عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 16-04-2005, 11:59 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الرملة.. عاصمة فلسطين المنسية


--------------------------------------------------------------------------------

كانت مدينة الرملة -والتي تبعد أقل من خمسة أكيال مترية عن مطار تل أبيب الدولي- مرة عاصمة لفلسطين. لكنها اليوم مدينة خربة تحت الاحتلال الإسرائيلي. أسسها الأمير الأموي سليمان بن عبد الملك (والذي أصبح خليفة فيما بعد) في بداية القرن الثامن الميلادي.

والرملة – كما هو واضح من اسمها- مشتقة من كلمة الرمل، وكانت قد بنيت على أرض رملية محاذية لمدينة اللد (ليدا) القديمة، والتي منها أخذت الرملةُ سكانها ومواد بنائها. وقد توسعت مدينة الرملة وازدهرت سريعاً لا لتصبح أكبر مدينة بفلسطين فحسب، وإنما لتصبح عاصمتها حيث بلغ عدد سكانها أكثر من 25 ألف نسمة. ولمدة 300 سنة، لم تكن الرملة أكبر مدينة بفلسطين فحسب وإنما واحدة من المدن الرئيسية في العالم الإسلامي، تضاهي مدن كبغداد، والقاهرة، ودمشق. ويرجع إزدهار الرملة وغناها إلى صناعة صباغة الأنسجة والتجارة العالمية، وهذا راجع جزئياً إلى موقعها المهم بين تقاطع طريقين تجاريين مفضَّلين: شمال-جنوب (ماراً بماريس)، وشرق-غرب من يافا إلى القدس.

لكن قُدِّر لهذه المدينة أن تنعكس أحوالها وذلك في القرن الحادي عشر الميلادي بسبب سلسلة من النوازل الطبيعية والبشرية التي جعلت المدينة مجرد ظلال بالمقارنة مع حالها التي كانت عليها. أول هذه النوازل التي ألمت بالرملة كان زلزال عام 1033م الذي دمر أكثر من ثلثي المدينة وترك آلاف المشردين. ثم تبع ذلك زلزالان في عامي 1068 و1070م على التوالي، وكذلك المناوشات المختلفة بين الفاطميين وأعدائهم كانت لها آثار مزلزلة على المدينة، إلى أن جاء الصليبيون عام 1099م فوجدوا أبواب المدينة مفتوحة فارغة من أهلها، حيث كانوا قد فروا منهم. وعندما استقر الصليبيون في المدينة، بنوا لهم قلعة وكنيسة في أحد جوانبها، ومع الوقت أصبحت هذه المنطقة مركزاً للمدينة حيث صغر حجمها كثيراً. وقد أصاب المدينة بعض التحسن عندما عادت إلى حظيرة الإسلام في عهد المماليك (1260-1516)، حيث بنيت منارة لمسجدها الأبيض، والتي –إلى هذا اليوم- تبدو واضحة ومهيمنة على المباني من حولها. وعلى كل حال، فالمدينة لم تستطع أبداً أن تعود إلى ما كانت عليه من حجمها الأول، وكنتيجة لذلك، فإن المسجد الأبيض فيها الذي كان قائماً في وسطها في القرن الثامن الميلادي، وجد نفسه الآن خارجها.

في أوج ازدهارها، كانت مدينة الرملة تغطي مساحة 2 كليومتر مربع، وهذه حقيقة تؤكدها الحفريات الحديثة التي استطاعت أن تكشف عن المدينة القديمة لمساحة 2 كيلومتر مربع. واستناداً لمؤرخ عربي معاصر، فإن المدينة احتوت على العديد من الأسواق والمساجد والبيوت كلها بنيت بالحجر الكلسي الأبيض والرخام. وقد بينت الحفريات لأحد أسواق المدينة كيف أن محلاته ودكاكينه بنيت على شكل مستطيلات أمام المسجد الأبيض ، وكشفت أيضاً عن خزانة من العملات الذهبية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وتحمل نقش شجرة النخيل، رمز سكة الرملة.

وقد كشف الحفريات أيضاً عن خوابي مستطيلة الشكل كبيرة تحتوي على آثار صبغة حمراء اللون كانت تستعمل لصبغ الأقمشة، والتي كانت مصدر أكثر ثراء المدينة. ودلائل أخرى على النشاطات الصناعية في المدينة وجدت في بقايا أربعة محلات للخزف على الأقل، وتحتوي على قوالب مصابيح، وهروات وصوانٍ تحتوي على طبقة عازلة لامعة وملونة. ويبدو ازدهار المدينة واضح أيضاً من الهندسة المعمارية فيها، حيث تظهر مجموعات من النقوش الهندسية على البيوت.

كل هذا يجعلها نتعجب عن سبب تدهور مدينة الرملة بهذا الشكل السريع والذي يوحي أن المدينة قد هجرت في نهاية القرن الحادي عشر! لعل أحد أسباب هذه التدهور هو التجزئة السياسية لتلك الحقبة التاريخية حيث جعلتها هدفاً بين عدة جيوش متصارعة. وسبب آخر قد يشير إلى العديد من الزلازل التي ذكرناها، لكن كلا هذين العاملين يجب أن يكونا قد أثَّرا على بقية المدن في المنطقة التي استطاعت أن تسترد وضعها الأول. تشير الأبحاث الحديثة أن تدهور المدينة على الأرجح هو نتيجة اعتمادها على نظام مائي اصطناعي هش.

ليس لمدينة الرملة مصدر طبيعي للماء، وكانت تستمد ماءها عن طريق شبكة من القنوات، كان أهمها قناة بنت الكافر، والتي تشبه نهر بردى الذي يجري في وسط مدينة دمشق. وقد اكتشفت آثار لهذه القناة في الحقول الواقعة إلى شرق وجنوب المدينة وهي تمتد لمسافة أكثر من 15 كيلومتراً. وهذه القناة تزود بالماء سلسلة من الأحواض ، حيث أن أشهرها كان حوض أو بركة العنازية، والتي ما زالت موجودة إلى الآن في الناحية الشمالية من المدينة القديمة. وهذه البركة تحوي نقوشاً محفورة في الجص يرجع تاريخها إلى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (786-809م). هذه البركة مغطاة بستة أعمدة ذات قناطر معتمدة على أرصفة مصلبة، وهي مهمة كما هو معروف من الاستعمالات السابقة والمستمرة للأقواس القوطية المحدبة.

من الواضح أن مثل هذا النظام المائي المحكم كان مكلفاً، وأنه كان يتطلب جواً سياسياً مستقراً مع استثمار الدولة في متابعة العناية به. ولكن ، وبمجيء القرن الحادي عشر الميلادي، لم تعد هذه هي الحال. لقد وصف الرحالة الفارسي ناصر خسرو (1003-1060م) كيف أن بيوت الرملة كان لها ماؤها الخاص بها، لأنه لم يكن هناك مصدر يعتمد عليه. ومما يؤكد الحالة المتردية لبرك الماء العامة في الرملة هو ما يرويه الرحالة الفرنسي جونفيل في القرن الثالث عشر الميلادي ، عندما وصف المناوشات بين الصليبيين والمسلمين قرب الرملة عندما وقع رجل وخيول ثلاثة في إحدى البرك المهملة.

إن مسألة ازدهار الرملة السريع وترديها ربما يحمل في طياته مضامين لسكان المنطقة الحاليين الذين هم أيضاً معتمدين على نظام مائي غير طبيعي للاستمرار في حياتهم.



مقتبس من مجلة التاريخ اليوم، عدد شهر مايو 2004

بقلم: أندرو بترسون

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس