[عرجاني وافتخر]

الضغط الإمريكي على الخليج العربي للتعامل مع الكيان الصهيوني

بقلم : د. محمد مبارك جمعه


كتب ( بن فيشمان ) عضو مجلس الأمن القومي الإمريكي ( إن إس سي ) منذ عام 2009 حتى 2013
مقاله نشرت أمس في صحيفة ( نيويورك تايمز ) تحت عنوان ( حلفاء الشرق الأوسط غير المتوقعين ). ولعل هذه المقاله هي الأوضح والأكثر مباشره من بين جميع المقالات والتحليلات التي نشرت منذ بداية ملامح الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي الإيراني.
القصد هنا هو أن هذه المقاله هي الأوضح والأكثر مباشره في الحديث عما تحاول دول الغرب دفع دول مجلس التعاون الخليجي باتجاهه.
وهناك من المحللين من بدأ ينظر إلى الإتفاق الأمريكي الإيراني على أنه أداه غربيه مفتعله لدفع دول مجلس التعاون الخليجي باتجاه إسرائيل وإرغامها على التعامل معها.
بالعوده إلى مقال ( فيشمان ) المنشور في ( نيويورك تايمز ) يقول الكاتب إن على دول مجلس التعاون الخليجي أن تتخذ قرارا بالتعامل مع إسرائيل وفتح القنوات معها على مختلف الأصعده الأمنيه ، وبالذات مايتعلق منها بالقضيه الفلسطينيه.
وذهب الكاتب بعيدا جدا ليقول إن هذا هو الحل الوحيد أمام دول الخليج لمواجهة الاتفاق الأمريكي الإيراني إن كانت تريد حلا في متناول اليد , والحل الآخر من وجهة نظر الكاتب ، هو أن تجلس دول مجلس التعاون حابسه أنفاسها وهي تنتظر فشل مفاوضات التسويه النهائيه بين واشنطن وطهران ، وهو مايعتبر في النهايه حلا ليس بيد دول الخليج ولايمكنها أن تتحكم به على حد وصفه.
هل كان الهدف الفعلي لهذا الإتفاق الأمريكي الإيراني هو الضغط على دول مجلس التعاون وإرغامها على التعامل مع إسرائيل؟
إذا كان هذا هو الهدف فإنه بجميع المقاييس سيكون صعب التنفيذ , ولن تقبل به دول الخليج لأسباب بسيطه يأتي في مقدمتها الإلتزام الخليجي بأن عملية التطبيع مع إسرائيل لايمكن أن تكون إلا من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للسلام , والتي تلتزم فيها إسرائيل بحل إقامة الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس , أما السبب الآخر فهو أن إسرائيل ، وإن كانت تصدر بعض الضجيج حول هذا الإتفاق الأمريكي الإيراني , فإن المؤكد هو أنها كانت على علم تام بكل تفاصيل هذا الإتفاق , ولم تقم واشنطن بتنفيذه إلا بعد الاتفاق الشامل مع إسرائيل والتفاهم معها في هذا الخصوص.