عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2014, 01:24 PM
محمود المختار الشنقيطي محمود المختار الشنقيطي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 968
معدل تقييم المستوى: 12
محمود المختار الشنقيطي is on a distinguished road
ومضة من رسالة"ابن القارح" (4)

ومضة من رسالة"ابن القارح" (4)
يقول ابن القارح :
(وأقبلتُ على نفسي مخاطبا،ولها معاتبا،والخطابُ لغيرها والمعنى لها :
لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم! أما تستحيون من طولِ ما لا تستحيون! فكنْ كالوليد تُقلّبه يدُ اللطف به على فراش العطف عليه،تُصرف إليه المنافعُ بغير طلب منه لصغره،وتُصرف عنه المضار بغير حذر منه لعجزه. أما سمعتَ الرسول عليه الصلاة والسلام إذ يقول في دُعائه : "اللهم اكلأني كلاءة الوليد الذي لا يَدري ما يُرِيد ولا ما يُرَاد". ألا متعلق والإذلال أذيالُ دليله؟ ألا مُعِدٌ مطيّةً ورَحلاً ليوم رحيله؟ يا هَلَاه! الدلجة الدلجة! إنه من لم يسبق إلى الماء يظمَ. إنما منعتكَ ما تشتهي ضنا بك وغيرة عليك،قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " إذا أحب الله عبدا حَمَاه الدنيا"وأنت تشكوني إذا حميتكَ،وتكره صيانتي إذا صُنتكَ. ألا لائذ بفنائنا ليَعِزَّ؟ ألا فارٌ إلينا فار منا؟ يا من له بد عن كل شيئ،ارحم من لابد له منك على كل حال! الله يُغني بشيء عن شيء،وليس يُغني عنه بشيء،فلهذا قال جبريل للخليل : ألك حاجة؟ قال : أما إليك فلا،الله يستحق أن يُسأل وإن أغنى،لأنه لا يُغنى بشيء عنه. أطعه لُتطيعه ولا تُطِعْهُ ليطيعك فتفتر وتملّ. من ترك تدبيره لتدبيرنا أرحناه! جلّ من لوالب القلوب والهمم بيدهِ،وعزائم الأحكام والأقسام عنده :
أنسيتَ ذكر أحبة * ينسون ذنبك عند ذكركْ
وجفوتهم،ولطالما * كانوا – خِلافك – طوع أمركْ
وصبرتَ عند فراقهم * ما كان عذركَ عند صبرك؟
(..) يا واقفا بالتّهم كم كمْ؟ أليس يقول لكَ : "ما غرك بي؟ تقول : "حلمُك"(..)
أمِنْ بعدِ شُربكَ كأس النهى * وشمك ريحان أهل التقى
عشقتَ فأصبحتَ في العاشقيــــن أشهر من فرسٍ أبلقا؟
أدنيايَ،من غَمر بحر الهوى * خُذي بيدي قبل أن أغرقا
أنا لكِ عبدٌ،فكوني كمن * إذا سرّه عبده أعتقا.){ ص 53 – 54 ( رسالة الغفران" للمعري : تحقيق : الدكتورة عائشة عبد الرحمن"بنت الشاطئ" / القاهرة : دار المعارف / الطبعة السادسة / 1397هـ = 1977م }.
استومضها لكم : س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س: سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب

 

التوقيع

 

أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))

 
 
رد مع اقتباس