عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-12-2010, 07:49 AM
الصورة الرمزية dalia
dalia dalia غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
dalia is on a distinguished road
12062 واقع الإعلام العربي والقنوات الغنائية

بحث حول واقع الإعلام العربي والقنوات الغنائية
تاريخ النشر : 2009-05-15 عدد القراءات : 113


تتفاوت آراء الإعلاميين حول دور وسائل الإعلام، فمنهم من يعتبر أن الإعلام هو مرآة تعكس ما يدور في المجتمع, وبالتالي فإن دورهم هو تلبية رغبات الجماهير وأذواقهم على اختلافها, حتى وإن كان هذا يعني عرض كل ما هو سلبي ورديء وقذر!! وحتى وإن أدى ذلك إلى نشر الفساد والفوضى وتدمير أخلاق الشعوب. ولا يخفى أن هذه الفئة إمّا ممن لا تعرف ماذا تفعل ولماذا؟ أو أنها تعرف نماماً ما تريد!!

بينما نرى أن دور وسائل الإعلام أول ما يكون هو دور تربوي تعليمي تثقيفي توجيهي يدعم الخير والقيم، ويؤدي إلى التغيير نحو الأفضل.

ولتوصيف واقع وسائل الإعلام وكيفية استخدامها في العالم العربي بشكل دقيق لا بدّ من ذكر بعض الإحصاءات للإحاطة ببعض الجوانب, ونحصر الدراسة هنا في التلفاز كأهم وسيلة إعلامية وأكثرها تأثيراً. ونطرحها في النقاط التالية:

* يتم تشغيل التلفاز فترة طويلة نسبياً في اليوم وقد لا يطفأ في بعض البيوت ليكون أُنساً لهم حتى وإن كانوا مشغولين بأمور أخرى.

وقد بيّنت إحدى الإحصائيات أن "الفرد في USA يشاهد من عمر اثني عشر عاماً وحتى الستين ما يعادل تسع سنوات من عمره". وبعمليات حسابية بسيطة يتبين أنَّ هذا الشخص يقضي في اليوم أربع ساعات ونصف أمام التلفاز, ولا نظن أن الشخص العربي يقضي أقل من الغربي, وخصوصاً مع نسبة البطالة الكبيرة والجهل والتخلف والفراغ لدى الشعوب العربية.



"واستعرض الدكتور محمد مراد عبد الله نتائج دراسة ميدانية أعدتها الجمعية حول هذه الفضائيات، حيث أشارت تلك النتائج إلى أن متوسط عدد ساعات مشاهدة النشء للتلفزيون يبلغ 5 ساعات خلال العطلات، و2,5 ساعة خلال فترات الدراسة. أي يعادل عدد ساعات مشاهدة النشء للتلفزيون خلال فترة الدراسة عدد ساعات الاستذكار (2,5 ساعة لكل منهما). وهناك تلفزيون لكل فردين من أفراد الأسرة، بمعنى أن عدد التلفزيونات في الأسرة يساوي نصف عدد أفراد الأسرة (متوسط عدد التلفزيونات في المنزل الواحد 3,5 تلفزيون).



وكشفت الدراسة أيضاً أن 53% من الذكور و44% من الإناث لكل منهم تلفزيون خاص به في غرفته، وبالتالي تتم المشاهدة من دون أي رقابة أو ملاحظة من الوالدين" ويذكر أن هذه الإحصاءات في المجتمع الخليجي.



* هناك تسابق واضح على إنشاء القنوات الفضائية وخاصةً الغنائية منها في بعض البلاد العربية, "رغم قلة المدارس والمدرسين, وحاجتها لمزيد من الخبز والثياب لإطعام الجياع من أبنائها, وكسوة العراة فيها".



* يبحث المشرفون على الإعلام عن إرضاء جماهيرهم وتلبية رغباته بعض فئات المجتمع التي يميل بعضها إلى الأخبار المثيرة، والمعلومات التافهة، والتسلية الهابطة المبتذلة. من أجل استقطاب أكبر عدد من المتابعين وما ذلك غالباً إلا لتحقيق دخول إعلانية كبيرة. بغض النظر عن مَدى دعمها القيم والأخلاق وترسيخ الدين والقيم في المجتمع.



