عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-04-2005, 07:20 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

التلفزيون جليس سوء للأطفال في سني العمر الأولى

د. نادر فرجاني

مدير مركز "المشكاة" للبحث/ مصر


--------------------------------------------------------------------------------


ينتشر في المجتمعات العربية التعامل مع التلفزيون (بما في ذلك شرائط الفيديو وأجهزة الألعاب الإلكترونية) كجليس للأطفال على اعتبار أن التلفزيون يقدم تسلية لا ضرر منها للأطفال الذين ما زال "مخُّهم صغيرًا"، ووقتهم طويلاً ولا يجدون ما ينشغلون به دون التسبب في مشكلات، على أية حال فقد ذاع هذا السلوك حتى أصبح جهاز التلفزيون يلقب "ثالث الأبوين"، وقد يريح هذا الحل الأهل من "متاعب" أطفالهم، ولكن الثمن يكون كبيرًا، ويصبح الثمن فادحًا عند تعرض الأطفال الصغار لبرامج تلفزيونية غير مناسبة للأطفال على الإطلاق، وفي أحيان غير مناسبة حتى للكبار، حيث يصبح التلفزيون أحيانًا محور اجتماع الأسرة بكاملها، يجلسون أمامه كالأصنام أو ما يشابه، لساعات طويلة في أوقات يفترض مُعِدُّو البرامج التلفزيونية أنها تستبعد وجود الأطفال، فينفسح المجال لمشاهد العنف والجنس والعادات السيئة – أَوَليست برامج "للكبار"؟! فتحتوي بعض برامج التلفزيون – خاصة تلك غير المخصصة أساسًا للأطفال – على تزيين لعادات سيئة مثل التشدق بالعبارات "السوقية" والتدخين وتعاطي الخمور والمخدرات وتنقل صورًا خاطئة عن الجنسين، وعن العلاقة السوية بينهما (ولا يقتصر الأمر على البرامج، ففي الإعلانات التي تكثف قبل وبعد وأثناء البرامج التي تحظى بإقبال من المشاهدين، تتفشى أنماط السلوك السيئ هذه، وعلى وجه الخصوص تستغل أجساد النساء والإيحاءات الجنسية في الترويج للسلع).

ولا خلاف في أن مشاهدة الأطفال - خاصة هؤلاء الأكبر من سنتين - لبعض برامج التلفزيون المعدة على أساس تربوي سليم، ولفترات محدودة، لا تزيد عن ساعة أو اثنتين على الأكثر في اليوم، تنطوي على فائدة للأطفال الصغار، وللنمو السليم للمخ. ولكن الممارسة الفعلية لمشاهدة التلفزيون تتعدى هذه الحدود الآمنة كثيرًا.

كما أن الدلائل تتكاثر الآن على مضارّ مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون خاصة لفترات طويلة وبصورة غير انتقائية.

في المقام الأول، مشاهدة التلفزيون لأوقات طويلة تحرم صغار الأطفال من النشاطات الطبيعية اللازمة للنمو السوي للمخ وبزوغ المواهب وعلى رأسها التفاعل اللصيق والمحب مع الأبوين، وغيرهما من القائمين على رعايتهم، ومع أقرانهم.

وهنا يبرز إضافة برامج التلفزيون السطحية، وسيئة الإعداد، في البلدان العربية التي تزيد الطين بلة، فلا يقف الأمر عند مجرد الحرمان من النشاطات الطبيعية اللازمة للنمو السوي واستنبات المواهب، ولكنه يصل إلى التعرض لمؤثرات قد تكون بالغة السوء على النمو العقلي والوجداني للأطفال.

وثانيًا: كما ذكرنا في المقام السابق، فإن الاستثارة الزائدة للمخ الصغير في بعض برامج التلفزيون، خاصة المستوردة، مثل الرسوم المتحركة ومواد الفيديو الخاطفة، سريعة الإيقاع والصاخبة، ترهق خلايا المخ وتعيق النمو السوي للتشابكات بينها، والأهم أن مثل هذه البرامج تعيق استفادة المخ من المؤثرات ذات الإيقاع العادي في باقي نشاطات الحياة في نطاق الأسرة والمدرسة وغيرهما من المؤسسات المجتمعية (حيث يكون المخ قد اعتاد على إيقاع سريع وصاخب، فلا تحظى المؤثرات عادية الإيقاع والواقع بمستوى التركيز أو الاهتمام ذاته الذي تفرضه متابعة نوعية البرامج المشار إليها). ويتبدى هذا الضرر بوجه خاص في حالة البرامج التي تحوي مشاهد عنف أو تذاع متأخرة ليلاً.

وثالثًا: تدل الدراسات على أن مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون فترات طويلة، خاصة قبل النوم مباشرة، تزعج نومهم؛ إذ يميلون لمقاومة النوم ابتداء، ويصعب عليهم النعاس، ويستيقظون أثناء النوم بمعدلات أعلى من العادي، الأمر الذي ينعكس سلبيًّا على صحتهم بوجه عام وعلى تطور قدراتهم العقلية والوجدانية بوجه خاص. ويقلل نمط النوم القلق بوجه خاص من الانتباه في المدارس ويضعف التحصيل التعليمي، وقد يؤدي إلى الانزعاج المرضي أو الاكتئاب.

ورابعًا: تشير دراسات إلى أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون يؤدي إلى قصر زمن الانتباه لدى الأطفال، ويقلل من قدرتهم على التعليم الذاتي، فأكثرية برامج التلفزيون، بما في ذلك تلك المسلية للأطفال كالرسوم المتحركة، ليست تعليمية بالمعنى الواسع (أي لا تنمي قدرات التعليم الذاتي لدى الأطفال)، وحتى بالنسبة للبرامج ذات الصفة التعليمية، فإن غالبيتها تقدم كل الحلول جاهزة أي تتصف بما يسمى التعليم السلبي PASSIVE LEARNING. ويعيق الإفراط في المشاهدة، من ثَمَّ، التحصيل التعليمي، ويضعف من بناء القدرات المعرفية والمهارات.

