عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 11-08-2010, 04:32 PM
البحار الكبير البحار الكبير غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 407
معدل تقييم المستوى: 15
البحار الكبير is on a distinguished road
رد: شيء من الأدوية والأغذية المفردة التي جاءت على لسانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحر

حرف الكاف


كتاب للحمى
قال المروزي بلغ أبا عبد الله أني حممت، فكتب لي من الحمى رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم، وأرادوا به كيدًا، فجعلنهاهم الأخسرين، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين‏.‏
قال المروزي وقرأ على أبي عبد الله ـ وأنا أسمع ـ أبو المنذر عمرو بن مجمع، حدثنا يونس بن حبان، قال سألت أبا جعفر محمد بن علي أن أعلق التعويذ، فقال إن كان من كتاب الله أو كلام عن نبي الله فعلقه واستشف به ما استطعت‏.‏ قلت أكتب هذه من حمى الربع باسم الله، وبالله، ومحمد رسول الله إلى آخره‏؟‏ قال أي نعم‏.‏
وذكر أحمد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ وغيرها، أنهم سهلوا في ذلك‏.‏
قال حرب ولم يشدد فيه أحمد بن حنبل، قال أحمد وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جدًا‏.‏ وقال أحمد وقد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البلاء‏؟‏ قال أرجو أن لا يكون به بأس‏.‏
قال الخلال وحدثنا عبد الله بن أحمد، قال رأيت أبي يكتب التعويذ للذي يفزع، وللحمى بعد وقوع البلاء‏.‏
كتاب لعسر الولادة
قال الخلال حدثني عبد الله بن أحمد قال رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض، أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين ‏{‏كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ‏}‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏35‏]‏، ‏{‏كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏46‏]‏‏.‏
قال الخلال أنبانا أبو بكر المروزي، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال يا أبا عبد الله ‏!‏ تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين‏؟‏ فقال قل له يجيء بجام واسع، وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد ويذكر عن عكرمة، عن ابن عباس قال مر عيسى ـ صلى الله على نبينا وعليه وسلم ـ على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها، فقالت‏:‏ يا كلمة الله ‏!‏ ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه، فقال يا خالق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس، خلصها‏.‏ قال فرمت بولدها، فإذا هي قائمة تشمه‏.‏ قال فإذا عسر على المرأة ولدها، فاكتبه لها‏.‏ وكل ما تقدم من الرقي، فإن كتابته نافعة‏.‏
ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك الشفاء الذي جعل الله فيه‏.‏
كتاب آخر لذلك يكتب في إناء نظيف‏:‏ ‏{‏إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت‏}‏ ‏[‏الانشقاق‏:‏1‏:‏ 4‏]‏، وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها‏.‏
كتاب للرعاف
كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكتب على جبهته ‏{‏وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 44‏]‏‏.‏ وسمعته يقول كتبتها لغير واحد فبرأ، فقال ولا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس، فقال يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى‏.‏ كتاب آخر له خرج موسى عليه السلام برداء، فوجد شعيبًا، فشده بردائه ‏{‏يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏39‏]‏‏.‏
كتاب آخر للحزاز
يكتب عليه ‏{‏فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 266‏]‏ بحول الله وقوته‏.‏
كتاب آخر له عند اصفرار الشمس يكتب عليه ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏28‏]‏‏.‏
كتاب آخر للحمى المثلثة يكتب على ثلاث ورقات لطاف بسم الله فرت، بسم الله مرت، بسم الله قلت، ويأخذ كل يوم ورقة، ويجعلها في فمه، ويبتلعها بماء‏.‏
كتاب آخر لعرق النسا
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم رب كل شيء، ومليك كل شيء، وخالق كل شيء، أنت خلقتني، وأنت خلقت النسا، فلا تسلطه علي بأذى، ولا تسلطني عليه بقطع، واشفني شفاء لا يغادر سقمًا، لا شافي إلا أنت‏.‏
كباث
في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نجني الكباث، فقال‏:‏ ‏(‏عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه‏)‏‏.‏
الكباث، بفتح الكاف، والباء الموحدة المخففة، والثاء المثلثة ـ ثمر الأراك، وهو بأرض الحجاز، وطبعه حار يابس، ومنافعه كمنافع الأراك يقوي المعدة، ويجيد الهضم، ويجلو البلغم، وينفع من أوجاع الظهر، وكثير من الأدواء‏.‏ قال ابن جلجل إذا شرب طحينه، أدر البول، ونقى المثانة، وقال ابن رضوان يقوي المعدة، ويمسك الطبيعة‏.‏
كتم
روى البخاري في صحيحه ‏:‏ عن عثمان بن عبد الله بن موهب، قال‏:‏ دخلنا على أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ فأخرجت إلينا شعرًا من شعر رسول الله، فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم‏.‏
وفي السنن الأربعة ‏:‏ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم‏)‏‏.‏
وفي الصحيحين‏:‏ عن أنس رضي الله عنه، أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم‏.‏
وفي سنن أبي داود ‏:‏ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، قال‏:‏ ‏(‏مر على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل قد خضب بالحناء فقال‏:‏ ما أحسن هذا ‏؟‏ فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم، فقال‏:‏ هذا أحسن من هذا فمر آخر قد خضب بالصفرة، فقال‏:‏ هذا أحسن من هذا كله‏)‏‏.‏
قال الغافقي‏:‏ الكتم نبت ينبت بالسهول، ورقه قريب من ورق الزيتون، يعلو فوق القامة، وله ثمر قدر حب الفلفل، في داخله نوى، إذا رضخ اسود، وإذا استخرجت عصارة ورقه، وشرب منها قدر أوقية، قيأ قيئًا شديدًا، وينفع عن عضة الكلب، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به‏.‏
وقال الكندي‏:‏ بزر الكتم إذا اكتحل به، حلل الماء النازل في العين وأبرأها‏.‏
وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة، وهي ورق النيل، وهذا وهم، فإن الوسمة غير الكتم‏.‏ قال صاحب الصحاح ‏:‏ الكتم بالتحريك‏:‏ نبت يخلط بالوسمة يختضب به، قبل‏:‏ والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف، يشبه ورق اللوبيا، وأكبر منه، يؤتى به من الحجاز واليمن‏.‏
فإن قيل‏:‏ قد ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه، أنه قال‏:‏ لم يختضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
قيل‏:‏ قد أجاب أحمد بن حنبل عن هذا وقال‏:‏ قد شهد به غير أنس رضي الله عنه على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه خضب، وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد، فأحمد أثبت خضاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه جماعة من المحدثين، ومالك أنكره‏.‏
فإن قيل‏:‏ فقد ثبت في صحيح مسلم النهي عن الخضاب بالسواد في شأن أبي قحافة لما أتي به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال‏:‏ ‏(‏غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد‏)‏‏.‏ والكتم يسود الشعر‏.‏
فالجواب من وجهين، أحدهما‏:‏ أن النهي عن التسويد البحت، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء آخر، كالكتم ونحوه، فلا بأس به، فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة، فإنها تجعله أسود فاحمًا، وهذا أصح الجوابين‏.‏
الجواب الثاني‏:‏ أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس، كخضاب شعر الجارية، والمرأة الكبيرة تغر الزوج، والسيد بذلك، وخضاب الشعر يغر المرأة بذلك، فإنه من الغش والخداع، فأما إذا لم يتضمن تدليسًا ولا خداعًا، فقد صح عن الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ أنهما كانا يخضبان بالسواد، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار وذكره عن عثمان بن عفان، وعبد الله بن جعفر، وسعد بن أبي وقاص، وعقبة بن عامر، والمغيرة بن شعبة، وجرير بن عبد الله، وعمرو بن العاص، وحكاه عن جماعة من التابعين، منهم‏:‏ عمرو بن عثمان، وعلي بن عبد الله بن عباس، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن الأسود، وموسى بن طلحة، والزهري، وأيوب، وإسماعيل بن معدي كرب‏.‏
وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار، ويزيد، وابن جريج، وأبي يوسف، وأبي إسحاق، وابن أبي ليلى، وزياد بن علاقة، وغيلان بن جامع، ونافع بن جبير، وعمرو بن علي المقدمي، والقاسم بن سلام‏.‏
كرم
شجرة العنب، وهي الحبلة، ويكره تسميتها كرمًا، لما روى مسلم في صحيحه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏لا يقولن أحدكم للعنب الكرم‏.‏ الكرم‏:‏ الرجل المسلم‏)‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏إنما الكرم قلب المؤمن‏)‏، وفي أخرى‏:‏ ‏(‏لا تقولوا‏:‏ الكرم، وقولوا‏:‏ العنب والحبلة‏)‏‏.‏
وفي هذا معنيان‏:‏
أحدهما‏:‏ أن العرب كانت تسمي شجرة العنب الكرم، لكثرة منافعها وخيرها، فكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسميتها باسم يهيج النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها من المسكر، وهو أم الخبائث، فكره أن يسمى أصله بأحسن الأسماء وأجمعها للخير‏.‏
والثاني‏:‏ أنه من باب قوله‏:‏ ‏(‏ليس الشديد بالصرعة‏)‏‏.‏ ‏(‏وليس المسكين بالطواف‏)‏‏.‏ أي‏:‏ أنكم تسمون شجرة العنب كرمًا لكثرة منافعه، وقلب المؤمن، أو الرجل المسلم أولى بهذا الاسم منه، فإن المؤمن خير كله ونفع، فهو من باب التنبيه والتعريف لما في قلب المؤمن من الخير، والجود، والإيمان، والنور، والهدى، والتقوى، والصفات التي يستحق بها هذا الاسم أكثر من استحقاق الحبلة له‏.‏
وبعد‏:‏ فقوة الحبلة باردة يابسة، وورقها وعلائقها وعرموشها مبرد في آخر الدرجة الأولى، وإذا دقت وضمد بها من الصداع سكنته، ومن الأورام الحارة والتهاب المعدة‏.‏ وعصارة قضبانه إذا شربت سكنت القيء، وعقلت البطن، وكذلك إذا مضغت قلوبها الرطبة‏.‏ وعصارة ورقها، تنفع من قروح الأمعاء، ونفث الدم وقيئه، ووجع المعدة، ودمع شجره الذي يحمل على القضبان، كالصمغ إذا شرب أخرج الحصاة، وإذا لطخ به، أبرأ القوب والجرب المتقرح وغيره، وينبغي غسل العضو قبل استعمالها بالماء والنطرون، وإذا تمسح بها مع الزيت حلق الشعر، ورماد قضبانه إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والسذاب، نفع من الورم العارض في الطحال، وقوة دهن زهرة الكرم قابضة شبيهة بقوة دهن الورد، ومنافعها كثيرة قريبة من منافع النخلة‏.‏
كرفس
روي في حديث لا يصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏من أكله ثم نام عليه، نام ونكهته طيبة، وينام آمنا من وجع الأضراس والأسنان‏)‏، وهذا باطل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن البستاني منه يطيب النكهة جدًا، وإذا علق أصله في الرقبه نفع من وجع الأسنان‏.‏
وهو حار يابس، وقيل‏:‏ رطب مفتح لسداد الكبد والطحال، وورقه رطبًا ينفع المعدة والكبد الباردة، ويدر البول والطمث، ويفتت الحصاة، وحبه أقوى في ذلك، ويهيج الباه، وينفع من البخر‏.‏ قال الرازي‏:‏ وينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لدغ العقارب‏.‏
كراث
فيه حديث لا يصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل هو باطل موضوع‏:‏ ‏(‏من أكل الكراث ثم نام عليه نام آمنًا من ريح البواسير واعتزله الملك لنتن نكهته حتى يصبح‏)‏‏.‏
وهو نوعان‏:‏ نبطي وشامي، فالنبطي‏:‏ البقل الذي يوضع على المائدة‏.‏ والشامي‏:‏ الذي له رؤوس، وهو حار يابس مصدع، وإذا طبخ وأكل، أو شرب ماؤه، نفع من البواسير الباردة‏.‏ وإن سحق بزره، وعجن بقطران، وبخرت به الأضراس التي فيها الدود نثرها وأخرجها، ويسكن الوجع العارض فيها، وإذا دخنت المقعدة ببزره خفت البواسير، هذا كله في الكراث النبطي‏.‏
وفيه مع ذلك فساد الأسنان واللثة، ويصدع، ويري أحلامًا رديئة، ويظلم البصر، وينتن النكهة، وفيه إدرار للبول والطمث، وتحريك للباه، وهو بطيء الهضم‏.‏

رد مع اقتباس