الموضوع: الصلاة
عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 29-09-2008, 02:14 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

فالنهار يبدأ من شروق الشمس ولما تصل لكبد السماء
"منتصف السماء (خط الزوال)" وتبدأ بالميل إلى الزوال هنا تشرع صلاة الظهر.. يؤذن معلناً حلول موعد صلاة الظهر.. ينتهي الأذان حيث تكون الشمس قد مالت عن خط الزوال وهنا تبدأ صلاة الظهر وهذا هو الطرف الأول للنهار.

فكلمة
(الطرف)من التطرُّف، نقول: تطرَّف فلان في مسكنه، أي: ابتعد. فالشمس تبدأ بالابتعاد عن خط الزوال والنهار يتطرَّف منقضياً حتى حلول طرفه الثاني عندما تصبح الشمس أقرب إلى الغروب منها إلى وقت الزوال ويكون الطرف الثاني للنهار قد حل، وهنالك يؤذِّن المؤذِّن مُعلناً شروع صلاة العصر، وتسمى هذه المرحلة "من بعد حلول العصر" مرحلة الغروب وهي التي تصبح الشمس فيها أقرب للغروب منه لخط الزوال، وهي تمتد حتى غروب الشمس.

ففي سورة طه
: عبَّر تعالى بكلمة (أَطْرَافَ النَّهَارِ) عن مدى جواز إقامة صلاة الظهر، إذ يمكن للمصلِّي أن يصلِّيها من أول انحراف الشمس عن كبد السماء حتى وصولها لوقت العصر. أما قبل العصر فكان النهار في مسيرة التطرُّف للانقضاء والشمس في طور الميْل للزوال وهذا ما قصد به تعالى بكلمة (أَطْرَافَ النَّهَارِ).

أما سورة هود فتبيِّن بكلمة
(طَرَفي النَّهَارِ) حلول موعد صلاة الظهر وصلاة العصر.

الطرف الأول
: حيث بداية انحراف الشمس عن الزوال والشمس في كبد السماء بدأت تميل باتجاه الغرب، كمسافر بدأ بالاتجاه لبلد ما، فقد بدأ يزول عن بلده.

والطرف الأخير
: حيث نهاية انحراف الشمس عن الزوال وهي أقرب للغروب منها لوقت الزوال كما قدَّمنا.

وعبَّر تعالى بسورة طه بكلمة
(قَبْلَ غُرُوبِهَا) عن فترة جواز صلاة العصر وهي المرحلة ما بين عصر اليوم حتى غروب الشمس خلف خط الأفق وغيابها عن الأنظار؛ ومن بداية تلك المدة تبدأ إقامة صلاة العصر. وفي سورة هود (114): {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَيْلِ..}.

إذاً فأوقات الصلاة فهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام الله ودلَّ أصحابه عليها وصلاَّها، وفي حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم
: «علَّمني ربي فأحسن تعليمي».

وهذه سنة الله للخلْق أجمعين من لدن سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم حتى انتهاء الدوران
. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(1).
{
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ..}(2) .

هذا هو القانون الإلهي الذي فيه تتحقَّق سعادة الإنسان على مر العصور والأجيال من بداية الخلْق لانتهاء الدوران
{.. فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}(3).

رد مع اقتباس