عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 28-04-2007, 11:17 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: الفلسفة الماركسية ( المادية الجدلية)



فلسفة أرسطو
المقدمـــــــة

الفلسفة دراسة نسعى إلى فهم غوامض الوجود والواقع كما تحاول أن تكتشف ماهية الحقيقة وأن تدرك ماله وأهمية عظمى في الحياة كذلك تنظر في العلاقات القائمة بين الإنسان والطبيعة وبين الفرد والمجتمع ، الفلسفة النابعة من التعجب والرغبة في المعرفة و الفهم بل هي عملية تشتمل التحليل والنقد والتغيير والتأمل وتتناول هذه المقالة الفلسفة في الغرب والشرق الأقصى مع التركيز على الفلسفة الغربية أما الفلسفة الإسلامية كلمة فلسفة لا يمكن تحديد معناها بدقة لأن موضوعها معقد جداً ومثير للجدل فقد تختلف أداء الفلاسفة حول طبيعتها ومناهجــها ومجالها أما كلمة فلسفة في حد ذاتها فأصلاً من الكلمة اليونانية فيلا سوفيا التي تعني حب الحكمة بناء على ذلك فالحكمة تتمثل في الاستخدام الايجابي للذكاء وليست شيئاً سلبياً قد يمتلكه الإنسان عاش رواد الفلسفة الغربية المعروفون في اليونان القديمة في مطلع السنوات الخمسمائة الأولى ق . م وقد حاول هؤلاء الفلاسفة الأوائل أن يكتشفوا التركيبة الأساسية للأشياء وكان الناس في استفسارهم عن مثل هذه المسائل يعتمدون إلى حد كبير على السحر والخرافات وأصحاب الخبرة لكن فلاسفة اليونان اعتبروا هذه المصادر من المعرفة غير موشوقة وعوضاً عن ذلك التمسوا الأجوبة على تلك المسائل بالتفكير ودراسة الطبيعة للفلسفة تاريخ طويل في روض الثقافات غير الغربية وخصوصاً في الصين والهند ويرجع عدم التبادل بين الشرق والغرب إلى صعوبات السفر والاتصال بالدرجة الأولى مما جعل الفلسفة الغربية تتطور بصورة مستقلة عن الفلسفة الشرقية ....
أهمية الفلسفة ... الفكر الفلسفي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان فيها من أحد غير المؤمنين تقريباً إلا وقد وجد نفسه بين الحين والأخر محتاراً أمام أسئلة يغلب عليها الطابع الفلسفي من نوع ما معنى الحياة ؟ هل كان لي وجود قبل ميلادي ؟ وهل من حياة بعد الموت ؟ أما المؤمنون فقد تعرض لهم هذه الأسئلة ذاتهم لكنهم سرعان ما يجدون الإجابة عليها بما اوتو من علم مما أنزله الله في كتبه الناطقة بالحق ألمنزله بالصدق وما صح عن الأنبياء صلوات الله عليهم ولمعظم الناس نوع من الفلسفة من حيث نظرتهم الشخصية إلى الحياة وحتى الإنسان الذي يعتقد أن الخوض في المسائل الفلسفية مضيعة للوقت والجهد وتجده مع ذلك يولي اهتمامه كل ما هو عظيم وذو شأن وقيمة .....

الوضع الفكري للعرب قبل الإسلام
كان العرب قبل الإسلام يعيشون حياة اجتماعية والاقتصادية وثقافية بسيطة خالية من التعقيد كذلك حضارتهم .فليس لهم من العلم المنظم إلا الحظ القليل ، وليس أدل على ذلك مما رواه ابن خلدون من أن الذين يقرأون ويكتبون بين قبائل العرب كان عددهم لا يزيد على سبعة عشر قبل الاسلام .وإذا استثنينا بعض الآثار والنقوش البسيطة التي كشفت لنا عنها الدراسات الاثرية الحديثة في جنوب جزيرة العرب وشمالها فاننا لا نجد للعرب آثار فنية ومعمارية تذكر ، أو تصل إلى مستوى الآثار التي تركتها لنا مثل الشعب الهندي والشعب الفارسي
وكانت المعتقدات الدينية التي يدين بها العرب في جاهليتهم بسيطة هي الاخرى لا تحمل على التفكير ولا تدفع إلى التفلسف . فقد نسوا دينهم القديم ، دين إبراهيم عليه السلام ... ولجأوا إلى عبادة الاصنام لتقربهم إلى الله زلفي ، فأننا نجد للعرب في جاهليتهم نظاما فكريا متكاملاً يمكن أن نسمية " فلسفة " بالمعنى الصحيح . فكل ما كان لهم في مجال الفكر فلتات من اللسان أو خطرت من الحكمة مما يحض على الشجاعة والخصام الحميدة ومن الاراء البسيطة الخاصة بالوجود والحياة وأوضح ما يتجلى هذا الجانب الحكمي أو الفكري لدى العرب في أدبهم نثراً وشعراً . ومن شعرائهم الذين اشتهروا بقول الحكمة في شعرهم طرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى
ولكن بالرغم من علمنا بكل هذه الاثار الحكيمة التي وردت في الادب العربي الجاهلي فأننا لا نستطيع اعتبارها فلسفة بالمعنى الصحيح والحق الذي لا مرية فيه أن التفكير الفلسفي الصحيح عند العرب م يبدأ إلا بعد ظهور الاسلام واتساع ثقافتهم واحتكاك ثقافتهم بثقافات اخرى – وبروز مشاكل سياسية وقضايا فكرية تحتم عليهم التفكير من ظواهر الحضارة كالعلوم والفنون والاداب والقدرة التقنية وغيرها . وهي لا تزدهر في المجتمع إلا بعد بلوغة درجة معينة من التقدم الثقافي وسبب ذلك أن الفلسفة تاج العلوم والرابط الذي ينظم اتسامها فأن لم يتقدم العلم لم تتقدم الفلسفة ... ومعنى ذلك كله أن الفلسفة والعلم يسيران جنباً إلى جنب وإذا كان ظهورهما في نضجا عقلياً لا قبل للمجتمع به في سنى حداثته.

