عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-02-2008, 04:32 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: شرف علم الحديث وأهميته

فضل الحديث النبوي وشرف أهله

تاريخ النشر :01 مايو, 2006 م




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه..

وبعد: فنحن في عصر اضطربت فيه الأفكار، واختلفت فيه المناهج، وتنوعت الاطروحات، للنهوض بأمة الإسلام، وإعادة العزة والقوة والمنعة لها.

وعقيدتنا نحن المسلمين أن لامناص لنا ـ بل ولا لهذا العالم إن أراد السعادة والسلام، والخلاص من المصاعب والمشاكل المعقدة، التي بها، إلا بالرجوع إلى تعاليم الله - تعالى - وأحكامه الصافية الخالصة، السالمة من التحريف والتبديل والتغيير، التي جاء بها خاتم النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم - والتي تفي بحاجات البشرية في كل عصر ومصر، على اختلاف الأجناس والديار والأحوال ((مصادر التشريع الإسلامي معروفة لدى المسلمين موثوقة محفوضة، ولا شك في أن السنة المطهرة، وهي ثانية هذه المصادر، أوسعها فروعاً، وأحفلها نظماً، وأرحبها صدراً، إذ كان كتاب الله الكريم متضمناً للقواعد العامة في التشريع وللأحكام الكلية في الغالب، مما جعله خالداً خلود الحق، بيد أن السنة الكريمة عنيت بشرح هذه القواعد، وتثبيت تلك النظم، وتفريع الجزئيات على الكليات، مما يعرفه كل من درس السنة دراسة وافية. ومن ثَمَّ لم يكن للمتشرعين من علماء الإسلام مندوحة من الاعتماد على السنة، واللجوء إليها والعناية بها والاسترشاد بأحكامها المنصوصة على أحكام الحوادث الطارئة.



ولقد تعرضت السنة في القديم لهجمات بعض الفرق الإسلامية، الخارجة على سنن الحق، لشبهات طارئة لم تجد في نفوس أتباعها ما يدفعها، كما تعرضت في العصر الحاضر لهجمات بعض المستشرقين المتعصبين من دعاة التبشير والاستعمار، ابتغاء الفتنة وابتغاء هدم هذا الركن المتين من أركان التشريع الإسلامي الوارف الظلال، وتابعهم على ذلك بعض المؤلفين من أبناء أمتنا (1).



اغتراراً بما يضيفه أولئك المستشرقون على بحوثهم من زخارف علمية لا تثبت أمام النقد العلمي النزيه أو اندفاعاً وراء ميول نفسية وشبهات فكرية لم يحاولوا تمحيصها على ضوء ما بين أيديهم من تراث السلف وبحوث العلماء الراسخين، فصادف رأيُ المستشرقين في السنة هوى كامناً في نفوس هؤلاء، فضربوا على الوتر، وغنوا بذلك الحداء.



أتاني هوايَا قبل أن أعرفَ الهوى *** فصادفَ قلباً خالياً فتمكنا(2)

وقال الإمام الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي في كتابة ((شرف أصحاب الحديث)) (ص 7 ـ 9): ولو أن صاحب الرأي المذموم، شغل نفسه بما ينفعه من العلوم، وطلب سنن رسول رب العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين، لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد، وصفات رب العالمين - تعالى - عن مقالات الملحدين، والإخبار عن صفات الجنة والنار، وما أعده الله - تعالى - فيهما للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسماوات من صنوف العجائب وعظيم الآيات، وذكر الملائكة المقربين، ونعت الصافين والمسبحين.



وفي الحديث قصص الأنبياء، وأخبار الزهاد والأولياء، ومواعظ البلغاء، وكلام الفقهاء، وسير ملوك العرب والعجم، وأقاصيصُ المتقدمين من الأُمم، وشرحُ مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسراياه وجُمل أحكامه وقضاياه، وخُطَبُه وعظاته، وأعلامه ومعجزاته، وعدة أزواجه وأولاده وأصهاره وأصحابه. وذكر فضائلهم ومآثرهم، وشرح أخبارهم ومناقبهم ومبلغ أعمارهم، وبيان أنسابهم.



وفيه تفسير القرآن العظيم، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم. وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين وقد جعل الله - تعالى - أهله أركان الشريعة، وهدَمَ بهم كل بدعة شنيعة. فهم أمناءُ الله من خليقته، والواسطةُ بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته. أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحُججهم قاهرة، وكلُ فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأياً تعكفُ عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يُقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمومون عليه والعدولُ حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته. إذا اختلفَ في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به، فهو المقبولُ المسموعُ. ومنهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ مُتقن وخطيب محسن. وهم الجمهورُ العظيمُ، وسبيلهم السبيل المستقيم. وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر. من كادهم قَصمه الله، ومن عاندهم خذلهم الله. لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم. المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصرُ الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقديرُ)).



ومما جاء في فضل هذه الطائفة الكريمة: حديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون على الناس)) متفق عليه. وقد رواه من الصحابة: عمر وأبو هريرة والمغيرة بن شعبة وجابر وثوبان وقرة بن إياس وعمران ابن حصين وعقبة بن عامر - رضي الله عنهم - أجمعين.



قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وذكر حديث ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)) فقال: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من منهم؟



وذكر الحديث البخاري فقال: يعني أصحاب الحديث.



وقال أبن المبارك: هم عندي أصحاب الحديث.

ومنها دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن حفظ حديثه بالنضارة: وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثاً، فحفظه حتى يُبلغه كما سمعه، فرُبَ حامل فقه غيرُ فقيه، ورب حامل فقه.. من هو أفقه منه)) (3).



قال الحميدي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرةُ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثاً فبلغه)) (4).



ومنها: كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التبليغ عنه: دلَّ عليه قوله - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع: ((ليبلغ شاهدكم غائبكم، فرب مبلغ أوعى من سامع)) (5).



ومنها: وصيته - صلى الله عليه وسلم - بأصحاب الحديث: فعن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: مرحباً بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصينا بكم، يعني: طلبة الحديث (6).



ومنها: كون أصحاب الحديث أكثر الناس صلاة وسلاماً عليه - صلى الله عليه وسلم -.

قال أبو نعيم الحافظ: وهذه نقبة شريفة، يختص بها رواة الآثار ونقلتها، لأنه لا يُعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر مما يُعرف لهذه العصابة نسخاً.

وذكراً (7) وقال سفيان الثوري: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه يُصلي عليه مادام في الكتاب (8).



ومنها بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بكون طلبة الحديث بعده، واتصال الإسناد بينهم وبينه: فعن عبد الله بن عباس قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تَسمعون ويُسمع منكم، ويُسمع ممن يسمع منكم)) (9).



ومنها: كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن:

قال سفيان الثوري: الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض.

وقال: الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟

وقال يزيد بن زريع: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين: أصحاب الأسانيد (10).

وقال الحاكم النيسابوري: لولا كثرة المحدثين على حفظ الأسانيد، لدرس منار الإسلام، ولتمكن أهلُ الإلحاد، المبتدعة من وضع الأحاديث، وقلب الأسانيد.



ومما قيل في فضلهم وشرفهم من شعر:

دينُ النبي مُحمدٍ أخبارُ *** نعمَ المطيةُ للفتى الآثارُ



لا تُخدَعنَّ عن الحديث وأهله *** فالرأي ليلُ والحديث نهارُ



ولربما غلط الفتى سُبُل الهدى *** والشمسُ بازغة لها أنوارُ (11)



وأنشد أبو عبد الله محمد بن علي الصوري:



قُل لمن عاندَ الحديثَ وأضحى *** عائباً أهلهُ ومَن يدعَّيه



أبعلم تقولُ هذا أبن لي *** أم بجهل فالجهلُ خُلُق السفيه



أيعابُ الذينَ هم حفظوا الدينَ *** من الترهات والتمويه



وإلى قولهم وما قد رووهُ *** راجعُ كلُّ عالم وفقيه (12)



وقال آخر:

أهلُ الكلام وأهلُ الرأي قد عدموا *** علمَ الحديث الذي ينجوبه الرجلُ



لو أنهم عرفوا الآثار ما انحرفوا *** عنها إلى غيرها، لكنهم جهلوا (13)



نكتفي بهذا القدر:

ونسأل المولى - جل وعلا - أن يجعلنا من أهل هذه الطائفة الناجية المنصورة، وأن يحشرنا في زمرتهم، تحت لواء قائد هم - صلى الله عليه وسلم -، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



ـــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1) ومنهم في عصرنا: محمد الغزالي في كتابه ((السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث)) فقد حوى هذا الكتاب جملة من الطعون الموجهة نحو السنة المطهرة وحملتها، وعليه ردود منها: جناية الشيخ محمد الغزالي على الحديث وأهله ـ لأشرف عبد المقصود وغيره.

ومنهم أيضاً يوسف القرضاوي في كتاب له مشابه للكتاب السابق باسم: كيف نتعامل مع الفقه إذ يقول: للمسلم أن يرد الحديث إذا كان لا يقبله عقله.

(2) مقدمة ((السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي)) لمصطفى السباعي - رحمه الله -.

(3) حديث صحيح، رواه الترمذي (2656)هكذا، مختصرا والخطيب في شرف أصحاب الحديث (24)وغيرهما مطولاً

عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، وله شاهد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.

(4) شرف أصحاب الحديث (ص 18).

(5)رواه البخاري في الحج (3/ 573 / 574) ومسلم في القسامة (3/ 1306) من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -.

(6)حديث صحيح، أخرجه تمام في فوائده (23) والحاكم (1 / 88) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (21) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

(7) شرف أصحاب الحديث (ص35)

(8) المصدر السابق (ص 36)

(9) حديث صحيح، رواه أحمد (1 / 231)، وأبو داود (4 / 3659) والحاكم (1 / 95) وغيرهم. وله شاهد من حديث ثابت بن قيس، انظر شرف أصحاب الحديث (ص 37 ـ 38)

(10) شرف أصحاب الحديث (44 )

(11) شرف أصحاب الحديث (76)

(12) المصدر السابق (ص 77 ـ 78)

(13) البيتان لأبي مزاحم الخاقاني

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس