الشامخة الكريمة .. سأتباهى بطولي و بأوراقي الخضراء .. لكن لحظة ماذا لو غدر بي الزمن و قرر الريح أن يسلب ما لدي .. و يترك أغصاني عارية بلا أوراق تغطيها ولا ثمار تحملها .. لا .. لا .. صعب أن أكون شجرة.. يـــتــــــــبـــع
التوقيع
لا إِلٰهَ إِلاّ أَنتْ سُبْحانَكَ .. إِنِّي كُنْتُ مُنَ الظّالمينِ