علماء العرب
( ابن رشد )
نبذه :
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي ، ولد سنة 520 هجرية اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك وتوفي في 1198 ميلادية .
سيرته :
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي ولد سنة 520 هـ وقد اشتهر في العلوم الطبيعية والطبية .
كان فيلسوفا طبيبا وقاضي قضاة كان نحويا ولغويا محدثا بارعا يحفظ الشعر المتنبي وحبيب يتمثل به في مجالسه وكان إلى جانب هذا كله متواضعا ، لطيفا ، دافئ اللسان ، جم الأدب ، قوي الحجة ، راسخ العقيدة ، يحضر مجالس الحلفاء " الموحدين " وعلى جبينه أثار ماء الوضوء .
لم يكن " ابن رشد " على عرش العقل العربي بسهولة ويسر ، فلقد أمضى عمره في البحث وتحبير الصفحات ، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته الا ليلتين اثنتين : ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه .
لا ، لم يكن " أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الأندلسي ، من المتسلقين وطلاب الشهرة ولكنه كان من المؤمنين " بالكمال الإنساني " عن طريق المعرفة فعنده أن تميز الإنسان بالمخلوق العاقل الناطق تتم لنسبة ما يحصله من عتاد ثقافي ومعارفي .
أخذ الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جربول الأندلسي ويبدو أنه كان بينه وبين أبي مروان بن زهرة وهو من كبار أطباء عصره مودة وأنه كان يتمتع بمكانة رفيعة بين الأطباء وبالرغم من روز ابن رشد في حقول الطب ، فإن شهرته تقوم على نتاجه الفلسفي الخصب ن وعلى الدور مثله في تطور الفكر العربي من جهة ، والفكر اللاتيني من جهة أخرى .
عطف فيلسوفا على نصوص " المعلم الأول " يستجليها ويلخصها ، حتى أقتنع بأنه الفلسفة الحقة ، والحكمة الكاملة الواقية وهنا استقر رأيه على مشروعين : أولهما التوفيق بين الفلسفة والشريعة وتصحيح العقيدة مما علق بها – في ظنه – من مخالطات المتكلمين و " تشويش " الامام الغزالي بالذات ( 1176- 1182 ) وثانيها تطهير الفلسفة أرسطو مما شابها من عناصر عربية عنها ، والمضي بها قدما ، عن طريق طرح الحلول لمشاكل مستقبلية قد تعترض سبيلها ( 1182 – 1194 ) .
تولى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية ، واقبل على تفسير أثار أرسطو ، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف ، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيل ، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولي قاضي القضاة ، وبعد ذلك بنحو عشرات سنوات ألحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص .
لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد ( أبو يوسف يعقوب المنصور 1184 – 1198 ) عن الفلاسفة ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين ، جعل المنصور ينكب فيلسوفنا ، قاضي القضاة وطبيبه الخاص ويتهمه مع ثلة من سيغضبه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى " أليسانه " ( بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود ) ولا يتورع عن الحق جميع مؤلفاته الفلسفية وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة ، ما عدا الطب والفلك والحساب .
كانت النيران تأكل عصارة عقل جبار وسحط اتهام الحاقدين بمروق الفيلسوف ، وزيغه عن دروب الحق والهداية كي يعود الخليفة بعدها فيرضى عن أبي الوليد ويلحقه ببلاطه ، ولكن قطار العمر كان قد فات إثنيهما فتو في ابن رشد والمنصور في السنة ذاتها ( 1198 للميلاد ) في مراكش .
من مؤلفات ابن رشد
تقع مؤلفات ابن رشد في أربعة أقسام : شروح ومنصفات فلسفية وعملية ، شروح ومنصفات طبية ، كتب فقهية وكلامية ، وكتب أدبية ولغوية .
أحصى جمال الدين العلوي 108 مؤلف لابن رشد ، وصلنا منها 58 مؤلفا بنصه العربي ، وابن رشد كان قد كتب المقالات ، وألف الكتب ، وشرح النصوص الكثيرة ولكنه أختص بشرح كل التراث " الأرسطي " وشروحه على ارسطو تنقسم إلى ثلاثة اقسام :
• مختصرات وجوامع : وهي عبارة عما فهمه ابن رشد كم " ارسطو " دون أن يتعلق الشرح بالنص مباشرة .
• تلاخيص : وتسمي أيضا شروح صغرى : وهي عبارة عن مواكبة أرسطو دون ايراد متونه .
• شروح كبرى : وفيها يورد ابن رشد قول الحكيم ، ثم يأتي بالشرح المسهب
- وهاهي بعض الكتب المؤلفات المهمة بتواريخ كتابتها التقريبية .
الكليات 1162 : كتاب في أصول الطب .
بداية المجتهد ونهاية المقتصد 1168 : كتاب في أصول الفقه .
تلخيص الجمهورية 1177 : وهي تلخيص لجمهورية أفلاطون .
تهافت التهافت 1181 : نقص كتاب الامام الغزالي المسمى تهافت .
شرح البرهان 1183 : شرح كبير على أرسطو .
شرح ما بعد الطبيعة 1192 – 1194 : لعله أغنى شروحه وأكثر أنتاجه ابداعا ، من أشهر كتبه .








الحضارة اليونانية
التحدث عن البدايات أمر صعب كل الصعوبة في كل ما يخص الانسان ، وعلى الأخص في حالة هذه النباتات المعقدة التركيب المتشابكة العلاقات التي تسمى بالحضارات ، ذلك أن البداية في التاريخ مفهوم " بعدي " بمعنى أن المؤرخ الذي يأتي بحكم وضعه بعد الأحداث هو الذي يحدد نقطة زمنية باعتبارها بدءا لتطورات مستقبلية .ولكنه واضح هنا مدى إمكان الوقوع في اختيارات ذاتيه ، أي غير موضوعيه ، كذلك فإن البشر الذين يبدأون تطورا ما ( في نظرنا ) لا يمكنهم أن يعوا كل إمكانيات هذا التطور ، وبالتالي فنادراً ما يعون هم أنفسهم أنهم بداية لشيء ، اللهم إلا في حالة الدعوة للأديان الكبري.
لسبب آخر هو أنه يسمح بنزع الستر عن أسطورة " المعجزة الأغريقية "
ما هو المقصود بهذا التعبير : " المعجزة الأغريقية " ( أو اليونانية " ؟
الكتاب الذين نشروا هذا المفهوم في القرن التاسع عشر الميلادي في الحضارة الغربية كانوا يقصدون به شيئين على وجه الخصوص.
1) أن الحضارة اليونانية والفكر اليوناني على الأدق يختلف إختلافاًٍ كبيراً أي في النوع ، عن كل التفكير " الشرقي " في الحضارات السابقة على اليونان .
2) أن العقل الإنساني بمعناه " المطلق " في زعمهم اكتشف نفسه علي هذا الشعب من التجار والملاحين متحررا من كل القيود " المعجزة " أي الشيء الخارق للعادة أو المألوف .
بعض خصائص الفكر اليوناني:
بعض خصائص حضارة ما في صيغة بسيطة أو أمر يكاد يكون مستحيلا ، لأن الحياة الإنسانية المعقدة تتعدى دائما كل التبسيطات ، التي قد تصدق في ميدان ، ولا تصدق على آخر ، ولكن هذه التبسيطات إذا كان هدفها التقريب وليس الحكم الجازم ، ولا نزعم أننا نملك حاليا هذه الصياغة السحرية خصائص الحضارة اليونانية ولهذا فإننا سنعرض لبعض الآراء في هذا الموضوع ومن أهم الآراء رأي اشبنجلر المؤرخ الألماني وفيلسوف الحضارة ، وملخص رأي اشبنجلر أن " الروح " اليونانية كانت مرتبطة باللحظة الحاضرة وليس بالماضي أو المستقبل ، ومن هنا تسود عندها فكرة السكون ، والنتيجة هي النفور من فكرة " اللامتناهي " وإيثار فكرة " المتناهي " من جهة أخرى تمتاز " الروح " اليونانية بخاصة " الانسجام " وهي عند اشبنجلر الخاصة الرئيسية لها والتي تعبر عنها فظة " الأيولونية " نسبة إلى الأله أبو للون ، وكل هذه الأفكار والخصائص تجد مظاهر لها في شتي جوانب الحضارة من سياسة ودين نوفن ولعم وفلسفة وصف اشبنجلر هذا يعبر عن حقائق ، ولكنه وصف جزئي .
وهناك رأي آخر جرج به ،" نيتشه " وكان له أكبر الأثر في توجيه الدراسات اليونانية في مجال الحضارة وجهة جديدة ، وهذا الرأي يؤكد على ثنائية جوهرية كانت تتنازع " روح " الحضارة اليونانية فتميل طورا ، في هذا الجانب أو ذاك ومع هذا الشخص أو ذاك ، وإلي اتجاه أو إلي آخر ، هذان الاتجاهان أسماهما " نيتشه " بأسمى الهين رئيسيين من الآله اليونانية وهما : أبوللون وديونيسوس . أبوللون يمثل القوى العقلية ، والوضوح والانسجام والحلم أما ديونيسوس ، أبوللون يمثل القوى العقلية ، والوضوح والانسجام والحلم ، أما ديونيسوس فيمثل الغرائز والاحساس والاختلاط والنشوة حتى الثمل التي كانت تميز الاحتفالات بأعياد هذا الإله . كان هدف نيتشه هو تحطيم الصورة التقليدية " الكلاسيكية " للحضارة اليونانية التي لا يسودها إلا العقل ولا تعرف إلا الإتزان والهدوء ، ,وأراد أن يبين أن هناك وراء هذا المظهر عالما من الألم والمعاناة والحزن الذي كان يكبحه اليونان بمعونه تصورهم الواضح " العقلي " لآلهة الأولمب ، وهو نتيجة للروح الأبولونية .
هذه الآراء ، التي خرج بها كتاب من أول كتب " نيتشه " وهو ميلاد التراجيديا " بدأت إتجها جديدا يفحص عن العناصر اللاعقلية اليت شاركت في تشكيل " الروح اليونانية " ولم تكتب لهذا الاتجاهة سيادة في ميدان البحوث إلا منذ عقود قريبة . ساعد على تقوية هذا الاتجاه ظهور نظرة جديدة في " علم الإنسان " ( الانثروبولوجيا " أخذات تتجرأ شيئا فشيئا وتقارن بعض مظاهر الديانة اليونانية على الخصوص بمظاهر دينية عند القبائل التي أسماها الغرب المسيطر " بالبدائية " والنتيجة الآن هي أنه أصبح ينظر إلي الحضارة اليونانية على أنها حضارة من بين حضارات ، وأن بداياتها كانت ككل بدايات الحضارات القديمة، مشوية بألوان من الفكر والسلوك " اللاعقلي " التي استمرت تعيش في أغوار النفس اليونانية ، وإن كانت تكبحها دائما " أوامر " الروح الأبولونية .
والذي نؤكد عليه نحن فيما يخص مميزات الفكر اليوناني ، الخاضع بالتالي للعقل ، هو المميزات التالية : الوضوح ، النظام الاعتدال ، إلي جانب فكرتي : المتناهي والسكون .

السفسطائيون
فلنبدأ من أسم " السفسطائي " نفسه . كان هذا الاسم معروفا قبل عصرهم بوقت طويل وكان يعني الرجل الحكيم الذي أثبت أمام الجمهور قوة بارعة في الأمور العقلية أو أظره مهارته في جانب من جوانب النشاط. وهكذا كان سولون وفيثاغورس يلقبان بهذا الاسم ، وكذلك بيريكليز ، بل أن سقراط نفسه يأخذ هذا الاسم عند ارستوفانيز وعند إيزوقراط كاتب الخطب كذلك . هذا هو المعنى الأصلى . ولكن بدأ يظهر معه شيئا فشيئا إتجاه نحو الغيرة من هؤلاء " الحكماء" المتفوقين إلى جانب المعني الأصلى والعام بدأ هاذ اللفظ في النصف الثاني من القرن الخامس يشير إلى المجموعة الي ستحتفظ بهذا الاسم لنفسها ، وهي مجموعة " السفسطائيين " .
أما الوصف الأدق فهو أنهم معلمون بالأجر ، فهم فعلا أول من حدد أجرا لدروسهم . وقد كان عظماء السفسطائيين لا يدرسون في العادة إلا للأثرياء ، القادرين ولكن الجيل التالي عليهم بدأ يوسع من جمهوره أكثر راضين بمبالغ أقل وصاحب هذا نفور عام من ربط العلم بطلب الرزق . والفكرة الرئيسية وراء هذا النفور هو أن العلاقة بين المعلم والتلميذ أما سقراط فكان يوفر لننفسه حريته بازاء تابعيه بعدم إرتباطه بهم مالياً . ويقول اكسينوفون إن أهم نفع يمكن أن يجنيه المعلم هو كسب صديق فاضل إذا نجح تعليمه . وقد شارك أفلاطون أستاذه في هذا الموقف وأكد على هذا الجانب عند السفسطائيين ، ليسهل عليه التشهير بهم . وهكذا أصبح لإسم " السفسطائي" هذه الرائحة الخاصة المنفردة إلي مصدرها أفلاطون . ثم أرسطو ، والتي لم تكن هي السائدة في عصر السفسطائيين ، حتى أن أحد المؤرخين يشير إلى أنه لو أن زائرا لأثينا في الثلاثين عاما الأخيرة من القرن الخامس قبل الميلاد سأل أثينيا : من السفسطائي الأول عندكم ؟ لكانت الأجابة من غير شك : " سقراط " إذن فما فعله الإفلاطون شيئان : أنه أولا أخذ الأسم العام ليطلقه على مجموعة خاصة ، ثانيا أنه ألصق بها قصدا صفات غير مقبولة من عامة اليونانيين ، ولم يكن يحتويها مدلوله الأصلى .
الخاصية الثالثة للسفسطائيين هي أنهم كانوا معلمين متجولين ، ينتقلون من مدينة إلى أخري ، ويصطحبهم تلاميذهم أحيانا حتى ليكادون يشكلون حاضية لهم تنظر إليهم باحترام وهي على إنتباه دائم لكل ما ينطقون به . وقد كان السفسطائيون على حس اعلاني مرهف . فهم يعرفون كيف يعرفون وكيف يجتذبون تلاميذ جددا. وكانوا ينوعون من محاضراتهم . فبعضها كان من نوع " العينة " التي هدفها إبهار المستمع بمعارفهم وبلاغتهم حتى يرغب في الاستماع إليهم مرة أخرى ومنها محاضرات مقفولة على من يدفع .وقد كان وصول سفسطائي شهير إلى إحدي المدن حدثا ثقافيا هاما وكان أكبر المتحمسين للاتصال بهم الشباب الأثيني الراغب في التعليم على أيديهم ، ليشارك في السياسة وليصل إلى السلطة .
وتحتل الخطابة مكانا رئيسيا في نشاط السفسطائيين ، حتى أنهم في نظر البعض معلمو خطابة ولا شكل أنهم إنتقلوا من الاهتمام بالتعليم على وجه العموم إلي تعليم الخطابة على وجه الخصوص : من جهة لإهتمام تلامذتهم بأن يتهيئوا للعمل السياسي ، وأداته الأولي ربما كانت التأثير في الجماهير عن طريق الخطابة ، ومن جهة أخرى فإن الخطابة ترتبط بمفهوم " الإقناع " الذي إهتم به السفسطائيون
وإبتداء من الخطابة إهتم السفسطائيون باللغة أكبر الاهتمام . والمعروف مثلا عن بروديقوس تمييزه بين معاني الكلمات ، ويري بعض المؤرخين أن السفسطائيين هم مؤسسو علم النحو اليوناني .
ورغم أهمية الخطابة في نشاط السفسطائيين إلا أن القسم الأكبر من هذا النشاط كان موجها نحو " تعليم الفضلية " وهي سمة عامة لأغلب السفسطائيين ففي محاورة بروتاجوراس " لأفلاطون نجد هذا السفسطائي بعرف نفسه بأنه يعلم التلميذ الذي سيأتي إليه " علم النصيحة الصائبة ( الحكمة ) الذي سيعلمه أفضل وسيلة لإدارة منزله ، وسيجعله فيما يخص شئون المدنية في أفضل مركز ليعمل وليتكلم من أجلها " ( 318 – 319 هـ) وهذه الوظيفة سنجدها كذلك عند سفسطائيين من الجيل الثاني التالي على جيل بروتاجوراس ، هما أوثيديموس وشقيقة اللذان يسألها سقراط في المحاورة المعروفة بأسم الأول منهما عن مهنتهاما الحالية الأن سقراط كان يعرف أنهما كانا يعلمان فن الحرب ) فيقولان له : " هي تعليم الفضيلة" .

أفلاطون
يمتاز هذا الفكر العبقري عن روحه اليونانية الخالصة ومنهجه الفلسفي المنطقي المتكامل ، المسربل بالأسرار والتقاليد السحرية القادمة من الشرق بأن نظرياته وآراءه العميقة والمتخلفة بأخلاق الكمال والمثالية قد شملت الفلسفة العربية فأثرت فيها تأثيرا فعالا، وخاصة ما يتعلق بعلم التوحيد ، أو علم الأصول والأحكام ، وخلود النفس وسر مديتها وحدوث العالم .










الآثار الافلاطونية
عكف علماء العرب ومفكريهم على ترجمتها إلى اللغة العربية وصبغوها بالصغة الإسلامية حتى جاءت تجسيدأ لاراء وأفكار أكثر المدارس الفكرية الإسلامية .
كانت ولادة الحكيم اليوناني العميق افلاطون في أثينا سنة 427 ق.م من أسرة غنية عريقة بالمجد والشرف ، فأبوه أرسطون كان أحد أساطين الحكمة الخمسة في اليونان ,عمه كريتيا رئيس الطغاة الذي سقطت حكومته بعد مارك
( البلوبونييز ) حيث هزمت أثينا وتحطم أسطولها العظيم .
فاستلم الحكم من بعده جماعة الديمقراطيين الذين حكموا على سقراط بالإعدام . مال أفلاطون إلى الشعر في أول مرة ، وأخذ الحكمة عن فيثاغورس ثم تعرف على سقراط وشهد بعض مناقشاته فأعجب به الإعجاب الشديد مما جعله يكره الشعر ويميل إلي الفلسفة ، ومما قاله عن نفسه :" أشكره أيضا لأنني ولدت في عهد سقراط " )
وبعد موت سقراط حزن عليه فاعتزل الحياة العامة ،وما تم أن غادر أثينا متوجها إلى مصر ، ثم تنقل لعدة بلدان .
وفي نهاية المطاف عاد إلى أثينا ليؤسس " الأكاديميا " بالقرب من قرية " كولون " حيث استقر فيها يلقي حكمة ودروسه ، ويصنف كتبه ، حتى مات عن عمر يناهز الثمانين ، محاطاً بتلامذته ، ومريديه الذين كانوا يحبونه كما كان هو يحب أستاذه سقراط .
آثاره الفكرية :
من الواضح إن أفلاطون كان غزير المادة ترك مصنفات كثير أغلبها وضع على طريقة المحاورة ، بالإضافة إلى بعض المقالات عن الشرائع والجمهورية ومحاوراته تدور حول تعليم أستاذه ومعلمه سقراط وهو يتكلم ويحاور تلاميذه .

سقراط
( 470- 399 ق.م )
أسطورة سقراط عبر العصور :
وهو في سلوكه معتدل يكره العنف ، ويستخدم الإقناع على النفاذ إلى شخصيات البشر وعلى الحكم عليهم حكما نافذا . وهكذا كان سقراط أعدل البشر ، وقريبة من هذه الصورة كانت صورة سقراط عند اتباعه " الكلبيين " الذين نقلوها إلي خلفائهم الرواقيين ,والتي شاركت أعظم المشاركة في تكوين نموذج " الحكيم " الذي سيحتل مكانه رئيسيه في الأخلاق الرواقية . وقريبة منها أيضا كانت الصورة التي نقلها إلينا جامع الآراء Doxograph ديوجينيز اللايرسي" والتي تمثل صورة سقراط في العصر السكندري ، وهذه هي خصائص سقراط عند هذا المؤلف : صلابة الشخصية ، الإعتدال في المأكل والمشرب ، عزة النفس ، التواضع وغيرها .
ولكن أسطورة سقراط في العالم القديم لم تكن فقط أسطورة " إيجابية " بل كانت أيضا عند بعض المؤلفين أسطورة سلبية نري فيها سقراط جاهلا بلا تربية مرابيا فاسقا ، ومتزوجا من اثنتين هذا التيار المعارض لسقراط نجده أيضا عند بعض الأبيقوريين وعند بعض الكتاب في الحضارة المسيحية وحتى نيشته الألماني توفي عام 1900 م)
ولكن الأسطورة السائدة كانت هي الأسطورة الإيجابية ،وقد تلخص2ت وأخذت شكلا نهائيا ومختصرا في وصف " شيشرون " لفضل سقراط على افكر اليوناني : " قبل سقراط كانت الفلسفة تعلم معرفة الأعداد ومبادئ الحركة ومصادر النشوء والفساد لكل الكائنات ، وكانت تعين بالبحث في العظم وفي الأبعاد وفي دورات النجوم وأخيراً في الأشياء السماوية ، فكان سقراط أول من أنزل الفلسفة من السماء ,ادخلها ليس في المدن فقط بل في المنزل ، وأجبرها أن تنظم الحياة الإنسانية والعادات وألوان الخير والشر .
أما في الحضارة المسيحية فقد رأي بعض " الكنيسة " في سقراط لهم تاريخ الحضارة الغربية يصبح سقراط " قديسا " إلى جانب " القديس " أفلاطون " .
بل أن أسم سقراط أصبح يقرن باسم المسيح ، والطريف أن أصحاب العقل ، ومن تصدوا لانتقاد لكنيسة الكاثوليكية من مثل مجموعة " الأنسيكلوبيديين "
( الموسوعيين ) ، رأوا في سقراط أول ضحية للفلسفة في صراعها مع " الخرافات " وفي نفس الوقت رأي فيه البعض الآخر " نفسا مسيحية بالطبيعة .

التطورات الفلسفية

تقابل القضايا :
التقابل يكن بين قضيتين لا تصدقان معا على واحد في آن واحد يكون بينهماخلاف من ناحية الكبر أو الكيف معاً مع أشتراكهما في الموضوع والمحمول .
ويقول رلتون ، أن التقابل يعنى علاقة قائمة بين أي قضيتين لهما نفس الموضوع والمحمول ولكنهما يختلفان كما أو كيفا معاً بالرغم من اشارتهما إلى نفس الأشياء ونفس الوقت ونفس الظروف ويقول كينز " إننا على القضيتين أنهما متقابلتان حينما يحتفظان بنفس الموضوع ، والمحمول ، ويختلفان في الكم أو الكيف أو فيهما معاً .
والأنواع الأربعة من القضايا الكلية الموجبة والكلية السالبة ، والجزئية الموجبة والجزئية السالبة ، تتقابل على أربعة أنواع هي :
1- التناقض : contradiction
هو يقوم لا يمكن أن يصدقان معاً ولا يكذبان معا إذا صدقت أحدهما كذبت الآخرى العكس من ثم فإننا قض يكون بين الكلية الموجبة والجزئية السالبة أو بين الكلية السالبة والجزيئية الموجبة أي أنه يقوم بين قضيتين مختلفتين كما وكيفا ومن هنا فهو أكمل أنواع التقابل .
2- التضاد contrariety
وهو يقوم بين قضيتنين كليتين يمختلفتين في الكيف أي يقوم بين الكلية الموجبة والكلية السابقة وحكم القضيتين المتضادتين أنهما لا يصدقان معاً ولكن من يكذبان معاً .
3- التداخل SUBATTER NATION
وهو يكون بين الكلية الموجبة والجزئية الموجبة وبين الكلية السالبة والجزئية السالبة ، إي يكون بين قضيتين مختلفتين كما والحكم في القضيتين المتداخلتين هو أنه إذا صدقت الكلية صدقت الجزئية المتداخلة معها وليس العكس إذا كذبت الجزئية كذبت فإن صدق أن جميع طلبة السنة الأولي أذكياء " صدقت إن بعض طلبة السنة الأولي أذكياء " أما إذا صدقت الجزئية المتداخلة مع الكلية فلا نستنج شيئا عن صدق أو كذب الكلية ولكن إذا كذبت القضية الجزئية كان الأولي أن تكذب الفضيلة الكلية .

