[الشهــاب]

الاحنف بن قيس التميمي
هو الأمير الكبير والعالم النبيل أبو بحر التميمي
الضاحك وقيل صخر بن قيس (ويلقب بالأحنف) بن معاوية بن حُصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيدمناة بن تميم
من بني سعد من بني تميم
وام الأحنف امراءة من باهله يقال لها حبه بنت ثعلبه بن قرط بن قرواش الباهلي وأخوها الأخطل بن قرط من الشجعان وقد أفتخر به الاحنف في يوم الجفرة وقال : من له خال مثل خالي؟
قال الذهبي :
الأحنف بن قيس ، الأمير الكبير و العالم النبيل أبو بحر التميمي احدُ من يضرب بحلمه وسؤدده المثل.
وشُهر الاحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل
كان سيد تميم أسلم في حياة النبي ص ووفد على عمر .
حدث عن عمر وعلى وابي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان ان عفان وعدة اخرين رضي الله عنهم.
وهو قليل الرواية
قال العجلي:
الاحنف بصري ثقه كان سيد قومه.
وكان الاحنف يكنى ابا بحر واتى رسول الله ص قومه يدعوهم إلى الاسلام فلم يجيبوا فقال:
إنه يدعوكم إلى الاإسلام وإلى مكارم الاأخلاق وينهاكم عن ملائمها فأسلموا وأسلم الأحنف ولم يفد على الرسول ص فلما كان زمن عمر وفد إليه وشهد مع علي رضي الله عنهم وقعه صفين ولم يشهد الجمل.
وكان الاحنف التميمي ممن شهد فتح التيمرة وقاسان .
وقيل ان الاحنف قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح تستر وهي أعظم مدينة بخوزستان فقال : يا أمير المؤمنين إن الله قد فتح عليك تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الاحنف بن قيس الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله ص في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا .
قال الاحنف فحبسني عمر عنده بالمدنيه سنه يأتيني في كل يوم وليله فلا يأتيه عني إلا ما يحب فلما كان رأس السنه دعاني فقال:
يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي ؟ قال قلت لا يا امير المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه إن رسول الله حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا احنف وقال له يا احنف بلوتك وخبرتك فرأيت علانيتك حسنه ، ةانا ارجوا ان تكون سريرتك مثل علانيتك وإن كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم .
قال ابن اثير:
وكان الاحنف احد الحكماء الدهاة العقلاء ، وقدم على عمر في وفد البصرة فرأى منه عقلاً وديناً وحسن سمت فتركه عنده سنهثم أحضره وقال :
يا احنف اتدري لم احتبستك عندي؟ قال لا يا امير المؤمنين قال: ان رسول الله حذرنا من كل منافق عليم، فخشيت ان تكون منهم ثم كتب معه كتاباً إلى الامير على البصره يقول له :
الاحنف سيد أنهل البصرة فما زال يعلو من يومئذ.
ولقد كان إعجاب عمر بالاحنف التميمي ليس ببلاغته وحكمته فقط وحدهما بل لشهوره بمسؤوليه الاحنف وإنسانيته ، تكلم فأوجز وشرح فأبلغ وصورمأساه شعب فأحسن التصوير ، فاستجاب عمر وكتب إلى ابي موسى الاشعر ان يحتفر لهم نهراً ولم تكن للاحنف من مطالب يؤثربها نفسه على الاخرين.
وماكان تأخير عمر له واستضافته لجانبه في المدينه إلا من باب التقدير له وربما استشاراته إذا لزم الامر .وعمر رضي الله عنه هو الرجل الذكي الفطين يعرف معادن الرجال قلما يخدع.
وقد اعتزل الاحنف معركه الجمل وقال : يا آل أد اعتزلوا هذا الامر وولو هذين الفريقين كيسه وعجزة
فقام المنجاب وقال يال الرباب لا تعتزلوا واشهدوا هذا الامر وتولوا كيسه .
وحصل الشقاق ما بين هذين الفريقين وقد وفد علي علي رضي الله عنه بعد مقتل الزبير رضي الله عنه وكتب إلى بني سعد.
قال الاحنف بن قيس التميمي لمعاويه بن ابي سفيان :
يا امير المؤمنين لا ترد الامور على أعقابها أما والله إن القلوب التي بها لبين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، ولئن مددت فتراً من غدر لنمدن باعا من ختر ولئن شئت لتستصفين كدر قلوبنا بصفو حلمك.
قال فإني أفعل.
وكانت اخت معاويه من وراء حجاب تسمع كلامه فقالت : يا اميرالمؤمنين من هذا الذي يتهدد ويتوعد؟
قال: هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من بني تميم لا يدرون فيم غضب.
وفاته
بقي الاحنف بن قيس التميمي إلى زمن مصعب بن الزبير فخرج معه الى الكوفه فمات بها وقد كبر جداً
قال الاصمعي:
دفن الاحنف بن قيس التميمي بالكوفه بالقرب من قبر زياد بن ابي سفيان وقبر زياد عند الثوية.
وقد مشى مصعب بن الزبير في جنازته بغير رداء وقال :
اليوم مات سيد العرب قال المقريزي ولد الاحنف عام 3 قبل الهجره وتوفي بالكوفه عام 72هـ
ورحم الله سيد العرب ابا بحر الاحنف بن قيس التميمي رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .
__________________