عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24-05-2007, 04:37 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: دراسات خفيفة "موضوع متجدد"

إغاثة المقلوق.. بطرد البعوض

20/07/2003
هشام سليمان




جاء في كتاب "المستطرف من كل فن مستظرف" لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي المصري المتوفَّى عام 850هـ عن البعوض: "قيل إنه على خلقة الفيل إلا أنه أكثر أعضاء منه، فإن للفيل أربع أرجل وللبعوض ستا، أو يزيد عليه بأربعة أجنحة، وله خرطوم مجوف نافذ فإذا طعن به جسد إنسان استقى الدم وقذف به إلى جوفه فهو له كالبلعوم والحلقوم، ومما ألهمه الله تعالى إذا جلس على عضو إنسان يتتبع مسام العرق فإنها أرق وأسرع له في إخراج الدم، وعنده شره في مصه حتى قيل إنه لا يمص شيئًا فيتركه باختياره إلى أن ينشق أو يطار. ومن عجيب أمره أنه ربما قتل البعير وغيره من ذوات الأربع فتركه طريحًا".

هذا من علم الأقدمين، والكلام ينبئ عن كثير من الفهم والإدراك لشأن تلك الحشرات البغيضة، وهو إن كان لا يخلو من الغلط فإنه لا يعدم الطرافة، فهؤلاء القوم وصلوا لكثير من الحقائق عن طريق دقة الملاحظة وما كان لديهم مجهر أو أجهزة علمية أو، أو... حتى إن جانبهم الصواب أو ضلوا في التفسير.

والبعوضة حشرة بغيضة، بل لعلها من أبغض الحشرات إلى البشر والحيوان على السواء، ليس فقط لطنينها في الأذن أثناء النوم وهو وحده سبب كاف لأن يجن جنون المرء، بعد أن عزّ النوم في عصرنا هذا عصر القلق، ولكن لقرصاتها اللعينة التي تثير الحكة وتنغص الحياة، ومر الشكوى مما يسببه البعوض من قض المضاجع والمجالس سبق في نظم الشاعر الذي يرثي حال من احتوشه البعوض:

يململه فليس له قــرار
ويثخنه فليس له نهـوض

حماه قرصه وطنينه أن
يبيت وعينه فيها غموض



وليس الأمر يقف عند هذا الحد فهو زيادة على ذلك ناشر ماهر للأمراض، وكل عام يصاب حوالي 700 مليون شخص بأمراض مختلفة ينقلها البعوض، 300 مليون منهم يصابون بالملاريا الحادة، وبسببها يلقى مليون شخص منهم حتفه، أي 3000 شخص كل يوم، ولعل في هذا تفسير لشهرة أنثى بعوضة الأنوفليس الناقلة لمرض الملاريا الفاتك، بين أنواع البعوض المختلفة.

ومع ذلك الشاعر نصرخ ألا من مجير؟ ألا من مغيث؟ والناس يصرخون "يا أهل العلم.. أما من سبيل تخلو به الدنيا من البعوض؟"، والإجابة التي نطق بها أهل العلم سلفًا هي أن ذلك من المستحيلات.

المثير في هذا الصدد أن المعنيين بالبيئة يقولون بأن اختفاء البعوض من على سطح الأرض قد يتسبب في كوارث بيئية، معللين ذلك بأنه يلعب دورًا مهمًّا في التوازن الطبيعي والبيئي!

وهي علة تجعل المرء يشطح بخياله لدرجة أن يتصور قيام بعض غلاة الذين يؤلهون بكارة البيئة بالتظاهر والمطالبة بحماية البعوض لو أفلحت جهود العلماء في إيجاد وسيلة للقضاء عليه. وهذا لم يعد بمستغرب أو مستبعد في أيامنا هذه.

أنت صاحب الدعوة


الناموس يجد طريقه لمسام العرق

أيًّا كانت طباع البعوض وخلقته فإن الكثيرين يرددون دائمًا نفس السؤال كيف يعرف البعوض المكان الذي نتواجد فيه؟ بل كيف يهتدي مثلاً لفتحات بسيطة في الغطاء أثناء النوم، يدلف من خلالها ليقض مضاجعنا؟

العلماء يلخصون الإجابة في أن الحرارة المنبعثة من جسد الإنسان تُعَدّ بمثابة دعوة مفتوحة لمائدة شهية من الدم، وهي وغاز ثاني أكسيد الكربون الخارج مع أنفاس البشر؛ يشكلان معا دليلاً هاديًا للبعوض، وطريقًا موصلة إليه.

وإذا كنت ممن يحيرهم نفس السؤال، فبتفصيل أكثر يضيف الدكتور ريني أندرسون الطبيب المتخصص في علم الحشرات بجامعة كرونيل في نيويورك بأمريكا موضحًا: "وتستطيع البعوضة أيضًا أن تحس بوجودك من على بُعْد، فعندما تخرج أنفاسك، تخرج وهي حاملة معها غاز ثاني أكسيد الكربون أحد أشهر العوادم التي يخرجها البشر، والذي يتسرب من البشرة بطول وعرض مسطح الجلد أيضًا، وسوف تحمل النسائم هذا الغاز إلى البعوضة".

ومهما قلت نسبة وتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث منك في الجو، خاصة في الأماكن المغلقة، فهي ليست هبة مقطوعة، وإنما هي طرف خيط متصل يؤدي إليك ما دام النفس يتردد في صدرك، وتلتقط البعوضة هذا الطرف، وتطير بطريقة "زجزاجية" إلى أن تصل إلى الطرف الآخر، أي المصدر الذي هو أنت.

كذلك الرطوبة الخارجة من الجسم -والكلام ما زال لأندرسون- تضيف إلى عوامل جذب وهداية البعوض إلى البشر عاملاً، وغني عن البيان أن بخار الماء أحد مكونات النفس الخارج من الرئتين، فضلاً عن العرق الذي يتصبب من الجسم.

وعند نقطة العرق هذه نذكر بما نقلنا عن الأبشيهي في مستهل المقال "عن مسام العرق"، وزيادة في الإيضاح تكشف لنا البحوث العلمية الحديثة، أننا معشر البشر إن كنا متطابقين أصلاً فيما يخص كيمياء الجسم فإن فروقًا طفيفة يتميز بها البعض عن البعض الآخر، والبعوض يحبذ مواد كيماوية بعينها تخرج مع العرق وينجذب لرائحتها، ولربما كانت زجاجة مياه غازية في شرفة بليلة صيف، سببًا مباشرًا لخروج هذه الكيماويات التي تميز البعض دون الباقين.. هكذا يقول العلم الحديث.

وأخيرًا يوضح أندرسون أن حركة الجسم عامل جذب آخر؛ فالحركة مثيرة لانتباه البعوض، ومحصلة هذه العوامل هي التي تحدد لماذا أنت دون غيرك هدف للبعوض، وكيف يهتدي إليك!

طوارد البعوض



نعود لصراخ الصارخين بالمجير المغيث من البعوض وطنينه وقرصاته، ونقول بأن الحكومات لها أدوار في مقاومة تكاثر وانتشار البعوض تتلخص في عدم توفير البيئات المناسبة لعملية تكاثره من خلال حرمانه من الأماكن التي يتكاثر فيها، وردم البرك، وزرع نوع خاص من السمك يتغذى على يرقات البعوض، وغير ذلك من إضافة نوعيات خاصة من المبيدات الحشرية إلى تجمعات المياه الراكدة، أو التي تقل فيها الحركة من أجل قتل اليرقات.

لكن ما يعنينا على مستوى الأفراد هو كيفية إبعاد البعوض وطرده عنا، وعدم الجري وراء سراب القضاء المبرم عليه، وهي مهمة فوق الطاقة والجهد، ودونها المستحيل.

وإذا كانت المبيدات الحشرية تحد بعض الشيء منه، فإن الكافة أصبحوا على وعي بمضار استخدامها، وأصبحت هناك حالة نزوع إلى عدم اللجوء إليها، فضلاً عن أن اكتساب البعوض للمناعة ضدها أصبحت سمة مميزة له.


الناموسية هي الحل الأمثل

وقبل المضي في تعديد طرق طرد البعوض، نؤكد أن دراسات محترمة صدرت عن الكلية الأمريكية للأطباء ونشرت في دورياتها الداخلية، أكدت أن الأجهزة التي تصدر موجات فوق سمعية Ultra sonic مزعجة للبعوض دون البشر أثبتت عدم فاعليتها، وبالمثل يوصي د. أندرسون بعدم استخدام صواعق البعوض التي تستخدم ضوءًا بنفسجيًّا لجذب البعوض ثم صعقه، بأن هذه الأجهزة قد تجذب الحشرات الأخرى وتصعقها بالفعل، وربما بعض البعوض، لكن غالبيته يتجاهل هذا الضوء؛ لذا فهي وسيلة غير فعَّالة للتخلص من البعوض.

أما ترطيب أجزاء من بشرة الجلد ببعض الزيوت الطاردة للبعوض فتؤكد دراسات أن البعوض بعد 10 سنتيمرات فقط من مكان الدهان يمكنه أن يمارس هوايته في القرص دون إزعاج، يعني لا بد من طلاء كافة الجسم وهي عملية غير ممكنة دائمًا، وغالبًا مزعجة ومقلقة.

ومما سبق ذكره عن كيفية اهتداء البعوض إلينا شكّل إلى حد كبير الطرق المتبعة للطرد والإبعاد، فهناك على سبيل المثال الشموع التي تحترق، لتجذب حرارتها ورطوبتها مع غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجين عن الاحتراق البعوض بعيدًا عن الإنسان، وهي لها أسماء وماركات مختلفة باختلاف المكان، وقد يضاف إليها مادة كيماوية تُدعى "أوكتينول"، وهي إن كانت تجذب الكثير من البعوض وتخدعه فإنها لا تمثل حلاًّ ناجعًا لإبعاد البعوض، ويبقى من حظ الذين يقطنون بأماكن موبوءة به كثير من القرصات، بل وتذهب بعد الدراسات إلى أن الفارق بينها وبين الشموع العادية لا يذكر، وهي حلول تصلح مؤقتا للأماكن المفتوحة للهواء الطلق "Outdoors".

وأفضل من كل ما سبق إذا كنا نبحث عن طوارد للبعوض بالرائحة أو الإزعاج، أقول ماذا لو أضفنا للمكان لمسة جمال، بتطويقه بسياج من شجر "النيم" الطاردة للحشرات، وخاصة البعوض والمن، فمتى امتصت الحشرات عصارة أوراق النِّيم أو أزهاره أصيبت بالعقم، وذكور البعوض لا تغتذي بدم الإنسان، بل غذاؤها رحيق الزهور يعني العقم مصير ذكور البعوض، إذن فهي وسيلة آمنة، لا تقضي على أجيال البعوض الحالية وحدها فحسب، بل تئد فرصة أجياله المقبل في الظهور أصلاً.

ولا يبقى بعد ذلك إلا بعض الطرق الميكانيكية، فالنوم وراء "الناموسيات" وعطلة النوم من الكوابيس -طبعًا مع صلاح البال- يضمن نومًا هانئًا خاليًا من إزعاج البعوض، وأفضل من ذلك وضع شِباك السلك المانعة لدخول البعوض من النوافذ والأبواب إلى المنازل والبنايات أصلاً، وهو حل يحل أكثر من 95% من المشكلة جذريًّا في الأماكن المغلقة "Indoors".

خلاصة القول وبيت القصيد، إن شجرة نيم في المنزل، وشبكة سلك أفضل من كافة الطرق الأخرى التي تبدو مبهرة وناجعة في طرد البعوض، وهي في الحقيقة محض زيف واستثمار مربح للشركات التي تجني الملايين وهي تدغدغ أماني الخلق بحلول سحرية تطرد البعوض

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس