عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-06-2008, 02:35 PM
العظــ سالم ــيمان العظــ سالم ــيمان غير متصل
Banned
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
الدولة: المملكة العربية السعودية
العمر: 40
المشاركات: 750
معدل تقييم المستوى: 0
العظــ سالم ــيمان is on a distinguished road
فيلم "كباريه" ينتقد "ازدواج" الشخصية المصرية بين الديني والدنيوي

بين صاحب الملهى المتدين و"العاهرة" التي تجمع المال لحج والدتها


انتقد فيلم سينمائي مصري حالة "الازدواجية" بين الديني والدنيوي، التي تتصف بها الشخصية المصرية، والتي تدفع البعض للقيام بأعمال منافية للدين، وأحياناً للأخلاق، بهدف تحقيق غاية ذات بُعد ديني.

فيقدم فيلم "كباريه"، لسامح عبد العزيز، مجموعة من الشخصيات، التي تأتي بمعظمها من أماكن شعبية، للعمل في الملهى الليلي الذي يحكمه مالكه بيد من حديد، ولا يراعي سوى مصلحته الخاصة، وتحقيق أكبر قدر من الأرباح.


وتمثل شخصية المالك، الذي يلعب دوره الممثل صلاح عبد الله، الشكل الأكثر تضخما في خلق التعارض بين الديني والدنيوي. ففي الوقت الذي تسكب فيها كل أنواع الخمور في كؤوس زبائنه، وتدور حولهم النساء العاريات, يستمع هو في مكتبه لأغان صوفية ويشرب العصير ولا يقارب الخمر ولا النساء، ويؤدي العمرة سنوياً، إلى جانب التزامه أداء الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية.

من جانبها, تقوم المرأة الأكثر فسقا بين العاملات في الكباريه (الفنانة السورية جمانة مراد) بجمع الأموال كي تمكن والدتها من أداء فريضة الحج، فيما يقوم المشرف على العمال بالتوقف عن العمل ساعة الفجر لأداء الصلاة. ويقابل هذه الحالة وجود تنظيم إرهابي يسعى إلى تفجير الكباريه كونه بؤرة فسق وفجور, فيرشح أحد أعضائه للقيام بعملية انتحارية.

يصور الفيلم المكان، وهو "الكباريه"، كبطل مطلق تظهر بين جدرانه شخصيات العمل الفني، حيث يؤدي عدد كبير من نجوم الصف الثاني في السينما المصرية بطولة جماعية. وهذه إيجابية تحسب لمصلحته، إذ إن السيناريو الذي ألفه أحمد عبد الله خضع للفكرة وليس لسطوة النجم.

ورغم أهمية الفكرة التي يعالجها بشيء من السخرية، إلا أن استناد الفيلم إلى أفكار تقليدية أفقده فرصة أن يكون أحد الأفلام الإبداعية الكبيرة، وفق ما رأى ناقدون سينمائيون في تقارير نشرت الجمعة 6-6-2008. فيعتبر الناقد السينمائي طارق الشناوي أن "هذا الفيلم أفضل ما قام كاتب السيناريو أحمد عبد الله بتقديمه للسينما المصرية", متمنيا "لو خرج من الطريقة التقليدية في تقديم أفكاره وفرض حلول ساذجة عن مفهوم العلاقة بين الإنسان وربه". قال "الفيلم كان فرصة لتقديم شيء له قيمة ولكن الأفكار التقليدية عن التعارض بين الدين بالدنيا أفقدته الكثير. وكان يمكن أن يصل إلى ذروة إبداعية لو لم يدع الدين والله في مواجهة الدنيا وحياتها المليئة بمختلف الإيقاعات بما في ذلك اللذة".

وأشار الشناوي إلى أن "فكرة التعارض هذه تشكل خطورة فكرية في الفيلم, لأنه يقدم رؤية ساذجة؛ أن غضب ربنا يحل على الإنسان الذي يسكر ولو لجأ للإيمان لنجا من غضبه".

من جهته، رأى الناقد السينمائي نادر عدلي، أن الفيلم "جيد جدا وأثار مسألة شائكة لها علاقة بازدواجية الإنسان المصري في علاقته بالدين. فمعظم الشعب المصري من المتدينين، وفي الوقت نفسه يعيشون الحياة كما هي, بحيث تناقض الكثير من سلوكياتهم تدينهم. فجاء هذا الفيلم ليقدم بطريقة كوميدية هذا التناقض وهذه الازدواجية".

لكنه لاحظ أن المخرج "لم يذهب إلى عمق الحالة التي يصورها, خصوصا ظاهرة الإرهاب المسؤولة عن تدمير الكباريه وقتل أكثر من 120 إنسانا". ورغم فشل الانتحاري في تفجير نفسه نتيجة عطل في جهاز التفجير, فإنه يعمل خلال فترة انتظاره على إقناع العامل في الكباريه أحمد بدير بترك العمل في هذه البؤرة الفاسدة بطريقة ساذجة. أو كما يقول عنها الناقد عادل عباس "طريقة هروبية من جانب المؤلف لعدم الغوص في العمق, والاكتفاء بأن من يرضى بواقعه يمكنه أن ينجو من خلال مناقشة قضية الحلال والحرام من دون النظر إلى الواقع البائس, وخصوصا الواقع الذي تعيشه الطبقات الفقيرة في المجتمع والذي يدفعها إلى أي عمل للاستمرار في الحياة".

وانتقد عباس تطويل فقرة الغناء في الكباريه "لإظهار المنافسة بين الفنان خالد الصاوي المطرب المشهور والمطرب الناشئ إدوارد, وتصوير الثرية العربية وهي تقف وراء شهرة الصاوي ووقوفها في نهاية الفيلم قبل تفجير المكان إلى جانب إدوارد".

إلا أن الجميع يتفقون على أن الفيلم حقق إنجازين مهمين, أولهما كما يقول الشناوي أنه "سيحقق أرباحا كبيرة لأنه مصنوع بطريقة تجارية جيدة، إلى جانب تحقيقه بطولة جماعية, إذ قام كل ممثل بدوره باحتراف جيد". والإنجاز الثاني أن "الفيلم سيثير حوارا حول ازدواجية الشخصية الدينية والدنيوية، وقد يثير بعض الإسلاميين عليه" كما يؤكد عدلي.