عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-08-2010, 10:05 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
رد: لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

نعمة الأمن
إن الأمن والاستقرار نعمة عظيمة، ومِنَّةٌ كريمة، يستطل بها الجميع من حَرِّ الفتن المظلمة، نعمة يتمتع بها الحاكم والمحكوم، والغني والفقير، والرجال والنساء، وتستقر بها النفوس ويهنأ العيش، بل البهائم تطمئن مع الأمن، وتذعر مع الخوف واضطراب الأوضاع.

و (نعمة الأمن) امتَنَّ الله بها على قريش وما كان الله لِيَمْتَنَّ ـ وهو الجواد الكريم ـ بما ليس منة ولا نعمة، فقد قال سبحانه (لإيلاف قريش لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).

و (نعمة الأمن) أشد حاجة من الطعام والشراب، ولذا قدمها إبراهيم عليه الصلاة والسلام في دعائه على الرزق قال تعالى (وإذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومَن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) سورة البقرة، آية رقم (126).

وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عظم منزلة (نعمة الأمن) وأن من حصل عليها فكأنما حيزت له الدنيا بكاملها كما جاء عند الترمذي من حديث عبدالله بن محصن ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).

ولك ـ أخي الكريم ـ أن تتصور أنك أعطيت الدنيا بحذافيرها فما هي الحال التي تكون عليها؟

ولك ـ أخي الكريم ـ أن تتصور ما الذي يترتب على فقدان الأمن؟

أنها تحل البدعة بدل السنة!

ولا تعمر المساجد ويُصْدَع فيها بالأذان!

ولا يُحَج للبيت العتيق ولا يطاف!

ولا يأمن الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم!

ولا يهنئون على طعام ولا شراب! ولا تأمن السبل والطرقات!

ولا تُرَدْ المظالم إلى أهلها فينتصر للمظلوم ويُرْدَع الظالم!

ولا تقام الشعائر ويرتفع التوحيد من فوق المنابر!

ولا يجلس العلماء للإفادة ولا يرحل الطلاب للاستفادة!

ولا يُزار المرضى، ويُحترم الموتى!

ولا توصل الأرحام وتُعْرَف الأحكام!

وفي هذه المنزلة العظيمة للأمن ما يؤكد عناية المنهج الإسلامي بالأمن من خلال توضيح كنهه، ومن خلال توضيح المسالك التي تحققه، والأساليب التربوية التي تغرس احترام الآخرين في أموالهم ودمائهم وأعراضهم وأنفسهم وعقولهم وقبل ذلك في دينهم الذي ارتضاه رب العالمين، فجاءت السنة زاخرة بكل ما يربي النفوس على تحقيق الأمن الاجتماعي. ولم يبقَ إلا أن نغرسه في نفوسنا وفي عقول مَن لنا حق الولاية التربوية عليهم.

أسأل الله عَزَّ وجَلّ أن يدي علينا وعلى المسلمين نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



الباحث: حامد بن معاوض الحجيلي (السعودية)

رد مع اقتباس