مقدمة
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله ، ورضي الله عن صحابته الكرام ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بفضلك اللهم .
وبعـــد :
فقد ثبت في الخبر الصحيح عن النبي r أنه قال : {لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ، على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ، حتى يأتي وعد الله وهم كذلك } ([1]) ([2]) وبين أنهم يقاتل آخرهم الدجال ([3]) وينزل فيهم عيسى ابن مريم - عليه السلام - عند قيام الساعة .
وعُلم يقينًا أن هذه الطائفة هم من كان على منهاج النبوة ، فعمل بالسنة ولزم الجماعة وسار على نهج السلف الصالح ، وأن هذه الطائفة ( أهل السنة والجماعة ) لا يحصرهم زمان ولا مكان ، لكنهم قد يكثرون في زمان ويقلون في آخر ، وقد يكثرون في مكان ويقلون في آخر كذلك .
والمتأمل لحال المسلمين في القرون الأخيرة يجد أن أبرز أنموذج لهذه المسيرة الخيِّرة هي تلكم الدعوة الإصلاحية المباركة ، ودعوة التوحيد والسنة ، التي قام بها الإمام المجدد ( محمد بن عبد الوهاب ت 1206هـ ) ، وأيدها الأمير الصالح ( محمد بن سعود ت 1179هـ ) ( رحمهما الله ) التي ظهرت في منتصف القرن الثاني عشر
([1]) مسلم الإمارة (1920) ، الترمذي الفتن (2229) ، أبو داود الفتن والملاحم (4252) ،
ابن ماجه المقدمة (10) ، الفتن (3952) ، أحمد (5/279) .
([2]) رواه البخاري ( 3640 ) ( 3641 ) ، ومسلم ( 1920 ) .
([3]) رواه أبو داود ( 1/388 - 389 ) ، والحاكم ( 4/450 ) ، وأحمد ( 4/429 ، 437 ) ،
وكذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ( 1959 ) .