عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-12-2018, 01:44 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
رد: أ.د/ السالم بن محمد محمود المولود : مكافأة البر

كالمعتاد ..لابد أن تُسقط الذاكرة بعض الخواطر التي سنحت عند الاستماع إلى النص المعجز .. قبل البدء في الكتابة .
أعني بعض الخواطر التي طافت بي وأنا أستمع إلى تلاوة الشيخ "أبي الوفا الصعيدي"لسورة مريم.
((فأجاءها المخاض))
يقول أهل اللغة أي جاء بها .. ويستشهدون بقول زهير :
وجارٍ سار معتمدا عليكم أجاءته المخافة والرجاء
لكن في القرآن – ولا مقارنة – تشعر بأن الأمر أكبر من جاء بها المخاض .. بل تشعر بذلك الألم الممض الذي تشعر به سيدتنا مريم .. عليها وعلى نبينا السلام.
أما آية (( يا مريم لقد جئت شيئا فريا))
فإن هذا النداء ينتقل بنا مباشرة إلى نداء آخر .. في ظرف آخر .. ((يا مريم أنَّى لك هذا قالت هو من عند الله))
أنى لك فاكهة الصيف في الشتاء .. وفاكهة الشتاء في الصيف!!
هل السؤال موجه لمريم أم للفاكهة التي جاءت في غير أوانها!!
لم يأذن الله – سبحانه وتعالى – لـ"الرزق"أن ينطق .. فنطقت "مريم"نيابة عنه .. ليُطرح علها السؤال نفسه .. في ظرف مختلف .. "رزقت" – صبيا – بغير"شرطه".. ولكن هذه المرة صمتت .. "صَامَتْ" مريم عن الكلام .. ونطق نيابة عنها"الصبي"
كأن سيدتنا العذراء .. موعودة بهذا النداء .. في آل عمران أيضا :
((إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه ..))
سؤال .. هل هذا تبشير سابقٌ .. تمهيدٌ .. قبل زيارة جبريل؟
هل كان في صباها؟
تفنن الشيخ "الصعيدي"في القراءة .. فقرأ(( من المحراب)) بترقيق الراء وتفخيمه .. وقرأ((فأوحى)) بالإمالة أيضا .. وقرأ (( قولَ الحق)) و(( قولُ الحق)) .. وقرأ (( تُسَاقِطْ عليك رطبا جنيا)) .. لكن(( تَسَّاقط عليك)) .. لها"مذاق" آخر.. كأن النخلة .. أسقطت روحها .. لا رطبها فقط! فيا لله .. لهذا القرآن المعجز ..
هل بقي شيء؟
نعم؟
(( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا))
وسيدنا المسيح – عليه و على نبينا السلام – لا يزال حيا .. دون شك.
للأمانة حين عانق النص أذني .. خطرت لي أموال "الكنيسة" – وإن انحرفت – والخير الذي تقوم به ..
وبالنسبة لـ"الصلاة"عدت إلى حديث الإسراء والمعراج .. فلم أجد شيئا .. فسبحان الله وبحمده.

أبو أشرف الشنقطي

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 

التعديل الأخير تم بواسطة : محمود المختار الشنقيطي بتاريخ 06-12-2018 الساعة 02:10 PM.
رد مع اقتباس