حكومتنا وحكومة المملكة العربية السعودية!
الثلاثاء, 29 سبتمبر 2009
د.فالح العمرة العجمي
جريدة الرؤية
قبل ايام قليلة احتفلت المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، وقدمت بهذه المناسبة هدية للعالم، وكانت عبارة عن جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية، التي أبهرت الحضور ومن بينهم رؤساء دول، كل هذا النجاح والتميز كان سببه الرؤية الواضحة والتخطيط السليم لبناء الدولة، والسهر والتعب من اجل التطور والنمو الحضاري، جامعة الملك عبدالله التي استغرق مدة انجازها ألف يوم، وهي مثال للسرعة والجودة والتميز، هذه الجامعة مجرد مثال واحد للبناء والعطاء والانجاز والتطوّر في المملكة العربية السعودية، والامثلة لتميّز المملكة كثيرة ومنها على المستوى التعليمي، تم بناء اكثر من عشرين جامعة في السنوات الأخيرة، منتشرة في انحاء المملكة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها، فضلا عن الكليات التقنية والصحية، وهذا الإنجاز حل الكثير من المشكلات لدى الطلبة الراغبين في التحصيل العلمي وكان يصعب عليهم ذلك للمسافات الطويلة والشاقة، وفي المقابل لدينا في الكويت جامعة واحدة، وعندما سئل مدير الجامعة عن انشاء فروع للجامعة في بعض المحافظات، كان رده هزليا فقال جامعة الكويت ليست جمعية تعاونية لكي يكون لها فروع، وما علم هذا العملاق الجهبذ أن كبريات الجامعات في العالم لها فروع في الكثير من البلدان، وهي ليست جمعيات تعاونية كما يقول، واذا كانت هذه رؤية مدير جامعة الكويت فلا عزاء لنا، وان نظرنا الى بعض تطلعات المملكة اقتصاديا، رأينا الإعلان عن إنشاء ثلاث مدن اقتصادية في الجبيل الصناعية وحائل ورابغ، بل انه سيتم الإعلان عن مدينتين صناعيتتين في الايام القادمة.
واذا نظرنا الى ميناء ينبع التجاري ومدينة ينبع الصناعية لعلمنا انها جهود جبارة لتطوير وتنمية دولة، وفي مجال الطيران وسعت المملكة مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وحوّلت مطار المدينة الى دولي فأصبح في المملكة اربعة مطارات دولية، والمطار الخامس هو مطار الملك عبدالله في مدينة رابغ الاقتصادية في المستقبل، ونحن عاجزون عن توسيع مطارنا او بناء مطار جديد، وان نظرنا الى خطوط السكك الحديدية الجديدة، من مكة الى المدينة ومنها الى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، والى باقي مناطق المملكة التي تم اعتمادها، من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب لعلمنا انها والله الإرادة والعزيمة القوية لتحدي الصعوبات، ويكفي ان المملكة صرفت في السنوات الأخيرة اكثر من سبعين مليار ريال سعودي على مكة المكرمة والمدينة النبوية، من توسعة طرق وشبكة الخدمات وتوسعة الانفاق وتطوير المناطق المجاورة، وتوسعة الحرمين الشريفين وتوسعة الجمرات واماكن مناسك الحج، هذه بعض انجازات ومشاريع المملكة العربية السعودية وأقول بعض وليس كلها، ويحق للمواطن السعودي بعدها ان يفرح ويسعد بهذه الإنجازات، وهو يرى ان حكومة بلاده تسعى لخدمته وتسهر على راحته، وتسعى لتنمية الوطن واعداد المواطن لخدمة بلاده، اما حكومتنا الرشيدة ادام الله عزها فهي لها رؤية غير تتميّز بها عن باقي الدول، ولها أولويات لم تطرأ على بال أحد، لكي يعجز الآخرون عن لحاقنا في الإنجاز والإبداع، فحكومتنا في البداية انشغلت على راحة المواطن فأخلصت كل الإخلاص في تدمير ممتلكات المواطنين وقهرهم في تدمير دواوينهم بحجة تطبيق القانون وأملاك الدولة، والقانون لا يطبق الا على الدواوين وأماكن معينة فقط، أما سرقات واغتصاب أراضي وأملاك الدولة الشاسعة فحدث ولا حرج فحكومتنا تغض النظر عنها والدليل على ذلك البحر الذي حرم من الانتفاع منه المواطن الكويتي من اجل فئة قليلة، هل رأيتم في دول العالم كما ترون على شواطئنا، بل انظروا كيف خارت قوى القانون عند القسائم الصناعية المخالفة، سواء المصانع المخالفة التي قتلت اهالي ام الهيمان بسمومها، ام غيرها التي في الشويخ، بل انظروا كيف تبدع حكومتنا في ملاحقة المواطن، عندما تهدم غرف الخدم من امام منزل المواطن بل وصل الامر الى هدم المساجد الكيربي بحجة تطبيق القانون، وآخر ابداعات الحكومة هذه الأيام نيتها إزالة السلالم الخارجية من البيوت وملاحقة الجواخير المخالفة على حد زعمها، الا يوجد أمور أكبر تفكر بها الحكومة من قهر المواطن البسيط حتى تسحقه بهذه الطريقة؟
ألم تسأل الحكومة نفسها في يوم من الأيام لماذا هذا المواطن بنى ديوانية امام منزله او غرفة خدم او سلالم خارجية؟ الا تعلم الحكومة انها هي من صنع هذا الحال، فمساحة بيوت المواطنين الذين بنوا هذه الدواوين او غرفة الخدم او السلالم الخارجية لا تتجاوز الـ300 متر مربع بمعنى انه تم سرقة مساحة منازلهم، أين القانون الذي تتحدث عنه الحكومة، حكومة لا تسعى الى انجاز يذكر الا التمتع والتفنن بقهر المواطن البسيط، حكومة لا تفكر في بدائل ممكنة لراحة المواطن وتطبيق القانون، حكومتنا خبيرة في الهدم وملاحقة الجواخير، حكومتنا ليس لها رؤية ولا خطة الا الإزالة والهدم والقمع والقهر، حكومات الدول الخليجية تسعى الى بناء الوطن والمواطن، وتخطط للمشاريع الكبرى وتنمية اوطانها، وحكومتنا لم تحل مشكلة انقطاع الكهرباء في الصيف منذ ثلاث سنوات، حكومة لم تنجز مستشفى جابر الى الآن او استاد جابر الرياضي، حكومة لم تنجز جامعة الشدادية التي نسمع عنها منذ سنين طويلة، حكومة لم تهتم بالمستوى التعليمي او الصحي او الإسكاني او البيئي، حكومتنا تعجز عن حل مشكلة محطة مشرف وإغلاق منهولها، هل ادركنا الفرق بين حكومتنا وحكومات الدول المجاورة؟