عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-07-2009, 12:39 PM
الصورة الرمزية انتحار
انتحار انتحار غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 0
انتحار is on a distinguished road
ابوس راسك يازمن....ماعاد فيني!!

" تستيقظ من بعد فقدان الوعي..وم توقف نزيف الدم من اليد...ترمق اختها متعجبه!!
ماذا فعلت..؟؟- تتبعها صرخه غضب واستفهام اخر-..لماذا بقيت حية..؟؟؟"

....
هذا المشهد قد عاشت لحضاته
"مليكه اوفقير"
مليكه باختصار هي تلك التي...
برنسيسه كانت
سجينه اصبحت
غريبه امضت..
.....
عندما تتسائل مافائدة القرائه..؟؟
وترغب باجابه حقيقيه ..تتماشى مع حياتك اليوميه البغيضه
ستقفز الاجوبه الحقيقيه ...وتتشكل بانها وسيلة ترف وتسليه ...وادعاء
اما مضيعة وقت بانتظار دورك لكرسي الحلاق..
او وسيله للبحث عن ملل يشغلك عن الارق
او كسب معلومه تسند حججك عند اي جدل عقيم ..اللي لايودي ولايجيب
..
الاجابه التي ارغب بان اتشبث بها ..ولا اريد فقدانها ..
"والزمن يكفل لي هذا الفقدان" ..
فائدة القرائه باختصار
تشذيب للنفس البشريه...وكفى
.............
"مليكه اوفقير"
هي ابنت الجنرال اوفقير وزيرد الدفاع المغربي ..الذي حاول الانقلاب على الملك ..فاعدم بخمس طلقات اثر هذه المحاوله..
....
"مليكه اوفقير"
تبناها الملك وهي في سن الخمس سنوات ..اثر ردها على ابنت الملك اثناء اللعب..شتمت ابنة الملك اباها..فابت "مليكه" الا ان ترد الشتيمه بمثلها..فشتمت" ابنة الملك وابوها"
ومن هذه الحادثه اعجب الملك بالطفله "مليكه" وتبناها...
هناك
اذا طلب الملك ..يجاب
اذا تبنى الملك ابنة احدهم..ذلك شرف للعائله
هناك
.......
كبرت "مليكه" ونضجت ..ونضج حنين العائله "الحقيقيه"..فرجعت لاهلها
....
حصل الانقلاب..وفشل
اتصل الاب ..ردت عليه مليكه
اخذ يوصيها على امها..اخوتها..خواتها...وانتهت الوصيه..بالاصرار على كرامتهم وان يحفضوها!
.....
خمس طلقات
ادعو انها محاولة انتحار
ازدوج عزاء"مليكه" مابين حزنها على اباها "المقتول"..واباها "القاتل"
....
من دون اي تفسير..
عجز المحللين ان يضعو المبررات ..لم يفلح احد بخلق اسباب ماسيحصل ..
ماحدث غريب...
...
سجنت العائله
الام
وبناتها
واولادها
المربيات
قرابة 20 عام
ثمانيه اعوام منها..
لم يشاهدو بعض
....
تتراوح الاعمار ولدين احدهم في الخامس عشر والاخر..ثلاث سنوات فقط!
بنت في التاسعه واخرى في العاشره فقط!
...
تنقل من سجن لسجن ..في بقاع صحاري المغرب ....
والاكل لايذكر....
يحفظ تحت الارض..كانت تلك ثلاجتهم ..خشية من مشاركة الفئران طعامهم
....
اضربوا عن الطعام لمدة 47 يوم
نتيجتها السماح بقطعة زبده تقدم لهم..وقد كان انتصار يذكر ويوم منشود
....
فقدان الاحساس بالوقت قد تمكن ...
لايتلمسون سوى الصمت...سوى الاختناق... سوى قتل الجسد
الحكم على محاولة الهروب هو الاعدام....هم قد اعدموا من الوجود وبقوا في العدم
فلما لا..!؟
....
تمكنو من الهرب عبر حفر نفق ..تم التخطيط لكل شي
اين؟ وكيف.؟؟
بواسطة ملاعق واغطية علب السردين الصدئه..بواسط اي شي يمكنه ان يلامس اي شي..
خططو ونجحوا ..لكن نسو ان يوم الهروب ..هو يوم عطله ..وكل السفارات مغلقه!!
الم يفقدو الاحساس من الزمن!؟
......
عبداللطيف الذي سجن وهو في عمر الثلاث سنوات ..
عند خروجه من السجن ...كاد ان يصيب ادراكه بالشلل
لم يعهد ان هناك الوان في الحياه غير لون الرماد..ولون السواد
لاول مره في حياته...يرة "بيضه" بلونها الطبيعي
في السابق لايرى "بيضه" الا متفحمه ..يغطيها السواد من العفن
...........

سيرة عائلة "اوفقير"
نشرت عبر مؤلفات
منها
"السجينه" لمليكه اوفقير
وتلتها باصدار اخر
"الغريبه"
تتحدث عن ماذا حصل بعد انقشاع الغمه ...
كيف عاشت من جديد في سن الاربعين ...
تجربتها مع الفيزا كارد..؟؟ والصندوق الغريب ...والرعب بالحرص لحفظ الارقام السريه للبطاقه
تجوالها بالسوبر ماركت ... احداث واحداث.
الام "فاطمه" اصدرت كتاب (حدائق الملك)
سكينه اوفقير اصدرت (الحياه بين يدي)-حديث عن طفوله تربت بالسجن-
رؤووف اصدر (الضيوف) -لم اجد ترجمه لكتابه-
.....

كل تلك المؤلفات تلتقي
كلهم يتحدثون عن نفس التجربه لكن الاختلاف ..انك تشاهدها باعين اخرى ...زوايا اخرى...خوف اخر على الاخر..
...........
مليكه وعائلتها
احتفى بها العالم بدهشه ...
هي لاتريد ان تكون
"بطله" ..
لاتريد ان تكون رمز ...صورها توضع لبوسترات ...وتعلق
لاتريد ان تكون لها اقوال ماثوره....
لاتريد ضوضاء بشريه ...لاتريد ان تكون محل انظار فضوليين او مشفقين ..لاتريد ان تكون "كقرد" يدهش بحركاته ...
تريد ان تحيا من جديد ...
تريد ان تقول للزمن
"ابوس راسك يازمن..ماعاد فيني"
.....

تلك هي تبعات الاستفراد بالسلطه ....
النفس البشريه لاتؤتمن ....
باطشه ...جائره
علمنا التاريخ ذلك

.......
ادب السجون ...
على قدر الامه ...وقسوته
واقترابه من هاوية الجنون ..
على قدر رغبته واستحقاقه للحياه ...وامل غريب
ان تحدثنا بادب السجون ...
فلا يمكن ان تتجنب رؤيا
"الطاهر بن جلون"
بكتابه..العميق
(تلك العتمه الباهره)
وهو يتحدث عن سجن "تزمامارت" او كما قيل ..بيت الموتى
قبر على شكل سجن ...
يدفن المسجون تحت الارض
لك ان تتخيل
...

رد مع اقتباس