* تتنافس هذه القنوات الغنائية فيما بينها من أجل الربح فكل منها "تعتمد في مادتها على مبدأ شد الانتباه من خلال البريق والإبهار الإعلامي العالي والخالي من أي مضمون حقيقي،..., دون مراعاة للجوانب الأخلاقية، ودون مراعاة للقيم والتقاليد، ودون مراعاة لهذا القطاع العريض الحساس من المراهقين والأطفال الذين يشاهدون هذه المثيرات". وهذا ما دعا إلى تسميتها بالفضائيات الهابطة.



وقد قامت مجلة الفضائيات(جود نيوز تي في) (Good News TV) في عددها الصادر في نيسان/أبريل 2008 باستبيان تحت شعار (شاهد ما تريد) فتوجهت للجمهور وأساتذة الإعلام لسؤالهم عن معنى القنوات الهابطة، وما هي أبرزها بالنسبة لهم، وطرق مواجهة هذه القنوات، ومدى موافقة الجمهور على الفتوى الشهيرة بقتل أصحاب الفضائيات الهابطة. وجاءت نتائج الاستطلاع المنشورة في عدد كانون الأول/ديسمبر 2008 كالتالي: أكثر من 78 % من المشاركين رأوا أن القناة الهابطة هي التي تعرض أغنيات مصوّرة أو مواد يغلب عليها الطابع الجنسي، والتي تعتمد على مسابقات الأسئلة الساذجة من تقديم فتيات فقط، والتي تقدم مواد تعارض قيم المجتمع. أما أراء أساتذة الإعلام والاجتماع فعرّفت القناة الهابطة بأنها "تهبط بالمجتمع وبالذوق العام سواء كان بصرياً أو سمعياً أو فكرياً، وهي التي تعتمد على التلقين أو التسلية (غناء وأفلام فارغة ... ) ولا تقدم التثقيف.



* تقوم الإذاعة والصحف والمحلات حالياً بدور داعم للقنوات الغنائية من حيث التركيز على الأغاني والمغنين وأخبارهم وتكريمهم والإعلاء من شأنهم. وتزدحم شبكة الإنترنت بمواقع خاصة بالمغنين والمغنيات ومنتديات خاصة بمُعجبيهم.



* هناك تلازم بين القنوات الغنائية وخدمة إرسال الرسائل النصية إلى هذه القنوات، فترى شريط أو أكثر في أسفل الشاشة يتوارد عليها رسائل التعارف, والعبارات الخالية من أي معنى. وليس هذا فقط فقد تجد مسابقات وألعاب على يمين الشاشة تستقطب مئات المشاركات عبر رسائل الهاتف الجوال (SMS).



* ينشئ المشاهدون وخاصة الشباب علاقات معنوية قوية مع المغنيين والمغنيات, بحيث يطغى على أحاديثهم الكلام عن المغني فلان أو فلانة، ماذا يفعل؟ ماذا يأكل؟ ماذا يلبس؟ ولا بد لكل شاب من تغطية جدران غرفته بصور هذا المغني أو تلك المغنية, إن لم نقل دفاتره وكتبه.





هذا وإن القنوات الغنائية وغيرها أحياناً تقدم نشرات إخبارية فنية، تدور حول الفنَّانين، ودقائق تفاصيل حياتهم من مواعيد نومهم واستيقاظهم إلى نوعية طعامهم إلى ماركات ملابسهم، وكأنهم في هذا يوحون للشباب بأنَّ هذه الأخبار مهمّة وجوهرية، وأن هذا ما يجب عليكم أن تفعلوه ... فيبدأ الشباب والشابات بتقليد هؤلاء المغنين والمغنيات، ليزيد تعلّقهم واقتدائهم بهم وخاصة وأن هذا الجيل يفتقد القدوة الحسنة والمثل الأعلى، فيبحث بفطرته عن هذه القدوة فلا يجد حوله أو حتى عبر وسائل الإعلام إلا أشخاصاً أُطلق عليهم لقب النجومية !! فكيف لا يقتدي هذا الشاب بنجم !؟



* أما الأغاني المعروضة فذات كلمات رديئة, تحمل كثيراً من المعاني المريضة، وبعضها يتدنّى إلى مستوى كبير من الفساد والفُحش، ألحانها مكررة معظمها صاخبة. ويصاحبها ما يسمى "بالفيديو كليب " المثير للغرائز غالباً بأشكال ممثَّليه أو حركاتهم، لتشكل بمجموعها قصة حبٍّ هزيلة، تُمرِض النفس وتشغل القلب. وتطرح مفاهيم زائفة غريبة عن مجتمعاتنا تجعل منها مفاهيم عادية مشروعة.



"وفي بحث للدكتور أشرف جلال المدرس بكلية الإعلام في جامعة القاهرة حول "الفيديو كليب" وأثره: أكد أنه بتحليل 364 أغنية بثّتها قنوات مزّيكا، وروتانا، وأبو ظبي، ودريم1، والفضائية المصرية، والأولى المصرية بلغت نسبة اللقطات المثيرة 77%، والتي تتمثل في الرقص والحركة بنسبة 51%، وفي الملابس بنسبة 22%، وبإيماءات الوجه بنسبة 10%، وبالألفاظ بنسبة 10%، وفي فكرة الأغنية بنسبة 5%. وغلبت القيم السلبية على القيم الواردة في الأغاني بنسبة 58%، منها نسبة 33% لقيم الخيانة، و25% للغدر، و22 للتجاهل وعدم التقدير، و5% للكراهية. بينما بلغت نسبة القيم الإيجابية 22% فقط، منها 31% عن الحب، 20% للوفاء، 13% للإخلاص، 13% للانتماء. وأشارت الدراسة أيضا إلى أن عينة الأغاني تعكس البيئة الغربية بنسبة 70%، والبيئة العربية بنسبة 30%".



* أقيمت في السنوات الأخيرة برامج لإطلاق المغنين والمغنيات نظراً لقلتهم, وحاجة الأمة الماسة لأعداد إضافية منهم. وهي نسخ عربية من برامج أجنبية, مثل برنامج "سوبر ستار" النسخة العربية من برنامج (American Idol) الذي يُعرض أيضاً على شاشة إحدى المحطات العربية. أو ذلك البرنامج "ستار أكاديمي". وقد اجتذب هذان البرنامجان نسب مشاهدة هائلة, وتمت تصفية المشتركين بناءً على تصويت المشاهدين عبر حلقات تمتد لأشهر, ولكم أن تتخيلوا كم كلّف ذلك الجماهير المنوّمة!.



* يبتعد المضمون الإعلامي في الدول العربية الإسلامية عن أي صبغة إسلامية, "فحوالي 90% من المادة المذاعة والمنشورة تبعد بعداً تاماً عن عقائد الجماهير الإسلامية, وتهدم ما بنته المادة الإعلامية القليلة المرتبطة بالقيم الإسلامية والتي لا تتعدى 4% من مجموع ما يوجه إلى الجماهير من برامج أجهزة الإعلام على اختلافها".



* ظهرت في السنوات الخمس الأخيرة بعض الأغنيات الدينية (المصورة كفيديو كليب) على خجلٍ, كان رائدها "سامي يوسف" الذي أعطى للأناشيد الدينية نكهة جديدة خرجت بها عن إطارها التقليدي وأخذت بعض الفضائيات تبثها مع الأغاني العادية. وانفردت 4 أو 5 قنوات بإنشاد ديني فقط, مقابل الكم الهائل من القنوات الغنائية التي تجاوزت 300 قناة غنائية, منها 100 قناة هابطة.



وختاماً كحال أي تكنولوجيا حديثة برز التلفاز بمنافعه ومضاره قوياً, يمدّ سلطانه وتأثيره على الشعوب, غنيِّها وفقيرِها, المتربعة على أعلى درجات الحضارة وأدناها, يُسيِّرُه ويوجِّهه سلطان المال تبعا لمصالح أصحاب النفوذ والسلطة في العالم ذوي الغالبية اليهودية. ليمارس غزواً فكرياً بمعناه الشامل الديني والقِيَمي والأخلاقي, وخصوصاً بعد الانفتاح الإعلامي والثّقافي الكبير الذي وفرته وسائل الاتصال الحديثة من أقمار صناعية وانترنت وغيرها.



وهذه الوسائل تمثّل قوى تعمل على"تحطيم عوامل المناعة و الحصانة والقوة والمقاومة في قلب أمتنا الإسلامية, من خلال بثِّ السُّموم في العروق حتى خدرتها, وحتى أحدثت تلك التحوّلات من القوة إلى الوهن, ومن الصمود إلى الاستسلام, ومن المقاومة إلى تقبّل ظلال التبعيّة والنفوذ الوافد في مختلف مجالات الفكر".



ولهذا كان لزاماً التعامل الذكي مع هذه التقنيات الحديثة, وتحويلها إلى أدوات تساهم في تمكين الدين في الأرض, وتحسين مستوى الإنسان "بدرء المفاسد بالتصحيح أو الفضح للحيلولة دون زيادة انتشارها, وسريان سمومها, والتحرر من مقاييس التغريب ومذاهبه والمفاهيم التي يحاول أن يفرضها". وهذا يتم بنشر الوعي بين الناس وتنبيههم إلى خطر ما يتعرض له أبناؤهم وتبيان آثاره وسلبياته.