4- الدخول تحت التضاد / Sub.contranity
القضيتان الداخلتان تحت التضاد لا يكذبان معاً ولكنهما قد يصدقان معاً إي أن الحكم يكذب أحدهما سيلزم صدق الأخرى ولكن الحكم يصدق أحدهما لا يستلزم صدق أو كذب الأخرى والدخول تحت التضاد يكون بين الجزئية الموجبة والجزئية السالبة .


الفلسفة الفيثاغورية :
إذا انتقلن من الفلسفة الطبيعية عند الفلاسفة الثلاثة الأوائل ، إلى الفلسفة الفيثاغورية فإننا ننتقل أيضا من أيونيا إلى منطقة جنوب إيطاليا التي سميت بعد ذلك " باليونان الكبري " فماذا حدث؟ في النصف الثاني من القرن السادس إشتد ضغط الفرس على المدن اليونانية في أيونا ، فاحتلوها وفرضوا حكومات طغاة للحد من المد الديمقراطي ، وقد أثر هذا على حالة الفكر فبدأ كثيرون يرحلون ومن هؤلاء فيثاغورس ، الذي كان أيوني الأصل .
ونحن لا نعلم كثيرا من الأشياء ، اليقينية عن فيثاغورس ، الذي ربما ابتدأت أسطورته في حياته نفسها، وقيل إنه كان يحضر في عدة أماكن في نفس الوقت ، وإن له فخذا من ذهب ، وإنه نزل إلي الجحيم ثم صعد منه ... إلخ ورغم هذا فمن المؤكد أن فيثاغورس عاش بين 580 و 470 ق.م وأنه هاجر إلى " كروتونا " في اليونان الكبرى " حوالي عام 538 فرارا من الطاغية بوليكراتيس في ملطيا ، وأنه أسس هناك جماعة ذات طابع ديني ، هدفها تطهير النفس للوصول إلى الحياة السعيدة بعد الموت ، ولهذه الجماعة شروطها الخاصة . وهي في هذا تشبه كثيرا من التجمعات السرية الدينية المسماه بـ " الأورفية " ولكن الجماعة الفيثاغورية كانت تتميز عن الجماعات الأورقية بأنه كانت أيضا نذات نشاط علمي ، وعلى الأخص رياضي وأنها مدت نشاطها من الرياضة إلى الفلسفة ، فمن المحتمل أن فيثاغورس علم جماعته المذاهب الطبيعية الأيونية وخاصة على طريقة أنكسامينيس ( الذي يقال إنه كان أستاذه ) ولكن الذي تميزت به المدرسة هو إهتمامها فوق كل شيء بالرياضيات . وهناك نظرية معروفة في الهندسة تنسب إلى فيثاغورس ، حتى إنه يمكن القول إن الرياضيات كانت أساس الفلسفة الفيثاغورية . ماذا كان يقول الفيثاغوريون ؟ هناك فيما يبدو فكرتان أساسيتان لديهم : فكرة العدد وفكرة التناسب.


الفليسوف العصري محمد إقبال
شاعر الهند و ( الأب الروحي) لباكستان

محمد إقبال ومحمد على جناح، اسمان علمان ، في التاريخ الحديث لشبه القارة الهندية ، ورمزان إسلاميان متميزان أحدهما في الفكر والشعر والأدب ، والآخر في السياسة والشأن العام .
ومثل محمد على جناح ، لم يكن محمد إقبال متعصبا أو ضيق الأفق ، بل رأي صورة الغد من خلال دراسة الواقع فكان أول من تحدث عن دولة للمسلمين في شبة القارة الهندية ، وهي التي قامت لاحقاً باسم " باكستان " بشطريها الشرقي والغربي" .
ولد محمد إقبال في " سيالكوت " إحدى مدن إقليم البنجاب الغربية وتاريخ ميلاده المعمول به هو الثالث من ذي القعدة سنة 1294 للهجرة ، الموافق التاسع من نوفمبر سنة 1877 للميلاد.
ينتمي " إقبال " إلي جماعيةمرموقة من البانديت في " كشمير " وقد اعتنق أحد أجداده الإسلام في عهد السلطان " زين العابدين إلياس بادشاه " ( 1421 – 1473 للميلاد ) ، وكان تحوله من البراهمية إلى الإسلام على يد الشيخ شاه حمداني من أئمة المسلمين في عهد الدولة المغولية ، كبرى الدول الإسلامية التي قامت في الهند .
ولا يزال فرع من عائلة " إقبال " بقيم في كشمير ويدعون " البروه " وهو لقب يطلق على من يتعلم القراءة والكتابة أو يعتنق الإسلام وأسراره ، مبلغا عميقا .
كان والده ويكني الشيخ " نور محمد رجلا ورعا " وهو ما أدي به إلى سعة في العلم وكان يعمل ي التجارة كيسا لعيشه إلا أن كثرة مخالطته لجماعة الصوفية جعلته عارفا بأسرار الصوفية وطقوسها ,إن كان يختلف عنهم كثيراً وتعلم القراءة والكتابة من خلال صحبته لأهل العلم .
توفيت والدته قبل أبيه بست عشرة سنة في التاسع من نوفمبر سنة 1914
الفيلسوف " العصري " محمد إقبال شاعر الهند و" الأدب الروحي " لباكستان .
ورثاها " إقبال بمرثية تعبر عن آلامه وحزنه وتفيض بالحكمة والفلسفة وتشرح قوانين الحياة والموت وأسرارها.
تزوج إقبال ثلاث مرات ، وأثمر الزواج الأول أبنه " أفتاب " المحامي ، وتوفيت ابنته الثانية طفلة توفيت أمها عند الولادة ثم لحقت بها الطفلة ، وأثمر زواجه الثالث ابنه " جاويد " وهو دكتور في القانون . كان قاضيا في محكمة لاهور العليا " وابنته " ميزه بانوه "





تعليمه:
بدأ محمد إقبال تعليمه في سن مبكرة على يد أبيه في المنزل ثم التحق بأحد المكاتب التعليمية في " سيالكوت " حيث نشأ وأمضى صباه وجانبا من بواكير حياته ، وامتاز بالذكاء الشديد منذ نعومة أظفاره ، ولفت انتباه معلميه وقربه إليهم فقد ما إليه الجوائز .
وحفظ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة ، وقد دفعه تفوقه إلي الانتقال إلي الدراسة الثانوية فانتقل إلي المدينة ، وبدأ في دراسة اللغات العربية والفارسية ، وبدأ إقبال كتابة الشعر في هذه المرحلة ، وكان في البداية يكتب باللغة البنجابية ، وهي لغة الإقليم الذي كان يعيش فيه ومع مرور الوقت بدأ التنوع والنضوج في شعر إقبال .
أتم إقبال دراسته الأولية ، وبدأ دراسته الجامعية بإجتياز الامتحان العام الأول لجامعة البنجاب سنة 1891 ، وحصل عام 1893 على القبول في الجامعة واجتاز الامتحان الوسيط للجامعة عام 1895 بدرجة ممتاز ، وانتقل إلي لاهور حيث سجل اسمه في الكلية الحكومية المحلية ، التي تخرج فيها سنة 1897 ، وحصل على إجازة الآداب ، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1899 ونال تقديرات مرفموقة في امتحان اللغة العربية ، وتتلمذ إقبال فلسفيا على يد الدكتور " توماس أرنولد " الذي كان " توماس " أشهر فلاسفة " عصره ، وأخذ إقبال عنه الفلسفة ، وعهد على نفسه أن يكون من أحد منظري الفلسفة ، وعين في جامعة البنجاب معيداً للغة العربية ، وحاضر حوالي أربع سنوات في التاريخ والتربية الوطنية والاقتصاد السياسي ، وربما كان هذا سبب اهتمامه بوضع كتاب لأصول علم الاقتصاد. الذي يدرس حتى الآن في جامعات باكستان .
إقبال .........والفلسفة .
عين إقبال أستاذ مساعداً للفلسفة في الكلية الحكومية في " لاهور " ولم يصرفه التدريس عن الشعر ، بل ظل صوته يدوي في محافل الشعر ، وحاول فترة إقامته في لاهور دراية القانون أثناء دراسته درجة الماجستير ، وانتسب إلي الكلية الحكومية لكنه فشل بسبب الإجراءات المطولة وتقدم إلى مسابقة لشغل وظائف في سلك القضاء الجنائي ، لكن اللجنة الطبية رفضته ، على الرغم من عدم وجود أي عيوب صحيه عنده ، وهو ما دفعه إلى التفكير في السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية ، أو أوروبا لاستكمال دراسة القانون والحصول على الدكتوراه .
سافر إقبال إلى أوربا في الثاني من سبتمبر سنة 1905 ، وقطع في طريقة إلى أوروبا رحلة طويلة جعل منها فرصة للتعرف إلى شعوب كثيرة وانتهت الرحلة في انجلترا ، ودرس الفلسفة في جامعة " كمبريدج" وحصل على درجة في الفلسفة ، ثم توجه إلي ألمانيا ، حيث درس في جامعة " ميونخ " وحصل بدرجة امتياز . على درجة الدكتوراه في الفلسفة عن بحثة ، تطور الغيبيات في فارس ، وعاد إلى لندن كي يحقق حلما قديما هو دراسة القانون ، وحصل من هناك على درجة الإجازة في القانون بتقدير ممتاز .
وعاد في يوليو سنة 1908 إلى أرض الوطن ، ولم تغير أوروبا من أخلاقه شيئا ، لكنه عرف الكثير من الحضارة الغربية ، وتأكد من حتمية إنهيار هذه الحضارة التي ركزت على المادة دون الروح ، وبدأ الاشتغال بالمحاماة والتدريس في جامعة " لاهور " إلى أن أحس بحاجة المحاماة لكل وقته فاستقال من الجامعة .
فارس الكلمة .
منحته الحكومة البريطانية سنة 1922 ، رتبة فارس وانتخب عام 1926 عضوا في البرلمان ، ورأس سنة 1930 الجلسة السنوية لرابطة مسلمي عموم الهند ، وطرح في خطابه الرئاسي فكرة نظرية الأمتين ، التي أدت إلى إنشاء دولة باكستان عام 1947 .
وشارك سنة 1931 في مؤتمر المائدة .
المستديرة في لندن ممثلا لمسلمي القارة الهندية في جنوب آسيا ، ونظرأ إلي سوء حالته الصحية تقاعد عن السياسة ، وركز اهتمامه على الفلسفة والشعر .
يعد المفكر الشاعر محمد إقبال ، رحالة بمعني الكلمة ، فقد زار بلاد كثيرة لنشر دعوته وفكره ، وزار مصر بلد الأزهر الشريف ، أكثر من مرة ، وكان له فيها العديد من الأصدقاء ، بينهم إسماعيل صدقي باشا وأئمة الأزهر ومنهم شيخا الأزهر : الشيخ محمد الأحمدي الظواهري . والشيخ مصطفي المراغي ، وزار القدس وأصر على الصلاة فيها وكانت رحلاته في أوروبا وما نتج عنها من كتابات عظيمة ذات فائدة للفكر الإسلامي ، فقد تعلم إقبال في بريطانيا وألمانيا ، وألقي المحاضرات في فرنسا ، وأصر على زيارة أرض الاندلس وكتب عنها شعراً .
إقبال المفكر الإسلامي .
ترك محمد إقبال العديد من المؤلفات نثرية كانت أم شعرية في كل علوم الاقتصاد ، أو الفلسفة أو الدين ، أو السياسة ، بعدد من اللغات فقد كان يجيد اللغة الفارسية والأوردية، والسنسكريتيه، والإنجليزية ، والفرنسية ، والألمانية ، والعربية ، ومن آثاره باللغة الأوردية ، علم الاقتصاد ، وتاريخ الهند ، ومنظومات شعرية / مثل رسالة الحجاز ، وترك باللغة الفارسية مؤلفات منها " أسرار خوري " جاويد نامه " وله باللغة الإنجليزية بحثه للدكتوراه بعنوان " تطور الغيبيات في فارس ، ومحاضراته في بناء الفكر الديني في الإسلام .
البعث الجديد
إقبال رائد من رواد الإسلام في العصر الحديث ، وعلم من أشهر أعلامه وقد ملأه إيمانه وثقافاته وخبرته وتجاربة ورحلاته وصوفيته إيماناً قويا بالبعث الجديد للشعوب الإسلامية ، وبأن الإسلام وحده هو سر البعث ، لذلك بطابع ديني عميق ، حيث يعد من مجددي نهضة الفكر الإسلامي ، وهو يقول عن الإسلام الحنيف وتعاليمه ، " الشريعة الإسلامية " السمحة تدفع ركب الحياة ولا تعوق سيرها ولو أن الدنيا أذعنت لما حرمه الله ، فعرفت أنه حرام ولما أحله فأيقنت أنه حلال .

التعصب الاجتماعي
عندما نغوص في فكر تعترينا الطمأنية لأننا نراهم يدورون في أفكارهم حول الإنسان والحب فالإنسان بعيدأ عن الأهواء والمطامع يستمر صامدا طائرا نحو المجد والأشياء الجميلة ، ولا يصبح للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله ، حتى نتخلص من الموروث الاجتماعي الجامد .
ما المقصود بالموروث الاجتماعي الجامد ؟ أهو العصب الأعمي والانحياز المطلق من دون وعي إلى الطرف الآخر ، أو العكس صحيح بإعلاء الأنا؟ علماً بأن الموروث الاجتماعي له صلة بالعائلة والقيم والحرية ومصلحة الجماعة صحيح أن الاسلام جعل المسلمين كأسنان المشط كلهم لآدم وآدم من تراب ، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى . لكن من ذلك فالتعصب الاجتماعي موجود في مجتمعنا .
ومن الأمثلة التي نجدها في التعصب الاجتماعي مشهد الثقافة العربية الذي يتحول إلي استبداد حينما يتمحور حول فئة من الناس سواء في حقل الأدب أو الثقافة أو الندوات أو الجوائز والمسابقات : فالثقافة الجماهيرية إلي غلبة الأنانية ، وغياب الديموقراطية ، الأمر الذي ينعكس سلبا على الحالة النفسية والثقافية في آن واحد، ويتجلي المظهر العملي للتعصب خصوصا في المشهد الثقافي الذي يجمع بين الحاضر والماضي وبين التيارات الفكرية المختلفة التي تخرج عن إطار الحوار إلي إطار العنف والقمع ، ثم تختفي وراء أقنعة مشروعة تهدف إلى الغاية نفسها التعصب.
إن الخطاب اللغوي الذي يصور الحياة المتناقضة للإنسان في مجتمعه والغربة التي يعاني منها في وطنه في زمن تاريخي بعينه ، يجعلنا نتصور أن هذا النص يجعل من الكلمة دافعا للفعل ، وبقدر ما يحاول أن يخفي الخطاب التعصب لرأية ، إلا أنه يطفو على السطح بانحيازه إلي الأنا ورفضه رأي الآخر ولا يرى إلا رأيه هو وصوته هو الذي لا يقبل الجدال ، وكأن الحقيقة حكر عليه ، وعلى الجميع تصديقها وطاعته طاعة عمياء من دون سؤال والسبب في أن النفس – كما قال بن خلدون – تعقتد أن الكمال للغالب وعلى الجميع الافتداء به في حال ما تكتب له الغلبة .
ونلفت إلي مشهد آخر حول تعامل بعض الأباء مع الأبناء سواء بميلهم نحو تدليل الصبي أو تفضيله على الأنثى، وذلك يعود إلى الموروث الاجتماعي الجامد ، والعقلية الخاضعة للتربية التقليدية التي تتحكم بهذا السلوك الذي يحتوى على تناقض أساسي من خلال أفاعل مشابهة في أماكن أخرى تحمل عكس السلوك ، وهذا من طبيعة المجتمعات التقليدية المحكومة بنوعية التربية التي تؤدي إلي عدم المسؤولية وتعدد أنماط من السلوك الخاطيء وغيره ، ومن والمسائل الجديرة بالذكر انتقاء الزوج من قبل الأهل وفرضه بالإكراه على المرأة ، ناهيك عما ينجم عن تلك المسألة من مصير أسود ونتائج سلبية .
من هنا لابد أن تتضافر جميع الجهود من وسائل إعلام ومؤسسات تربوية واجتماعية ومراكز ثقافية في سبيل جعل كل ما يتعلق بالحياة صديقا للإنسان ومتصالحا مع الذات الإنسانية والاجتماعية بحيث نتقبل النقد البناء الذي لا يخرج ، بل يضئ جوانب الفكر الإنساني بعيداً عن التعصب .

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس