[زبيدة احمد]

عندما تحب القمر..عندما تصفو السماء ليلا وينقشع دخان السحاب عن النجوم عند السحر..فتلمع من جديد وينتشر ضوء القمر..

فتحاول عدها فلا تجني الا دوارا والما في العين..فلا تعدها بل تأمل في نورها البعيد الخافت ..فعينك تصل اليها ولكن جسدك لا يصل اليها..ولن يصل اليها..تأمل في لألأتها التي تزين السماء وتضفي عليها جمالا وسحرا..في عز ظلمة حالكةوانها لن تنتظر حتى تكمل عدها فوقتها قصير ..فاما ان تختفي واما ان ينتهي وقتك..فلا انت حسبتها ولا انت تمتعت وعشت روعتها وحسنها وبديع نورها..ولا انت شكرت الخالق المبدع عليها وعلى وجودها..

فينفلق الفجر بحمرته ومخاضه في شروقه تتأجج اشعة ذهبية هنا وهناك سابقة ذاك الكوكب الضخم الناري المضيئ..فيغطي بضياءه على نور الكواكب والنجوم وحتى القمر..فتزهو السماء بعرس الصباح وتبتهج الارض بفرح النهار..يبشر بيوم جديد وفصل جديد وعصر جديد وعقد جديد وجيل جديد وافق جديد..

فان تلك النجوم كانت تؤنس وحدتنا في الظلام وذاك القمر يداعب بنوره جفون النيام..حتى تسطع الشمس بضياءه الوهاج المشتعل تتقوى به العظام..

فاني احبها وكل يوم انتظرها..فمتى نتعلم من هذا الجمال ان لكل وقت جمال ..مهما كان الما ومهما كان حزنا ومهما تأزم الحال..ومهما قست الاحوال..ففيه ما يؤنس حزننا وفيه ما يداعب جوارحنا وفيه ما يصل الى وجداننا فيبتسم لها ويراقصها..ويعلن لها ويشير لها بطلوع فجر جديد ..

فان في عز الالم نتعلم..وان في عز الحزن نفهم..وان في عز الضعف تقوى الهمم..وان في عز العذاب نصمد ونصل القمم..

لانه لنا امل ان نرى ضوء النصر والفرج واليسر..

فان لليل نجوما يزينها وان لنا في الالم صبرا يؤنسنا ..وان للفجر مخاصا وان لنا في الصبر قوة و ثباتا..وان للشمس شروقا وان للفرج بزوغا ..

وان لليوم نهاية وغروبا..

فهلا اعددنا ليوم خلود فيه بلا نهاية؟؟؟؟

بقلم:زبيــــــــــــــــــــــدة احمـــــــــــــــــــــــــــــد