خامسًا: يرتبط الإفراط في مشاهدة التلفزيون، خاصة إلى حد تناول الطعام أثناءها، ببدانة الأطفال، وهي سمة غير مرغوبة صحيًّا بوجه عام. وتتفاقم هذه المشكلة بسبب إقبال الأطفال أثناء مشاهدة التلفزيون على أنواع الطعام والشراب المصنعة غير الصحية (ما يسمى أطعمة النفايات JUNK FOOD)؛ نظرًا لاحتوائها على كثير من الدهون ومحلات الطعام والسكر المكرر، ويلاحظ أنه يعلن عن هذه الأطعمة والأشربة كثيرًا من خلال التلفزيون؛ فتنشأ بذلك حلقة شريرة بين الإفراط في المشاهدة والإفراط في تناول صنوف الطعام والشراب هذه. ويرتبط التعود على أنواع الطعام والشراب هذه مع الإفراط في مشاهدة التلفزيون بقلة الحركة بسبب الجلوس أو الاسترخاء أمام الجهاز السحري – المضر.

وسادسًا: يمكن أن يتحول الإفراط في مشاهدة التلفزيون في سني العمر الأولى إلى نوع من الإدمان الذي يصعب الإقلاع عنه في مراحل العمر التي يستطيع فيها الإقبال على أنشطة حيوية تساعد على نمو الطفل معرفيًّا ووجدانيًّا، مثل الدراسة والنشاطات الاجتماعية أن تتنافس مع التلفزيون.

وفي النهاية، لعلَّ تعرض الأطفال لاستشراء صنوف السلوك الاجتماعي السلبية، وعلى رأسها العنف، في برامج التلفزيون، خاصة تلك المستوردة، هو أخطر مضار المشاهدة الزائدة على الحد المفيد.

فالمعروف أن التعرض الزائد للعنف يضرُّ بالتطور العاطفي للأطفال، كما أشرنا في المقال الأول، ولا يقتصر هذا الأثر السيئ لمشاهدة العنف على البرامج، وإنما يمتد إلى المشاهد العنيفة الخاصة بالحوادث والحروب والكوارث الطبيعية التي تتخلل نشرات الأخبار.

ويشكل التعرض الزائد للعنف كذلك استجابة المخ للبيئة الطبيعية والإنسانية المحيطة به في اتجاهات التعود على السلوك العنيف، وتوقعه؛ مما يغذي التوتر النفسي والاضطراب الوجداني للأطفال. ولا يقف الأمر عند هذه الحدود - على ضررها - بل يتعداها إلى التعود على العنف، بل وتسهيل اقترافه.

ويزيد من قوة هذه الاتجاهات ميل الأطفال الصغار لتصديق ما يرونه على الشاشة الصغيرة دون التفرقة بين الحقيقة والخيال أو التمثيل، فمن يقتل في برنامج تلفزيوني مثلاً لا بد وأنه يموت فعلاً، والدم المراق في البرامج يملي كل معاني وآلام الجروح الحقيقية ونزفها. ولنتخيل معاناة فلذات الأكباد مما يقترف في حقهم من عنف على الشاشة الصغيرة وآثار تلك المعاناة على نموهم العقلي والعاطفي.

وقد أدى مجمل الأسباب المذكورة أعلاه إلى أن تصدر جمعية طب الأطفال الأمريكية - على سبيل المثال - أكثر من مرة في التسعينيات من القرن الماضي، آخرها في عام 1999م ـ بيانات صارمة تؤكد على عدم السماح للأطفال الأصغر من عامين بمشاهدة التلفزيون على الإطلاق، وعلى منع وجود أجهزة التلفزيون والأجهزة الإلكترونية المشابهة في غرف الأطفال، وألا تطول مشاهدة الأطفال الأكبر من عامين للتلفزيون عن ساعتين في اليوم، شريطة أن تكون البرامج المشاهدة من النوعية المناسبة لهم (تخدم تنمية عقولهم وتفتح مواهبهم).

وتمتد التوصيات الهادفة للحد من مضارّ مشاهدة الأطفال للتلفزيون إلى ضرورة تعليم الأهل، والفئات العاملة في رعاية الأطفال الصغار كافة، والأطفال ذاتهم، طبيعة البرامج التلفزيونية وكيفية فهمها والتعامل معها، مما يسمى "التعليم عن وسائل الإعلام" media education. بحيث يستقر في الأذهان - خاصة عند الأطفال - أن جميع محتويات البرامج الإعلامية "مصنوعة" وليست "حقيقية"، الأمر الذي يساعد على تقليل ضرر وسائل الإعلام على المشاهدين، خاصة الأطفال.

على وجه الخصوص تبرز ضرورة أن يضرب الأهل المثل لأطفالهم في التعامل الانتقائي الرشيد مع التلفزيون، ففي كثير من الحالات يتبنى الأطفال سلوك المشاهدة غير الانتقائية وإدمان التلفزيون من ذويهم. هذا ناهيك عن الحالات التي يدفع فيها الأهل أطفالهم دفعاً للبدء في مشاهدة التليفزيون مبكراً بل ويحملونهم على الإفراط فيها، تخلصاً من "متاعبهم". ولو يعلم مثل هؤلاء أنهم يحرمون أنفسهم من بعض أكثر جوانب الأمومة أو الأبوة متعة لهم وفائدة لصغارهم؛ لما تصرفوا هكذا، فالأخطر من حرمانهم لأنفسهم أنهم يحرمون أطفالهم من فرص النمو السوي للمخ وتفتح المواهب.

