عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-08-2010, 08:26 PM
فاستبقوا الخيرات فاستبقوا الخيرات غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 261
معدل تقييم المستوى: 14
فاستبقوا الخيرات is on a distinguished road
لكل معلم .. لكل طالب "متجدد"

المعلم أهم عناصر العملية التعليمية والتربوية
المعلم أهم عناصر العملية التعليمية والتربوية
يعتبر المعلم " القاسم المشترك الأعظم في جميع الأنظمة التربوية , ويتفق قادة الفكر والمربون على أن المعلم هو العنصر الفعال في تحقيق الأهداف التربوية , والركيزة الرئيسية في العملية التعليمية التي لا تعلوها أداة , ولا تعوضها وسيلة " , فمهما اُستحدث في التعليم من طرق ووسائل , أو أضيف إليه من موضوعات جديدة , أو تطوير في مناهجه , ومهما رصد له من أموال , أو أقيمت له أفخم المباني , وزود بأحدث الأجهزة والأثاث , فإن ذلك كله لا يمكن أن يترجم إلى مواقف موضوعية , وتفاعلات اجتماعية , وخصائص سلوكية , إلا عن طريق المعلم , فهو " المحرك القوي لكل تلك الجوانب , والقائد الفكري والعملي لعملية التعليم " , وهو الذي يبعث فيها النشاط ويكمل ما فيها من نقص , ويستطيع الرقي بها إلى المستوى المأمول .
والمعلم وارثا من ورثة الأنبياء , ففي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله تعالى يقول (........ وإن العلماء ورثة الأنبياء, وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً, وإنما ورثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر ).
وكفى بهذا شرفاً وفخراً للمعلم , فإن الأنبياء عليهم السلام قد وصلوا إلى أعلى درجات الكمال البشري , وهم قادة الأمة , و معلموا الأجيال , ودعاة العدل والإصلاح .
ولمعلمي هذه الأمة من هذا الشرف أعظمه وأوفره ؛ لأنهم ورثة أفضل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام , وهو خاتمهم , و أكملهم نشأة وتربية , ولم يزل معروفاً بكل خصال الخير حتى توفاه الله تعالى, فقد بين أن التعليم مهنته ووظيفته , بقوله عليه الصلاة السلام : ( إن الله لم يبعثني معنتاً و لا متعنتاً, و لكن بعثني معلماً ميسراً) , كما شهد له بذلك صحابته الكرام رضي الله عنهم , فهذا معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه يقول :" ........... فبأبي هو و أمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ".
فكان من آثار حسن تعليمه وتربيته, أن تخرج على يديه ثلة من العلماء الجهابذة في شتى الميادين, حتى قال بعضهم:" لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته ".
وبالتالي يوجب هذا على المعلمين العناية الخاصة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , لأنها " مصدر هداية , وسبيل رشاد للمعلمين في أداء مهامهم التعليمية , و فيها فيض من المعرفة والهداية , والخلق الإسلامي الذي ينبغي أن يتزود به المعلمون , ويساعدوا تلاميذهم على اكتسابه ".


د. حسين نفاع الجابري

رد مع اقتباس