عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-08-2009, 04:49 PM
سمو الرووح سمو الرووح غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 31,712
معدل تقييم المستوى: 49
سمو الرووح is on a distinguished road
رد: وأحسن كما أحسن الله إليك..

يتبع إخوتي تتمة المقال وصور من الإحسان للناس
ولي عودة الى يوم غد أيضا إن شاءلله

من صور الإحسان الى الناس

1- الإحسان بالجاه: إذا نزلت بأخيك المسلم حاجة ولم يتيسر أمرها على يديك؛
فاسعَ لنفعه عند إخوانك، فقد يتيسر ذلك على أيديهم -بإذن الله عز وجل -
اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وامتثالاً لأمره، فقد شفع
صلى الله عليه وسلم لمغيث لدى زوجته بريرة رضي الله عنها،
وأمر أصحابه بالشفاعة فقال: "اشفعوا تؤجروا.." [رواه البخاري ومسلم].

ولا يستنكف الشافع خوفًا من أن ترد شفاعته، فقد ردت بريرة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليعلم الشافع أن هذا الجاه وهذه المنزلة ابتلاء من الله عز وجل، لينظر كيف يصنع بهذه النعمة
التي أسبغها عليه؟!

ولا يضيرك أن تشفع عند من هو أقل منك منزلة ومرتبة دنيوية؛
فقد شفع النبي صلى الله عليه وسلم لدى جارية وردت شفاعته صلى الله عليه وسلم.

2- الإحسان بالعلم: وهذه الطريق تعتبر من أعظم الطرق وأتمها نفعًا؛
لأن هذا الإحسان يؤدي إلى ما فيه سعادة الدنيا والآخرة، وبه يعبد الله على بصيرة،
فمن يسر الله له أسباب تحصيل العلم، وظفر بشيء منه؛ كانت مسئوليته عظيمة،
ولزمه القيام بما يجب للعمل من تعليم الجاهل، وإرشاد الحيران، وإفتاء السائل،
وغير ذلك من المنافع التي تتعدى إلى الغير.

قال الحسن: «ما أعظم النفقة نفقة العلم».

3- الإحسان للمؤمنين والمؤمنات بالاستغفار:
وهذا عمل سهل ميسور، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات،
كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" [رواه الطبراني]
وفضل الله واسع، فكم من مؤمن ومؤمنة؟!

4- الإحسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وقد أثنى الله عز وجل على هذه الأمة، وجعل الخيرية فيها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
[آل عمران: 110].

وقال تعالى في حق بني إسرائيل:
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [المائدة: 78، 79]،
ولا يحصل المطلوب، ويتم النفع إلا إذا كان الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر
مؤتمرًا بما يأمر به، ومنتهيًا عما ينهى عنه، وإلا كان أمره ونهيه وبالاً عليه،
لقول الله سبحانه وتعالى {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 30].

والإحسان إلى الناس بأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، لا بد أن يكون عن علم؛
لأن الجاهل قد يأمر بما هو منكر، وقد ينهى عما هو معروف، ولا بد أن يجمع إلى العلم الحكمة،
ويصبر على ما أصابه، ومن الأدلة على هذه الأمور الثلاثة قوله تعالى
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]،
وقوله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]،
وقوله تعالى {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ
إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم إنكار المنكر على ثلاث مراتب،
إن لم تحصل المرتبتان الأوليان، فلا أقل من الثالثة التي هي أضعف الإيمان،
كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال:
"من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان" [رواه مسلم].

5- الإحسان بالنفع البدني: وذلك بأن يجود ببذل ما يستطيعه من القوة البدنية
في تحصيل المصالح ودفع المفاسد، فيمنع الظالم من الظلم، ويميط الأذى عن الطريق مثلاً،
وهذه الطريق هي التي عناها صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث المتفق عليه:
"كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: يعدل بين الاثنين صدقة،
ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة،
وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة" [رواه البخاري ومسلم].

6- الإحسان بالمال: ومن وسع الله عليه الرزق، وآتاه المال؛
فإن عليه أن يشكر الله على ذلك بصرفه في الطريق التي شرعها،
فيقضي الحاجة، ويواسي المنكوب، ويفك الأسير، ويقري الضيف،
ويطعم الجائع، تحقيقًا لقوله سبحانه: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص: 77].

7- الإحسان بالرقية الشرعية: فكم من مريض يعاني وكم ممن أصابهم الألم بسبب
عين أو نفس وسحر؛ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: لدغت رجلاً منا عقرب،
ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرقي؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" [رواه مسلم].

8- قضاء الحوائج: وأنواعه شتى وصوره متنوعة، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟
وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عن كربة، أو تقضي عنه دينًا،
أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -
يعني مسجد المدينة- شهرًا، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه؛ قلبه الله يوم القيامة رضا،
ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام" [حسنه الألباني].

وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعهد الأرامل، يسقي لهن الماء ليلاً،
وكان أبو وائل رحمه الله يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم،
فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن .

قال ابن القيم رحمه الله:

(فإن الصدقة تفدي من عذاب الله تعالى، فإن ذنوب العبد وخطاياه تقتضي هلاكه،
فتجيء الصدقة تفديه من العذاب، وتفكه منه).


يتبـــع>>>
رد مع اقتباس