بطانة النائب الفاسدة
كتب فالح محمد العمرة
كثيرا ما نسمع او نقرأ في الصحف تصاريح نواب سابقين ومرشحين، ان سبب فساد أي مسؤول إنما يعود الى البطانة الفاسدة التي حوله والحلقة المغلقة عليه، ولكن هل فساد بعض النواب وتغير أحوالهم هو لنفس السبب من البطانة الفاسدة؟
كثيرا ما يشتكي الناخبون من طريقة تعامل بعض النواب وعدم الوفاء بالمواثيق والعهود وتغير المبادئ ويرجعون ذلك الى السكرتارية والبطانة والتي رسخها النائب حوله، فهذه البطانة تعمل ليل نهار لتهيئة الاجواء الجميلة حول النائب وتحجب الاخبار الصحيحة التي تعكر صفوه، وتجامله كثيرا ولا تقول له الا ما يحب ولا تصدقه في القول والفعل ودائما الاوضاع عندهم طيبة ورائعة.
فيعشق النائب هذه البطانة لما يسمع من اخبارها التي يحب سماعها ويطرب لافعالها التي تخلصه من الناخبين ومعاملاتهم ومشكلاتهم، فيتصل ناخب صباحا على هاتف النائب السابق ويقول هل النائب موجود ؟ فيرد السكرتير والله النائب نازل الوزارة الفلانية حاول مرة اخرى بعد اشوي، فيبتسم النائب ويقول للسكرتير نعم خلك على هذا التصرف، ويتصل الناخب المسكين مرة اخرى فيكون الرد هو الاول وهكذا يوميا حتى يطفش الناخب من النائب ويحسب النائب انه على خير، ويمشي على هذه الطريقة التي رسمها له السكرتير وتدور الايام وينحل المجلس ويتصل السكرتير على الناخب نفسه ويقول النائب يبي يكلمك فيقول الناخب آل آن؟!
فيقول الناخب سنبحث عن نائب صادق في القول والفعل ويغلق الهاتف في وجه النائب السابق فيتدارك السكرتير الموقف فيقول للنائب السابق لا يهمك نزورهم في الدواوين والناس تنسى، فيذهبون وكلما دخلوا ديوانية لم يجدوا حفاوة واستقبال من الناخبين ويقول النائب السابق لسكرتيره وش فيهم الناس تغيروا؟
ولا يدري هذا الامعة انه هو من تغير فتغير عليه الناس «قل هو من عند أنفسكم»
فيحاول هذا الامعة ان يصلح ما يستطيع إصلاحه ولكن دون جدوى، فيقول للسكرتير أدركني فيرد السكرتير ابشر بسعدك ونصرك اولا: عليك بالوعود البراقة للناخبين وأنك ستفعل لهم وتفعل ثانيا :عليك بالاسلوب المقنع الذي يدخل قلوب الناس ثالثا: عليك بالندوات ومهاجمة الحكومة ورؤوس الفساد بالكلمات الطنانة، فيقول النائب السابق لسكرتيره هل تعتقد ان هذا الامر سيجدي نفعا فيرد السكرتير جرب، ولكن يأتي الرد سريعا من الناخبين بكل ثقة وجرأة«ما جئتم به السحر إن الله سيبطله».
فيرجع النائب السابق خائبا باكيا متحسرا على مجد فرط فيه ولم يحافظ عليه بسبب هذه البطانة الفاسدة التي هي من صنع يديه، البطانة التي قربها منه وآثرها بكل شيء فعادت عليه بالويلات والثبور، نعم «يداك أوكتى وفوك نفخ».
إن من استخف بعقول الناس سيأتي يوم يستخفون به ويحتقرونه.
«ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
alamrah75@gmail.com