[د.فالح العمره]

هل انفرط العقد؟ .. إرحل ا

الكاتب د/ فالح العمرة

جريدة المستقبل الكويتية
...
07/02/2011 :


ارحل .. ارحل .. ارحل .. سمعناها كثيرا هذه الايام وفي الأشهر القليلة الماضية ، فهل الشعوب تقول هذه الكلمة من فراغ ؟ لا أظن .. لقد انفرطت الامور في تونس وتدهورت في أسابيع وذلك بسبب إرادة الشعب في تغيير الوضع السيئ ، وذلك بسبب حاكم مجرم فاسد جثم على قلب الشعب سنين طويلة، ثم خلعه الشعب وتحمّل كل ألوان القمع .. والثمن ان يستنشق الحرية والكرامة، ثم تتسارع الأوضاع وتنتقل العدوى الى مصر ، ثم يراهن البعض بأن جمهورية مصر غير ، وان الاوضاع في مصر تختلف، ولكن سرعان ما خابت تكهناتهم وظنونهم لأن الواقع يكذّب ذلك، لأن الشعب المصري يبحث عن الحرية والكرامة التي سلبت منه قسرا، فكان وقود التغيير وشعلته هم الشباب في تونس ومصر، هتافات وشجاعة وتحمل المصير، شباب ارخصوا ارواحهم من أجل حريتهم وكرامتهم، تزداد الأعداد يوما بعد يوم ، ويزيد إصرارهم وصلابتهم في تمسكهم لمطالبهم المشروعة.. وماذا بعد؟
بعدها ارتجفت بعض أنظمة الدول العربية ووعدت بإصلاحات سريعة مهمة، والبعض الآخر حل الحكومة وأمر بتشكيل حكومة وطنية من كل أطياف التيارات السياسية ، والسؤال هل كانت الحكومة السابقة لهذه الدول غير وطنية؟
هنا دليل على أن أنظمة بعض الدول العربية فاسدة وقمعية ومتخوفة على مصالحها ومكاسبها، التغيير تم في تونس وهو الآن في طريقه الى مصر، ومن عليه الدور بعد ذلك؟ لدينا دول ترتجف خوفا من الاوضاع التي تدهورت في الجوار، وينتظرون دورهم ولكن لا يعلمون متى، إنها مسألة وقت وما عليهم الا ان ينتظروا غضبة الشعب الحر، لأن العقد انفرط والنار ستأكل كل ظالم حرق بظلمه كل مظلوم .. فالشعوب قالت كلمتها ارحل .. فرحل زين العابدين وقالت مصر لحسني مبارك ارحل وسيرحل .. ولكن عندنا في الكويت بعدما استشرى الفساد في الكثير من مؤسسات الدولة واهينت الكرامة وتم التضييق على الحريات طالب البرلمان بأن ترحل الحكومة مرة ومرات ولكن يرجع صدى الصوت على الشعب بأن يرحلوا، فمن الذي سيرحل في القريب العاجل الحكومة برئيسها أم ممثلو الشعب ؟
إن غدا لناظره قريب!