عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 18-08-2012, 07:05 AM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: مُدن أضاءت سماؤها بقناديل رمضان



بعد أن ولَّى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك قائده موسى بن نصير على المغرب
استطاع أن يفتح طنجة، وترك بها حامية يقودها طارق بن زياد
ومنذ ذلك الحين بدأ طارق يتطلع لفتح بلاد الأندلس التي لم يكن بينهم وبينها إلا خليج يسير
وكان ميناء سبته هو أقرب المدن إليه
وكان حاكمها هو الكونت يوليان الذي كان على خلاف مع الدولة البيزنطية
فأستفاد موسى من هذه الخصومة فكسب وده حتى صار دليلاً لهم في تلك البلاد.

أرسل موسى رجلاً من البربر يسمى طريفاً في مائة فارس وأربعمائة راجل
وجاز البحر في أربعة مراكب ، مستعيناً بيوليان وكان دخوله في شهر رمضان سنة (91هـ)،
فسار حتى نزل ساحل البحر بالأندلس وكان في ذلك تشجيعاً لموسى بن نصير على فتح الأندلس.




وبعدها انتدب موسى لهذه المهمة طارق بن زياد ، فركب البحر في سبعة آلاف من المسلمين ،
أكثرهم من البربر حتى رست السفن عند جبل لا يزال يعرف حتى اليوم بـ " جبل طارق "

ولما نزل فتح الجزيرة الخضراء وغيرها، وبلغ لذريق نزول المسلمين بأرض الأندلس فجمع جيشاً

جراراً بلغ مائة ألف.

كتب طارق إلى موسى يطلب منه المدد ويخبره بما فتح الله عليه وأنه قد زحف عليه ملك الأندلس
بما لا طاقة له به فبعث إليه موسى بخمسة آلاف مقاتل معظمهم من العرب فتكامل المسلمون اثني عشر ألفاً
والتقى الجيشان على نهر لكة

يوم الأحد لليلتين بقيتا من رمضان سنة (92هـ) واستمرت المعركة ثمانية أيام وأخذ يوليان ورجاله
يخذلون الناس بالكلام فاضطرب نظام جيشه، وفر الكثير منهم وخارت قوى لذريق وهجم طارق على لذريق
فضربه بسيفه فقتله وبعدها توسع طارق في الفتح، وتوجه إلى المدن الرئيسية في الأندلس حتى انتهى
إلى عاصمة الأندلس "طليطلة" وتمكن من فتحها.




ودخل موسى الأندلس في رمضان سنة (93هـ) في جمع كثير قوامه ثمانية عشر ألفاً
ففتح المدن التي لم يفتحها طارق كشذونة، وقرمونة، وإشبيلية، وماردة.

وهكذا تُوِّجت هذه الانتصارات التي تحققت في هذا الشهر المبارك وكان لها أعظم الأثر

في بقاء سلطان المسلمين في الأندلس لمدة ثمانية قرون من الزمان أقاموا فيها حضارةً
لم تعرفها البشرية كلها حتى حل بهم داء الأمم قبلهم وفشا فيهم التنازع والاختلاف والأثرة
فانشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم، فحقت عليهم سنة الله التي لا تحابي أحداً






{ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين} (الأنفال:46)

 

التوقيع

 


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
كلنا تميم المجد
 
 
رد مع اقتباس