عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-10-2011, 03:23 AM
الصورة الرمزية قمة طويق
قمة طويق قمة طويق غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: قمة طويق
المشاركات: 911
معدل تقييم المستوى: 14
قمة طويق is on a distinguished road
رد: سر تأخر العرب والمسلمين

بدأ المسلمون رسالتهم العالمية بداية حسنة، فكانوا - أمة ودولة - نموذجًا حسنًا لتعاليم الإسلام،
واستفادوا استفادة صادقة من تاريخ الأمم الأولى..


جاء الخليفة الأول ( أبوبكر الصديق رضي الله عنه ) وليد شورى حرة ، وبيعة نزيهة.
وجاء الخليفة الثاني ( عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) بعد استطلاع للرأي العام لم يكن منه بد، ولم يكن عنه عوض.
وجاء الخليفة الثالث ( عثمان بن عفان رضي الله عنه ) وليد شورى من كبار الصحابة.
وجاء الخليفة الرابع ( علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) وهو رجل أوتي من الحكمة والفروسية وطلب الآخرة وازدراء الدنيا .




إن الدولة الإسلامية في صدر الإسلام كانت الوجه الجميل للرسالة الإسلامية، ثم بدأ تحول نشأ عن طبيعة العرب أنفسهم،
حين بدأت تشيع العصبية القبلية وتعود لأنفس المسلمين وتتحرك رافعة علم الدين !
وظهر ذلك حين بدأ الصراع الأموي ثم الصراع العباسي فكان كل بيت ينشد فضائله ومحافله ،
لا ننكر فضائلهم كخلفاء وكأمراء وقواد وحكام ، لكتهم وللأسف سمحوا لتلك الخصلة بأن تؤثر على نفوسهم ،


في صدر الإسلام كانت هناك شروط إن لم تستوفى في الخليفة لا يوافق عليه ، بينما في الخلافات التي بعدهم ..
لمجرد أصل قبلي أو لوجاهة أسرة معينة يستطيع أن يتسلم الخلافة ، حصل هذا في بعضهم وليس جميعهم،
فلذلك لم يسمي علماء الإسلامالخلفاء الراشدين سوى الأربعة الاوائل منهموالذين اعطوا الإسلام حقه ، ثم من بعدهم ( عمر بن عبدالعزيز . خامس الخلفاء الراشدين )
أصبح الحكم كلمة لرجل واحد بعد أن كان مشورة فيما بينهم .. وكأنما عقل واحد يدبر الأمور دون مشاورة فقد أوهنت أجهزة الشورى،
اما المال العام فكانت الأيدي تصرف منه بلا حسيب ، ولم توجد أجهزة للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..




أنا لا أنفيها نفيًا تامًا وقطعيًا هي موجودة، لكنها لم تكن تكفي فالبلاد في توسع والدولة لها من الأعداء من شرق وغرب ما يكفي لنهشها ،
وكانت تحتاج من رجال الحسبة والدعوة من هم في تقوى الصديق ، وشدة ابن الخطاب ونبل ذي النورين وحكمة ابن ابي طالب وزهد ابن عبدالعزيز..


لك تكن الدولة في حاجة الخلية الذي يمدحه الشعراء للعطايا ، ولا في حاجة الذي يقتل يمنة ويسرة ويعذب من يعترضه ،
انتشرت الفتن وأصيبت الدولة بالمرض والوهن ، ليس في كيانها فحسب بل في أنفس الناس ، فالرسالة قوية خاتمة ولكن الأنفس ضعفت .


إن العلماء قديمًا ْاثروا العلم واتخذوا الدين طريقهم وقالوا كلمة الحق لا يخافون في الله لومة لائم، وكم منهم من عذب فيها ولا يزال على كلمته لا يغيرها .


سبب ضعفهم نلخصه في تلك القومية التي هاجت في دماء الخلفاء وكل منهم ينادي باسم بيته ، وعادت إليهم حمية الأنساب
ورجحوا وساوس العروبة على وصايا الدين حتى استطاع أعداؤهم نهشهم من كل صوب ! بل إنهم قتلوا بعضهم من أجل الخلافة والحكم .


وإن نعجب الآن فنعجب من العلماء الذين يريدون أن يحكموا العالم ليس بمواريث الخلافة الراشدة ، بل بتقاليد البدو وقبائل الصحراء،
محرفين الكلم عن مواضعه وذاهلين عن فطرة الله في الأنفس وآياته في الآفاق !




 

التوقيع

 

لست أميرة ولآصاحبة سمو ولا إبنة سلطان ,,
لكن منذُ أن خُلقت وأنا اشعر بـــ أني ملكة ,,









اللهم ردني أليك رداً جميلاً




.
.
.
 
 
رد مع اقتباس