وتضم القواعد المقترحة في هذا الصدد ما يلي:

1 - تجنب التعامل مع التليفزيون كجليس أطفال، بل يجب أن يشارك الأهل أطفالهم في مشاهدة البرامج ومناقشتها معهم عند الحاجة؛ لتعضيد الجوانب المفيدة في البرامج ومعاونة الأطفال على تجاوز جوانبها الضارة دون أن تترك بصمات سلبية على المخ أو الوجدان، وتزداد أهمية هذه المشاركة في حالة الأطفال الأصغر من عشر سنوات الذين قد يصعب عليهم – في براءتهم – التفرقة بين الحقيقة والخيال في البرامج؛ ومن ثَمَّ يزيد احتمال تضررهم عقليًّا أو وجدانيًّا من المضامين غير المناسبة للأطفال. وتساعد المشاركة في المشاهدة على أن يبلور الأطفال توجهاً نقديًّا رشيداً تجاه التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى.

2 - تشجيع الأطفال على القيام بنشاطات متنوعة تنمي قدراتهم العقلية والوجدانية كبديل لمشاهدة التلفزيون، خاصة بمشاركة الأهل لهم فيها.

3 - اختيار الأهل للبرامج التي يشاهدها الأطفال، بالتوافق معهم، مع محاولة توجيههم للبرامج التعليمية وتجنب البرامج المحتوية على مضامين غير مناسبة وتلك التي يتضارب توقيتها مع نشاطات الحياة العادية (مثل الواجبات والدراسة)، وإذا تعذر هذا التوافق، فيجب أن يجد الأهل وسيلة تمنع الأطفال من تشغيل جهاز التلفزيون دون رضاهم.

4 - تحديد وقت مشاهدة التلفزيون بما لا يتعدى ساعتين في اليوم لجميع أفراد الأسرة، ومساعدة الأطفال، عن طريق ضرب المثال، على أن يطوروا معايير إيجابية لانتقاء البرامج التي يشاهدونها.

5 - تجنب جميع أفراد الأسرة تناول الطعام، أو الوجبات الخفيفة، أمام التلفزيون





بحث آخر

التلفزيون وآثاره السلبية على الأطفال
إعداد: فاطمة عباس


أصبح التلفزيون بالنسبة إلى أكثر الأطفال صديقاً حميماً وموجهاً يومياً اختاروه لأنفسهم وقد أجابت طفلة في السابعة من العمر على سؤال: ممن تتألف أسرتك؟.

فقالت: (تتألف أسرتنا من بابا وماما وجدتي وجهاز التلفزيون) ويعتبر التلفزيون للأطفال زميلاً يساعدهم وينصحهم وهو في الوقت ذاته لا يمكن أن يكون مملاً إطلاقاً وبالنسبة للأحداث هو مستشار ومصدر للمعرفة ودليل ومرشد في مجالات الحياة التي لم تعرف بعد. وبناءً على طلب مجلة (تلغراف) والمعهد الفرنسي لدراسة الرأي العام، فقد أجري بحث لموضوع العلاقة القائمة بين الأطفال والشبيبة وبين التلفزيون وأظهر البحث أن 70% من الأطفال وبغض النظر عن الجنس والسن، يشاهدون التلفزيون يومياً وهذه النسبة تبلغ 77% في المناطق الريفية خلال أيام الأسبوع كما أظهر البحث أن 74% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 – 12 عاماً يشاهدون التلفزيون من ثلاث إلى أربع ساعات وربما أكثر في اليوم الواحد.

التلفزيون مثل سكين حاد يمكن الاستفادة النافعة منه ويمكن أن يساء استخدامه فيكون مضراً، فإنه يوجب تنمية معرفة وإدراك العالم، وهو يساعد الأطفال أيضاً في التعليم والتسلية كما أنه مصدر للهو والمتعة، وهو يشجع ويقوي في الأطفال الرغبة في النشاط المبدع الفردي والجماعي كما أنه يقوم بدور المرشد الأخلاقي والأيديولوجي إذا أُدير التلفزيون من قبل جماعات مؤمنة وإصلاحية.

إلى ذلك، يلعب التلفزيون دوراً عظيم الأهمية في تنشئة الأطفال. إن الأهداف التي يصنعها التلفزيون تجعله شريكاً للأسرة والمدرسة والمجتمع ولكن مع ذلك هنالك جوانب سلبية عديدة للتلفزيون، أما الصحفيون والأطباء والمعلمون والمختصون في علم الاجتماع فهم غالباً ما يتخذون موقفاً سلبياً من التلفزيون ويدينونه. نعم، التلفزيون هو من جهة نعمة، لكنه من جهة أخرى يخفي في داخله خطر تشجيع العادات والسجايا السيئة في شخصية الطفل.

من سلبيات التلفاز:

للتلفزيون تأثيرات جانبية سلبية على حياة الطفل اليومية نشير إلى بعضها:

1- تأثير التلفزيون على المدرسة والقراءة: مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي.

لقد قارنت الدراسات العلمية التي أجراها بعض العلماء والأخصائيين بين تلاميذ الصف السادس الذين جاءوا من بيوت يبث فيها جهاز التلفزيون باستمرار وبين زملائهم الذين يتم تشغيل التلفزيون في منازلهم لوقت أقل، وحين قورنت درجات القراءة لدى هاتين المجموعتين ظهر اختلاف جدير بالاهتمام. فقد كانت درجات ثلثي تلاميذ البيوت المستمرة سنة واحدة على الأقل تحت مستوى الصف، بينما فاقت درجات ثلثي المجموعة غير المستمرة مستوى الصف، أو أعلى من ذلك.

وفي دراسة ثانية ثبت أن الأطفال الذين سمح لهم بمشاهدة التلفزيون يومياً لساعات كثيرة في السنوات السابقة لدخولهم المدارس حصلوا على درجات في القراءة والحساب واختبارات اللغة عند نهاية الصف الأول أقل من الأطفال الذين كانت مشاهدتهم التلفزيونية قليلة خلال سنوات ما قبل المدرسة.

عندما ننظر إلى طلاب المدرسة نرى أن بعض التلاميذ الذين لا يكملون أداء واجباتهم المنزلية ببساطة فإن ذلك هو نتيجة المشاهدة التلفزيونية في كثير من الحالات. إن المبالغة في مشاهدة البرامج التلفزيونية تؤدي إلى إلهاء الأطفال وصرفهم عن إنجاز وظائفهم المدرسية كما أن مشاهدة البرامج التلفزيونية دون أية عملية اختيار وانتقاء من شأنها أن تضعف قدرة الطفل على التمييز وأن تضعف تذوقه الجمالي وبالتالي فإن التلفزيون يصبح في الواقع قاتلاً للوقت.

وقد تم إثبات تأثير سلبي للتلفزيون على الأطفال الصغار ككل، فإن تحت تأثير المشاهدة المفرطة للبرامج التلفزيونية يصبح بعض الأطفال كسالى كما تمت الإشارة إلى الارتباط ما بين الوقت الذي يقضى أمام شاشة التلفزيون وبين عدم التقدم بشكل جيد في المدرسة، وبات واضحاً أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشة التلفزيون كلما زاد خطر تراجعه في التحصيل الدراسي.

2- الاضطراب النفسي والقلق الروحي: مما لاشك فيه أن شاشة التلفزيون قادرة على أن تثبت في الطفل أنظمة من المبادئ والنواميس والقيم، حتى برامج الترفيه والتسلية تستطيع بالتدريج ودون أن يشعر الطفل أن تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم. عن وقع هذا التأثير يصبح أقوى كلما أزداد وتكرر عرض النماذج التلفزيونية والمحرضات والمواقف والأوضاع ذاتها وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحساسية القوية لخيال الأطفال وتصوراتهم يصبح من السهل علينا أن نفهم كيف تتأثر خاصية التخيل والتصور هذه بالبرامج التلفزيونية التي تقدم بأشكال درامية وتوجه مباشرة إلى الطفل وهذا كله يوجب أن يعيش الطفل قلقاً روحياً واضطراباً نفسياً عندما يشاهد برامج مثيرة ومناظر عنيفة.

إن معظم البرامج التلفزيونية تثير رغبة ولهفة غير عادية للطفل وتجعل الطفل يستجيب لها ويتشابك معها؛ ولذلك إذا لم يكن الطفل مسلحاً عن طريق أبويه وبيئته بقيم ثابتة وراسخة يمكن أن تجابه ما يكرس التلفزيون من برامج غير صالحة بقدر كبير، عند ذلك يصبح سهلاً أن نفهم كيف يقع الطفل في مصيدة التلفزيون.

3- القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات: إن التلفزيون يستهلك الوقت المخصص لبعض النشاطات والفعاليات بمعنى أنه يضيع الوقت الذي يمكن أن يستخدم على نحو أكثر فعالية كما يمنع الأطفال من القيام بنشاطات أكثر فائدة ويرسخ ويثبت في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب فإن التلفزيون قد غيَّر محيط الأطفال، ليس فقط عن طريق إشغاله لمعظم وقتهم بل كذلك عن طريق حلوله محل العديد من النشاطات والفعاليات الأخرى، كاللعب " عدم القيام بشيء محدد " إن الأوقات التي يقضيها الأطفال في اللعب أو في " عدم القيام بشيء محدد " هي الأوقات التي تنمي كفاءاتهم وتراكم خبرات من التجربة الشخصية المباشرة، إنهم يستطيعون التفاعل مع محيطهم وهكذا وبطريقة تلقائية وطبيعية يتعلمون من تجاربهم في حياتهم اليومية ولكن التلفزيون يحرم الأطفال من كل ذلك ويمنعهم من الوقت الذي يحتاجونه لمراكمة الخبرات المتنوعة بشكل مباشر ورغم أن التلفزيون قام باحتكار وقت الأطفال وأبعدهم عن اللعب والتجارب الأخرى الهامة بالنسبة لنموهم ولتطورهم فإنه لم يفعل سوى القليل لتحريض ولتشجيع الاهتمامات والرغبات ولتحسين الأذواق ولتوسيع مدى تجربة وخبرة الطفل المشاهد. يؤكد فريق من علماء الاجتماع على أن مشاهدة التلفزيون تمنع الأطفال من اللعب، مع أن اللعب ضروري وشغل هام لمرحلة الطفولة.

ومن المؤكد أن أي نشاط يأخذ من ساعات يقظة الأطفال الثلث أو أكثر لابد أن يجور بشدة على وقت لعبهم. قيل إن المشاهدة التلفزيونية تستحوذ بوضوح على مكان الأنشطة الأخرى المشابهة وظيفياً مثل القراءة لكن تقليل المشاهدة التلفزيونية للعبٍ أكثر من القراءة قد تأكد عن طريق تجربة قام خلالها عدد من الباحثين بتقسيم الأطفال إلى فئات طبقاً لاستخدامهم النسبي للتلفزيون والكتب وقد اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لفتراتٍ قليلة لكنهم يقرأون كتباً كثيرةً حققوا مستوى من اللعب اليومي أعلى من الأطفال الذين شاهدوا التلفزيون بغزارة وقرأوا كتباً قليلة.. معنى ذلك أن القراءة لا تقلل وقت اللعب عند الأطفال بصورة مهمة بينما تفعل المشاهدة التلفزيونية ذلك.

4- تقليص العلاقة بين الطفل والأسرة: إن الطفل بحاجة إلى التفاعل المباشر مع والديه وأخواته بحيث يجلسون، ويتحدثون، ويلعبون معاً ولكن التلفزيون يجذب انتباه الجميع إلى نفسه فبدلاً من أن ينظر الأطفال بعضهم إلى بعض ينظرون إلى جهاز التلفزيون وعندما يبكي طفل أو يريد أن يتكلم بشيء يقوم الآخرون بإسكاته فوراً ربما بعنف وذلك لأنهم يريدون متابعة مشاهدة التلفزيون وهذا كله يؤثر سلباً على تلك العلاقة الودية التي يحتاجها الطفل في الأسرة.

5- العنف: إن التلفزيون يربي الأطفال على العنف، فقد كشفت دراسة حديثة عن أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ساعة في اليوم معرضون لأن يكونوا عنيفين في المستقبل. لذلك يقول البروفسور جونسون: إن نتائج دراسته تشير إلى أن على الآباء الذين يشعرون بمسؤولية تجاه أبنائهم أن لا يسمحوا لأطفالهم أن يشاهدوا التلفزيون لأكثر من ساعة.

هذا، وقد ظل موضوع العنف على شاشة التلفزيون وتأثيراته المحتملة على الأطفال موضع خلاف في الرأي لفترة طويلة وقد أُجريت دراسات في هذا الموضوع بناءً على طلب الكونغرس الأمريكي في الأعوام 1954 – 1977 وحينما نشر تقرير إدارة الصحة العامة عن (التلفزيون والسلوك الاجتماعي) خصصت أربعة من مجلداته الخمسة للدراسات التي تناولت تأثيرات مشاهدة برامج العنف التلفزيونية. ولهذا الاهتمام الشديد بتأثيرات العنف في التلفزيون على الأطفال ما يبرره؛ فعدد الأحداث الذين أُلقيَ القبض عليهم لارتكابهم جرائم عنف خطيرة ارتفع بنسبة 16% بين عامي 1952 – 1972، استنادا إلى أرقام مكتب المباحث الفيدرالي وطبقاً لما جاء في دراسة متميزة أُجريت في مركز دراسات علم الإجرام والقانون الجنائي بجامعة بنسلفانيا، تمت المقارنة بين مجموعتين كبيرتين من شباب المدن بلغت إحداهما سن الرشد في الستينات والأخرى في السبعينات وقد أظهرت مجموعة السبعينات أن معدل عمليات القتل والعنف الأخرى كان أكثر ثلاث مرات من نظيره من مجموعة الستينات ولما كانت الفترة ما بين عامي 1952-1972 هي الفترة الفعلية لتعاظم شأن التلفزيون في حياة الأطفال الأمريكيين، لأن الأطفال الذين بلغوا سن الرشد في عام 1960 يعدّون، جوهرياً، من جيل ما قبل التلفزيون ومع تشبع البرامج التي يشاهدها الأطفال بالجريمة والتخريب فقد بدا أن من الصواب البحث عن صلة بين المسألتين بيد أن هذه الصلة لا تزال تراوغ علماء الاجتماع والباحثين على الرغم من جهودهم الكبيرة لإثبات وجودها. فالعنف البغيض حقاً الذي يظهر على شاشات التلفزيون في البيوت لابد أن تكون له تأثيرات عميقة في سلوك الأطفال، إلا أن من الواضح أنه لن يجعلهم يتصرفون بصورة خطيرة ضد مصلحة المجتمع.


بحث آخر

تأثير التلفزيون على الأطفال
هل مشاهدة التلفزيون ضرر يؤذي الطفل ؟ أم أنه قد يوسع مداركه ؟

جرت مؤخراً دراسة علمية حول هذا الموضوع ، للتعرُّف على الفوائد والأضرار في ظاهرة إدمان الأطفال على مشاهدة برامج هذا الجهاز السحري .

فهل هذا الانغماس الكلي للأطفال يعوقُ نموَّهم ، بسبب حرمانهم من الحركة النشطة اللازمة لهم ، في هذه المرحلة من النمو ؟ ، وهل يؤثر على جهازهم العصبي ؟ أم لا ؟

وتزداد المشكلة في أن كثير من الأمهات يعتمِدْنَ على التلفزيون - كبديل للمربِّيات - لإلهاء الأطفال عن متاعب تكون أكثر ضرراً أثناء انشغال الأمهات في أعمالهن المنزلية .

تقول باحثة إنجليزية :

إننا نشاهد كل برامج الأطفال الصباحية ، ووقت الظهيرة ، وفي المساء ، ولكننا لا نقدر أن نتصور ماذا ستفعل الأم لو لم يكن عندها مثل هذا الجهاز ؟

وحتى الأطفال الرُضَّع يستمتعون بكل الحركات ، والألوان ، والأصوات الناجمة عن هذا الجهاز ، كما أنهم يتفاعلون معها لأن لهم القدرة على ملاحظة كل ما يقدم إليهم من أحداث وألوان .

لكل مرحلة برنامج :
ولكن هل يدرك الأطفال الصغار ما يدور في جهاز التلفزيون من أحداث ؟

يقول أحد الباحثين :

حتى الأطفال الصغار يُدرِكون أدَقَّ الأحداث ، ولكن قد تتفاوَتْ من مرحلة إلى أخرى .

فالأطفال من سِنِّ ستة أشهر ، وحتى سنة يُحِبّون مشاهدة الأحداث المتكررة في برامج التلفزيون .

وعلى هذا فتُعتبر إعلانات التلفزيون المختلفة مع تكرارها البرنامج المفضل لدى هذه المرحلة من العمر .

أما الأطفال في سِنِّ عامين ، فيبدءون بإدراك الخط العام للقصص الصغيرة .

والأطفال بين العامين والثلاثة أعوام ، تكون لديهم البديهة الجَيِّدة لتفهم الوضع الإجمالي حولهم .

والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ، أي في سِنِّ الرابعة من العمر ، تكون لديهم القدرة على جمع كثير من الأحداث في آنٍ واحد ، دون ترتيب لما يسمعونه أو يشاهدونه .

لذلك يمكنك مساعدة طفلك في ربط أحداثِ التلفزيون ، ما بين الماضي والحاضر ، والتحرك معه من حدث إلى آخر ، ومن مشهدٍ إلى مشهد .

فك الألغاز :
يجب متابعة الطفل في تفهُّم الأحداث ، ومساعدته في التفاعل معها ، وبالصورة الصحيحة .

إن التحول من شكلٍ ومشهدٍ إلى آخر يجب الوقوف أمامه ، وترجمته للطفل أولاً بأول ، حتى تصل المعلومة إلى ذهنه ، وإلى خياله ، بالصورة الصحيحة دون خلط .

فمثلاً ، قصص الأطفال ، نرى أنها مُكتَظَّة بالأحداث ، كما أنها تنتقل من حدث إلى حدثٍ بسرعة خاطفة .

وهذا التفسير ، أو ما نطلق عليه كلمة ( الترجمة ) هو شيء مُهِم ، لأن الأطفال يحتاجون إلى تعلم الفن التكتيكي لمشاهدة أحداث التلفزيون ، كي يستوعبون مثل هذا التغير .

أما مُدَّة مشاهدة الطفل لجهاز التلفزيون فإنها تختلف من مرحلة إلى أخرى .

فالطفل في سِنِّ الرابعة من العمر ، قد يشاهد التلفزيون أربع ساعات يومياً ، أما الأطفال الصغار فقد يشاهدونه اكثر من ذلك .

تأثير التلفزيون :
في مؤتمر دولي للطفل ، أقيم في إحدى جامعات ( لندن ) ، تَحدَّث أحد الباحثين الذين حضروا ، بأن لديه طفل يبلغ من العمر سنة واحدة حيث قال :

إن جهاز التلفزيون مُشكلة كبرى ، بمعنى أن له من السَّلبية والخطورة ما يؤذي الطفل .

والبعض الأخر من الباحثين يركّزون على الأطفال أنفسهم ، وعلاقاتهم بالتلفزيون ، وعندما نبدأ في وصفِ ، أو تسجيلِ ما يدور في عقل الطفل حول هذا الجهاز ، فسوف نجد أن عقله مملوء بأشياء قد لا نتخيلها .

فالأطفال الرُّضَّع يتحوَّلون إلى جهاز التلفزيون باعتبار أن فيه قوة خَلاقة ، خَفيَّة ، مجهولة ، تكمن في حركة الأشخاص داخله .

فالطفل من ابن يومين ، وحتى سن الست سنوات ، يبدأ في رؤية مثل هذا العمل الإعجازي ، ويبدأ في التفكير مليّاً ويتساءل : ما الذي على الشاشة ؟ ومن أين جاء ؟

ويقول أحد الخبراء في ( لندن ) : إن الأطفال في سن 12 شهرا يقلِّدون ما يشاهدونه أو يسمعونه على شاشة التلفزيون .

ولكن أيُّهما أكثر ضرراً : أشعة التلفزيون ، أم ضوء الفلورسنت ؟

سُئل أحد أطباء العيون عن تأثير مشاهدة التلفزيون على إبصار الطفل ، فقال :

إنه من الطبيعي على الأم أن تقول انه من الخطورة الكبرى مشاهدة الطفل للتلفزيون مدة طويلة ، وخصوصاً إذا شاهده عن قرب ، وذلك خوفاً على مدى إبصاره .

ولكن الجواب الأصوب هو :

إن الأطفال الرُّضَّع والصغار منهم سوف لا يتضرَّرُون من هذا وذاك ، بسبب تركيزهم المحدود .

فكلما اقترب الشخص من الشاشة ، كلما تكيَّفَت العضلات المحيطة بالعين لمراقبة التلفزيون ، وكلما بعد الشخص عن الشاشة كلما قلت درجة تَكيُّف العين .

والأطفال لهم درجة كبيرة من التكيُّف لأشعة التلفزيون ، وليست هناك أي مشكلة .

ومن ناحية أخرى نجد أن الأمَّهات يَكُنَّ قَلِقَات تجاه انبعاث أشعة ضارَّة من الجهاز .

فيقول أحد الخبراء المتخصصين في طِبِّ العيون : إنه بعد كل القياسات التي تم إجراؤها ، تبيَّن أن الأشعة الخارجة من التلفزيون تعتبر ضئيلة جداً ، إذا ما قيست بالأشعة الخارجة من ضوء الفلورسنت ، أو الشمس .

ويرى المتخصصون أن هناك واجباً على أولياء الأمور تجاه أطفالهم ، خاصة الأمهات ، إذ عَليهِنَّ اتِّباع بعض الإرشادات التي يمكن تلخيصها بما يأتي :

الأول :
اختاري البرنامج التلفزيوني طِبقاً لعمر طفلك ، فالأطفال يحبون الألوان الفاتحة ، والحركة ، والصوت ، كما أن الأطفال الصغار يميلون إلى القصص البسيطة ، والأشياء التي تتناسب مع ظروف حياتهم المعيشية .

الثاني :
اختاري برامج تلفزيونية متنوِّعة ، مثل برامج الرسوم المتحركة ، أو برامج مُسلِّية أخرى ، فكل هذه البرامج وُضِعت خِصِّيصاً للأطفال في سِنِّ الرابعة .

الثالث :
عندما تشاهدين مع طفلك برنامجاً تلفزيونياً ، حاولي أن تساعديه في أن يتفاعل حِسِّياً مع ما يشاهده على الشاشة ، وحاولي أن توضِّحي له علاقة ما يقدِّمه التلفزيون بحياتنا اليومية .

