عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-03-2006, 12:19 AM
الصورة الرمزية شما
شما شما غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 293
معدل تقييم المستوى: 19
شما is on a distinguished road
Thumbs up انفلونزا الأبناء



الأبناء قضية أزلية بدأت متاعبها منذ أن اختلف قابيل مع هابيل ونشب ذلك الصراع الشهير بينهما والذي انتهى بمقتل هابيل ومحاكمة قابيل كأول مجرم في الكون!
هل يمكن أن نلقي اللوم على سيدنا آدم عليه السلام في هذه القضية·· ونتهمه بأنه فشل في تربية أبنائه·· وهل أخفقت أمنا حواء في شيء ما·· فكان لها دور فيما حصل·· أو هل نستطيع أن نرمي البيئة الحجرية المحيطة بالاتهام بأنها تسببت في تحجر قلب قابيل·· وهل كان لرفيق السوء دور في القضية؟!
تلك الأسئلة السابقة الذكر·· جعلتني أشطح بخيالي·· وأتوهم بأن علماء علماء النفس والسلوك والجينات الوراثية والبيئية أغرقونا في نظريات واهية ليس لها مبدأ أو منطق·· عندما أقروا أن الأبناء يتأثرون بكل هذه النظريات·· إيجاباً وسلباً!
أعرف كثيرا من الآباء لا يفارقون المساجد·· ولا ينقطعون عن الصوم·· فلم يشفع لهم ذلك عند أبنائهم·· حيث نشأوا على أسوأ صورة·· بينما سمعت عن أبناء آباؤهم أحياء بالاسم فقط، بينما هم في الحقيقة أموات مقبرتهم حانات الخمور والميسر ورغم ذلك فقد نشأ الأبناء نشأة صالحة وكانوا سبباً في إصلاح آبائهم!
وما رأيكم في توأمين أشرقا على الدنيا·· فتوحدا في كل شيء·· يتناولان نفس الغذاء·· ويرضعان من ضرع واحد·· ويحصلان على نفس الاهتمام والعناية·· ثم وجدا نفسيهما في فصل دراسي واحد لنفس الرفقة·· وحصلا على الشهادة الثانوية بمعدلين متقاربين وبعد أن خط شاربهما·· خطب أحدهما صلب السيجارة وتزوج من الشيشة·· بينما اعتزل الآخر كل المنكرات·· وغدا رياضيا مشهورا·· بينما هما في الحقيقة خرجا من نفس الرحم وعاشا في نفس البيئة وقد لا يفرقهما عن بعضهما في المستقبل سوى هادم اللذات·· فأين الخطأ الذي وقع في حياة أحدهما ليختلف عن الآخر؟!
وأخيراً فالأبناء قد تصيبهم (الانفلونزا) ولكن هم جزء من زينة الحياة وهبة الخالق لعبده فلا يحق مقاطعتهم·· أو التنكر لهم·· ولابد من بذل الجهد في تحقيق الغاية المنشودة·· ويبقى الدعاء الصالح هو أقوى سلاح يمكن أن يتسلح به الطرفان·· وهذه هي وجهة نظري الشخصية·· التي قد يختلف معها الكثير·· ولهم الحق في ذلك!

 

التوقيع

 






 
 
رد مع اقتباس