[د.فالح العمره]

حرية الفكر أم حرية الكفر !!

الاثنين, 14 سبتمبر 2009

د.فالح العمرة العجمي

جريدة الرؤية

بين فترة وأخرى تخرج علينا بعض الثعابين الليبرالية وتبث سمومها في الساحة الاعلامية، لا هم لهم إلا دين الله والنيل منه بأساليب شتى، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، يهاجمون الإسلام بكل سلاح ويسفّهون شرائع الله، ويشكّكون في العقائد والإيمان، وإذا تم كشف زيفهم ومهاجمتهم، قالوا نحن لا نهاجم الإسلام، بل نهاجم الأشخاص والإسلام السياسي والمتأسلمين، وهذه صحفهم تنادي بالحريات الزائفة والخادعة، من أجل الانطلاق في فضاء الدنيا من دون قيود دينية أو ربانية، وهذه هي الحرية المطلقة التي تقوم عليها مبادئ الليبرالية، وهي حرية الكفر بالله والدين، إذ لا حدود لهذه الحرية ولا رادع، ولا أدل على ذلك إلا خروج بعض كتاب بني ليبرال هذه الأيام وهم يتهمون الإسلام بالتخلف والرجعية، وجعلوا سبب تخلف المسلمين وتأخرهم هي الصلاة لله رب العالمين والتفاتهم يوميا يمنة ويسرة في أداء الطقوس كما يقول.

بالله، ماذا جنينا من الليبرالية التي احتضنها هذا ومن هو على شاكلته وآمن بها؟ قولوا للناس يا ليبراليي العرب.. ماذا قدمتم للأمة؟ هل اخترعتم اختراعا لم يسبقكم إليه أحد؟

هل صنعتم لنا سيارة أو طيارة أو سفينة؟ هل طورتّم سلاحا أو صنّعتم جهازا أو عقارا نعالج به مرضى إنفلونزا الخنازير أو نعالج به عقولكم الفارغة؟ هل قدمتم لمجتمعاتكم ما هو نافع غير حرية الشهوات والتحرر من القيود الربانية، ماذا قدمتم لأمتكم؟

نحن الإسلاميين متخلفون ورجعيون بحد زعمكم، وأنتم الليبراليون المنفتحون على المجتمعات الغربية والمتقدمون، بالله عليكم زوّدونا بالتقدم والإنجازات التي قدمتموها للأمة والوطن، ماذا قدّمتم؟ فالكل متشوّق ومتعطش ليسمع ويقرأ إنجازاتكم.

سأقول لكم ماذا قدّمتم ليعرفكم الناس، قدمتم روايات خليعة ماجنة مفلسة ووساوس شياطانية، تدور فكرتها ومحورها على المرأة والكؤوس والليالي الحمراء، ومن ثم تقولون هذا هو الأدب، وتلك هي الرواية التي فقدها العرب والمسلمون منذ زمن بعيد، تقدّمون الأبيات الشعرية الكفرية والروايات المليئة بالزندقة، وتصفقون لبعضكم البعض في نواديكم الليلية، وتقولون هذا هو الإنجاز والإبداع الأدبي، تنادون فقط بخروج المرأة وتطالبون بحقوقها ليس لمصلحتها، إنما لمصالحكم الضيقة ومن ثم تقولون: (هل رأى العقل سكارى مثلنا؟!) تبا لكم ما أتعسكم وأفشلكم، تسعون وراء ملذاتكم وتنادون بالانفلات الأخلاقي والعبث الفكري باسم التمدن والحرية الشخصية والحرية الفكرية والأدب الحر، ومن ثم تهاجمون خصومكم وتصفونهم بالتطرف والتخلف والرجعية لأنهم تمسّكوا بأوامر رب البرية، قاتلكم الله أنى تؤفكون، بالله عليكم عندما يخرج أحد المؤمنين بليبراليتكم ويقول إن سبب تخلفنا هو طقوسنا التي نؤديها يوميا، مشيرا بذلك الى الصلاة، هل نفهم من ذلك أنه لا يؤمن بالصلاة ولا الزكاة ولا حتى بصيام رمضان؟ هل هذه هي الحرية الفكرية الكفرية التي تطالبون بها، يعني إما أن نتبعكم وننساق وراء مخططاتكم وشهواتكم وملذاتكم ونفاقكم وكفركم، أو نكون رجعيين متطرفين متخلفين جهلة، «والله، لا يصلح لكم إلا درة عمر الفاروق حتى تخرج الوساوس الشيطانية من رؤوسكم»، وحتى تدركوا خطورة أفكاركم المتطرفة والخارجة عن الدين.