"ولابد هنا من الإشارة إلى مبادرةٍ قامت بها جمعية توعية ورعاية الأحداث في الإمارات, فقد أطلقت حملةً شعبيةً تشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة ظاهرة انتشار "الأغاني الفاضحة والمبتذلة", ورسائل الجوّال القصيرة التي تبثها بعض الفضائيات وتحتوي على عبارات مُخِلَّة بالآداب ومنافية لقيم المجتمع. وشعار تلك الحملة التي ستستمر لمدة خمس سنوات "لا للمحطات الفضائية الهابطة". وتمّ رصد ملايين الدراهم لهذه الحملة، بدعم من رجال الأعمال والشخصيات المجتمعية في دولة الإمارات.



ووضَّح قائد عام شرطة دبي الفريق "ضاحي خلفان تميم"، الذي يترأّس الجمعية أن هذه الحملة تهدف إلى نشر التوعية بين الأسر والشباب, وحثِّهم على مقاطعة الفضائيات الهابطة, وقال إنه يخشى من أن يؤدي استمرار بثِّ هذه الفضائيات بهذا النوع من البرامج إلى إلغاء كلمة (عيب) من قاموس المجتمع, وأن يصبح التعرّي والإباحية من الأمور العادية في المجتمع".



وهذا مثال لما يمكن أن يقوم به الأفراد والجمعيات من أجل الوقوف في وجه الفساد في المجتمع, للحدّ منه, وتوعية الناس بضرره.



وليس هذا فقط بل من المفروض أن يكون هناك إنتاج معاكس لهذا الإنتاج الفاسد, ومكافئ له جودةً وتقنيةً, فما نراه على شاشات التلفزة برامجُ ترفيهٍ مثيرةٌ وجذابةٌ, مصمّمةٌ ومُخرجةٌ بتقنياتٍ عالية جداً, بينما نرى البرامج الجادّة الهادفة مملّة وكئيبة وفقيرة. وهذا لا يتمّ إلا بوجود طاقمٍ إعلامي مسلم واعٍ يعمل ضمن مشروع إعلاميٍّ موحّدٍ بمعايير واضحةٍ, يأخذ على عاتقه الارتقاء بالفرد, وترسيخ القيم والأخلاق من أجل بناء المجتمع وتنميته. وليكن الرسول r قدوته في ذلك فلقد "استفاد r من وسائل الإعلام المتاحة في شبه الجزيرة العربية, فقام باقتباس بعضها, أو تعديل مسارها وتطويرها, وتوظيفها لخدمة الدعوة الإسلامية".



ولا يغيب عنا أنه من العبث أن يقومَ المسجد بدوره, فيهدمُ التعليم ما بناه المسجد, ويقومَ البيت بدوره فتهدمُ أجهزة الإعلام ما بناه البيت. وهذا ما نراه واقعا معاشاً ينعكس تشويشاً وتذبذباً عند هذا الجيل. فينبغي أن يكون عمل كل هذه الأجهزة متكاملاً يشدّ الواحد منها أزر الآخر.



هذا كله قد يخفف من وطأة الواقع السيّئ الذي تعيشه الأمة, فالمسألة ليست مسألة أغنية يستمع لها الشباب أو لا, ولكن هو وضعٌ عامٌ تتداخل فيه عوامل شتّى لتهوي به مجتمعةً. وليس العلاج سوى علاج هذه العوامل واحداً واحداً. فإذا كان أحدها هو أغنية عربية انهزامية هابطة, فينبغي أن نشخص المشكلة, ونضع يدنا على الأسباب الحقيقية, وما ينتج عنها من آثار, لنفكر فيما بعد بالحلول. الملائمة الشافية.

بقلم : ضحى فتاحي



المراجع:



1. سعد الدين, د.محمد منير: الإعلام قراءة في الإعلام المعاصر والإسلامي. دار بيروت المحروسة, بيروت, ط3, 1422هـ-2002م.

2. العبد, د. عاطف عدلي: الاتصال والرأي العام. دار الفكر العربي, القاهرة, 1414هـ-1993م.

3. موقع مجلة صوت الوطن: www.alwatanvoice.com

4. موقع جريدة القدس العربي اللندنية: www.alquds.co.uk

5. موقع المجلس اليمني:www.al-yemen.org

رد مع اقتباس