الرابع :
لا تشعري بالذنب تجاه استخدامك لجهاز التلفزيون ، واعتباره الجهاز الذي يلهي طفلك بعيداً عنك ، عندما تؤدِّين أي عمل خاص بك ، من حين لآخر ، ولكن ضعي طفلك أمام التلفزيون عندما تقرئين مثلاً .

الخامس :
لا تشاهدي كل البرامج التلفزيونية الخاصَّة بك ، بدون برنامج مُسَلٍّ يناسب طفلك ويناسبك .

السادس :
إذا لم تكوني بجوار طفلك أثناء مشاهدته التلفزيون ، فحاولي أن تقدمي له البرنامج الذي يساعده ، وينمِّي ذاكرته ، وقدرته العقلية .

السابع :
حاولي أن تساعدي طفلك كي يكون ناقداً لما يراه ، واختاري له البرامج التي تناسبه .

التلفزيون والعنف :
هل يزيد التلفزيون من عنف طفلك ، عندما يشاهد فِيلماً فيه القتل ، وسفك الدماء ؟!

ألا يعتبر هذا الفيلم حقيقة تؤثِّر في حياته بصورة عكسية ؟ وتقلب هدوءه إلى ثورة ؟ وتزيد من عُنفه ؟ حيث يُقلِّد ما يسمعه أو يشاهده ؟

يقول أحد الباحثين :

إن الأطفال عندما يشاهدون فيلماً فيه الإجرام ، وسفك الدماء ، لا ينقلونه إلى وُجدانهم بصورة أوتوماتيكية ، على أنهم سَفَّاحون ، أو سفَّاكون للدماء .

ويجب أن نسأل أطفالنا : هل يفصلون بين الواقعية والمزاح ؟ .

ويقول هذا الباحث :

إن ابني - وهو ابن اثني عشر شهراً - يعرف جيداً بين المباراة الكرويَّة ، والحقيقة ، فالعنف تجاه الكُرَة في الملعب ، يختلف عن العنف تجاه الإنسان نفسه



بحث آخر


دراسة حديثة
الفضائيات أفسدت أطفال العرب

تحقيق: محمد عبد الحميد

أسهمت برامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية في إفساد ذوقهم العام من خلال ما تقدمه تلك الفضائيات من إعلانات غير ملائمة وأفلام كارتون تحضّ على الجريمة كالسرقة والكذب والاستهتار بالقيم. هذه هي حقيقة أكدتها دراسة حديثة قام بها خبراء بالمجلس العربي للطفولة والتنمية على شريحة من الأطفال في المنطقة العربية.

نوّهت تلك الدراسة إلى أهمية الدور الذي يلعبه التلفزيون في تثقيف وتوسيع مدارك الطفل من خلال نقل المعارف والخبرات عبر البرامج الهادفة المختلفة، لكن هناك العديد من السلبيات التي تؤثر على الناحية التربوية للطفل، منها زيادة نوعية البرامج التي تحتوي على مشاهد العنف.

كما أشارت إلى أن القنوات الفضائية بسيطرتها وهيمنتها على قطاع كبير من المشاهدين أصبحت بمرور الوقت أشبه بالأسرى، مما أضعف التواصل والعلاقات الأسرية خاصة بين الأطفال وآبائهم.

واعتبرت الدراسة أن التنشئة التلفزيونية أثرت على الأطفال وحوّلتهم من نشطاء مندفعين راغبين في فهم الأشياء والشروع في العمل، إلى أطفال أكثر حذراً وسلبية لا يريدون التقدم واكتشاف ما حولهم.

واستشهد الخبراء في بحثهم بالعديد من الدراسات التربوية التي أجريت في العقد الأخير والتي كشفت عن وجود علاقة بين مشاهدة التلفزيون والتحصيل الدراسي، وأنه كلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض تحصيلهم الدراسي.

كما أشارت الدراسة إلى أن هناك دلائل تشير إلى أن مشاهدة التلفزيون لا تؤدي إلى تقليل وقت اللعب عند الأطفال فحسب، بل إنها أثرت في طبيعة لعب الأطفال، خاصة اللعب في المنـزل أو المدرسة.

وأكدت أنه على الرغم من دور التلفزيون في النمو الاجتماعي والثقافي للطفل فإنه قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، ويجعل الطفل شخصية ضعيفة منفصلة عن مجتمعها إذا ما ركّز على عرض قيم وثقافات أخرى، كأفلام الكارتون المدبلجة، تؤثر على ذاتية الطفل الاجتماعية والثقافية.

وأوضحت الدراسة أن القنوات الفضائية أصبحت تشكل مدرسة موازية في نقل المعارف والعلوم، وأن عامل التكرار فيما تقدمه من برامج ليست هادفة تؤدي إلى تهميش ثقافة الطفل.

وأوصت الدراسة بأهمية بحث القائمين عن الإعلام العربي خاصة قنوات التلفزيون سواء الأرضية أم الفضائية عن برامج جذابة ومشوقة وهادفة قادرة على تحفيز الأطفال على المشاركة في أنشطة المجتمع وإتاحة الحرية لهم للتعبير عن أفكارهم وتنمية قدراتهم على النقد وتشجيعهم على المناقشة والتواصل مع آبائهم.

والتأكيد على أهمية أن تكمل تلك القنوات التلفزيونية الدور التربوي للآباء تجاه الأبناء من خلال حثّهم على احترام الحق في الاختلاف والتعدّد والتنوع والتسامح مع الآخرين، واحترام قيم المشاركة والحرية، وتحفيزهم على الاستفادة من تكنولوجيا العصر المتقدمة من حولهم.

من جانب آخر يؤكِّد خبير علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مشاهدة التلفزيون تلعب دوراً مؤثراً في حياة الطفل، خاصة في فترة ما قبل المدرسة، وهو أشبه بسلاح ذو حدين، فالعديد من البرامج ليست ذات هدف، وأشار إلى خطورة أن يتجاهل الآباء دور التلفزيون في حياة أطفالهم، وأشار إلى ضرورة تدخل الآباء والقائمين على برامج القنوات الفضائية لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

.................................................. .....................
قواعد لضبط مشاهدة التليفزيون
--------------------------------------------------------------------------------

يذكر أن متوسط معدل مشاهدة الطفل الأمريكي للتلفزيون يتراوح ما بين 3 - 5 ساعات يوميًّا، ومع الوصول إلى المراحل النهائية بالمدرسة، فإن معظم الأطفال يقضون وقتًا أطول أمام التلفزيون يزيد عمَّا يقضونه في فصولهم الدراسية، وفي الحقيقة أن مشاهدة التلفزيون تُعَدُّ أكثر النشاطات التي تستهلك وقت الطفل -باستثناء النوم!!

وبالرغم من أن للتلفزيون أثره القوي في المجتمع، فإن من المهم إدراك إمكانية التغلب على الآثار السلبية المحتملة لمشاهدة التلفزيون.

وقد بسطت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عدة إرشادات لتساعد على تعليم الطفل العادات السليمة لمشاهدة التلفزيون:

1. ضع حدودًا للمشاهدة:

عليك أن تعرف كم من الوقت يقضيه طفلك لمشاهدة التلفزيون، وألا تتردد في تخفيض هذا الوقت، فكثيرون من الأطفال لن يقلعوا عن مشاهدة التلفزيون، ولكن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تنصح الآباء بأن يحدوا من فترات مشاهدة الأبناء حتى تصل إلى: من ساعة إلى اثنتين يوميًّا.

2. الحد من أثر التلفزيون في البيت:

عليك ألا تقوم بتشغيل التلفزيون أثناء تناول أفراد الأسرة لوجبات الطعام، اجعل للحوار بين أفراد الأسرة أولوية داخل بيتك، وعليك ألا تكدس أثاث حجرة المعيشة حول جهاز التلفزيون مع تجنب وضع أجهزة التلفزيون في غرف النوم الخاصة، حيث يعمل ذلك على خلق عزلة عن أفراد الأسرة، ويقلل من التفاعل بين أفراد العائلة.

3. استبدال دور التلفزيون بوسائل تقنية أخرى:

استخدم جهاز الفيديو في تسجيل البرامج أو مشاهدة الأفلام المؤجرة، ابحث في المكتبات المجاورة لك عن كتب إرشادية حول أفلام ومسلسلات الأطفال، فهناك الكثير من المكتبات المحلية ونوادي الفيديو يتوافر بها مواد تعليمية، وإذا لم ترغب في مشاهدة طفلك لقناة تلفزيونية معينة، فاسأل المختص بتشغيل تلك المحطات حول كيفية (تشفير) تلك المحطات.

4. خطط لعملية المشاهدة:

تعامل مع التلفزيون كما لو كنت من صناع السينما، واستخدم دليل التلفزيون أو الجريدة لتقرير أي البرامج ستشاهدونها، ويمكنك استخدام نظام الاشتراك في القنوات والعروض لتحديد المواد المناسبة للأسرة، فتقوم بتشغيل الجهاز لمشاهدة تلك البرامج فقط وأغلقه لمناقشة البرامج التي تمت مشاهدتها بعد انتهائها، ويمكن تسجيل الفقرات التي تبدو مهمة وإزالة الفقرات الإعلانية منها.

5. لا تجعل مشاهدة التلفزيون وسيلتك للثواب أو العقاب:

فمثل هذه الممارسة ستجعل التلفزيون يبدو في نظر أطفالك أكثر أهمية من حقيقته.

6. شاهد التلفزيون معهم:

ساعد أطفالك على فهم ما يشاهدونه بمشاهدتك معهم، واستخدم التلفزيون كوسيلة للتعبير عن مشاعرك حول الموضوعات الصعبة مثل (الحياة العائلية، والسلوك، والعمل، والحب، والجنس)، ولإيضاح المواقف المعقدة، علِّم أولادك كيف يمكنهم أن يسألوا ويتعلموا مما يشاهدونه.

7. قدم البدائل:

الآباء هم المسئولون عن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام التلفزيون، وعليهم تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة داخل البيت وخارجه: بإقامة رحلات، واستخدام الألعاب، وممارسة الرياضة، والهوايات، والقراءة والأعمال الروتينية، ويمكن تحديد أمسيات لممارسة أنشطة خاصة بالأسرة.

8. قاوم ضغوط الحملات الإعلانية:

لا تتوقع أن يتجاهل طفلك إعلانات الوجبات الخفيفة، والحلوى، والألعاب فساعد طفلك على أن يتبنى عادات غذائية صحية، وأن يصبح مستهلكًا ذكيًّا وذلك بأن يدرك مساوئ تلك المنتجات.

9. ابدأ بنفسك (مارس ما تنصحه به):

لا تتوقع أن يتمتع ابنك بانضباط ذاتي حينما يتعلق الأمر بمشاهدة التلفزيون ما لم تتمتع أنت أيضًا بذات الخاصية، فكن قدوة حسنة له بقضائك لوقت فراغك في القراءة، وممارسة الرياضة، والحديث مع الآخرين، والطهي أو في أي أنشطة أخرى بدلاً من مشاهدة التلفزيون.

يمكن للآباء أن يتحكموا في مشاهدة أبنائهم للتلفزيون باستخدام المنتقي للقنوات، وزر الفتح والإغلاق وبتعليم أبنائهم كيف يستخدمون التلفزيون بشكل إيجابي، كما يمكنهم تجاوز الآثار السلبية المحتملة لمشاهدة التلفزيون ومساعدة أبنائهم على الاستفادة المثلى من هذه المشاهدة

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس