أخر تحديث 21/10/2008
ربي قتل ربكم.... وسقوط أرباب الربا
كتب د. فالح محمد العمرة
كان هذا العنوان هو رد النبي صلى الله عليه وسلم على رسول كسرى، الذي أتى من اليمن لأخذ النبي الى فارس بعد أن دعا رسول الله كسرى إلى الاسلام، فمزق كسرى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فدعا عليه رسول الله بأن يمزق ملكه، فكان ذلك بأن قتل كسرى على يد أقرب الناس اليه وهو ابنه، ومزق الله بعده امبراطورية فارس ومعها امبراطورية الروم، وكل من حارب الله ورسوله سيمزقه الله كل ممزق، وفي هذه الأيام توشك امبراطورية الرأسمالية أن تسقط ويتبعها أذنابها الواحد تلو الآخر الذين حاربوا الله ورسوله جهارا نهارا سرا وعلانية، أعلنوا الحرب على الله ورسوله بالربا، وقالوا هو منقذ العالم وقالوا لن يسقط هذا النظام مدى الدهر، وكذبوا وصدق الله عزوجل حيث يقول «يمحق الله الربا ويربي الصدقات»، فمحق الله عليهم أموالهم ودنياهم لأنهم أعلنوا العداء على الله سبحانه، لذلك من تمعن وتدبر في سورة البقرة من تهديد الله ووعيده فيمن يأكل الربا أو يتعامل بها لعلم خطورة الحرب على الله ورسوله قال تعالى: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون.
والكل شاهد دهشة العالم من سقوط البورصات العالمية الواحدة تلو الأخرى، والبنوك الغربية الجبارة تتهاوى على إثرها، والكل يصرخ ويناشد هل من مغيث؟! جاءت النجدات وضخوا مئات المليارات، وتبخرت هذه الأموال وأصبحت هباء منثورا، « يمحق الله الربا»، صعق العالم ما الذي يحدث؟ وما الذي سيحدث؟ يتخبطون كما وصفهم الله «كالذي يتخبطه الشيطان من المس»، من تجرأ على الله عليه أن يتحمل العواقب، ومن يعادي رسول الله ويسخر منه ليل نهار بكل أشكال السخرية، عليه أن يعلم أن الله يمهل ولا يهمل، لقد أعجبني برنامج الشيخ نبيل العوضي «بكل صراحة» حول هذا الموضوع ومداخلة المتخصصين ومنهم الدكتور نايف حجاج العجمي، وشدتني مداخلة تلك المرأة التي قالت: هذا رد من الله على من أعلنوا الحرب على رسوله بالسخرية والاستهزاء، يوم عجز العالم العربي والاسلامي في الدفاع عن رسول الله، فكان لرسول الله رب يحميه ويدافع عنه، ونقول فيمن تعلقت أفئدتهم وجوارحهم بأسيادهم أرباب الرأسمالية، لقد بطل السحر وما يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله، والنجاة من هذه الكارثة في ركوب مركب الاسلام والتزام منهجه، لأن نظام الاسلام رباني سماوي، والنظام الرأسمالي أرضي ووضعي «فهل انتم منتهوووووون»؟
alamrah75@gmail.com